وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد والبخاري في الأدب المفرد والترمذي والنسائي والبيهقي في الشعب،
وفي لفظ الترمذي تهادوا فإن الهدية تذهب وَحَرَ الصدر ( وَحَر الصدر: هو، بالتحريك، غشه ووساوسه، وقيل الحقد والغيظ، وقيل العداوة، وقيل أشد الغضب. النهاية) ، ورواه الطبراني في الكبير والديلمي وأبو يعلى عن أم حكيم ابنة وداع مرفوعا بلفظ تهادوا فإن الهدية تضّعف الحب وتذهب الغوائل، وفي رواية بغوائل الصدر، وفي لفظ تزيد في القلب حبا،
ورواه الطبراني في الأوسط عن أنس مرفوعا يا معشر الأنصار تهادوا فإن الهدية تسل السخيمة، وتورث المودة، فوالله لو أهدي إلى كراع - الحديث، ورواه البزار بهذا اللفظ بدون وتورث المودة، وفي لفظ للحربي تهادوا فإن الهدية قلت أو كثرة تورث المودة وتسل السخيمة،
وللديلمي بلا سند عن أنس رفعه عليكم بالهدايا فإنها تورث المودة وتذهب الضغائن، وعزاه السيوطي في الجامع الصغير لأحمد والترمذي وضعفه عن أبي هريرة بلفظ تهادوا، إن الهدية تذهب وَحَرَ الصدر وفي لفظ وحر القلب، ولا تحقرن جارة لجارتها ولو شُقّ فِرْسِنّ [الشق هو النصف. وفِرْسِـنّ الشاة هو ظلفها. ] شاة، وأخرجه مالك في الموطأ عن عطاء الخراساني مرسلا رفعه بلفظ تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء،
قال في المقاصد وهو حديث جيد، وقد بينت ذلك مع ما وقفت عليه من معناه في تكملة شرح الترمذي،
قال الحاكم تحابوا إن كان بالتشديد فمن المحبة وإن كان بالتخفيف فمن المحاباة، لكن يشهد للأول رواية تزيد بالقلب حبا، وقال ابن الغرس وينبغي للمهدي أن يقصد بها امتثال أمر الشارع وما ندب لأجله ولا يقصد بذلك الدنيا قال حسان:
إن الهدايا تجارات اللئام وما * يبغي الكرام لما يهدون من ثمن.
1024 - التهنئة بالشهور والأعياد مما اعتاده الناس.
قال في المقاصد: مروي في العيد أن خالد بن معدان لقي واثلة بن الأسقع في يوم عيد، فقال له "تقبل الله منا ومنك"، فقال له مثل ذلك، وأسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الأشبه فيه الوقف.
وله شواهد عن كثير من الصحابة، بيّنَها الحافظ بن حجر في بعض الأجوبة، بل عند الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه: من لقي أخاه عند الانصراف من الجمعة فليقل تقبل الله منا ومنك.
وروي في المرفوع: من جملة حقوق الجار إن أصابه خير هنأه، أو مصيبة عزاه، أو مرض عاده، إلى غيره مما في معناه. بل أقوى منه ما في الصحيحين في قيام طلحة لكعب رضي الله عنهما وتهنئته بتوبة الله عليه.