السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله اوقاتكم بكل خير
هذا المقال طويل ولكن يستحق القراءة والمصدر في نهاية الموضوع ..
الاسئلة الاكثر شيوعا عن البرمجيات الحرة
"جنو/لينوكس"
قبل ان ابدا احب اولا ان اوضح ان هذا المقال عام يعبر عن مشكلات قد ارأها من وجهة نظرى هامة وربما يجد البعض ان هناك قضايا اخرى اكثر تاثير , لذلك سوف اقوم بمناقشة ابعاد الموضوع من وجهة نظرى وحسب ما ارى من اولويات , ربما يكون لدى القارىء الكريم وجهة نظر اخرى ونحن نحترمها فلقد علمنا ديننا الحنيف ان نتشاور فى قضايانا بدون تعصب او تهجم لذلك فالباب مفتوح لكل من يريد ان يناقش بحيادية تامة دون الدخول فى جدالات شخصية عقيمة تضر اكثر مما تفيد , لذلك الرجاء الالتزام باداب الحوار وعدم الخروج عن نص الموضوع
ساقوم فى هذا الموضوع باذن الله بمناقشة بعض الامور التى اراها ذات تاثير كبير فى مواجهة التحديات التى تواجه البرمجة الحرة سواء كانت المشكلات عالمية بصفة عامة او عربية بصفة خاصة ولذلك فاننى ارحب بمساهمتكم معنا فى اثراء هذا الحوار الفكرى : )
1- من هو مؤسس مؤسسة البرمجيات الحرة “Free Software Foundation"
2- جنو/لينوكس ام يونكس ما الفرق
3- فهم الهدف الحقيقى من البرمجيات الحرة
4- البرمجيات الحرة هل هى مجانية السعر
5- البرمجيات الحرة هل هى ذات ملكية عامة
6- البرمجة الحرة ام البرمجة المفتوحة اى التعابير استخدم
7- الاستغلال التجارى للبرمجيات الحرة هل يعارض رخصة جنو العامة
8- البرمجة الحرة و البرمجة الامتلاكية ايهما افضل
9- النظام هل هو جنو ام لينوكس ام جنو/لينوكس و من صاحب الفضل فى قوة وانتشار النظام
10- الدعم الفنى لجنو/لينوكس
11- حقيقة الصراع بين جنو/لينوكس وميكروسوفت ويندوز سوء فهم ام حقيقة
12- الاختلاف بين التوزيعات ضار ام مفيد
13- مدى التزام التوزيعات بالبرمجة الحرة
14- غياب المنافس الحقيقى والجدالات العقيمة
15- المصادر الحرة ماذا اعطيناها وماذا اخذنا منها
1- من هو مؤسس مؤسسة البرمجيات الحرة “Free Software Foundation"
ريتشارد ماثيو ستالمن (مواليد 16 مارس/ آذار عام 1953) - مؤسس حركة البرامج الحرة و مشروع جنو و مؤسسة البرامج الحرة . هو شخص عاشق للحرية وللمبادىء الانسانية السامية ويكره العنصرية والاضهاد , دعا لنشر مفهوم استمرارية حقوق النسخ "Copy Left"لحماية أهداف هذه الحركة، لقد قام بتطوير العشرات من البرمجيات الحرة. والتي تعمل ضمن رخصة أطلق عليها ستولمان اسم GPL GNU Public License والتي تنص على أنه يمكن لكل من يمتلك أحد برامج GNU أن يقوم بنسخه، أو تغييره، أو تعديله، وحتى بيعه طالما كانت الشيفرة المصدرية والتعديلات التي يقوم بها هؤلاء متاحة لجميع مستخدمي البرنامج دون تمييز.
