قال وطعن بعض الملحدين في حديث موسى عليه السلام فقال لم يصدق بما أخبره به ربه، ورد بأنه ليس في هذا ما يدل على أنه لم يصدق أوشك فيما أخبره ولكن للعيان روعة للقلب فهو أبعث لهلعه من المسموع.
قال ومن هذا قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولكن ليطمئن قلبي لأن للمشاهدة والمعاينة حالا ليست لغيره ولله در من قال:
ولكن للعيان لطيف معنى * له سأل المعاينة الخليل
وقد أشار ابن الحاجب في المختصر إلى هذا الحديث.
وقال الزركشي ظن أكثر الشراح أنه ليس بحديث، وزاد الحافظ ابن حجر في المجلس الثامن والخمسين بعد المائة من تخريجه وأغفله ابن كثير وتنبه له السبكي.
وقال في اللآلئ فإن قيل هو معلول بما قاله ابن عدي في الكامل من أن هشيما لم يسمع هذا الحديث من أبي بشر وإنما سمعه من أبي عوانة عن أبي بشر فدلسه. قلت قال ابن حبان في صحيحه لم ينفرد به هشيم. فقد رواه أبو عوانة عن أبي بشر أيضا.
وله طرق أخرى ذكرتها في المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر انتهى.
وأقول بما تقدم من رواية هذا الحديث عن أنس أيضا يعلم ما في قول القرطبي في التذكرة لم يروه أحد غير ابن عباس فتأمل والله أعلم.
2138 - ليس من مات فاستراح بميت * إنما الميت ميت الأحياء.
رواه الديلمي عن ابن عباس وهو مشهور من قول الحسن وغيره متمثلا به.
2139 - ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة ولا الآخرة للدنيا ولكن خيركم من أخذ من هذه لهذه.
رواه ابن عساكر والديلمي عن أنس بلفظ ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا فإن الدنيا بلاغ إلى الآخرة ولا تكونوا كلا على الناس،
وأخرجه أبو نعيم والخطيب في تاريخه والديلمي من وجه آخر.
2140 - ليس الشديد بالصُّرَعَة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
متفق عليه عن أبي هريرة، ورواه ابن حبان في صحيحه بلفظ ليس الشديد من غلب الناس إنما الشديد من غلب نفسه،
ورواه العسكري عن أبي هريرة بلفظ ليس الشديد الذي يغلب الناس ولكن الشديد من يملك نفسه.
2141 - ليس شيء أكرم على الله من الدعاء.
رواه أبو يعلى والعسكري عن أبي هريرة مرفوعا،
ورواه الطبراني عن ابن عمر ليس شيء أكرم على الله من المؤمن قال النجم أي ليس شيء مطلقا، وقوله ليس شيء أكرم على الله من الدعاء يريد من الأعمال ولا ينافيه كون الصلاة لوقتها أحب الأعمال إلى الله لأن الصلاة مشتملة على الدعاء.