رواه أبو داود والترمذي عن ابن عمر بلفظ اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن <صفحة 320> علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع.
857 - إياكم وزي الأعاجم.
سيأتي في "تمعددوا" أنه من قول عمر، واعتمده الإمام مالك حيث قال: أميتوا سنة العجم، وأحيوا سنة العرب.
858 - إياكم والزنى، فإن فيه أربع خصال: يُذْهِبُ البهاء عن الوجه، ويَقْطَعُ الرزق، ويُسْخِط الرحمن، ويوجب الخلود في النار.
رواه الطبراني في الأوسط وابن عدي عن ابن عباس.
859 - إياكم والطمع، فإنه الفقر الحاضر.
قال في المقاصد رواه الطبراني في الأوسط، والعسكري عن جابر رفعه بزيادة وإياكم وما يُعْتَذَرُ منه، وفيه ابن أبي حميد مجمع على ضعفه، لكن له شواهد، منها ما رواه العسكري أيضا عن ابن عباس بلفظ قال قيل: يا نبي الله ما الغنى؟ قال: اليأس مما في أيدي الناس، وإياكم والطمع فإنه الفقر الحاضر،
ورواه أبو بكر بن عياش عن ابن مسعود وسئل النبي صلى الله عليه وسلم ما الغنى؟ فقال: اليأس مما في أيدي الناس، ومن مشى منكم إلى الطمع فليمش رويدا،
ورواه تمَّامٌ في فوائده عن أبي أمامة مرفوعا أعوذ بالله من طمع يجر إلى طبع (أي يؤدي إلى شين وعيب. النهاية) ومن طمع في غير مطمع، ومن طمع حيث لا مطمع،
ورواه أحمد أيضا بهذا اللفظ عن معاذ بن جبل مرفوعا،
ورواه الطبراني بأسانيد رجال أحدها ثقات مع اختلاف في بعضهم عن عوف بن مالك أنه خرج إلى الناس، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمركم أن تتعوذوا من ثلاث: من طمع حيث لا مطمع، ومن طمع يرد إلى طبع، ومن طمع إلى غير مطمع، انتهى،
وما أحسن قول إمامنا الشافعي رضي الله عنه حيث قال: <صفحة 321>
أمت مطامعي فأرحت نفسي * فإن النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع (القنوع هنا الرضا) وكان ميتا * ففي إحيائه عرضي مصون
إذا طمع يحل بقلب عبد * علته مهانة وعلاه هون
860 - إياكم والأشقر الأزرق، فإنه من تحت قرنه إلى قدمه مكر وخديعة وغدر.
رواه الديلمي عن ابن عمر رفعه، وفي مناقب الشافعي للبيهقي أنه أمر صاحبه الربيع بن سليمان أن يشتري له عنبا أبيض، قال فاشتريت له منه بدرهم، فلما رآه استجاده، قال يا أبا محمد ممن اشتريت هذا؟ فسميت له البائع، فنحى الطبق من بين يديه، وقال لي أردده عليه، واشتر لي من غيره، فقلت وما شأنه؟ فقال ألم أنهك أن تصحب أشقر أزرق، فإنه لا ينجب، فكيف آكل من شيء يشترى لي ممن أنهى عن صحبته، قال الربيع فرددته، واعتذرت إليه، واشتريت له عنبا من غيره؛ وقال الربيع وجه الشافعي رجلا ليشتري له طيبا
، فلما جاءه قال اشتريته من أشقر كوسج ؟ فقال نعم، قال عد فرده عليه، زاد حرملة عن الشافعي فما جاءني خير قط من أشقر.