مشروع جنو ”GNU
بدأ ريتشارد ستالمن مشروع جنو في 27 سبتمبر من العام 1983 ، لبناء نظام تشغيل حر بالكامل يوفر لمستخدمي الحاسوب حريتهم ويعفيهم من الاضطرار لاستخدام برمجيات مملوكة تسلبهم حريتهم في تعديل وتطويع ومشاركة البرمجيات مع بعضهم البعض. بدأ المشروع في كتابة نظام التشغيل جنو تقريبا من الصفر عن طريق كتابة أدوات بديلة لادوات نظام يونكس بحيث تستبدلها الواحدة تلو الاخرى حتى يكتمل نظام التشغيل. مع نهاية الثمانيات وبداية التسعينات كانت تقريبا كل المكونات الاساسية لنظام جنو قد اكتملت ماعدا النواة، فحتى ذلك الوقت لم تكن هناك نواة مكتملة لنظام جنو
ولكن كانت هناك محاولات لا تزال في بدايتها لعمل نواة والتي عرفت فيما بعد باسم هيرد مبنية على النواة ماخ، لكن هذا استغرق وقتا طويل جدا. هنا أتى دور نواة لينكس. و هو أيضاً مبرمج بارع حيث كان يترأس عدة مشاريع مثل محرر إي ماكس Emacs، و المترجم جي سي سي GCC، و المدقق جي دي بي GDB و هي كلها برامج تنتمي لمشروع جنو.
البرمجيات الحرة تعنى ان للمستخدم الحريات الاربع الاتية :
1- حرية دراسة المصدر البرمجى وتعديله
2- حرية استخدام البرامج كيفما تشاء
3- حرية توزيعات البرمجيات للاخرين
4- حرية توزيع البرمجيات المعدلة للاخرين
2- جنو/لينوكس ام يونكس ما الفرق
من الاخطاء الشائعة بين المستخدمين الاعتقاد ان نظام جنو/لينوكس تم بناؤه على نظام يونكس Unix وينسون ان الدافع الرئيسى لقيام رتشارد ستولمان الى انشاء مؤسسة جنو "GNU هو قيام اصحاب نظام يونكس بتحويله الى نظام مملوك وتجارى فى نفس الوقت ويجب ان يوافق المبرمج على اتفاقية عدم الافصاح عن الشيفرة المصدرية بين المطورين , لذلك فقد تم تسمية المؤسسة "GNU هى اختصار متلاعب بالالفاظ للتعبير عن ان عدم علاقة مشروع جنو مع مشروع يونيكس GNU Not Unix لذلك عمل ريتشارد على دعوة المبرمجين من خلال شبكة الانترنت الى انشاء نظام تشغيل يعيد الحرية الى المستخدمين وذلك بان عملوا على استبدال كل مكونات نظام يونكس بمكونات اخرى حرة تؤدى نفس الغرض ومتاحة تحت رخصة جنو العامة التى توفر الحرية للمستخدمين , لذلك يجب الا نقول ان نظام لينوكس تم بناؤه اعتمادا على نظام يونكس لان هذا يضيع جهود الالاف المبرمجين الاحرار الذين ساهموا فى الوصول الى الانتشار الحالى لجنو/لينوكس ولكن من المناسب ان نقول ان هناك توافق للمعايير بين لينوكس و يونكس من حيث النتائج فكلاهما مثلا يدعم تعدد المستخدمين وتعدد المهام وغيرها من الامور التقنية , لكن لا تنسى ان جنو/لينوكس نظام حر ويونكس نظام تشغيل مملوك ,
3- فهم الهدف الحقيقى من البرمجيات الحرة
للاسف الكثير من المستخدمين يستعملون انظمة جنو/لينوكس من سنوات طوال ولكنه ربما تجد انه لم يجهد نفسه يوما فى معرفة المغزى الحقيقى فى اختلاف البرمجيات التى يستخدمها عن البرمجيات الامتلاكية السائدة فى الاسواق , ,ولاحظ اننا نقول الامتلاكية ولا نقول التجارية لان استخدام البرامج بهذف تجارى لا يتعارض مع كون البرنامج حرا ولكن الذى يتعارض مع كون البرنامج حرا هو امتلاكية الشركة المصنعة للشيفرة المصدرية وعدم اتاحة الشركة الصانعة لهذه الشفرة باى شكل من الاشكال ولا تعطى المستخدم شىء الا النسخة التنفيذية من برامجهم تحت اتفاقيات استخدام مجحفة .
