{ ., مــدخــل
قال صلى الله عليه وسلم :
( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه،،
وعن علمه فيما فعل به ،، و عن ماله من أين اكتسبه،،
وعن جسمه فيما أبلاه )
مـشـغـول ...!
مـشـغـول ...!
مـشـغـول ...!
مـشـغـول ...!
كثير ما نرددهآ .. ولكن هل نحن مشغولون حقاً؟؟؟
تمضي الأوقات والعمر الثمين ينسلُّ من بين أيدينا دون أن نشعر
وكل يوم يمضي ,، يطوي أخاه وراءه في كرٍّ مقيت للأيام ..
ذلك أنها سواء في الصورة والطعم واللون والرائحة والنتيجة
وأيامنا هي هي لا تتــ غ ــــير .. وأيامنا هي هي لاتتغير ..
لم نضف جديداً إلى جداولنا من طاعة ..
وإذا سألنا أحدٌ عن أحوالنا .. خرجت تلك الكلمة المعتاده
التي تخفف عنا شيئاً كثيراً من عناء و ألم لوم النفس و لوم الآخرين
(( أنا مشغووول ))
تتكرر منا هذه الكلمة كثيراً..
لكننا لو جلسنا مع أنفسنا .. ودونّا ماننجزه في كل يوم .. سنتفاجأ بالشيء
القليل الذي لايذكر وربما يكون هناك من هم أكثر شغلاً منا .. ينجزون أكثر ..
بل المصيبة تكمن في أننا نكرر هذا الشغل الوهمي كل يوم ولو حاسبنا
نفوسنا .. لوجدنا في صحيفة اليوم .. لاشيء يُذكر ..
(( نحن مشغولون ))
داءٌ عظيم مستحكم في نفوسنا من آفات العمل الحابسة للعبد عن
تقدم إلى الأمام ..
(( نحن مشغولون ))
داءٌ عظيم يمنعنا من الهمّ بعمل جديد نضيفه لأعمالنا الصالحة
(( نحن مشغولون ))
داء حرمان ينحل في جسد الطاعة و يوهن القلب عن تقدم ,بل يمضي
العمر في اختلاق الأعذار ..
(( نحن مشغولون ))
لحظـــة
لحــظــة ..!
أين شغلنا من المشغولين حقاً ؟؟
أين شغلنا من شغل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
فكيف كانت حياته ..؟؟
يجهز جيشاً .. و يعود مريضاً .. و يصلُ رحماً .. و يتبع جنازه .. و يعطي
مجلساً من مجالس العلم .. و كان يقوم حتى تتفطر قدماه مايقارب
الست ساعات من الليل .. و كان يصوم أيامه حتى تظن أنه يواصل
صيامه لايفطر .. و كان يقرأ حزبه ..
أين نحن من شغل صحابة رسول الله وجدّهم واجتهادهم ؟؟
أين نحن من شغل الأئمة أنوارٌ تضيء في سماء العمل؟؟
الأئمه ..
جاهدوا و نافحوا وردّوا على من أحدث في دين الله ..
ألّفوا ودوّنوا الحديث فجمع في مسنده أربعين ألف حديث
جاهدوا و جلسوا للعلم حتى حفظوا ألف ألف حديث ..
جاهدوا و عملوا فأحيوا ليله بالمذاكرة مع صحبه للعلم ..
جاهدوا و عملوا وشغلوا زمانهم بالتعليم و التدريس ..
أين نحن من شغل هؤلاء؟
ألا نحتاج لعودة إلى حقيقة أشغالنا ..
لعلنا نقف على حقيقة الأمر .. و هي أننا.."
., مـــ خ ــرج }
اللهم لآتشغ ــلنآ إلا في طآعتك..