![]() |
تذكرة الموضوعات
مقدمات الكتاب
ترجمة المؤلف هو العالم الفاضل العلامة المحدث النبيه رئيس محدثي الهند محمد طاهر بن علي الصديقي الفتني نسبا وموطنا والبهرة أي التاجر شعبا. ولد في بلدة نهرواله سنة تسعمائة وأربع عشر من الهجر النبوية تلمذ أولا على أفاضل عصره وفضلاء دهره كأستاذ الزمان ملا مهته ومولانا الشيخ الناكوري والشيخ برهان الدين السمهوري ومولانا يد الله السوهي ثم عزم على الحرمين الشريفين فاستفاد من علمائهما ومشائخهما كالشيخ أبي عبيد الله الزبيدي والسيد عبد الله العدني والشيخ عبيد الله الحضرمي والشيخ جار الله المكي والعلامة الفقيه الأصولي الشيخ ابن حجر المكي مؤلف الزواجر والصواعق والفتاوى وغيرها والشيخ علي المدني والشيخ برخوردار السندي والشيخ أبي الحسن البكري المكي والفاضل التقي النقي العابد الزاهد علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي صاحب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال وتعاطي منه فيوضات متكاثرة وفتوحات وافرة ثم إنه عاد إلى بلاده وأقام هناك وأفاد وصنف تصانيف أنيقة مفيدة فاق على فضلاء عصره ونبلاء دهره لما استوى السلطان أكبر والي دار العلوم الدهلي سنة ثمانين وتسعمائة من الهجرة على بلاد كجرات واجتمع بالشيخ فربط السلطان العمامة بيده على رأس الشيخ وقاله على نصر الدين وكسر المبتدعين والسلطان المذكور فرض حكومة كجرات إلى أخيه الرضاعي مرزا عزيز بيك كوكه الملقب بالخان الأعظم فأعان الشيخ وأزال رسوم البدع ثم إن الخان الأعظم عزل ونصب مكانه عبد الرحيم خانخانان وكان شيعيا فاعتضده به المهدوية فحل الشيخ عمامته عن رأسه وانطلق إلى السلطان أكبر وكان هو في مستقر الخلافة أكبر آباد فتبعه جمع من المهدوية سرا فقتلوه في ما بين أجين ومالوه سنة ست وثمانين وتسعمائة قتل رحمه الله وهو إذ ذاك ابن اثنتين وسبعين سنة ثم نقل جسده إلى فتن ودفن في مقابر أسلافه رحمه الله ونور مرقده وبرد مضجعه وأدخله بحبوحة جنانه ترجم له جمع من الأفاضل كالشيخ محدث الهند العلامة عبد الحق الدهلوي صاحب اللمعات شرح المشكوة في أخبار الأخيار والسيد العلامة غلام علي البلجرامي الزبيدي صاحب تاج العروس وشرح الأحياء في سبحة المرجان في آثار الهندوستان وصاحب خزينة الأصفياء وصاحب حدائق الحنيفة [لعله: الحنفية] وغيرهم من النبلاء له رحمه الله مصنفات عديدة منها مجمع بحار الأنوار مع التكلمة [لعله: التكملة] في أربع مجلدات في غريب الحديث على نمط نهاية ابن الأثير والمغني في ضبط الرجال وكفاية في شرح الشافية لابن الحاجب في الصرف وقانون الموضوعات وتذكرة الموضوعات هذه التي نحن بصدد طبعها وختمها بقانون الموضوعات، وله تصانيف أخر كلها مشتملة على فوائد جليلة ودقائق علمية. |
تنبيه (حول اسم المؤلف)
فتن بفتح الفاء وتشديد التاء المثناة فوق مع الفتح بعده نون معرب بين بلدة من بلاد كجرات قريبا من أحمد آباد. أجين بضم الهمزة وتشديد الجيم المفتوحة والنون بينهما ياء تحتانية ساكنة. وبوهرة معناه التاجر على ما بينه صاحب الترجمة في تصانيفه جمهور أهل الكجرات مجمعون على أنه كان من البواهين أسلم أسلافهم على يد ملا علي ومضى لإسلامهم على ما حكاه البلجرامي قريبا من ثلاثمائة سنة. مهدوية هم الذين كانوا من قومه من أتباع السيد محمد الجونفوري الذي ادعى أنه المهدي الموعود والله أعلم وعلمه أتم وأحكم وأنا العاجز الحقير الفقير إلى ربه المستجير أبو عبد الكبير محمد عبد الجليل، عفا عنه ربه السميع البصير، السامرودي، حرر في جمادى الأولى سنة 1342. |
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ميز الخبيث من الطيب، وأحرز الحديث بالعلماء النقاد من الخطأ والكذب، والصلاة على سيد الورى وخير البرية، وجميع صحابته دعاة الله إلى سبله المرضية، وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته الطيبين. ونسأله التوفيق والتأييد. فبيده أزمة التحقيق والتسديد. وبعد فقال أضعف عباد القوي الولي محمد بن طاهر بن علي الفتني الهندي مسكنا ونسبا والحنفي مذهبا: هذا مختصر يجمع أقوال العلماء النقاد والمحدثين السراد في وضع الحديث أو ضعفه حتى يتبين أن وضعه أو ضعفه متفق أو أنه بسبب قصور قاصر أو سهو ساه مختلف كيلا يتجاسر الكسل على الجزم بوضعه بمجرد نظرة في كلام قائل أنه موضوع ولا يتسارع إلى الحكم بصحة كل ما نسب إلى الحديث غافل مخدوع فإن الناس فيه بين إفراط وتفريط فمن مفرط يجزم بالوضع بمجرد السماع من أحد لعله ساه أو ذو تخطيط ومن مفرط يستبعد كونه موضوعا وظن الحكم به سوء أدب ومخترعا ولم يدر أن ليس حكمه على الحديث بل على مخترع الكذب الخاذل أو ما زل فيه قدم الغافل. ومما بعثني إليه أنه اشتهر في البلدان موضوعات الصغاني وغيره وظني أن أمامهم كتاب ابن الجوزي ونحوه ولعمري أنه قد أفرط في الحكم بالوضع حتى تعقبه العلماء من أفاضل الكاملين فهو ضرر عظيم على القاصرين المتكاسلين. قال مجدد المائة السيوطي [قلت: لعله المائة التاسعة والله أعلم. اهـ مصححه]. قد أكثر ابن الجوزي في الموضوعات من إخراج الضعيف بل ومن الحسان ومن الصحاح كما نبه عليه الحفاظ ومنهم ابن الصلاح وقد ميز في حيزه ثلاثمائة حديث وقال لا سبيل إلى إدراجها في الموضوعات فمنها حديث في صحيح مسلم وفي صحيح البخاري رواية حماد بن شاكر وأحاديث في بقية الصحاح والسنن ونقل فيه عن أحمد بن أبي المجد أنه قال ومما ولم يصب فيه ابن الجوزي إطلاقه الوضع بكلام قائل في بعض رواته فلان ضعيف أو ليس بقوي أو لين فحكم بوضعه من غير شاهد عقل ونقل ومخالفة كتاب أو سنة أو إجماع وهذا عدوان ومجازفة - انتهى. وأنا أورد بعض ما وقع في مختصر الشيخ محمد بن يعقوب الفيروز آبادي من كتاب المغني من حمل الأسفار في الأسفار للشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي في تخريج الأحياء وفي المقاصد الحسنة للشيخ العلامة أبي الخير شمس الدين السخاوي وفي كتاب اللآلئ للشيخ جلال الدين السيوطي وفي كتاب الذيل له وفي كتاب الوجيز له وموضوعات الصغاني وموضوعات المصابيح التي جمعها الشيخ سراج الدين عمر بن علي القزويني ومؤلف الشيخ علي بن إبراهيم العطار وغير ذلك فاجمع أقوال العلماء في كل حديث كي يتضح لك الحق الحقيق بالقبول وقد حثني عليه بعض الأعزة الكرام واستبطئوا حين شرعت الاختتام وهو كالتذكرة للموضوعات وكاف عن المطولات وحين وقع الفراغ عن التسويد تحرك عزمي إلى أن أجمع من أجد من الكذابين والضعاف ليكون قانونا [الذي نحن بصدد طبعه إن شاء الله تعالى. اهـ مصححه]. في غير ما في هذا الكتاب من الموضوعات والضعاف والله الموفق لهذا المرام وبعونه التيسير للاختتام والمرجو من الإخوان ذوي الطباع الصحيحة إذا اطلعوا على سهو أو طغيان أن يصلحوا بأقلامهم الفصيحة ويعذروا الكاتب الحقير بعين النصيحة فإن الخطأ ديدني لقلة عدتي وكثرة أشغالي وتشتت أحوالي بتفاقم النوائب [التفاقم: التعاظم وزنًا ومعنًى. اهـ مصححه]. من أرباب الدولة الآخذين سيف العدوان على الضعفة من الإخوان فالله المستعان. هذا مع عدم من أراجعه في هذه البلاد من المحدثين أعالم العلماء وأفاضل الفضلاء فإن هز عطف أحد استطراف شيء من المكاتب فلا ينس قراءة الفاتحة لمن تعنى فيه مدة مديدة وإراحة من التبعات الشديدة والمرجو من فضل الله العظيم أن يجعله خالصا لوجهه الكريم. |
مقدمة وفيها مباحث
