وأقول الذي يدل عليه كلامهم أن المسلسل بالأولية إنما هو الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وأما شواهده الواردة بألفاظ مختلفة فليست منه فليراجع، وقد نظمه الحافظ ابن حجر عاقدا له بقوله:
إن من يرحم أهل الأرض قد * آن أن يرحمه من في السما
فارحم الخلق جميعا، إنما * يرحم الرحمن منا الرحما
ولغيره:
من يرحم الخلق فالرحمن يرحمه * ويكشف الله عنه الضر والباسا
ففي صحيح البخاري جاء متصلا: * لا يرحم الله من لا يرحم الناسا
وقلت كالغير في البيتين ومشيرا إلى الحديث المسلسل بالأولية في البيت الثالث فافهم:
كن يا أُخي رحيم القلب طاهره * يرحمك مولاك بل يؤنسك إيناسا
ففي الصحيحين ما معناه متصلا: *لا يرحم الله من لا يرحم الناسا
والراحمون روى الأشياخ مرتفعا * بالأولية في التحديث نبراسا
ولشيخنا العارف عبد الغني:
لقد أتانا حديث عن مشايخنا * مسلسلا أوليا قد رويناه
قال النبي صلاة الله دائمة * مع السلام عليه عند ذكراه:
الراحمون هم الرحمن يرحمهم * برحمة منه نرويه بمعناه
من كان يرحم من في الأرض يرحمه * من في السماء، تعالى الراحم الله
ولصديقنا وخريجنا السيد أحمد البهنسي:
روينا عن مشايخنا حديثا * إلى ابن عيينة بالأولية <صفحة 120 >
عن المختار صلى الله ربي * عليه في الغداة مع العشية:
إذا نحن رحمنا أهل أرض * فيرحمنا برحمته السنية
وذا معنى الحديث فكن رحيما * تنل من فضله الرتب العلية.