[بين احضان الورد]

جلس بعض الإخوة وأبناء العم معا في اجتماع عائلي
منهم الثري ومنهم المتوسط الإمكانيات
مختلفون في الميول والوظائف
متفقون في الأصل والأخلاق

هذا مغرور بعلمه لكنه ودود وخدوم
وهذا متحرر لكنه أمين وصدوق
وهذا مادي التفكير لكن له كريم وعفيف
تكلموا وتذكروا ذكريات الطفولة وضحكوا حتى قال أحدهم

يا فلان أري في ملابسك توقيع الغرب المنحل، وسمعت أنك تشبهت بانحلالهم
قال له إن الملابس لمظاهر خادعة وان النبأ لخبر فاسق
قال لا أنت منحل منحرف تملأ الدنيا فسادا
قال وقال ونسى أو تناسي أنه كان يوما صندوق أسراره الأمين وصديق العمر الطويل وصاحب أجمل الأوقات

وقال أخر يا فلان أري المال قد ملأ جيبك وسمعت أنه قد ملأ قلبك جشعا وطمعا
قال أن المال لغرور وأن النبأ لخبر فاسق
قال لا أنت مادي وطامع وشره للحياة
قال وقال ونسى أو تناسي أنه كان يوما مأواه عند الحاجة وعونه الكرب وماله عند الدين

وقال ثالث يا فلان أري العلم قد ملأ عقلك وسمعت أنه قد ملأ نفسك زهوا وخيلاء
قال العلم صدقة جارية وأن النبأ لنبأ فاسق
قال لا ظننت نفسك فوق البشر بعلمك ومعرفتك
قال وقال ونسى أو تناسي أنه كان يوم عونا له في يوم ضيق وسندا له في الشدة

قالوا السيئات وتناسوا الحسنات
استمعوا لكذب الدخيل
وصموا أذانهم عن صدق الرفيق الصديق
هذا نحن أبناء الجلدة الواحدة والملامح المتشابهة
أبناء اللغة الواحدة والأصل الكريم
أبناء الألم الواحد والحزن المشترك
تقتلنا سكين واحدة وننزف دم واحد ويدمينا ألم واحد
ونصرخ بأصوات مفرقة
تركنا صاحب السكين وانشغلنا عن جرحنا الدامي ويبكينا عن ألمنا العميق
لنستدير ويطعن أحدنا الأخر
نبحث وننقب بكل كد وبلا هوادة عن عيوب كل منا لنطعن بها
نستعين بالغريب لنرفع الأستار عن أهلنا لنفضح أنفسنا قبل أن نفضحهم

يمتلئ قلبي حزناً
وتمتلأ عيناي دموعاً
وتمتلئ نفسي حسرة
لما نحن فيه
فضفضة من مسلمة عربية قبل أن تكون مصرية





منكووووول