عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2008, 01:31 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شاعر الحرمان
 
الصورة الرمزية شاعر الحرمان
 

 

 
إحصائية العضو






شاعر الحرمان غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  none
مزاجي

الجنس
 
SMS الندم على السكوت خير من الندم على القول

 

 

 

 

 

 

افتراضي أعلمتم لماذا ... ا؟


 




تعلموا الطبخ هذه نصيحة متواضعة أوجهها لكم من على منبري هذا، نصيحة ذهبية لن تتكرر ألقوا بكل الاعتبارات جانبا والتفتوا إلى أنفسكم وتعلموا الطبخ، ترفعوا عن كل شيء إلا عن بطونكم رحمكم الله فلا تدري نفس بأي صحراء تلقى، ولا تدري معدة ماذا ينتظرها غدا ؟ لا تتكلوا على الغير دائما فلن تطعمكم إلا أيديكم ولن تسقيكم إلا أكفكم مهما كنتم ومهما وصلتم، وأينما اتجهتم أمامكم مهلة للتعلم قبل أن تضرسكم طواحين الملام، تعلموا الطبخ واسمعوا الكلام سيقول قائل يبدو أن الأخ «فاضي»، ولم يجد شيئا يستحق أن يكتب عنه إلا هذه المقالة المحروقة وسيقول آخر لقد نضب المعين وآخر سيقول «الله يعين»، ومن حق الجميع التعقيب هزءاً أو جدية على ما تصبحوا به ومن حقي أن أواصل النصح لهم حتى آخر رمق في مدادي هذا أعلمتم لماذا ؟ لأنني في حالة «طبخ»، وما أسطره أمام حضراتكم في هذه اللحظة من حروف وجبة حقيقية، وإن كانت لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكنها تعني لي الكثير، قد لا يتصور البعض مدى المتعة العظيمة التي يستشعرها البناء وهو يطبخ سقف المبنى الذي سيحمي ساكنيه حر الهجير ولسعة الزمهرير، ولا متعة المزارع وهو يطبخ أرضه استعدادا لموسم الحصاد، ولا متعة المربي الفاضل وهو يطبخ تلامذته ليخوضوا غمار الحياة كما ينبغي، ولا متعة الشاعر الذي يطبخ أبيات قصيدته التي سترى النور قريبا، ولا متعة المحرر على طاولة المطبخ الصحافي وهو يـطبـخ موضــوعه الذي سيقـلب الدنيا رأســـا على عقـــب ولا متعة «العروسين»، وهما يطبخان أول سليل لهما ويتخيلان شكله وطعمه، الطبخ يا سادتي لا يعني فقط البصل والنار والبهار، الطبخ مفهوم عميق وعميق جدا، مفهوم سيصل بكم إن عاجلا أو آجلا إلى لب المعرفة وفلسفتها أو ما يسمى «الأبستمولوجيا».
والأبستمولوجيا أيها الأعزاء مبحث يحاول الإجابة عن أسئلة ثلاثة، كثيرا ما حاولنا التخلص من قلقها وأرقها الذي تجاوز وعينا إلى اللاشعور بالصراخ والمكابرة والاكتئاب والانطواء دون جدوى، والأسئلة هي.
1 ـ هل المعرفة ممكنة؟ وإذا كانت ممكنة فما حدودها؟.
2 ـ ما مسالك المعرفة، أو بأي الطرق والمنابع نعرف ما نعرفه؟.
3 ـ ما طبيعة المعرفة؟ هل هي ذات طبيعة واقعية أم ذات طبيعة مثالية؟
والإجابة عن هذه الأسئلة تصدى لها صنفان من علـماء البـشر، صنف يسمـى «الاعتقاديين» وصنف آخر يسمى «اليقينيين» حيث أجاب أصحاب الاعتقاد أمثال «سكستوس» و«أنسيديم» بأنه لا إمكانية للمعرفة واستندوا في ذلك إلى أربعة حجج تشمل حجة خداع الحواس فالشمس التي تبدو لنا صغيرة هي كبيرة بعشرات الآلاف مما تبدو لنا، ثم حجة تناقض الناس فالناس مختلفون في الآراء والأقوال والاتجاهات، وما يراه أحدهم قبيحا يراه الآخر جميلا ثم حجة الجهل فطبيعة الأشياء الترابط والتماسك، بحيث أننا لكي نعرف شيئا واحدا يجب أن نعرف كل ما يرتبط به وهذا محال، ثم حجة استحالة البرهان فالمقدمة تحتاج إلى برهان والبرهان لا بد من البرهنة عليه ليكون برهانا حقيقيا وإلا لما كان برهانا «وسلم لي على الباذنجان».
أما أصحاب اليقين فهم ينقسمون أمام مسألة المعرفة إلى يقينيين حسيين وزعيمهم «لوك» ويقنيين عقليين وزعيمهم «ديكارت»، ويقينيين حسيين عقليين وزعيمهم «كانط» ويقينيين حدسيين وزعيمهم «برجسون» ويقينيين على باب الله وزعيمهم «أنا»، والحديث عن الصنف الأخير واتجاهاته طويل ممل ثقيل من أراد البحث فيه فليطبخ مخه بقليل من زيت الفلسفة على نار «القياس» أو «البرهان» لفيلسوف العروبة ابن رشد ألف رحمة عليه وعلى والديه ومن لا يرغب في ذلك فهو في حل وغير ملزم ويكفيه فقط أنه «مطبوخ» وسلامتكم.

 

 

الموضوع الأصلي : هنا    ||   المصدر : لك عيوني
التوقيع

لن تـفـقهني انـثى مهما حاولت ...!!!


 

رد مع اقتباس