الأول في اصطلاح الحديث وشروط روايته الصحيح ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله وسلم عن شذوذ وعلة - والشذوذ أن يرويه الثقة مخالفا لغيره - والحسن ما لا في إسناده متهم ولا يكون شاذا ويروى من غير وجه نحوه، والضعيف ما لم يجتمع فيه شرطا الصحة والحسن. ويجوز عند العلماء التساهل في أسانيد الضعيف بلا شرط بيان ضعفه في الوعظ والقصص والفضائل لا في صفات الله والحلال والحرام. قيل كان مذهب النسائي أن يخرج عن كل من لم يجمع على تركه وكذا أبو داود وكان يخرج الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره ويرجحه على الرأي [وممن نقل عنه ذلك ابن حنبل وابن مهدي وابن المبارك: قالوا إذا رويناه في الحلال والحرام شددنا وإذا رويناه في الفضائل تساهلنا. اهـ الإدارة المنيرية]. المسند ما اتصل سنده مرفوعا إليه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أو موقوفًا، والمرفوع ما أضيف إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ سواء كان متصلا أو منقطعا فالمتصل يكون مرفوعا وغير مرفوع والمرفوع يكون متصلا وغير متصل. والمسند متصل مرفوع، والمعلق ما حذف من مبدأ إسناده واحد فأكثر، والغريب ما تفرد واحد عمن يجمع حديثه كالزهري، والموقوف ما روي عن الصحابي من قول أو فعل متصلا أو منقطعا وهو ليس بحجة، والمقطوع ما جاء عن التابعين، والمرسل قول التابعي قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ . والمنقطع ما لم يتصل إسناده من الأول والآخر، والمعضل ما سقط من سنده اثنان، والمنكر ما فيه أسباب خفية غامضة قادحة. وفي شرح النخبة وللجرح مراتب أسوأها أكذب الناس وإليه المنتهى في الوضع أو هو ركن الكذب. ثم قولهم دجال أو وضاع أو كذاب. وأسفلها تحولين أو سيئ الحفظ أو فيه أدنى مقال. وبين الأسوأ والأسفل مراتب فقولهم متروك أو ساقط أو فاحش الغلط أو منكر الحديث أشد من قولهم ضعيف أو ليس بالقوي أو فيه مقال. وأرفع مراتب التعديل كأوثق الناس ثم ثقة ثقة أو ثقة حافظ أو ثبت ثبت وأدناها كشيخ ويروى حديثه ويعتبر به ونحو ذلك. وفي العدة وأعلم أن الأحاديث التي لا أصل لها لا تقبل والتي لا إسناد لها لا يروى بها: ففي الحديث (اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) فقيد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الرواية بالعلم وكل حديث ليس له إسناده صحيح ولا هو منقول في كتاب مصنفه إمام معتبر لا يعلم ذلك الحديث عنه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فلا يجوز قبوله: ففي مسلم: (كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع)، وفيه (يكون في آخر الزمان كذابون دجالون يأتونكم بأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم). الثاني في أقسام الواضعين. في خلاصة علم الحديث أعلم أن الخبر ثلاثة أقسام: قسم يجب تصديقه وهو ما نص الأئمة على صحته. وقسم يجب تكذيبه وهو ما نصوا على وضعه. وقسم يجب التوقف فيه لاحتماله الصدق والكذب كسائر الأخبار ولا يحل رواية الموضوع لمن علم حالة في أي معنى إلا ببيان وضعه. ويعرف الوضع بإقرار واضعه وبقرينة حال الراوي والمروى بركاكة اللفظ والمعنى. والواضعون أصناف وأعظمهم ضررا قوم منتسبون إلى الزهد وضعوا حسبة فيقبل موضوعاتهم ثقة بهم. والكرامية وبعض المبتدعة يجوزون الوضع في الترغيب والترهيب وهو خلاف إجماع المسلمين الذين يعتد بهم في الإجماع - انتهى. وفي الرسالة قال زيد بن أسلم من عمل بخبر صح أنه كذب فهو من خدم الشيطان. وفي اللآلئ قال الزركشي بين قولنا لم يصح وقولنا موضوع بون بعيد كثير فإن الوضع إثبات الكذب والاختلاف وقولنا لم يصح لا يلزم منه إثبات العدم وإنما هو أخبار عن عدم الثبوت. وقال أيضًا لا يلزم من جهل الراوي وضع حديثه. وفي الوجيز فرق بين المنكر والموضوع. وقال ابن حجر أكثر المحدثين من سنة مائتين إلى الآن إذا ساقوا الحديث بإسناده اعتقدوا أنهم برئوا من عهدته. وذكر السخاوي عنه أن لفظ لا يثبت لا يلزم منه أن يكون موضوعا فإن الثابت يشمل الصحيح فقط والضعيف دونه. والمنكر إذا تعددت طرقه [هكذا الأصل، ولعل كلمة (ارتقى) سقطت من النسخة. اهـ إدارة]. إلى درجة الضعف القريب بل ربما ارتقى إلى الحسن. وحكى السيوطي عن ابن الجوزي أن من وقع في حديثه الموضوع والكذب والقلب أنواع: منهم من غلب عليهم الزهد فغفلوا عن الحفظ أو ضاعت كتبه فحدث من حفظه فغلط، وعن يحيى ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه في من ينسب إلى الخبر والزهد. ومنهم قوم ثقاة لكن اختلطت عقولهم في أواخر أعمارهم. ومنهم من روى الخطأ سهو فلما رأى الصواب وأيقن لم يرجع أنفة أن ينسبوا إلى الغلط. ومنهم زنادقة وضعوا قصدا إلى إفساد الشريعة وإيقاع الشك والتلاعب بالدين. وقد كان بعض الزنادقة يتغفل الشيخ فيدس في كتابه ما ليس من حديثه. قال حماد بن زيد وضعت الزنادقة أربعة آلاف حديث ولما أخذ ابن أبي العوجاء لضرب عنقه قال وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحلل فيها الحرام. ومنهم من يضع نصرة لمذهبه رجع رجل من المبتدعة فجعل يقول انظروا عمن تأخذون هذا الحديث فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا. ومنهم من يضعون حسبة ترغيبا وترهيبا، ومضمون فعلهم أن الشريعة ناقصة إلى تتمة. ومنهم من أجاز وضع الأسانيد لكلام حسن. ومنهم من قصد التقرب إلى السلطان. ومنهم القصاص لأنهم يريدون أحاديث ترقق وتنفق وفي الصحاح يقل مثله. ثم إن الحفظ يشق عليهم ويتفق عدم الدين وهم يحضرهم جهال وما أكثر ما تعرض على أحاديث في مجلس الوعظ قد ذكرها قصاص الزمان فأردها فيحقدون علي انتهى. قال الصغاني إذا علم أن حديثا متروك أو موضوع فليروه ولكن لا يقول عليه قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . |
الثالث في كتب أحاديثها موضوعة في الكذابين
في الخلاصة قال الشيخ قد صنف كتب في الحديث وجميع ما احتوت عليه موضوع كما مر من موضوعات القضاعي. ومنها الأربعون الودعانية. ومنها وصايا علي ـ رضي الله عنه ـ كلها موضوعة عنه سوى الحديث الأول وهو (أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي) قال الصغاني ومنها وصايا علي ـ رضي الله عنه ـ كلها التي أولها يا علي لفلان ثلاث علامات، وفي آخرها النهي عن المجامعة وفي أوقات مخصوصة كلها موضوعة، وآخر هذه الوصايا يا علي أعطيتك في هذه الوصية علم الأولين والآخرين وضعها حماد بن عمرو النصيبي وقال السيوطي في اللآلئ وكذا وصايا علي موضوعة واتهم بها حماد بن عمرو وكذا وصاياه التي وضعها عبد الله بن زياد بن سمعان أو شيخه وقال الصغاني وأول هذه الودعانية كان الموت فيها على غير ما كتب وقد ذكرناه من غيره من موضوعات الشهاب وآخرها (ما من بيت إلا وملك يقف على بابه كل يوم خمس مرات فإذا وجد الإنسان قد نفد أكله وانقطع أجله ألقى عليه غم الموت فغشيته كرباته وغمرته سكراته). وقال السيوطي في الذيل إن الأربعين الودعانية لا يصح فيها حديث مرفوع على هذا النسق في هذه الأسانيد وإنما يصح منها ألفاظ بسيرة وإن كان كلامها حسنا وموعظة فليس كل ما هو حق حديثا بل عكسه وهي مسروقة سرقها ابن ودعان من واضعها زيد بن رفاعة ويقال أنه الذي وضع رسائل إخوان الصفا وكان من أجهل خلق الله في الحديث وأقلهم حياء وأجرأهم على الكذب وفي الوجيز [قلت: في عزوه إلى الوجيز نظر، بل الصحيح عندي في الذيل. اهـ مصححه]. قال جمال الدين المزني الأحاديث المنسوبة إلى القاضي أبي نصر بن ودعان الموصلى لا يصح منها حديث واحد مرفوع وإنما يصح يسيره منها يحتاج في تميزها إلى نوع من التتبع وقال الصغاني ومنها كتاب فضل العلماء للمحدث شرف البلخي وأوله (من تعلم مسألة من الفقه قلده الله كذا). ومن الأحاديث الموضوعة بإسناد واحد أحاديث الشيخ المعروف بابن أبي الدنيا وهو الذي يزعمون أنه أدرك عليا وعمر طويلا وأخذ بركابه فركب وأصابه ركابه فشجه فقال مد الله في عمرك مدا وأحاديث أبي نسطور الرومي وأحاديث بشر ونعيم بن سالم وخراش عن أنس وأحاديث دينار عنه وأحاديث أبي هدبة إبراهيم بن هدبة القيسي ومنها كتاب يدعى بمسند أنس البصري مقدار ثلاثمائة حديث يرويه سمعان المهدي عن أنس وأوله أمتي في سائر الأمم كالقمر في النجوم وفي الذيل سمعان بن المهدي عن أنس لا يكاد يعرف ألصقت به نسخة مكذوبة قبح الله من وضعها، وفي اللسان هي من رواية محمد بن مقاتل الرازي عن جعفر بن هارون عن سمعان فذكر النسخة وهي أكثر من ثلاثمائة حديث أكثر متونها موضوعة - انتهى. قال الصغاني ومنها الأحاديث التي تروى في التسمية بأحمد لا يثبت شيء منها، ومنها خطبة الوداع عن أبي الدرداء رفعه وأوله ألا لا يركبن أحدكم البحر عند ارتجاجه، وفي اللآلئ آخر الخطبة الأخيرة عن أبي هريرة وابن عباس بطولها موضوعة اتهم بها ميسرة بن عبد ربه لا بورك فيه. |
قال ابن الجوزي الوضاعون خلق كثيرون كبارهم وهب بن وهب القاضي ومحمد بن السائب الكلبي ومحمد بن سعيد الشامي المصلوب وأبو داود النخعي وإسحاق بن نجيح الملطي وغياث بن إبراهيم النخعي والمغيرة بن سعيد الكوفي وأحمد بن عبد الله الجويباري ومأمون بن أحمد الهروي ومحمد بن عكاشة الكرماني ومحمد بن القاسم الطالكاني ومحمد بن زياد اليشكري.
