![]() |
أكتشف أنني وسيم !
لم أتعود على كتابة قصصٍ لمواقف تحدث لي ، ولكن ربما أن للملل دور في ما أكتبه الآن ! بدأت القصة عندما طلبت مني والدتي ، أن أخذها إلى السوق لأن زواج بنت العمة عمشاء على الأبواب ولم تشتري هديةً لها حتى الآن ! ورغم أنني كنت مشغولاً ، إلا أنني قررت نقل أمي إلى السوق رغم كراهيتي له ، من باب البر بها ورغبة في الأجر من الله . نزلت أمي إلى السوق وبقية أنتظرها في سيارتي ، وأشغل وقت الأنتظار بإدارتي نظري في كل الداخلين والخارجين من بوابة السوق . لم يمضي وقتٌ طويل حتى لمحت عيني فتاتين جميلتين ، تتمايل أجسامهن كما تتمايل سنابل القمح حينما يداعبها النسيم ، ويمازحن بعضهن بشيء من وقاحة الأبرياء . قررت أن أغض بصري . فأخذت هاتفي وبدأت أبحث في الأرقام عسى أن أجد أحداً ، يمنكني الأتصال به ومبادلته أطراف الحديث حتى تعود إلي أمي . وأنا أقلب قائمة الأسماء لفت نظري أن الفتاتين بدأن يقتربن من سيارتي ويتغامزن ، وكأن كل واحدتن منهن تحاول أن تسبقها الآخرى . أما أنا ففتحت فمي كما يفتح أي سعودي فمه حينما يشاهد فتاة تسير نحوه ، أو بعبارة أدق " فهيت " . وقفن الفتاتين أمام السيارة ، وبدأن ينظرن إلي نظرات من يريد أن يفعل شيء ، وهناك شيء يمنعه . وأنا بدأت أحدث نفسي وأقول لها " عيب يا ولد خلك عاقل " ، وأحيانً أقول لها " تماسك والدنيا كلها فتن " ولكنني وبحركة غير إرداية فتحت نافذة سيارتي ، وربما لإبليس علاقة في الأمر ! المهم أن إحداهن تقدمت نحو النافذة المفتوحه وهمست في أذن النافذة " وش عند الحلو يتغلى " !! وما أن نقلت نافذة السيارة لي كلمة " الحلو " حتى أطلقت العنان لخيالي ، فبدأت أتخيل نفسي امشي في طريق الملك عبدالله والفتيات يتجمهرن حولي وكلن منهن تصرخ " يالبى قلبه ياناس " وفي آخر الجهور قصيرة تقول " أروح وطي يا خلودي " !! وتخترق الجمهور فتاة من آل صنيفرة ، لتقول لي بصوت مرتفع " واللهي أهبك "!! وتعلق صورتي في جامعات البنات ، ويكتب تحتها بالبخاخ " زينك ذبح له فوق عشرة ملايين "! وتكتب صحيفة التايمز مقال عني بعنوان " خالد معذب قلوب العذارى " ! وأعادني من رحلة خيالي تلك ، صوت فتاة صغيرة تدعوا البنتين " منال هدى يالا مشينا ، محمد ينتظرنا " !! المهم أنني أكتشفت أنني وسيم ، وهذا فضل الله والله ذو الفضل العظيم ! فيا شباب هذا المنتدى ، أتمنى أن لا تكلموني ، فبرستيجي لا يسمح لي بمخاطبتكم ، خصوصاً أنني الوسيم الوحيد في هذا البلد . أيضاً فقد قررت أن أهاجر إلى تركيا ، فليس عندي أستعدادٌ أن أعيش في بلدٍ كأن وجوه أهله من محلات أبو ريالين ! |
الساعة الآن 04:23 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.