وروي عن أنس مرفوعا طوبى لكل غني تقي ولكل فقير خفي، يعرفه الله ولا يعرفه الناس انتهى، وأقول تفسيره صدر الحديث بما ذكره من الإشارة إلى الرجل بالأصابع خلاف الظاهر، إذ المتبادر تفسيره بذكر العبد الله تعالى سرا دون إعلان لما فيه من البعد عن الرياء،
وقيل المراد بالذكر الخفي التفكير، ففي حديث أبي الشيخ في العظمة فكر ساعة خير من عبادة ستين سنة، وحديثه أيضا تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله، فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور وفوق ذلك - كذا في الفتاوى الحديثية لابن حجر، قال فيها وقد ورد أن عمر كان يجهر وأبو بكر كان يسر فسألهما، النبي صلى الله عليه وسلم فأجابه كل بما ذكرته فأقرهما، أي أجاب أبو بكر بما ذكره أولا من مجاهدة النفس وتعليمها طرق الإخلاص وإيثار الخمول، وأجاب عمر بأن الجهر لدفع الوساوس الردية وإيقاظ القلوب الغافلة وإظهار الأعمال الكاملة كما يفعله الصوفية من الجهر من بعضهم والإسرار من الآخرين له أصل من السنة انتهى، وما أحسن ما قيل:
عش خامل الذكر بين الناس وارض به * فذاك أسلم للدنيا وللدين
من خالط الناس لم تسلم ديانته * ولم يزل بين تحريك وتسكين
1251 - خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
رواه البخاري والترمذي عن علي، وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن عثمان، ورواه ابن ماجه عن سعد بلفظ خياركم من تعلم القرآن وعلمه،
وفي معناه ما رواه ابن الضريس وابن مردويه عن ابن مسعود بلفظ خياركم من قرأ القرآن وأقرأه.
1252 - خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره.
رواه أبو يعلى عن أنس، وفي الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه.
1253 - خيركم من لم يدع آخرته لدنياه، ولا دنياه لآخرته، ولم يكن كلا على الناس.
رواه الديلمي عن أنس رضي الله عنه.
1254 - خير الناس من ينفع الناس.
لم أر من ذكر أنه حديث أو لا فليراجع، لكن معناه صحيح، وفي أحاديث ما يشهد لذلك كحديث الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله فافهم،
ويشهد له ما رواه القضاعي عن جابر كما في الجامع الصغير بلفظ خير الناس أنفعهم للناس انتهى.