وقال النسائي الكذابون المعروفون بالوضع أربعة ابن أبي يحيى بالمدينة والواقدي ببغداد ومقاتل بن سليمان بخراسان ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام، وقيل وضع الجويباري وابن عكاشة ومحمد بن نميم والفاريابي أكثر من عشرة آلاف فأنشأ الله علماء يذبون ويوضحون الصحيح ويفضحون القبيح فهم حراس الأرض وفرسان الدين كثرهم الله إلى يوم الدين. وفي الوجيز قال ابن عدي كتبت جملة عن محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن آبائه إلى علي رفعها إذ أخرج إلينا نسخة قريب من ألف حديث عن موسى المذكور عن آبائه بخط طري عامتها مناكير، قال الدارقطني إنه من آيات الله وضع ذلك الكتاب يعني العلويات، قال ابن حجر وسماه السنن وكله بسند واحد منه لا خيل أبقى من الدهم ولا امرأة كابنة العم، ومنه لا خير في العيش إلا لمسمع واع أو عامل ناطق وغير ذلك مما يجيء في بابه وعبد الله بن أحمد عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه يروي نسخة موضوعة باطلة ما ينفك عن وضعه أو وضع أبيه، وإسحاق الملطي له أباطيل، منها لا يحل لامرأة تؤمن بالله أن تعرج على السرج، ومن منع الماعون لزمه طرف من البخل، ومنه لعن الناظر والمنظور إليه، ومنه لا تقولوا مسيجد ولا مصيحف ونهى عن تصغير الأسماء وأن يسمى حمدون أو علوان أو يعموش وغيرها مما يجيء، قال ابن عدي كلها وضعها هو ورى عن ابن جريج عن عطاء عن أبي سعيد الوصية لعلي ـ رضي الله عنه ـ في الجماع وكيف يجامع فانظر إلى هذا الدجال ما أجرأه. وقال الديلمي أسانيد كتاب العروس لأبي الفضل جعفر بن محمد بن علي الحسيني واهية لا يعتمد عليها وأحاديثه منكرة. وقال الذهبي أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن بليط بن شريط حدث عن أبيه عن جده بنسخة فيها بلال لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب انتهى كلام الوجيز. وسنذكر أحد عشر حديثا في بابه منها ونذكر أحاديث كل من هذه الكتب ونحيل بيان حاكيه على ما في المقدمة فاحفظ المحتال عليه ولا تغفل، في اللآلئ قال الحاكم قال الترمذي كل حديث في كتابه معمول به إلا حديثان. كتاب التوحيد |
باب الإيمان بالله وبالقدر ومعرفته وشعبه وفضل من دعا إليه
في الخلاصة (اليقين الإيمان كله) موضوع: قاله الصغاني والسخاوي. (الإيمان عقد بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان حكم ابن الجوزي بوضعه وهو من حديث عبد السلام بن صالح عند ابن ماجه. وفي الوجيز معاذ بن جبل (الإيمان يزيد وينقص) أعله بعماد بن مطرف منكر الحديث: قلت قد أخرجه أحمد وأبو داود من وجه آخر جيد عن معاذ وسكت عليه أبو داود فهو صالح عنده وله شواهد عن أبي هريرة وابن عباس وأبي الدرداء موقوفًا. أبو هريرة (إن من تمام إيمان العبد أن يستثني في كل حديثه) أعله بمعارك بن عباد، منكر. قلت في الحكم بوضعه نظر. وفي الذيل (من لم يكن مؤمنا حقا فهو كافر حقا). قال المذنب: فيه سمعان بن المهدي. عن أنس (من عرف نفسه عرف ربه ومن عرف ربه كل لسانه). قال النووي ليس بثابت. (من عرف نفسه عرف ربه) قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال. وفي المقاصد لا يعرف مرفوعا وإنما يحكي من قول يحيى بن معاذ. وكذا قال النووي إنه ليس بثابت. (كنت كنزا لا أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت خلقا فعرفتهم بي فعرفوني) قال ابن تيمية ليس من الحديث ولا يعرف له سند صحيح ولا ضعيف وتبعه الزركشي وشيخنا، وفي الذيل قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال. وفي المقاصد (لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا) لا أصل له مرفوعا وإنما هو عن بعض السلف. (حب الوطن من الإيمان) لم أقف عليه ومعناه صحيح. الصغاني (حب الهرة من الإيمان) موضوع. في الخلاصة (من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة). قال الصغاني موضوع. وفي اللآلئ إذ فيه محمد بن معاوية غير ثقة لكن تبعه سعيد بن كثير وهو ثقة. وفي الوجيز قلت وثقة أحمد وغيره. (ما كان زندقة إلا وأصلها التكذيب بالقدر). فيه بحر بن كثير كذاب. قلت ورد بسند لا بأس به. وفي المختصر (القدر سر الله فلا تفشوا الله سره) ضعيف. وفي المقاصد (إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم حتى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره) فيه كذاب يضع متروك، وعند البيهقي من قول ابن عباس. |
باب أوصافه المتشابهة كحجابه وخلقه وصورته
واللا أبالي وردائه ونزوله عن عرشه وصفة كن وسعة عرشه وسمائه وأرضه وسرعة سير الشمس وبحاره وملكه وتخمير طين آدم. في المختصر (إن لله سبعين حجابا من نور لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل ما أبصره). لأبي الشيخ بسند ضعيف. وقال ابن الجوزي لا أصل له. وللطبراني بسند جيد بلفظ (حجابه النور) إلخ. (إن لله ثلاثمائة خلق من لقيه بخلق منها مع التوحيد دخل الجنة فقال أبو بكر يا رسول الله هل فيّ خلق منها فقال كلها فيك وأحبها إلى الله السخاء). وروي (الإسلام ثلاثمائة شريعة وثلاثة عشر شريعة). وروي (إن لله مائة وسبعة عشر شريعة) والكل ضعيف. (هؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي) مضطرب الإسناد. (الحمد رداء الرحمن) لم يوجد. في اللآلئ ابن عباس رفعه (رأيت ربي في صورة شاب له وفرة) وروي (في صورة شاب أمرد) قال ابن صدقة عن أبي زُرعة: حديث ابن عباس صحيح لا ينكره إلا معتزلي وروي في بعضها رآه بفؤاده. والحديث إن حمل على رؤية المنام فلا إشكال وإن حمل على اليقظة فأجاب أستاذنا كمال الدين بن الهمام بأن هذا حجاب الصورة. في الذيل (رأيت ربي بمنى يوم النفر على جمل أورق عليه جبة صوف أمام الناس). موضوع لا أصل له. (إذا أراد الله أن ينزل إلى السماء الدنيا نزل عن عرشه بذاته) محدثة دجال. (عن اللوح سمعت الله من فوق العرش يقول لشيء كن فلا تبلغ الكاف النون إلا يكون الذي يكون) موضوع بلا شك. (قال القلم إن للعرش ثلاثمائة وستين ألف قائمة كل قائمة من قوائمه كأطباق الدنيا ستون ألف مرة تحت كل قائمة ستون ألف مدينة في كل مدينة ستون ألف صحراء ستون ألف عالم في كل عالم مثل الثقلين الجن والإنس وستون ألف مرة لا يعلمون أن الله ـ عز وجل ـ خلق آدم وإبليس ألهمهم الله ـ عز وجل ـ أن يستغفروا لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي) فيه محمد بن النضر لم يكن ثقة. في المختصر (بين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام) رجاله ثقات. |
(قال لجبرائيل ـ عليه السلام ـ هل زالت الشمس قال: لا، نعم. قال: كيف قال لا نعم؟ [هكذا في طبعة أمين دمج، ولعله: (كيف قُلْتَ لا نعم؟)] فقال: من حين قُلْتُ لا إلى أن قُلْتُ نعم، سارت الشمس مسيرة خمسمائة عام) لم يوجد له أصل.
(إن لله ملكا ما بين شفري عينيه مسيرة خمسمائة عام) لم يوجد. (الأرض في البحر كالإصطبل في الأرض) لم يوجد. (إن الله تعالى خمر طينة آدم بيده أربعين صباحا) ضعيف. وفي شرح مسلم للنووي قال قد جاء في غلط الأرضين السبع وطباقهن وما بينهن حديث ليس بثابت. في الوجيز (ما من مولود إلا مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من فاتحة سورة التغابن) فيه وليد بن الوليد العبسي لا يحل الاحتجاج به. قلت قد قيل صدوق وهو للبخاري في تاريخه عن ابن عمر موقوف وهو أشبه. ولجماعة عن أبي ذر (أن المنى يمكث في الرحم أربعين ليلة فيأتيه ملك النفوس فيعرج به إلى الجبار فيقول يا رب عبدك أذكر أم أنثى فيقضي الله ما هو قاض ثم يقول يا رب اشقي أم سعيد فيكتب ما هو لاق بين يديه وتلا أبو ذر من فاتحة سورة التغابن إلى قوله: {وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير} [التغابن: 3]. وهذا شاهد حسن مبين للمراد. باب صفة المؤمن وفضله على الملك وإكرامه في المقاصد (المؤمن مؤتمن على نسبه) بيض له شيخنا وأظنه من قول مالك أو غيره. (المؤمن مرآة المؤمن) لأبي داود رفعه. (المؤمن ليس بحقود) ذكره في الأحياء وقال مخرجه لم أقف له على أصل. في المختصر (المؤمن أكرم على الله من الملائكة) لجماعة. (إن الله تعالى أخذ الميثاق على كل مؤمن أن يبغض كل منافق وعلى كل منافق أن يبغض كل مؤمن) لم يوجد. (المؤمن يغبط والمنافق يحسد) لم يوجد وإنما هو من كلام الفضيل. في الخلاصة (المؤمن يسير المؤونة) قال الصغاني موضوع. وفي اللآلئ هو عن أبي هريرة فلا يصح: فيه محمد بن سهل يضع. قلت عند البيهقي من طريق آخر عنه. وفي الوجيز كذلك قال ابن حبان سمعت جعفر ابن أبان يملي ثنا ابن رمح ثنا الليث عن نافع عن ابن عمر (من سر المؤمن فقد سرني ومن سرني فقد سر الله) فقلت يا شيخ اتق الله ولا تكذب على رسول الله فقال لست مني في حل أنتم تحسدونني لإسنادي فخوفته حتى حلف لا يحدث بمكة. في الذيل (من سر مؤمنا فإنما يسر الله ومن عظم مؤمنا فإنما يعظم الله ومن أكرم مؤمنا فإنما يكرم الله) هو كذب بين. القزويني (المؤمن غر كريم والمنافق خب لئيم) موضوع [في كونه موضوعًا نظر، وقد خرجه أبو داود والترمذي والحاكم، وجَيّدَ إسناده المناوي، والله أعلم. اهـ مصححه.من حديث المصابيح]. |
باب افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها ناجية أو هالكة
ومنهم القدرية والزيدية وإن كل بدعة ضلالة وانتهار المبتدعة وإن المنافق يملك عينيه وإن لعن اليهود صدقة. في المقاصد (الجماعة رحمة والفرقة عذاب) في سنده ضعف لكن له شواهد معنى. (افترقت اليهود على اثنين وسبعين فرقة والنصارى كذلك وتفترق أمتي على ثلاث سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي) حسن صحيح روي عن أبي هريرة وسعد ابن عمر وأنس جابر وغيرهم. وفي اللآلئ (تفترق أمتي على سبعين أو إحدى وسبعين كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة قالوا يا رسول الله من هم قال الزنادقة وهم القدرية) لا أصل له. في المقاصد (الزندقة مجوس هذه الأمة) لم أره ولكن عند جماعة بلفظ القدرية. القزويني (القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم) موضوع [في كونه موضوعًا نظر، وقد خرجه أبو داود والترمذي والحاكم، وجَيّدَ إسناده المناوي، والله أعلم. اهـ مصححه. من حديث المصابيح]. من حديث المصابيح. وكذا [خرجه البخاري في تاريخه والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس وابن ماجه وحده عن جابر والطبراني في الأوسط عن أبي سعيد حسن إسناده المناوي والله أعلم. اهـ مصححه]. (صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب القدرية والمرجئة). وفي الوجيز عن أبي هريرة (إن لكل أمة مجوسا وأما مجوس هذه الأمة القدرية فلا تعودوهم إذا مرضوا ولا تصلوا عليهم إذا ماتوا) فيه جعفر بن الحارث ليس بشيء. قلت وثقة ابن عدي. وقال البخاري في حفظه شيء يكتب حديثه والحديث ورد بهذا اللفظ عن حذيفة وجابر وابن عمر وبعض أسانيده على شروط الصحيح. وفي الخلاصة قال الصغاني حديث صنفان إلخ. موضوع. وكذا حديث (من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا) موضوع. وفي الذيل (إذا رأيتم صاحب بدعة فاكفهروا في وجهه فإن الله تعالى يبغض كل مبتدع ولا يجوز أحد منهم الصراط ولكن يتهافتون النار مثل الجراد والذباب) فيه إبراهيم بن هدبة كذاب. (إذا مات صاحب بدعة فقد فتح في الإسلام فتح) فيه ثلاثة غير موصين. (لو أن صاحب بدعة ومكذبا بقدر قتل مظلوما صابرا محتسبا بين الركن والمقام لم ينظر الله في شيء من أمره حتى يدخله جهنم) فيه كثير بن سليم مضعف متروك الحديث وقيل واضع. ويحيى بن المبارك مجهول. (كل بدعة ضلالة إلا بدعة في عبادة) فيه الهيثم كذاب والنقاش متهم. وفي المختصر (إن الله ليغضب إذا مدح الفاسق) لجماعة. (من أكرم فاسقا فقد أعان على هدم الإسلام) لابن عدي والطبراني وأبي نعيم ولفظهم (من وقر صاحب بدعة) والكل ضعيف أو موضوع كما قال أبو الفرج. |
(عليكم بدين العجائز) قال ابن طاهر لم أقف له على أصل وإنما رأيت حديثا لابن السلماني (إذا كان في آخر الزمان واختلفت الأهواء فعليكم بدين أهل البادية والنساء) ولابن السلماني نسخة اتهم بوضعها وقال الصغاني موضوع، وفي المقاصد لا أصل له بهذا اللفظ لكن عند الديلمي عن ابن السلماني وهو ضعيف جدا حدث عن أبيه بمائتي حديث كلها موضوعة لا يحل ذكرها إلا على وجه التعجب.
