1865 - قدموا خياركم تزكو صلاتكم.
رواه الديلمي عن جابر مرفوعا، ورواه الحاكم والطبراني بسند ضعيف عن بن أبي مرفد الغنوي رفعه بلفظ إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم. وفي رواية للطبراني علماؤكم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم.
وللدارقطني عن ابن عباس مرفوعا: اِجعلوا أئمتكم خياركم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم.
قال في الأصل وما وقع في الهداية للحنفية بلفظ من صلى خلف عالم تقي فكأنما صلى خلف نبي. فلم اقف عليه بهذا اللفظ.
1866 - قدموا قريش ولا تقدموها.
رواه الطبراني عن عبد الله بن السائب وأبو نعيم ثم الديلمي عن أنس وآخرون عن غيرهما كلهم رفعوه، انتهى.
1867 - القـُرّ بؤس، والحر أذى.
رواه العسكري عن ابن عباس عن أبي هريرة. قال السخاوي حديث الشتاء ربيع المؤمن أصح منه، وتقدم في: الشتاء شدة.
و "القـُرّ" بضم القاف ([نعم، "القـُرّ" بضم القاف كما في القاموس. دار الحديث]) وتشديد الراء البرد ويقابله الحر. والبؤس بضم الموحدة وبالسين المهملة الشدة.
1868 - القرآن غنى لا فقر بعده، ولا غنى بعده.
أبو يعلى والدارقطني عن أنس مرفوعا، وقال الدارقطني رواه أبو معاوية عن الحسن مرسلا. قال في المقاصد وهو أشبه بالصواب.
1869 - القرآن كلام الله غير مخلوق، فمن قال بغير هذا فقد كفر.
قال في المقاصد رواه الديلمي عن الربيع بن سليمان. قال ناظر الشافعي حفصا الفرد أحد غلمان بشر المريسي، فقال في بعض كلامه القرآن مخلوق فقال له الشافعي كفرت بالله العظيم. وقال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس رفعه قال القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فاقتلوه، فإنه كافر.
قال الشافعي بسنده إلى رافع ابن خديج وحذيفة بن اليمان وعمران بن حصين قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قرا آية ثم قال القرآن كلام غير مخلوق، فمن قال غير هذا فقد كفر، انتهى.
وقال في المقاصد والمناظرة دون الحديث صحيحه، وتكفير الشافعي لحفص ثابت كما ذكره البيهقي في مناقب الشافعي ومعرفة السنن وغيرهما. ولكن الحديث من الوجهين بل من جميع طرقه باطل والسندان مختلقان على الشافعي. قال البيهقي في الأسماء والصفات ونقل إلينا عن أبي الدرداء مرفوعا: القرآن كلام الله غير مخلوق،
وروى ذلك أيضا عن معاذ وابن مسعود وجابر، ولا يصح شيء من ذلك، ولا ينبغي أن يستشهد به، [بل يستشهد بالأدلة كالتي سيذكر أنه سردها]ـ وسرد من الأدلة المرفوعة لمعنى كون القرآن كلام الله غير مخلوق ما فيه كفاية، وساق عن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين ما فيه مقنع، وعلى هذا مضى صدر الأئمة لن يختلفوا في ذلك ثم نقل عن جعفر الصادق في من قال أنه مخلوق: إنه يقتل ولا يستتاب. وعن علي بن المديني والإمام مالك إنه كافر، زاد مالك فاقتلوه. وعن ابن مهدي وغيره يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه.
وقال البخاري في خلق أفعال العباد: وتواترت الأخبار عن رسول الله أن القرآن كلام الله، وأن أمر الله قبل مخلوقاته. قال ولم يذكر عن أحد من المهاجرين والأنصار والتابعين خلاف ذلك، وهم الذين أدوا إلينا الكتاب والسنة قرنا بعد قرن، ولم يكن بين أحد من أهل العلم فيه خلاف إلى زمن مالك والثوري وحماد وفقهاء الأمصار، ومضى على ذلك من أدركنا من علماء الحرمين والعراقين والشام ومصر وغيرها.
وأطال أبو الشيخ وغيره بذكر الآثار في ذلك. ولكن الاختلاف في تكفير المتأولين المخطئين من أهل الأهواء شهير.