الإشارة خضراء .. أو حمراء .. فيا أيها القوم .. هيا اعبروا .. ودوسوا على رقابنا .. إليهم .. .. ولكن لنا طلب وحيد منكم أيها العابرون ( طلب ليس إلا ) والأمر لكم من قبل أن تدوسونا ومن بعد أن تدوسونا مرة أخرى.. طلبنا هو أن تنزعوا نعالكم الذهبية .. من أجل أن نفوز بملامسة جسدكم الطاهر وهي فوق رقابنا السمراء .. فنحتك بجلدكم .. ونلامس أخمص قدميكم .. طلبنا .. أن تنظفوا أقدامكم النتنة.. ( إن استطعتم ) .. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. حتى نستمتع بعصر أرجلكم .. وتطرب أسماعنا من فرقعة أصابعكم .. وتدغدغونا بأنامل أقدامكم .. فأضحكونا وأنتم تدوسونا .. وأسعدونا وأنتم تهينونا .. .. فسنصبر على ضخامة أجسادكم .. ووزنكم الذي جاوز الكثير .. فزيدوا عظامكم قوة .. ولا عليكم من عويلنا .. وصراخنا .. ودموعنا .. وأزيزنا .. وبكائنا .. ولا تغريكم وجوهنا الحزينة .. وأرواحنا البريئة.. في العفو عنا .. أو التعاطف معنا .. أو التساهل من أجلنا .. نريد قمة الجبروت .. نريد جحيما لا مثيل له .. نريد قتلا بطريقة تعلو على الطريقة الفرعونية .. وتُخجل محاكم التفتيش .. نريد تعذيبا لا شبيه له .! نريد موتا صعبا صعبا .! نريد هلاكا لا نظير له .! نريد قتلا يزيدكم سعادة .. نريد خنقا تستلذ به قلوبكم .. وتطمئن به أفئدتكم .. وتعلو به منازلكم .. وتضحك عليه أسنانكم .. وتحلو به أيامكم .. وتحجزون به أماكنكم في دركات جهنم .. اعبروا .. اعبروا .. ودوسوا على رقابنا السمراء .. .. رقابنا السمراء .. رغم أنها كانت معنا منذ الولادة .. لكن هي في الحقيقة لكم .. ولكم فقط .. رغم أنوف آبائنا وأمهاتنا .. وأنفسنا .. وكل شيء .. رقابنا السمراء .. ما هي إلا إعارة .. وانتهت مدة بقائها .. وجاء وقت أخذها .. فشكرا لصبركم علينا .. وتحملكم لنا .. وما قصرتوا .. ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .. فتفننوا .. وأبدعوا .. بخنق أنفاسنا .. وتمزيق أجسادنا .. وقهر أرواحنا .. .. فاعبروا .. ودوسوا .. دوسوا .. دوسوا .. .. فيا أيها القوم : الإشارة خضراء أو حمراء لا يهم .. هيا اعبروا .. ودوسوا على رقابنا السمراء .. ... ممــا راق لي ...