(المنافق يملك عينيه يبكي متى شاء) رفعه ضعيف لكنه ورد في التوراة. اللآلئ (من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود) لا يصح. (من قال في ديننا برأيه فاقتلوه) تفرد به منهم: الوجيز وضعه إسحاق الملطي. باب لا يكفر أحد إلا بجحود في المختصر (لا يكفر أحد إلا بجحوده بما أقر به) ضعيف. للطبراني (رحم الله من كف لسانه عن أهل القبلة إلا بأحسن ما يقدر عليه) الديلمي بلفظ (عن أعراض المسلمين) ضعيف ومنقطع. (ما شهد رجل على رجل بالكفر إلا باء به أحدهما إن كان كافرا فهو كما قال وإن لم يكن كافرا فقد كفر بتكفيره إياه) ضعيف. قال الغزالي: هذا إن كفره وهو يعلم أنه مسلم فإن ظن أنه كافر ببدعة أو غيرها كان مخطئا لا كافرا. قال الحقير: وكفى بالخطأ إثما مبينا فإن الخطأ في رمي الزنا يوجب ثمانين ورد الشهادة أبدا وإن تاب، فكيف في التكفير قذف [لعله: فكيف وفي التكفير قذف]، والكفر أكبر الكبائر؟ سبحانك هذا بهتان عظيم! كتاب العلم |
باب فضل العالم العامل على العابد وأن العمل أو الزهد يزيد العلم
وأنه يخافه كل شيء وأنه كالنبي ووارثه وإن موته ثلمة وأنه الولي وفضل تعليمه وتعلمه على التطوع ومع الحرص والتملق في الصغر قبل أن يسود وفضل المعلم وأنه مولى واغتنامه قبل أن يعبر به الزنا والاغتنام بلا أدري وعلم الباطن والطب وذم من لم يعظم العالم كالجار وغيره. في المقاصد (طلب العلم فريضة على كل مسلم) روي عن أنس بطرق كلها معلولة واهية وفي الباب عن جماعة من الصحابة وبسط الكلام في تخريج الأحياء ومع هذا كله قال البيهقي متنه مشهور وإسناده ضعيف روي من أوجه كلها ضعيفة وقال أحمد لا يثبت في هذا الباب شيء وكذا قال ابن راهويه وأبو علي النيسابوري والحاكم ومثله ابن الصلاح المشهور الذي ليس بصحيح ولكن قال العراقي قد صحح بعض الأئمة بعض طرقه وقال المزني إن طرقه تبلغ رتبة الحسن وقال ابن المبارك ليس هو الذي تظنون وإنما هو أن يقع الرجل في شيء من أمر دينه فيسأل عنه حتى يعلمه وقد ألحقه بعض المصنفين بآخر الحديث (ومسلمة) وليس لها ذكر في شيء من طرقه وفي المختصر هو لابن ماجه وأحمد والبيهقي ضعيف (اطلبوا العلم ولو بالصين) لابن عدي والبيهقي لفظه مشهور وأسانيده ضعيفة وفي المقاصد بزيادة (فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم) وقال ضعيف بل قال ابن حيان باطل لا أصل له وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وكذا نقل في اللآلئ عن ابن حيان قال في إسناده مضعفون قال ووثق بعض وفي الوجيز هو عن أنس وفيه أبو عاتكة منكر الحديث قلت أخرجه البيهقي وقال متن مشهور وإسناده ضعيف وأبو عاتكة من رجال الترمذي لم يجرح بكذب ولا تهمة وقد وجدت له متابعا عن أنس ونصفه الثاني لابن ماجه وله طرق كثيرة عن أنس يصل مجموعها مرتبة الحسن. وفي الباب عن أبي سعيد و في اللآلئ (يقول الله تعالى لا تحقروا عبد آتيته علما فإني لم أحقره حين علمته) باطل بهذا الإسناد. (من أدى الفريضة وعلم الناس الخير كان فضله على العابد الجاهل كفضلي على أدناكم ومن بلغه عن الله فضل فأخذ بذلك الفضل الذي بلغه أعطاه الله ما بلغه وإن كان الذي حدثه كذبا) ضعيف إسناده لكنهم يتساهلون في الفضائل. في المقاصد (من علم عبدا آية من كتاب الله فهو له عبد) الطبراني مرفوعا (فهو مولاه). وفي الذيل (من علم أخاه آية من كتاب الله فقد ملك رقه) قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال. وفي الخلاصة قال الصغاني (الأنبياء قادة والفقهاء سادة ومجالستهم زيادة) موضوع وكذا (العلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان). وفي الذيل روي مرسلا عن الحسن عن حذيفة (سألت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن علم الباطن ما هو فقال سألت جبريل عنه فقال سر بيني وبين أحبائي وأوليائي وأصفيائي أودعه في قلوبهم لا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل) قال ابن حجر هو موضوع والحسن ما لقي حذيفة. |
أبو هريرة رفعه (ما عزت النية في الحديث إلا بشرفه) قال الخطيب لا يحفظ مرفوعا وإنما هو قول ابن هارون (من خرج في طلب باب من العلم حفته الملائكة بأجنحتها وصلت عليه الطير في السماء والحيتان في البحار ونزل من السماء منازل سبعين من الشهداء) فيه القاسم الملطي كان كذابا.
(من تعلم بابا من العلم ليعلمه الناس ابتغاء وجه الله أعطاه الله أجر سبعين نبيا) فيه الجارود بن يزيد كذاب أو غير ثقة أو ليس بشيء أو متروك، أقوال. (إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء في الجنة) إلخ. موضوع. (إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء في الجنة وذلك أنهم يزورون الله في كل جمعة فيقول تمنوا على ما شئتم فيلتفتون إلى العلماء فيقولون ماذا نتمنى على ربنا فيقولون تمنوا كذا وكذا) إلخ. في الميزان هذا موضوع. (طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة وطلب العلم يوما خير من صيام ثلاثة أشهر) فيه نهشل كذاب. عائشة رفعته (اغتنموا العمل وبادروا الأجل واغتنموا العلم فانه يدفع به عن الرجل وأهله وقومه ومصره ومعارفه فكأنه قد رحل وجهد حتى يعير به كما يعير بالزنا والسرقة) فيه الحكم كذاب أحاديثه موضوعة. جابر رفعه (إذا جلس المتعلم بين يدي العالم فتح الله عليه سبعين بابا من الرحمة ولا يقوم من عنده إلا كيوم ولدته أمه وأعطاه الله بكل حرف ثواب ستين شهرا وكتب الله بكل حديث عبادة سنة) إلخ. موضوع بلا ريب. (إذا جلستم إلى العلم أو في مجالس العلم فأدنوا وليجلس بعضكم خلف بعض ولا تجلسوا متفرقين كما يجلس أهل الجاهلية) فيه المعلى بن هلال رمي بالكذب والوضع. وفي اللآلئ أبو هريرة رفعه (معلم الصبيان إذا لم يعدل بينهم كتب يوم القيامة مع الظلمة) فيه أبو المهزم كذاب وكذا الراوي عنه وإنما يعرف هذا من قول مكحول، قلت أبو المهزم روى له في السنن وأخرجه ابن أبي الدنيا عن قول الحسن. أنس رفعه (اجتمعوا وارفعوا أيديكم فاجتمعنا ورفعنا أيدينا ثم قال اللهم اغفر للمعلمين كيلا يذهب القرآن وأعز العلماء كيلا يذهب الدين) موضوع. |
(اللهم اغفر للمعلمين ثلاثا وأطل أعمارهم وبارك لهم في كسبهم) موضوع.
(شراركم معلموا صبيانكم أقلهم رحمة على اليتيم وأغلظهم على المساكين) موضوع. في الذيل (إن لله تعالى في السماء الرابعة ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله يستغفرون للمعلمين والصبيان) هذا حديث منكر ظاهر البطلان. (ما استرذل الله عبدا إلا حظر عليه العلم والأدب) في الميزان هو باطل. (من زار العلماء فكأنما زارني ومن صافح العلماء فكأنما صافحني ومن جالس العلماء فكأنما جالسني ومن جالسني في الدنيا أجلس إلي يوم القيامة) فيه حفص كذاب. (لا يحل لمسلم جهل الفرض والسنن ويحل له جهل ما سوى ذلك) موضوع. في المقاصد (لا يتعلم العلم مستحي ولا متكبر) في صحيح البخاري من قول مجاهد. (تفقهوا قبل أن تسودوا) من قول عمر ـ رضي الله عنها ـي قبل أن تزوجوا فتصيروا أرباب بيوت ولذا قال ضاع العلم في أفخاذ النساء، وقال الثوري من أسرع الرياسة أضر بكثير من العلم ومن لم يسرع كتب ثم كتب ثم كتب وهذا المعنى أعم. وفي الذيل (لا يستحيي الشيخ أن يتعلم العلم كما لا يستحيي أن يأكل الخبز) فيه عيسى بن إبراهيم ليس بشيء، وقال أبو حاتم متروك. وعن مالك قال دخلت على المأمون والمجلس غاص بأهله فإذا بين الخليفة والوزير فرجة فجلست بينهما فحدثته مرفوعا (إذا ضاق المجلس بأهله فبين كل سيدين مجلس عالم) هو منكر ومالك لم يبق إلى زمن المأمون. (كلمة يسمعها الرجل خير له من عبادة سنة وجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خير من عتق رقبة) وهو من كتاب العروس. (يا علي اتخذ لك نعلين من حديد وأفنهما في طلب العلم) قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال في المختصر. (ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ولكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه) ضعيف. وفي المقاصد (لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد) أسانيده ضعيفة ولكن يتقوى بعضها ببعض. في المختصر (حضور مجلس عالم أفضل من صلاة ألف ركعة وعيادة ألف مريض وشهود ألف جنازة فقيل يا رسول الله ومن قراءة القرآن فقال وهل ينفع القرآن إلا بالعلم) ذكره أبو الفرج في الموضوعات. (من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم) لأبي نعيم ضعيف. (إن العالم إذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل شيء) معضل. ولأبي الشيخ (من خاف الله خوف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله خوفه الله من كل شيء) منكر.(من أراد أن يؤتيه الله علما بغير تعلم وهدى بغير هداية فليزهد في الدنيا) لم يوجد. (الشيخ في قومه كالنبي في أمته) لابن حبان والديلمي ضعيف جدا وفي المقاصد جزم شيخنا وغيره بأنه موضوع وإنما هو من كلام بعض وربما أورد بلفظ (الشيخ في جماعته كالنبي في قومه يتعلمون من علمه ويتأدبون من أدبه) وكله باطل. (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) قال شيخنا الزركشي لا أصل له ولا يعرف في كتاب معتبر. وروي بسند ضعيف (أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد). (العلماء ورثة الأنبياء) صححه جماعة وضعفه آخرون بالاضطراب في سنده لكن له شواهد قال شيخنا له طرق يعرف بها إن للحديث أصلا. |
(الصلاة خلف العالم بأربعة آلاف وأربعمائة وأربعين صلاة) باطل.
وللديلمي رفعه (الصلاة خلف رجل ورع مقبولة). (إن لم يكن العلماء أولياء فليس له ولي) لا أعرفه حديثا. وعن الشافعي (إن لم يكن الفقهاء أولياء الله في الآخرة فما لله ولي)، وقال (ما أحد أورع لخالقه من الفقهاء أولياء الله في الآخرة). (إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة) عن علي من قوله وهو معضل وله شواهد منها عن جابر رفعه (موت العالم ثلمة في الإسلام لا تسد وموت قبيلة أيسر من موت عالم وهو نجم طمس) وعن ابن عمر (ما قبض الله عالما إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد) وعن ابن عباس في قوله تعالى {أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} [الأنبياء: 44]. قال موت علمائها وفقيهها [لعله: وفقهائها]. وعن أبي جعفر (موت العالم أحب إلى إبليس اللعين من موت سبعين عابدا). (أربع لا يشبعن من أربع أرض من مطر وأنثى من ذكر وعين من نظر وعالم من علم) في طرقه متهم بالوضع ومكذب، وقد ذكره ابن الجوزي من هذه الطرق في الموضوعات ولبعضه شواهد كحديث (منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا) وهذا وإن كان مفردات طرقها مع اختلاف الألفاظ ضعيفة لكن بمجموعها يتقوى، وكحديث (لا يشبع عالم من علم حتى يكون منتهاه الجنة). (كل عام ترذلون) من كلام الحسن البصري بل معناه في البخاري بلفظ (لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم) وروي ذلك من قول ابن مسعود قال: (ولا أعني أميرا خيرا من أمير ولا عاما خيرا من عام ولكن علماءكم أو فقهاءكم يذهبون ثم لا تجدون منه خلفا ويجيء قوم يفتون برأيهم) وفي لفظ (وما ذلك بكثرة الأمطار وقلتها ولكن بذهاب العلماء) وبمثله فسر ابن عباس. (نظرة في وجه العالم أحب إلى الله من عبادة ستين سنة صياما وقياما) في نسخة سمعان بن المهدي عن أنس رفعه وكذا ما أورده الديلمي بلا سند عن أنس رفعه بلفظ (النظر إلى وجه العالم عبادة وكذا الجلوس معه والكلام والأكل) ولا يصح. (صغار قوم كبار قوم آخرين) من قول بعض الصحابة ترغيبا في تعلم العلوم. (علموا ولا تعنفوا) فيه حميد منكر الحديث لكن من شواهده (علموا ويسروا ولا تعسروا). (العلم يسعى إليه) وروي (أولى أن يوقر ويؤتى) من قول مالك للمهدي حين دعاه لسماع ولديه منه. وقيل لهارون حين التمس منه خلوة القراءة (العلم في الصغر كالنقش في الحجر) هو من لفظ الحسن البصري وروي بسند ضعيف (مثل الذي يتعلم في الكبر كالذي يكتب على الماء) وذكر له طرقا باختلاف ألفاظ والله أعلم. |
وفي الوجيز (من تعلم العلم وهو شاب كان بمنزلة رسم في حجر ومن تعلمه بعد ما كبر فهو بمنزلة كتاب على ظهر الماء) فيه بقية مدلس قلت ورد عن أبي الدرداء بسند ضعيف (مثل الذي يتعلم في صغره كالنقش في الحجر ومثل الذي يتعلم العلم في كبره) إلخ. وعن الحسن مرفوعا نصف الأول وشاهده بسند جيد.
