توشحت السماء السواد حزنا على فراق الشمس ووقفت دموعها على
وجنتيها لانرى منها سوى البريق , الذي يتم الفؤاد وعاث بالوجدان ,
ومضيت , في دروب التيه حائرة لا أسمع إلا صدى الحرمان تعزفه الرياح
على أفواه الشجر , وتلطمني لقسوتها بحبات الرمال ثم تنقلني من بيداء
الهموم إلى بيداء الأحزان , وتلقن الجبال والرمال كلمة ما أن تردد صداها
إلا وينفطر الفؤاد ويعتريه الوهن , ما عدت أستجمع قواي من كثرة المحن
ودعتني السعادة وعلى جفنيها لوحة من صور الحنين والإشفاق والكدر
ودعتني لأن الأسى قد تشعب في أعماقي وغزاها بجيوش مالها حصر ,
فبكيت لرحيلها وتوسدت الرمال لأرسم لها لوحة جميلة ولكن !!!!
بدت لي صورة للحرمان قد صورها البشر , صورة مزجت بألوان
قاتمة تنبئ عن الواقع المر .......
ولكن ........!!!
الأمل له ضوء براق يبهج القلوب ويبتسم له الثغر , ضوء أرسلت مع
خيوطه قلبا جريحا أملا في أن ينتشله من بحر الهموم ,, أمااااااااه
ويطلقها فؤادي صرخة أقشعر من دويها شم الجبال . أمااااااه ..
ونظرت إلى الفيافي والقفار إلى الصخور إلى الرمال إلى الأشجار
إلى البشر اللئام ليروا أن لي أما يعجز عن وصفها الخيال ...
أمي ياريحانة بدت لي في بيدائي كما يبدوا سراب الماء في بيداء
العطش لظمآن , ضميني إلى صدرك , ظلليني بين جوانحك ,
أغرقيني بدفئك والحنان , قبليني بين عيني وعلى وجنتي وكأني
أتيتك بعد حرمان وطول انتظار , ضميني إليك حتى تخالط
ضلوعي ضلوعك ويستحيل الفراق , فو الله لن أرضى الإنفكاك
عنك ولو انزاح الظلام ...
ضمة منك لي ياأمي تنسيني الأسى .. ضمة منك تنسيني الألم ....
دعواتي لك بالشفاء العاجل
دام حضنك الدافئ لنا
روح ابوها