عرض مشاركة واحدة
قديم 08-20-2009, 09:31 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شيخ نفسه
 
إحصائية العضو






شيخ نفسه غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS منتديات لك عيوني ابداع وتميز

 

 

 

 

 

 

افتراضي ذكرى وفاة سيف الله المسلول خالد بن الوليد642م


 

بسم الله الرحمن الرحيم
(أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)(الأنعام: من الآية90)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين من اعز الدين وخذل الكافرين والمرتدين, وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم أصحاب الهمة خير الأمة الثابتين على الدين أجمعين
أما بعد
فيشرفنا في المكتب الإعلامي لجيش الفاتحين أن نبدأ بفتح صفحات التاريخ المشرفة المهملة والمنسية منذ مبعث النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام إلى وقتنا الحاضر, ونأخذ منه الدروس والعبر فان كانت مفرحة حمدنا الله عليها وسعينا إلى تقليدها ومحاكاتها والسعي على الثبات على مسيرة السلف رحمهم الله وان كانت غير ذلك أخذنا منها الأسباب التي جعلتها غير ذلك لنتجاوزها وتكون لنا نبراسا في ما تبقى من هذه الحياة الفانية.
ولكننا سنتخذ من التاريخ الميلادي أساسا لطي الصفحات وذلك لثبات التاريخ فيه لعدم اعتماده على القمر كما يعلم المسلم المطلع, وكذلك وللأسف الشديد فان اعتماد المسلمين اليوم على هذا التاريخ هو الطابع العام رغم وجود التاريخ الهجري من عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

و سنتدارس حلول ذكرى
وفاة سيف الله المسلول خالد بن الوليد 20-8-642م
نعم.. إنها ذكرى يحق لنا كمجاهدين ونحسب أنفسنا كذلك والله حسيبنا أن نستذكرها لأنها ذكرى أليمة تمزق القلب وتدميه, ولا نقول في ذلك إلا ما يرضي ربنا.
كيف لا.. وصاحبها هو من قال في حقه النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام في غزوة مؤتة (ثم اخذ الراية سيف من سيوف الله, ففتح الله على يديه) وذلك بعد استشهاد قادة المعركة الثلاثة. حيث أنقذ جيش المسلمين من الابادة بذكاء وفطنة عسكرية.
كيف لا.. وصاحبها من قال عنه نبي الله الذي لا ينطق عن الهوى ( نعم عبد الله واخو العشيرة خالد بن الوليد, سيف من سيوف الله, سله الله على الكفار والمنافقين).. شهادة لك يا أبا سليمان تلقى بها ربك بوجه مسرور مبتهج.
كيف لا.. وصاحبها أمير الجناح الأيمن لجيش عام الفتح.
كيف لا.. وصاحبها قامع الردة وقائد جيوش المسلمين لإخضاع قبائل الجزيرة العربية التي انقلبت على عقبيها بعد وفاة رسول الله, وقام بابادتهم وحرقهم ورميهم من الجبال.
كيف لا.. وصاحبها.. من ادخل الرعب إلى قلوب أعظم إمبراطوريتين في العالم ( الفرس والروم) فقد دك صناديدهم واسر فرسانهم وحطم آمالهم وحرق حصونهم.
كيف لا.. وصاحبها من اقتحم العراق ووصل إلينا ها هنا ووصل الانبار والنجف والحيرة وغيرها ورمى بالفرس إلى ما وراء النهر.
كيف لا.. وصاحبها من التف خلف خطوط الروم الخلفية مارا باوعر منطقة لا يمر بها جيش إلا هلك من العطش ولكنه متوكلا على ربه الذي منه وسام السيف اجتازها واقتحم على الروم حصارهم لجيوش المسلمين آنذاك وقد قال أبو بكر الصديق حينها متفاخرا ( خالد لها) ( والله, لاشفين وساوس النصارى بخالد)
كيف لا.. وهو قائد معركة اليرموك الخالدة حين أمر النساء بالوقوف خلف جيش المسلمين وقال لهن ( من يولي هاربا, فاقتلنه) وهو مفتتح المعركة بقوله ( هبي رياح الجنة) لقد قاد هذا الرجل المغوار 40 ألفا من المسلمين ليواجه 240 ألفا من الروم وقسمهم كراديس ليكون من الأوائل في تقسيم الجيوش.
كيف لا.. وصاحب الذكرى.. قال عنه الصديق أبو بكر( ما كنت لاشيم سيفا سله الله على الكافرين) حين وصلته شكوى على غلظة خالد. وكان عندما يخاطبه بالرسائل يكتب (من عبد الله أبي بكر خليفة رسول الله إلى خالد بن الوليد.. سيف الله المصبوب على المشركين, أما بعد )
كيف لا.. وصاحب الذكرى قد قال عنه أصحابه وأعداؤه ( الرجل الذي لا ينام.. ولا يترك أحدا ينام)
وحين حان موعد الأجل ودنت المنية وهذا القائد المغوار يخرج من معركة حيا إلى معركة حيا رغم الإصابات والطعنات ها هو سيف الله يبكيه فاروق الأمة حزنا وقال ( عجزت النساء أن يلدن مثل خالد) نعم.. نعم... يا فاروق الأمة أنت قلتها مرة فنحن نقولها اليوم ألف مرة حزنا وألما على هذه الأمة.
نعم.. دنا الموت والقائد المغوار على فراشه.. وبدأت الدموع تنهمر على خديه.. لا خوفا من الموت.. فالموت والشهادة رايته وعنوانه ( احرص على الموت توهب لك الحياة ) وصاه بها الصديق أبو بكر.. نعم في يوم من أيام رمضان وفي يوم 18 من عام 28 هـ بدا الألم يدب في جسد خالد.. ثم نهض من فراشه وهو يقول شاهرا سيفه ( لقد شهدت كذا.. وكذا زحفا.. وما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف, أو طعنة رمح, أو رمية سهم..ثم ها انذا أموت على فراشي حتف انفي كما يموت البعير, فلا نامت أعين الجبناء) الله اكبر.. لا نامت أعين الجبناء لا نامت أعين الجبناء.. لا والله يا خالد أنت لست منهم ونشهد الله على ذلك.. إنها صرخة خرجت منك إلى قيام الساعة.. تطرق على أشباه الرجال ولا رجال لا نامت أعينهم حين رضوا بالذل والخنوع. سقط الفارس على الأرض وفاضت روحه إلى بارئها...
رحمك الله يا أبا سليمان.. يا من قلت ( ما ليلة يهدى إلي فيها عروس, أو ابشر فيها بوليد..بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد, في سرية من المهاجرين, أصبح بهم المشركين)..
وأخيرا خرج جثمان البطل من داره محمولا على أعناق أصحابه ورمقته أمه بعينين اختلط فيهما بريق العزم بغاشية الحزن فقالت تودعه:

أنت خير من ألف ألف من القو م إذا ما كبت وجوه الرجال
أشجاع؟ فأنت أشجع من ليــ ث غضنفر يذود عن أشبال
أجواد؟... فأنت أجود من سيل غامر يسيل بين الجبال
نعم.. هذا خالد.. هذا أبو سليمان..لم يترك قصورا ولا بيوتا كما يتركها العسكر اليوم.. أو من يدعي الأمارة ويأخذ الأموال كغنائم.. فخالد فتح العراق والشام وخلف قلنسوة كانت فيها شعرة من شعر الرسول كانت أغلى عنده من ملك الدنيا وحين سقطت منه في اليرموك أضنى نفسه والناس في البحث عنها فلما عوتب في ذلك قال:( إن فيها بعضا من شعر ناصية رسول الله واني أتفاءل بها, واستنصر )وترك خيله.. وهل ستذلل ظهرها لأحد سواه؟
إيه يا بطل كل نصر.. ويا فجر كل ليل..
لقد كنت تعلو بروح جيشك على أهوال الزحف بقولك لجندك:

( عند الصباح يحمد القوم السرى)
حتى ذهبت عنك مثلا.. وها أنت ذا. قد أتممت مسراك.. فلصباحك الحمد... أبا سليمان.. ولذكراك المجد, والعطر والخلد ويا خالد. ونردد قول فاروق الأمة فيك ( رحم الله أبا سليمان, ما عند الله خير مما كان فيه, ولقد عاش حميدا, ومات شهيدا)
ودفن رحمه الله في مدينة حمص في سوريا.. لتتشرف تلك الأرض بجثمان هذا البطل..
لقد تشرفت اغلب الفصائل الجهادية في العالم وفي العراق بصورة خاصة.. بتخليد ذكرى هذا البطل في كتيبة أو سرية سمتها باسمه ( خالد بن الوليد) ليكون اسم الكتيبة رعبا للروم والفرس.. ويخطئ من يظن أن الروم والفرس نسوا خالدا وما فعله بهم.. وهم ينتقمون اليوم لأعناق أجدادهم التي قطعها سيف خالد في معاركه.. فقد كان الروم يعتقدون أن هناك سيفا نزل من السماء على محمد صلى الله عليه وسلم وأعطاه لخالد يقاتل به فكان رعبهم اشد. وكان يقول لمن قال ما أكثر الروم واقل المسلمين: ويلك أتخوفني بالروم؟ إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال.
لقد تأثر القادة العسكريون على مر التاريخ وتوالي الأزمان بالعبقرية العسكرية الخالدية حتى قال عنه الجنرال الألماني( فون درغولتيس) مؤلف كتاب الأمة المسلحة قائد إحدى الجبهات التركية الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى ( انه أستاذي في فن الحرب)
فهنيئا لنا المسلمون عامة والمجاهدون خاصة بخالد.. وهنئيا لكل من يرتشف من بحر خالد العسكري..ولكن مع الأسف فنحن ابعد ما يكون عن ذلك الفخر.. فكثير منا لا يريد ذكر خالد ويفخر بذكر نابليون بونابرت ومورسيليني وهرقل من قبلهم.. ماذا سنقول لابا سليمان وقد ضاع العراق بعد أن حرره وضاع الأقصى وعاد هرقل الروم اليوم.. يعين أتباعه زعماء على العرب والمسلمين كما كان هرقل الأمس يفعل.. بل ويحشد العرب اليوم كما حشدوا العرب بالأمس لقتال أهل الجهاد..

( فلا نامت أعين الجبناء) قالها خالد...


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

محبكم فى الله
سيف الله المصرى

 

 

 

رد مع اقتباس