عن ابن عباس قال (ما بعث الله نبيا إلا وهو شاب ولا أوتي العلم عالما وهو شاب). عائشة (إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما فلا بورك) إلخ.، فيه الحكم ابن عبد الله متروك كذاب قلت لكن له شواهد منها عن جابر (من معادن التقوى تعلمك إلى ما علمت ما لم تعلم والنقص فيما قد علمت قلة الزيادة فيه وإنما يزهد الرجل في علم ما لم يعلم قلة الانتفاع بما قد علم) وعنه (من يجمع علم الناس إلى علمه وكل صاحب علم غرثان) قاله السائل أي الناس أعلم، في المقاصد (كل يوم لا أزداد فيه علما يقربني من الله فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم) سنده ضعيف. في المختصر (من استوى يوماه فهو مغبون ومن كان يومه شرا من أمسه فهو ملعون) لا يعرف إلا في منام لعبد العزيز بن رواد قال أوصاني به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الرؤيا بزيادة في آخره رواه البيهقي. (اللهم إني أعوذ بك من أن أقول في الدين بغير علم) لم يوجد. |
في المقاصد (لا أدري نصف العلم) من قول الشعبي وفي ثبوت لا أدري من الأحاديث المرفوعة، والمرفوعة عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم كثيرة، وقد كثر أغفال [لعله: إغفال] (لا أدري)، فتم الضرر به.
(ارحموا من الناس ثلاثة شهيد عزيز قوم ذل وغني مال افتقر وعالم بين جهال) في طرقه ضعاف وعند ابن الجوزي في الموضوعات الصغاني هو موضوع وفي المختصر ضعيف وروي (عالم يتلعب به الصبيان). في الوجيز (أزهد الناس في العالم جيرانه) فيه المنذر بن زياد كذاب قلت له شاهد عن أبي الدرداء، وفي الباب عن أسامة وأبي هريرة. أبو هريرة (لا حسد ولا ملق إلا في طلب العلم) وفيه محمد بن علاثة لا يحتج به وعن معاذ (ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا في طلب العلم) وفيه كذاب، وعن أبي أمامة وفيه متروك قلت حديث أبي هريرة ضعفه البيهقي قال وروي من أوجه كلها ضعيفة. في الذيل (لا خير في الملق والتواضع إلا ما كان في الله تعالى أو في طلب العلم) فيه عبد الغفور ممن يضع. عن أنس رفعه (من أذل عالما بغير حق أذله الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق) من نسخة سمعان بن المهدي المكذوبة. فصل في فضل مدادهم وكتابهم وكتبهم وأدبهما. في المقاصد (مداد العلماء أفضل من دم الشهداء) من قول الحسن البصري ولابن عبد البر من حديث سماك بن حرب عن أبي الدرداء رفعه (يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء) وللخطيب عن ابن عمر (وزن حبر العلماء بدم الشهداء فرجح عليهم) وفي سنده محمد بن جعفر المتهم بالوضع لكنه متابع. وفي الذيل (نقطة من دواة عالم أحب إلى الله من عرق مائة ثوب شهيد) موضوع رتني. |
وعن ابن سيرين عن أبي هريرة رفعه (ما من رجل يموت ويترك ورقة من العلم إلا تقوم تلك الورقة سترا بينه وبين النار وإلا بنى الله له بكل حرف في تلك الورقة مكتوب مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات) ومثله عن شهر بن حوشب رفعه عن ابن عمر رفعه (صرير الأقلام عند الأحاديث يعدل عند الله التكبير الذي يكبر في رباط عسقلان وعبادان ومن كتب أربعين حديثا أعطى ثواب الشهداء الذين قتلوا بعبادان وعسقلان) في الميزان هذا خبر باطل.
(ما من كتاب يلقى بمضيعة من الأرض فيه اسم من أسماء الله ـ عز وجل ـ إلا بعث الله إليه سبعين ألف ملك يحفونه بأجنحتهم ويقدسونه حتى يبعث الله إليه وليا من أوليائه فيرفعه) فيه أحمد بن نصر دجال. في اللآلئ (إذا كتب أحدكم فلا يكتب عليه بلغ فإنه اسم شيطان ولكن يكتب عليه لله) موضوع. في الوجيز (إن من كتب بسم الله الرحمن الرحيم فجوده تعظيما لله غفر له) فيه إبان وأبو حفص العبدي وأبو سالم ضعفاء قلت له طريق آخر عنه وله شواهد قوى عن علي موقوفا وله حكم الرفع. زيد بن ثابت (ضع القلم على أذنك) إلخ. فيه عنبسة متروك عن محمد بن زاذان لا يكتب حديثه قلت أخرجه الترمذي من هذا الوجه وله شاهد عن أنس. |
باب ذم العالم غير العامل أو الحاسد أو المختلط بالأمراء
والسمين وذم تعليمه لغير أهله كأرباب الدولة أو بالأجرة وذم كتمانه من الأهل وذم الوعظ والقاص والمرأة المحدثة وذم الجاهل ولو عابدا فإنه لا يكون وليا. في المختصر (أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه) للطبراني والبيهقي ضعيف. (إنكم في زمان ألهمتم فيه العمل وسيأتي قوم يلهمون الجدل) لم يوجد. (ما أوتي قوم المنطق إلا منعوا العمل) لم يوجد. (لا يكون المرء عالما حتى يكون بعلمه عاملا) لم يوجد إلا موقوفا على أبي الدرداء. (يكون في آخر الزمان عباد جهال وعلماء فساق) للحاكم ضعيف. (من ازداد علما ولم يزدد هدى لم يزدد من الله إلا بعدا) ضعيف. (من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع) ذكروه في الموضوعات. (هلاك أمتي عالم فاجر وعابد جاهل وشرار الشرار شرار العلماء وخير الخيار خيار العلماء) لم يوجد وآخره للدارمي مرسلا. (أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها) لأحمد والطبراني حسن. (ستة يدخلون النار قبل الحساب لستة، العلماء بالحسد) إلخ. للديلمي ضعيف. |
(شرار العلماء الذين يأتون الأمراء وخيار الأمراء الذين يأتون العلماء) لابن ماجه شطره الأول وسنده ضعيف.
(العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان فإذا فعلوا ذلك فقد خانوا الرسل فاحذروهم واعتزلوهم) مذكور في الموضوعات، وفي الوجيز فيه إبراهيم بن رستم لا يعرف عن عمر أبي الحفص العبدي متروك قلت ليس بمتروك بل من رجال السنن وثقه أحمد وغير وضعه آخرون بكلام هين وابن رستم معروف ابن معين هو ثقة وقيل فقيه عباد مشهور امتنع عن القضاء: الدارقطني مشهور وليس بقوي، وقد ورد الحديث عن علي وموقوفا على جعفر بن محمد وله شواهد، وفي المقاصد (الفقهاء أمناء الرسول ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا الشيطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم) سنده ضعيف. (نعم الأمير إذا كان بباب الفقير وبئس الفقير إذا كان بباب الأمير) لابن ماجه بسند ضعيف بمعنى الشطر الثاني. عن أبي هريرة رفعه (ما من عالم أتى صاحب سلطان طوعا إلا كان شريكه في كل لون يعذب به في نار جهنم) للديلمي عن معاذ رفعه ولا يصح ولكن ورد في تنفير العالم من إتيانهم أشياء منه (ما ازداد أحد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا) وقد مر في حديث (من سكن البادية جفا ومن أتى السلطان افتتن ومن اتبع الصيد غفل) ومنه قول الثوري إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مرائي وإياك أن تخدع ويقال ترد مظلمة وتدفع عن مظلوم فإن هذه خدعة إبليس اتخذها القراء سلما، وقوله أيضا إني لألقى الرجل أبغضه فيقول لي كيف أصبحت فيلين له قلبي فكيف بمن أكل ثريدهم ووطئ بساطهم، ومن ثم ورد (اللهم لا تجعل الفاجر عندي نعمة يرعاه قلبي) وقيل ما أقبح أن يطلب العالم فيقال هو بباب الأمير. |
في اللآلئ (تعوذوا بالله من جب الحزن واد في جهنم تعوذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة أعده الله للقرائين المرائين وإن من شرار القراء من يزور الأمراء) لا يصح قلت أخرجه الترمذي وغربه والطبراني، وفي الوجيز أورده من حديث أبي هريرة وقال فيه عمار ابن سيف الضبي متروك وكذا شيخه أبو معان ومن حديث علي وأَعَلّه بأبي بكر بن حكيم ليس بشيء، قلت حديث أبي هريرة أورده البخاري في تاريخه والترمذي وابن ماجه والبيهقي، وعمار وثقه أحمد وغيره قيل كان متعبدا سنيا مغفلا ولا يوصف حديث مثله بالوضع بل بالحسن إذا تربع وله شاهد عن ابن عباس، وفي الممختصر (جب الحزن واد في جهنم أعده الله) إلخ. للترمذي مغربا ولغيره مضعفا.
وفي اللآلئ (شهادة المسلمين بعضهم على بعض جائزة ولا يجوز شهادة العلماء بعضهم على بعض لأنهم حسد) ليس من الحديث وإسناده فاسد من وجوه كثيرة. ابن عمر رفعه (يأتي على الناس زمان يحسد الفقهاء بعضهم بعضا ويغار بعضهم بعضا كتغاير التيوس) فيه إسحاق بن إبراهيم متهم بالوضع. وفي المقاصد (إن الله يكره الحبر السمين) البيهقي وغيره، وعن الشافعي ـ رضي الله عنها ـ قال (ما أفلح سمين إلا أن يكون محمد بن الحسن لأنه لا يعدو العاقل من أن يهم لآخرته أو لدنياه والشحم مع الهم لا ينعقد فإذا خلا منهما صارا في حد البهائم) (لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله سادوا به أهل زمانه ولكن بذلوه لأهل الدنيا لينالوا من ديناهم فهانوا على أهلها). عن ابن مسعود من قوله: في الوجيز (لا تعلقوا الدر في أعناق الخنازير). يعني العلم تفرد يحيى بن عقبة ليس بثقة قلت له طريق آخر عن كثير بن شنطير عن ابن سيرين عن أنس بلفظ (واضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب). (نهى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن التعليم والأذان بالأجرة) فيه متروكان قلت كيف تحكم بوضعه والأحاديث متظافرة على النهي. في المختصر (من كتم علما جاء يوم القيامة بلجام من نار) لابن ماجه ضعيف، وفي المقاصد (من كتم علما يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار) لجماعة وحسنه الترمذي وصححه ويشمل الوعيد حبس الكتب عن الطالب للانتفاع لا سيما عمد عدد التعدد والابتلاء بهذا كثير. في الذيل (سيكون في آخر الزمان علماء يرغبون الناس في الآخرة ولا يرغبون ويزهدون الناس في الدنيا ولا يزهدون وينبسطون عند الكبراء وينقبضون عند الفقراء وينهون عن غشيان الأمراء ولا ينتهون أولئك الجبارون عند الرحمن) فيه نوح بن أبي مريم أحد المشاهير بالكذب (شرار الناس فاسق قرأ كتاب الله وتفقه في دين الله ثم بذل نفسه لفاجر أو أبسط تفكه بقراءته ومحادثته فيطبع الله على قلب القائل والمستمع) فيه محمد بن زيد ضعيف وعمر بن أبي بكر أتهمه ابن حبان، وفي الميزان واه حديثه شبه موضوع. (أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب العلم في الدنيا فلم يطلبه ورجل علم علما فانتفع به من سمع منه دونه) وقال ابن عساكر منكر. |
وعن عائشة رفعته (إذا كان آخر الزمان يجلس العلماء والفقهاء في البيوت ويظهر النساء ويقلن حدثنا وأخبرنا فإذا رأيتم شيئا من ذلك فاحرقوهن بالنار).
