2812 - نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.
رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس رفعه، وفي رواية عنه مرفوعا نعمتان الناس فيهما متغابنون الصحة والفراغ،
وفي الباب عن أنس وغيره وكان الحسن البصري يقول ابن آدم نعمتان عظيمتان المغبون فيهما كثير الصحة والفراغ فمهلا مهلا الثواء هنا قليل - أخرجه ابن عساكر،
وقال الصحة عند بعضهم الشباب. قال والعرب تجعل مكان الصحة الشباب كما قالوا بالقلب الفارغ والشباب المقبل تكسب الآثام وكان يقال إن لم يكن الشغل محمدة كان الفراغ مفسدة، ولا تفرغ قلبك من فكر ولا ولدك من تأديب ولا عبدك من مصلحة فإن القلب الفارغ يبحث عن السوء
واليد الفارغة تنازع إلى الآثام. وقال أبو العتاهية:
علمت يا مجاشع بن مسعدة * أن الشباب والفراغ والجده
مفسدة للمرء أي مفسدة
وفي رواية "مفسدة للدين" بدل "للمرء".
وأنشد البيهقي في الشعب لأبي عصمة محمد السختياني:
أحمدنا ( في النسخ "أحمد" ولعل الأقوم "أحمدنا" أو نحوه) خير بني آدم * وما على أحمد إلا البلاغ
الناس مغبونون في نعمة * صحة أبدانهم والفراغ
وما أحسن قول بعض العصريين الغزيين:
يا من له نعم علينا سابغة * وله العطايا والقضايا البالغة
اشغل بحبك يا قدير قلوبنا * فالعشق يعرض للقلوب الفارغة
قال العسكري وسمعت ابن دريد يقول: إن أفضل النعم العافية والكفاية فمن عوفي وكفي فقد عظمت عليه النعمة.
ومن كلمات بعض السلف: سيروا إلى الله عرجا ومكاسير، ولا تنتظروا الصحة، فإن انتظار الصحة بطالة.
2813 - نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع.
رواه أصحاب السنن وغيرهم بطرق كثيرة وألفاظ مختلفة عن ابن مسعود رضي الله عنه وغيره، ومن ألفاظه نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأدها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، زاد في كثير من طرقه: ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل لله وطاعة ذوي الأمر ولزوم الجماعة - ذكره السيوطي في الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة. ثم قال في أوله في كثير من طرقه خطبنا بمسجد الخيف من منى فذكره،