السلآم عليكم ورحمه الله وبركاته
سماع الموتى كلام الأحياء ومعرفتهم بمن يسأل عليهم ويزروهم ومعرفتهم بحالهم بعد الموت وحال أقاربهم في الدنيا
سماع الموتى لكلام الأحياء ففي الصحيحين عن أنس عن أبي طلحة قال
[ لما كان يوم بدر وظهر عليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر ببضعة وعشرين وفي
رواية أربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش فألقوا في طوى من أطواء بدر فقام رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا
شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ فإني وجدت ما وعد ربي حقا فقال
عمر : رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها فقال : والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ]
وفي صحيح مسلم من حديث أنس نحوه من غير ذكر أبي طلحة وفي حديثه قال :
[ والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ]
وفيه أيضا عن أنس عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم هذه القصة بمعناها
وفي الصحيحين عن ابن عمر قال :
[ اطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال وجدتم ما وعد ربكم حقا قيل له أتدعوا أمواتا ؟ قال ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون ] ! وفي رواية قال : [ إنهم الآن يسمعون ما أقول ]
وقد أنكرت عائشة ذلك كما في الصحيحين
[ عن عروة عن عائشة أنها قالت : ماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنهم ليسمعون الآن ما أقول وقد وهم - يعني ابن عمر - إنما قال : إنهم ليعلمون الآن ما كنت أقول لهم إنه حق ثم قرأت قوله : { إنك لا تسمع الموتى } { وما أنت بمسمع من في القبور } ]
وقد وافق عائشة على نفي سماع الموتى كلام الأحياء طائفة من العلماء ورجحه القاضي
أبو يعلى من أصحابنا في كتاب الجامع الكبير له واحتجوا بما احتجت به عائشة وبأنه
يجوز أن يكون ذلك معجزة مختصة بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره وهو سماع الموتى كلامه
:::
وفي صحيح البخاري قال قتادة : أحياهم الله تعالى يعني أهل القليب حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما
وذهب طوائف من أهل العلم - وهم الأكثرون - وهو اختيار الطبري وغيره وكذلك
ذكره ابن قتيبة وغيره من العلماء وهؤلاء يحتجون بحديث القليب كما سبق وليس هو
بوهم ممن رواه فإن ابن عمر وأبا طلحة وغيرها ممن شهد القصة كحياه عن النبي صلى
الله عليه وسلم وعائشة لم تشهد ذلك وروايتها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
[ إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقول لهم حق ]
يؤيد رواية من روى : إنهم ليسمعون ولا ينافيه فإن الميت إذا جاز أن يعلم جاز أن
يسمع لأن الموت ينافي العلم كما ينافي السمع والبصر فلو كان مانعا من البعض لكان مانعا من الجميع
منقوووووووووووووووووووول