أنس رفعه (إياكم والقصاص الذين يقدمون ويؤخرون ويخلطون ويغلطون) فيه يوسف متهم بالوضع . (من نصح جاهلا عاداه) جاء عن بعض السلف وليس في شيء من المسندات. وفي المقاصد لا أستحضره (من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح) قيل من كلام ضرار الصحابي، وروي مرفوعا (المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحونة). (ما اتخذ الله من ولي جاهل ولو اتخذه لعلمه) قال شيخنا ليس بثابت ولكن معناه صحيح أي لو أراد اتخاذه وليا لعلمه ثم اتخذه. باب رواية الحديث والعمل بالضعيف بحسن الظن فإنه ينفع ولو بالحجر في المختصر (من حمل من أمتي أربعين حديثا لقى الله يوم القيامة فقيها عالما) لابن عبد البر وضعفه، وفي الذيل (من حفظ على أمتي أربعين حديثا) إلخ. من أباطيل إسحاق الملطي، وفي المقاصد (من حفظ على أمتي) إلخ. لأبي نعيم عن ابن مسعود وابن عباس، وفي الباب عن أنس وعلي ومعاذ وأبي هريرة وآخرين قال النووي طرقه كلها ضعيفة وليس بثابت، وكذا قال شيخنا جمعت طرقه في جزء ليس فيها طريق تسلم من علة قادحة، وقال البيهقي هو متن مشهور وليس له إسناد صحيح) إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فصدقوه وخذوا به حدثت به أو لم أحدث) منكر جدا قال العقيلي ليس له إسناد يصح وقال شيخنا أنه جاء من طرق لا تخلوا من مقال، وفي الوجيز أبو هريرة (إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فخذوا به) إلخ. فيه أشعث بن براز ليس بشيء وروى عن ثوبان بسند فيه مجهول قلت أخرج أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه (ما جاءكم عني من خير قلته أو لم أقله فأنا أقوله وما أتاكم من شر فإني لا أقول الشر) وأخرجه ابن ماجه من وجه ثالث، وأخرج أحمد بسند علي شرط الصحيح (إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر أشعاركم وأبشاركم وترون أنه بعيد منكم فأنا أبعدكم منه) وذكر غير ذلك من الروايات (من بلغه عن الله شيء) إ |
وفي المقاصد (من بلغه عن الله شيء فيه فضيلة فأخذ به إيمانا به ورجاء ثوابه أعطاه الله ثواب ذلك وإن لم يكن كذلك) في سنده متروك وله شواهد (لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه به) قال ابن تيمية كذب، وقال شيخنا لا أصل له، قلت ونحوه (من بلغه عن الله) إلخ. ولا يصح، وقال عبد البر أنهم يتساهلون في أحاديث الفضل قال أحقر عباده يجيء في باب المرض العمل بالضعيف ومن ابتلى بتهاونه به، وفي الذيل (من أحسن ظنه بحجر نفعه الله به) قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال.
وفي رسالة علم الحديث ما أورده الأصوليون من قوله: (إذا روي عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فاقبلوه وإن خالفه فردوه) وقال الخطابي وضعته الزنادقة ويدفعه حديث أني أويت الكتاب وما يعدله (ويروى ومثله معه) وكذا قال الصغاني. |
باب العقل والبلاهة وكون الإنسان خيرا من ألف مثله
وإن العاقل هو المطيع لا السخي ولو حاتما. في المقاصد (إن الله تعالى لما خلق العقل قال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أشرف منك فيك آخذ وبك أعطي) قالوا إنه كذب موضوع اتفاقا، وروي (أول ما خلق الله العقل) إلخ. وفيه كذاب قال شيخنا الوارد (أول ما خلق الله القلم وهو أثبت من العقل)، وفي الخلاصة وزاد ابن تيمية (ولك الثواب وعليك العقاب) ويسمونه أيضا القلم وقال موضوع، وفي المختصر (أول ما خلق الله العقل) ضعيف (ما خلق الله خلقا أكرم من العقل) للحكيم ضعيف. (ازدد عقلا تزدد من ربك حبا) ضعيف. (إذا اقترب الناس بأنواع البر فتقرب أنت بعقلك) قاله لعلي ضعيف. (تبارك الذي قسم العقل بين عباده) مرسل ضعيف. (إنما يجزي على قدر عقله) ضعيف. (كان إذا بلغه شدة عبادة رجل سأله عن عقله) ضعيف، وكل حديث ورد فيه ذكر العقل لا يثبت. (ليس شيء خيرا من ألف مثله إلا الإنسان أو المؤمن) سنده حسن للطبراني وأحمد، وفي المقاصد (إلا الإنسان) روي عن سلمان وابن عمر وجابر وغيرهم مرفوعا. (أكثر أهل الجنة البله) فيه سلامة لين وفسر السهل التستري بأنهم الذين ولهت قلوبهم وشغلت بالله، وقيل الأبله في دنياه والفقير في دينه، وفي المقاصد أي البله في أمور الدنيا وهو للبزار مضعفا والقرطبي مصححا وروى بزيادة وعليون لذوي الألباب ولم يوجد له أصل. |
وفي الذيل أخرج الحارث بن أسامة في مسنده عن داود بن المحبر بضعا وثلاثين حديثا في العقل قال ابن حجر كلها موضوعة منها (إن الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر وإنما يرتفع العباد غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم) ومنه (أفضل الناس أعقل الناس) ومنه (قيل يا رسول الله ما أعقل هذا النصراني فزجره فقال أن العاقل من عمل بطاعة الله) ووضع سليمان بن عيسى بضعا وعشرين حديثا منه قيل لعلقمة ما أعقل النصراني فقال مه فابن مسعود كان ينهانا أن يسمى الكافر عاقلا ومنه (ركعتان من العاقل أفضل من سبعين ركعة من الجاهل ولو قلت سبعمائة ركعة لكان كذلك) ومنه (أن عدي بن حاتم أطرى أباه وذكر من سؤدده وشرفه وعقله فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الشرف والسؤدد والعقل في الدنيا والآخرة للعامل بطاعة الله فقال يا رسول الله أنه كان يقوي الضعيف ويطعم الطعام ويصل الأرحام ويعين في النوائب ويفعل ويفعل فهل بلغ ذلك شيئا قال لأن أباك لم يقل قط رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين لا دين لمن لا عقل له) قال النسائي باطل منكر.
(اعتبروا عقل الرجل في طول لحيته ونقش خاتمه وكنيته) فيه يزيد مضعف وقيل مكذب. في الوجيز حديث جابر (تعبد رجل في صومعته) إلخ. في الذيل قال: (يا رب لو كان لك حمار لرعيته مع حماري) وفيه (إنما أجازي العباد على قدر عقولهم) تفرد به أحمد بن كثير وهو متروك قلت بل هو من رجال الصحيح أخرج له البخاري ووثقه الأكثرون. باب إن القلب بيت الرب ووسيعه وإن الأرواح جنود |
في الذيل (ما وسعني سمائي ولا أرضي بل وسعني قلب عبدي المؤمن) (القلب بيت الرب) قال ابن تيمية موضوعان قلت: وهما كما قال، وفي المختصر (لم تسعني أرضي وسمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوازع) لم يوجد له أصل، وفي المقاصد ذكر في الإحياء وقال مخرجه العراقي لم أر له أصلا، وقال ابن تيمية مذكور في الإسرائيليات ومعناه وسع قلبه الإيمان بي ومحبتي وإلا فالقول بالحلول كفر، وقال الزركشي وضعه الملاحدة (القلب بيت الرب) لا أصل له في المرفوع.
(الأرواح جنود مجندة فما تعرف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) لمسلم والبخاري في الأدب وغيرهما: باب خصال الوضوء والغسل من الجنابة والجمعة من السواك والتخليل ومسح الرقبة من ماء الشمس ودعائه وقدر مائه وإن الدين نظافة وتقديم إبريق وشيطان الموسوس فيه وناقضه ومالا يلائمه. |
السواك يزيد الرجل فصاحة) قال الصغاني وضعه ظاهر، وكذا (حبذا المتخللون من أمتي) وفسره بتخليل الأصابع في الوضوء أو بتخليل بعد الطعام وفي المقاصد (صلاة بالسواك خير من سبعين صلاة بغير سواك) قال البيهقي غير قوي إسناده لكن له طرق وشواهد متعاضدة وما روي عن ابن معين أنه باطل فبالنسبة لما وقع له من طرقه (خللوا أصابعكم لا يتخللها النار يوم القيامة) أبي هريرة بسند واه، وعن عائشة بسند ضعيف، وفي المختصر (كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستاك عرضا ويشرب مصا) ضعيف.
