>>بسم الله الرحمن الرحيم<<
إتخاذ القرار يعتبر سلوك إحدى طريقين يحتار المخ بينهما ، ولكن في حالة سلوك الطريق الخاطيء فسيكون المخ هو المسئول عن هذا القرار ..!
قال لي والدي ذات مره " الحياه أكبر مدرسه ".. وهو يتأوه مُخرجا مرارتها من فمه .. فحاولت أن أستخف دمي فقلت له " هل يحتاج التقديم إليها إلى شهادة لحسن السيره والسلوك "؟
أذكر أنني بعدما قلت هذه الكلمه .. هربت وأذكر شكل جهاز الريموت وهو يسابق الزمن للوصول إلى مؤخرة رأسي ..!
طلب مني معلمي في الصف الخامس أن أقوم وأسهب في شرح الدرس للطلاب ..محاولاً بذلك كسر روتين الخوف والرعب الذي كان واضحاً عليّ .. فحاولت بشتى الطرق أن أبرر .. ولكن إلحاح المعلم أجبرني أن أترجل من كرسيّ ..
والحقيقة ليس إلحاح المدرس فقط ما جبرني على الوقوف .. بل إن " ليّ" الإسطوانه الذي كان يحمله دوراً رئيسياً ومحورياً في الموضوع ..!
ترجلت من كرسيّ ووقفت لأول مره في تاريخي لأشرح الدرس للطلاب .. كانت المره الأولى والأخيره تقريباً في حياتي .. وقفت أمام الطلاب .. والأعين تنظر إليّ .. وهذا يهمس .. وذاك يضحك .. وهذا يحدّ عينيه ..!
وقفت فقلت بكل فداغه " أعزائي الطلاب .. درسنا لهذا اليوم مهم جدا .. وخطير .. لذلك أرى أن نؤجله للحصه المقبلة نظرً لأهميته .."!.
كنت أنتظر أن يطبع المعلم الرسومات والتشكيلات الهندسية على " لي الإسطوانه " على ظهري .. ولكن المعلم أطلق وابلاً من الكلمات الرنانه .. أحسنت ..أحسنت ..أحسنت ...!؟
وقال من جديد " ليس المهم أن تكون جبلاً .. ولكن الأهم أن تجد طريقة مناسبة لصعود الجبل ..!
قال لي أحد رفاق السوء ذات مره " هل جربت المخدرات ؟ فقلت له بكل إستغراب " لا ..!
فقال " الحياة أكبر مدرسه يا صاحبي .. ومد يده ببعض الحبوب الشهيّه .!
فقلت له وقد كنا حينها على الطريق السريع " هل جربت قطع 25 كيلوا مشياً على الأقدام ؟
قال لي " كلا "..!
فقلت " ترجل من السياره .. فالحياة أكبر مدرسه ..!
ليست كل التجارب المفيده .. ومغريه .. وهذا ما أود قوله ..!
لذلك فقبل إتخاذكم للقرار لا بد من دراسة أبعاد ونتائج التجربتين ..!
لذلك أنصحك أن تجرب قول " لا " لبعض التجارب الغير محسوبة العواقب ..!
>> مع الشكر للأسد الأحمر من جدهـ <<