
قاصمـة الظهـر
قال أنس بن مالك - رضي الله عنه - : لما ثقل رسول الله
جعل يتغشّاه الكرب..
فقالت فاطمة : واكرب أبـاه ! فقال لها :
" ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم "
فلما مات قالت :
يا أبتـاه ! أجـاب رباً دعـاه
يا أبتـاه ! جنـة الفردوس مأواه .
يا أبتـاه ! إلى جبـريل ننـعاه .
فلما دفن قالت لأنس : كيف طابت أنفسـكم أن تحثوا
على رسول الله
التراب ؟!
إخـوانـي :
شوّقتم فما رغبتم ، وخُوّفتم فما رهبتم ..
وأيقظكم الموت بمن أخذ قبلكم فما انتهيتم ..
ووعظكم القرآن فما انزجرتم ولا اتعظتم ، كأنكم بمنادي الرحيل يناديكم :
انتبهوا يانيام فقد طُلبتم .
أمـا كان لكم موت المصطفـى عِبْرة ؟!
أمـا أجرى لكم عظيم مُصـابه عَبْره ؟!
أمـا أيقظكم فقـده من هذه السّكرة ؟!
أمـا جالت لكم في قرب آجالكـم فكرة ؟!
أمـا اعتبرتم بمن مضى قبلكم من السادات ؟!
أمـا تحسرتم على من دفنتم من الآباء والأمهـات ؟!
كيف تلتـذون باللذات ، وقد قال صاحب المعجزات : " إن للموت لسكرات "؟
ومما نسب إلى عاتكـة بنت عبدالمطلب – رضي الله عنها –
في رثائه
:
يا عينُ جودي – ما بقيتُ بعبرةٍسحّا على خير البريـة أحمـدِ
يا عينُ فاحتفلي وسُحّي واسجُميوابكي على نورَ البـلاد محّمـدِ
أنّى لك الويـلاتُ مثـل محّمـدٍفي كلّ نائبـة تنـوبُ ومشهـد
فابكي المبارك والموفّق ذا التقىحامي الحقيقة ذا الرشاد المرشد
فعليك رحمـةُ ربّنـا وسلامُـهيا ذا الفواضل والندى والسّـؤدد