(الوضوء على الوضوء نور على نور) لم يوجد، وفي المقاصد هو في الإحياء وقال مخرجه لم أقف عليه، وأما شيخنا فقد قال أنه ضعيف رواه رزين ومر فيه (من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات) وهو لجماعة مرفوعا عن ابن عمر وضعف الترمذي إسناده. (بني الدين على النظافة) ذكر في الإحياء وقال مخرجه لم أجده ومعناه في الضعفاء. في المختصر (الوضوء من جر أحب إليك أم من هذه المطاهر التي يتطهر منها الناس بل من هذه المطاهر التماسا لبركة أيدي المسلمين). |
(مسح الرقبة أمان من الغل) ضعيف، وفي الذيل قال النووي موضوع ليس من كلامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
(من قدم لأخيه إبريقا يتوضأ به فكأنما قدم جوادا) (وأكرموا طهوركم) قال ابن تيمية موضوعان وهما كما قال أبو هريرة. (من سمى في وضوئه لم يزل ملكان يكتبان له الحسنات حتى يحدث من ذلك الوضوء) فيه ابن علوان المشهور بالوضع لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. (يا أبا هريرة إذا توضأت فقل بسم الله والحمد لله فإن حفظتك لا تستريح تكتب لك الحسنات حتى تحدث من ذلك الوضوء) منكر. (يا أنس ادن مني أعلمك مقادير الوضوء فدنوت فلما أن غسل يديه قال بسم الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله فلما استنجى قال اللهم حصن فرجي ويسر لي أمري فلما توضأ واستنشق قال اللهم لقني حجتي ولا تحرمني رائحة الجنة فلما غسل وجهه قال اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه فلما أن غسل ذراعيه قال اللهم أعطني كتابي بيميني فلما أن مسح يده على رأسه قال اللهم أغثنا برحمتك وجنبنا عذابك فلما أن غسل قدميه قال اللهم ثبت قدمي يوم تزل فيه الأقدام ثم قال والذي بعثني بالحق يا أنس ما من عبد قالها عند وضوئه لم تقطر من خلل أصابعه قطرة إلا خلق الله تعالى ملكا يسبح الله بسبعين لسانا يكون ثواب ذلك التسبيح إلى يوم القيامة) فيه عبادة بن صهيب متهم وقال البخاري والنسائي متروك وفيه أحمد بن هاشم اتهمه الدارقطني وقد نص النووي ببطلان هذا الحديث وأنه لا أصل له، وتعقبه شارح المنهاج بأنه روى من طرق مثله عن أنس رواه ابن حبان في ترجمة عباد بن صهيب وقد قال أبو داود أنه صدوق قدري وقال أحمد ما كان صاحب كذب انتهى. قال ابن حجر يشهد المبتدئ في هذه الصناعة أنها موضوعة، ومعنى قول أحمد وأبي داود أنه كان لا يتعمد الكذب بل يقع ذلك منه من غلطته وغفلته ولذلك تُرِك وكُذّب، الرواي عن عباد ضعيف أيضا، وروى مثله بزيادة بعض الأدعية عن الحسن البصري عن علي رفعه، وقال ابن حجر حديث غريب وفيه خارجة بن مصعب تركه الجمهور وكذبه ابن معين، قال ابن حبان كان يدلس عن الكذابين رووها عن الثقات. |
باب إن القلب بيت الرب ووسيعه وإن الأرواح جنود
في الذيل (ما وسعني سمائي ولا أرضي بل وسعني قلب عبدي المؤمن) (القلب بيت الرب) قال ابن تيمية موضوعان قلت: وهما كما قال، وفي المختصر (لم تسعني أرضي وسمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوازع) لم يوجد له أصل، وفي المقاصد ذكر في الإحياء وقال مخرجه العراقي لم أر له أصلا، وقال ابن تيمية مذكور في الإسرائيليات ومعناه وسع قلبه الإيمان بي ومحبتي وإلا فالقول بالحلول كفر، وقال الزركشي وضعه الملاحدة (القلب بيت الرب) لا أصل له في المرفوع. (الأرواح جنود مجندة فما تعرف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) لمسلم والبخاري في الأدب وغيرهما: باب خصال الوضوء والغسل من الجنابة والجمعة من السواك والتخليل ومسح الرقبة من ماء الشمس ودعائه وقدر مائه وإن الدين نظافة وتقديم إبريق وشيطان الموسوس فيه وناقضه ومالا يلائمه. (السواك يزيد الرجل فصاحة) قال الصغاني وضعه ظاهر، وكذا (حبذا المتخللون من أمتي) وفسره بتخليل الأصابع في الوضوء أو بتخليل بعد الطعام وفي المقاصد (صلاة بالسواك خير من سبعين صلاة بغير سواك) قال البيهقي غير قوي إسناده لكن له طرق وشواهد متعاضدة وما روي عن ابن معين أنه باطل فبالنسبة لما وقع له من طرقه (خللوا أصابعكم لا يتخللها النار يوم القيامة) أبي هريرة بسند واه، وعن عائشة بسند ضعيف، وفي المختصر (كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستاك عرضا ويشرب مصا) ضعيف. (الوضوء على الوضوء نور على نور) لم يوجد، وفي المقاصد هو في الإحياء وقال مخرجه لم أقف عليه، وأما شيخنا فقد قال أنه ضعيف رواه رزين ومر فيه (من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات) وهو لجماعة مرفوعا عن ابن عمر وضعف الترمذي إسناده. |
(بني الدين على النظافة) ذكر في الإحياء وقال مخرجه لم أجده ومعناه في الضعفاء.
في المختصر (الوضوء من جر أحب إليك أم من هذه المطاهر التي يتطهر منها الناس بل من هذه المطاهر التماسا لبركة أيدي المسلمين). (مسح الرقبة أمان من الغل) ضعيف، وفي الذيل قال النووي موضوع ليس من كلامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ . (من قدم لأخيه إبريقا يتوضأ به فكأنما قدم جوادا) (وأكرموا طهوركم) قال ابن تيمية موضوعان وهما كما قال أبو هريرة. (من سمى في وضوئه لم يزل ملكان يكتبان له الحسنات حتى يحدث من ذلك الوضوء) فيه ابن علوان المشهور بالوضع لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. (يا أبا هريرة إذا توضأت فقل بسم الله والحمد لله فإن حفظتك لا تستريح تكتب لك الحسنات حتى تحدث من ذلك الوضوء) منكر. (يا أنس ادن مني أعلمك مقادير الوضوء فدنوت فلما أن غسل يديه قال بسم الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله فلما استنجى قال اللهم حصن فرجي ويسر لي أمري فلما توضأ واستنشق قال اللهم لقني حجتي ولا تحرمني رائحة الجنة فلما غسل وجهه قال اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه فلما أن غسل ذراعيه قال اللهم أعطني كتابي بيميني فلما أن مسح يده على رأسه قال اللهم أغثنا برحمتك وجنبنا عذابك فلما أن غسل قدميه قال اللهم ثبت قدمي يوم تزل فيه الأقدام ثم قال والذي بعثني بالحق يا أنس ما من عبد قالها عند وضوئه لم تقطر من خلل أصابعه قطرة إلا خلق الله تعالى ملكا يسبح الله بسبعين لسانا يكون ثواب ذلك التسبيح إلى يوم القيامة) فيه عبادة بن صهيب متهم وقال البخاري والنسائي متروك وفيه أحمد بن هاشم اتهمه الدارقطني وقد نص النووي ببطلان هذا الحديث وأنه لا أصل له، وتعقبه شارح المنهاج بأنه روى من طرق مثله عن أنس رواه ابن حبان في ترجمة عباد بن صهيب وقد قال أبو داود أنه صدوق قدري وقال أحمد ما كان صاحب كذب انتهى. قال ابن حجر يشهد المبتدئ في هذه الصناعة أنها موضوعة، ومعنى قول أحمد وأبي داود أنه كان لا يتعمد الكذب بل يقع ذلك منه من غلطته وغفلته ولذلك تُرِك وكُذّب، الرواي عن عباد ضعيف أيضا، وروى مثله بزيادة بعض الأدعية عن الحسن البصري عن علي رفعه، وقال ابن حجر حديث غريب وفيه خارجة بن مصعب تركه الجمهور وكذبه ابن معين، قال ابن حبان كان يدلس عن الكذابين رووها عن الثقات. |
(الوضوء مد والغسل صاع وسيأتي أقوام من بعدي يستقلون ذلك أولئك خلاف أهل سنتي والآخذ بسنتي معي في حظير [لعله: حظيرة] القدس منتزه أهل الجنة) فيه عنبسة مجروح.
(لا تتوضؤوا في الكنيف الذي تبولون فيه فإن وضوء المؤمن يوزن مع حسناته) وضعه يحيى بن عنبسة. (كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا استاك قال اللهم اجعل سواكي رضاك عني واجعله طهورا وتمحيصا وبيض وجهي ما تبيض به أسناني) فيه متهم بالوضع. (الوضوء من البول مرة ومن الغائط مرتين ومن الجنابة ثلاثا ثلاثا) فيه ابن فايد منكر. (إن شيطانا بين السماء والأرض يقال له الولهان معه ثمانية أمثال ولد آدم من الجنود وله خليفة يقال له خنزب) إلخ. قال ابن الجوزي موضوع. وفي اللآلئ (المضمضة والاستنشاق ثلاثا فريضة للجنب) موضوع. (من اغتسل من الجنابة حلالا أعطاه الله تعالى مائة قصر من درة بيضاء وكتب الله له بكل قطرة ثواب ألف شهيد) وضعه دينار (لا تغسلوا بالماء الذي يسخن في الشمس فإنه يعدي من البرص) فيه مجهول وحديثه غير محفوظ وليس في الماء المشمس شيء يصح مسندا إنما يروى فيه شيء من قول عمر ابن الخطاب. (اغتسلوا يوم الجمعة ولو كأسا بدينار) فيه ابن البختري لا يحتج به قلت له طريق آخر، وفي الذيل (اغتسل في كل جمعة ولو أن تشتري الماء بقوت يومك) فيه إبراهيم بن حيان البختري أحاديثه موضوعة وفي الوجيز قلت له شاهد من حديث أنس. |
باب القلتين والحيض وبول الحيوان والدم وطهارة الأرض
في الوجيز جابر (إذا بلغ الماء أربعين قلة لم يحمل الخبث) خلط فيه القاسم بن عبد الله العمري قلت أكثر ما فيه أنه شاذ أو منكر والقاسم من رجال ابن ماجه وللحديث طريق آخر عن جابر وورد عن أبي هريرة موقوفا أيضا. في المقاصد (تمكث إحداكن شطر دينها لا تصلى) لا أصل له بهذا اللفظ وقال البيهقي يذكره بعض فقهائنا تطلبته كثيرا فلم أجده ولا إسناد له، وقال ابن الجوزي يذكره بعض أصحابنا ولا أعرفه، وقال النووي باطل لا أصل له وكذا قال غيرهم وفيما اتفق الشيخان ما قرب من معناه (إذا حاضت المرأة ولم تصل ولم تصم فذلك نقصان دينها) وفي المستدرك (فإن إحداكن تفعل ما شاء الله من يوم وليلة وتسجد لله سجدة) وهذا وإن كان قريبا من معناه لكنه لا يعطي مراده. (زكاة الأرض يبسها) احتج به الحنفية ولا أصل له في المرفوع بل هو موقوف على محمد بن علي الباقر وعن ابن الحنفية وأبي قلابة بلفظ جفوف. (إذا جفت الأرض فقد زكيت) وروى قول أبي قلابة بلفظ (جفوف الأرض طهرها) ويعارضه حديث أنس بصب الماء على بول الأعرابي بل ورد فيه الحفر. قال أحقر عباده أنى التعارض فإن المراد أن الجفوف إحدى طرق التطهير لا حصرها فيه ويشهد له رواية (جفوف الأرض طهورها) والله أعلم. وفي الذيل (إن الأرض لتنجس من بول الأقلف أربعين يوما) فيه داود الوضاع. وفي اللآلئ (لا بأس ببول حمار وكل ما أكل لحمه) موضوع. (الدم مقدار الدرهم يغسل وتعاد منه الصلاة) فيه نوح كذاب. باب الأذان ومسح العينين فيه ونحوه |
في اللآلئ (ما من مدينة يكثر أذانها إلا قل بردها) موضوع: في المقاصد (ما أكثر أذان بلدة إلا قل بردها) للديلمي بلا سند عن علي.
(مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما عند سماع أشهد أن محمدا رسول الله من المؤذن مع قوله أشهد أن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبيا) ذكره الديلمي في الفردوس من حديث أبي بكر الصديق أنه لما سمع قول المؤذن أشهد أن محمدا رسول الله قال مثله وقبل بباطن الأنملتين السبابة ومسح عينيه فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ (من فعل مثل ما فعل خليلي فقد حلت عليه شفاعتي) ولا يصح، وكذا ما أورده أبو العباس الرداد المتصوف بسند فيه مجاهيل مع انقطاعه عن الخضر عليه السلام أنه (من قال حين سمع أشهد أن محمدا رسول الله مرحبا بحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم يقبل إبهاميه ويجعلهما على عينيه لم يعمى ولم يرمد أبدا) ثم روى بسند فيه من لم أعرفه عن محمد بن البابا أنه هبت ريح فوقعت منه حصاة في عينه وأعياه خروجها وآلمته أشد الألم فقال ذلك عند سماع المؤذن فخرجت الحصاة من فوره فقال الرداد وهذا يسير في جنب فضائله. وحكي عن البعض من صلى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا سمع ذكره في الأذان وجمع إصبعيه المسبحة والإبهام وقبلهما ومسح بهما عينيه لم يرمد أبدا قال ابن صالح وسمع عن بعض الشيوخ أنه يقول عندما يمسح عينيه صلى الله عليك يا رسول الله يا حبيب قلبي ويا نور بصري ويا قرة عيني قال ومذ فعلته لم ترمد عيني وقد جرب كل منهم ذلك وروى الحسن مثل ما روي عن الخضر عليه السلام بعينه انتهى. |
(اجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله والمعتمر إذا دخل لقضاء حاجته ولا تقوموا حتى تروني) هو في المصابيح قال مؤلفه هو ضعيف، وقال القزويني موضوع عندي [قلت وكذا الشطر الثاني ليس بموضوع وخرجه غير واحد من أهل العلم بالحديث وله شواهد كما لا يخفى. اهـ مصححه]. وصدر الحديث ليس بموضوع وهو (إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاحدر)
(إن الأذان سهل سمح فإن كان أذانك سهلا سمحا وإلا فلا تؤذن) قاله لمؤذن يطرب: قال الصغاني موضوع، وفي اللآلئ قال ابن حبان لا أصل له فيه إسحاق لا تحل الرواية عنه، قلت رجع ابن حبان عنه وذكره في الثقات والحديث أخرجه الدارقطني وله شاهد عن عمر ابن عبد العزيز (لا يؤذن لكم من يدغم الهاء) منكر وإنما هو من قول الأعمش حديث جابر في ثواب المؤذن بطوله موضوع (من أفرد الإقامة فليس منا) موضوع (أذن بلال لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثنى مثنى وأقام مثل ذلك) قال ابن حبان باطل فيه زياد فاحش الخطأ قلت زياد ثقة روى له الشيخان لكن عد هذا الحديث من مناكيره، وقد أخرج الطبراني وكأنهم إنما أنكروا منه تثنية الإقامة لمخالفته لما في الصحيح ولم ينفرد به بل ورد عن عبد الله بن زيد (كان أذانه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإقامته شفعا مرتين مرتين). في الذيل (ولو كان لأهل السماء من الملائكة نزول إلى الأرض لما سبقهم إلى الأذان أحد ولغلبوا الناس عليه وإن أدنى أجر المؤذن أن له ما بين الأذان والإقامة أجر الشهيد المقتول في سبيل الله المتشحط في دمه يتمنى على الله ما يشاء) فيه إسحاق بن وهب وعمر بن صبح كذابان. (من سمع المنادي بالصلاة فقال مرحبا بالقائلين عدلا مرحبا بالصلاة وأهلا كتب الله له ألفي ألف حسنة ومحي عنه ألفي ألف سيئة ورفع له ألفي ألف درجة) موضوع. |
(أظهروا الأذان في بيوتكم ومروا به نساءكم فإنه مطردة للشيطان ونماء في الرزق) فيه نهشل كذاب.
(إذا أخذ المؤذن في أذانه وضع الرب فوق رأسه فلا يزال كذلك حتى يفرغ من أذانه وإنه ليغفر له مدى صوته) إلخ. فيه عمر بن صبح يضع وزيد العمي ضعيف. (يد الرحمن على رأس المؤذن ما دام يؤذن وإنه ليغفر له مدى صوته أين بلغ) فيه أبو حفص ليس بشيء. (يا أبا رزين إذا أقبل الناس على الجهاد في سبيل الله تعالى فأحببت أن يكون لك مثل أجورهم فالزم المسجد تؤذن فيه لا تأخذ على ذلك أجرا) علله أبو نعيم بعمرو بن بكر. (من أذن سنة من نية صادقة يحشر يوم القيامة فيوقف على باب الجنة فيقال له اشفع لمن شئت) فيه موسى روى موضوعات عن أنس قصة رحيل بلال ثم رجوعه إلى المدينة بعد رؤيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المنام وأذانه بها وارتجاج المدينة به لا أصل له وهي بينة الوضع. وفي الوجيز (بين كل أذانين صلاة إلا المغرب) فيه حيان بن عبد الله كذاب، قلت أخرجه البزار وقال تفرد به حيان وهو بصري مشهور ليس به بأس، قيل لكنه اختلط والحديث في البخاري بلا زيادة إلا المغرب وعندي ابن حيان وهم في زيادته ويمكن أن لا وهم فإن الزيادة المذكورة لا تنافى أصل الحديث. |
باب فضل المسجد والسراج فيه
وترك النخامة والتكلم فيه وتزيينه وكنسه ونحوها. (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) قال الصغاني موضوع، وفي المختصر ضعيف، وفي المقاصد أسانيده ضعيفة وليس له إسناد ثابت وإن اشتهر بين الناس وقد صح أنه قول علي وفسر الجار بمن سمع المنادي، وفي اللآلئ والوجيز هو حديث عائشة قال ابن حبان فيه عمرو بن راشد لا يحل ذكره إلا بالقدح قلت لم يتهم بكذب وقد وثقه العجلي وغيره قيل لين وله طريق أخرى عن جابر وأبي هريرة وعلي. (من تكلم بكلام الدنيا في المسجد أحبط الله أعماله وأربعين سنة) قال الصغاني موضوع. في المختصر (الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش) لم يوجد. (إن المسجد لينزوي من النخامة) لم يوجد. (ما من ليلة إلا ينادي مناد يا أهل القبور من تغبطون فيقولون أهل المساجد) إلخ. لم يوجد. (إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم) موقوف. (لما أراد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يبني مسجد المدينة أتاه جبريل عليه السلام فقال ابنه سبعة أذرع طولا في السماء لا مزخرفة ولا منقشة) لم يوجد. (رهبانية أمتي القعود في المسجد) لم يوجد. |
في المقاصد (جنبوا مساجدكم صبيانكم) بعض حديث طويل سنده ضعيف ولكن له شاهد بأسانيد لا تخلو عن ضعف.
وفي الباب عدة أحاديث يتقوى (من أسرج في مسجد من مساجد الله سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج) سنده ضعيف. في الذيل (إن من سخط الله ـ عز وجل ـ على العباد أن يسلط عليهم صبيانهم في مساجدهم فينهونهم فلا ينتهون) فيه سلم متروك معاذ رفعه. (من علق قنديلا في المسجد صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يطفأ ذلك القنديل ومن بسط فيه حصيرا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى ينقطع ذلك الحصير) فيه عمر بن صبح كذاب سمرة رفعه. (من توضأ فأسبغ الوضوء ثم خرج من بيته يريد المسجد فقال بسم الله الذي خلقني فهو يهدين الآية إلا أعطاه الله كل ما في الآية) وكان الحسن يزيد فيه (واغفر لوالدي كما ربياني صغيرا) فيه سلم بن سالم ليس بشيء. أنس رفعه (إذا هم العبد أن يبزق في المسجد اضطربت أركانه وانزوى كما تنزوي الجلدة في النار فإن هو ابتلعها أخرج الله منه اثنين وسبعين داء وكتب له بها ألفي حسنة) (تعاهدوا هذه المساجد بالتجصيص والقناديل والسرج والريح الطيبة والتوسع على أهليكم بالطعام والإدام والكسوة في رمضان) فيه الحسين بن علوان يضع وأبان متروك. (من كسا بيتا من بيوت الله فكأنما حج أربعمائة حجة وأعتق أربعمائة نسمة وصام أربعمائة يوم وغزا أربعمائة غزوة) فيه أبو سلمة يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم. (يا بريرة اكنسي المسجد يوم الخميس فإنه من أخرج من المسجد يوم الخميس أذى بقدر ما يقذي العين كان كعدل رقبة يعتقها) فيه الحسين بن علوان يضع. في اللآلئ (تذهب الأرضون كلها يوم القيامة إلا المساجد فإنه ينضم بعضها إلى بعض) فيه أصرم كذاب |
باب الصلاة وإثم تاركها والخشوع فيها وتحقيقها
والصف الأول والتنوير في الفجر ورفع اليدين والبتراء والسرقة فيها ونحو ذلك. في المختصر (الصلاة عماد الدين فمن تركها فقد هدم الدين) البيهقي ضعيف، وكذا قال السخاوي. في الذيل (من أعان تارك الصلاة بلقمة فكأنما أعان على قتل الأنبياء كلهم) موضوع رتني. في المقاصد (من ترك الصلاة فقد كفر) لجماعة، وهو مؤول. (نهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن البتيراء أن يصلى الرجل واحدة يوتر بها) في مسنده من غلبه الوهم، وقال النووي في الخلاصة هو مرسل ضعيف. (التكبير جزم) لا أصل له في المرفوع وإنما هو من قول النخعي، واختلفوا في معناه فابسط فيه (صلاة النهار عجماء) قال النووي باطل لا أصل له، وكذا قال الدارقطني وإنما هو من قول بعض الفقهاء. في اللآلئ (من نور في الفجر نور الله قلبه وقبره وقبلت صلاته) تفرد به كذاب. (إذا كان الفيء ذراعا ونصفا إلى ذراعين فصلوا الظهر) باطل. |
إذا قمتم إلى الصلاة فانتعلوا) فيه محمد بن الحجاج وهو واضع هذا الحديث وحديث الهريسة وغيرهما، قلت له شواهد كثيرة تقوي عدم الحكم بوضعه.
(كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قام يصلى ظن الظان أنه جسد لا روح فيه) لا أصل له. وفي المختصر (أن الرجلين من أمتي ليقومان إلى الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد وإنما بين صلاتيهما كما بين السماء والأرض) موضوع. (صلاة المدل لا تصعد فوق رأسه) لم يوجد. (كان لا يجلس إليه أحد وهو يصلى إلا خفف صلاته وأقبل عليه فقال لك حاجة فلما فرغ من حاجته عاد إلى صلاته) لم يوجد. في الذيل (ليس السارق الذي يسرق ثياب الناس إنما السارق الذي يسرق الصلاة يلقطها كما يلقط الطير الحب من الأرض فذلك السارق لا يقبل الله منه) من نسخة أبي هدية عن أنس. (لو يعلم ما في الصف الأول والأذان وخدمة القوم في السفر لأقرعوا) من أباطيل إسحاق الملطي. (من أدى فريضة فله عند الله دعوة مستجابة) من نسخة ابن أحمد الباطلة. |
إن المؤمن إذا صلى الفريضة في الجماعة تناثرت عنه الذنوب كما تحات هذا الورق) حديث رتني، وكذا (من صلى الفجر في جماعة فكأنما حج خمسين حجة مع آدم).
(من صلى صلاة لم يدع فيها للمؤمنين والمؤمنات فصلاته خداج) فيه نوح بن ذكوان ليس بشيء وسويد متروك. أصبغ بن خليل ثنا الغازي بن قيس عن سلمة بن وردان عن ابن شهاب عن الربيع بن خيثم عن ابن مسعود (قال صليت خلف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخلف أبي بكر وعمر اثنتي عشرة سنة وخلف علي بالكوفة خمس سنين فلم يرفع أحد منهم يديه إلا في تكبيرة الافتتاح وحدها) أصبغ كان حافظا للرأي على مذهب مالك ودارت عليه الفتيا ولم يكن له علم بالحديث بل كان يعاديه ويعادي أصحابه فافتعل للتعصب لما رأى عن مالك من ترك اليدين ووقف الناس على كذبه فإن سلمة لم يرو عن الزهري ولم يرو عن الربيع ولا رآه وقد مات ابن مسعود في خلافة عثمان بالإجماع، وفي الميزان هو من وضع أصبغ، وفي اللآلئ عن علقمة عن ابن مسعود (صليت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومع أبي بكر وعمر فلم يرفعوا) إلخ. موضوع آفته محمد بن جابر اليمامي قلت له طريق أخرى، وقال ابن حجر حسنه الترمذي وصححه غيره، وقال ابن حبان هذا أحسن خبر روي لأهل الكوفة وهو في الحقيقة أضعف شيء، وقال النووي اتفقوا على وضعه، قال الزركشي نقل الاتفاق ليس بشيء فقد صححه ابن حزم والدارقطني وابن القطان وغيرهم وبوب النسائي عليه الرخصة في تركه، ونقل ابن حجر في تخريج أحاديث الهداية تصحيحه عن الدارقطني وابن القطان (من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له) موضوع (من رفع يديه في الركوع فلا صلاة له) موضوع. |
الساعة الآن 10:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.