الهدف الحقيقى من استخدام البرمجة الحرة هو غرض اجتماعى بالدرجة الاولى وهو حرية المستخدم , اى ان المستخدم هو الذى يكتب الشيفرة وهو الذى يعدلها وهو الذى يطورها وهو الذى يوزعها بين اخوانه واهله واصدقائه وجيرانه ولا يخضعهم لشروط استخدام مجحفة , البرمجيات الامتلاكية تفرض شروطا على مستخدميها بعدم مشاركة البرمجيات على عدة اجهزة والابلاغ عن من يقوم بفعل هذا حتى لو كانت هذه البرمجية عبارة عن لعبة الكترونية اعطاها اب لابنه الصغير على جهازه ليتسلى بها والا فانه سيكون بذلك خارقا لبنود الاتفاقية وعليه ان يقدم نفسه لدفع التعويضات الملائمة
لم يكن الهدف التقنى على الرغم من اهميته ذو اولوية لريتشارد ستولمان مؤسس حركة المصادر الحرة , الهدف الفعلى هو الحرية التى اراد بها ريتشارد ان ينعم بها المستخدمين , فتبادل البرمجيات امر ميسور على الجميع ولا يكلف المستخدم الا وسيلة حفظ البرنامج المطلوب لذلك فان منع المستخدمين من نسخ البرمجيات هو امر فى منتهى الصعوبة فلماذا يضع المستخدم نفسه فى مشكلة اخلاقية باحتفاظه بالبرنامج فى حين ان هناك الكثير من ابناؤه واخوانه واصدقاؤه وجيرانه بحاجة لهذه البرمجية , يرى ريتشارد ان من حق المستخدم ان يحصل على البرنامج مجانا ويجب ان تلاحظ انه على الرغم من ان هذا الامر يعبر عن رايه الشخصى الا ان اتفاقية المصادر الحرة لم تنص على ذلك فعليا ومن حق المبرمج استغلال البرامج تجاريا
عند الاستخدام الفعلى للبرمجيات الحرة يجد المستخدمين الجدد انفسهم حائرين حول الافضلية بين البرمجيات الحرة والبرمجيات الامتلاكية لذلك يرى ريتشارد ان كون البرنامج حرا يعطيه افضلية فانت تستخدم برنامج حر اذن انت انسان حر وحريتك تساوى الكثير لا تفرط فيها ابدا , الكثير من البرامج الحرة افضل تقنيا من البرامج الامتلاكية والبعض قد يرى العكس ولكن هذا الامر لا يشكل معيارا للبرمجيات الحرة فالحرية هى المعيار الوحيد !
عملية تطوير البرمجيات الحرة يجب ان تكون شفافة وانفتاحية ومتاحة للجميع و يرفض ان يقوم احدى المبرمجين بتعقيد الشيفرة المصدرية او عدم اتاحة الوصول اليها كما يسمح بعمل اعمال مشتقة وتوزيعها ولا تفرض اتفاقية البرمجيات الحرة على المستخدم قيودا مجحفة , ذلك لاننا يجب ان ننظر الى البرمجيات الحرة كنتاج فكرى وليس منتوجا تجاريا !
ان الناس الذين يملكون الحرية ولكنهم لا يفهمون معناها او لا يقدرونها بشكل كامل يميلون الى فقدان تلك الحريات , ان الحفاظ على الحرية هو واجبالمستخدم الذى يجب ان يدافع عنه باستمرار وما مؤسسة البرمجيات الحرة الا تجمع لهؤلاء الاحرار : )
4- البرمجيات الحرة هل هى مجانية السعر
من الاخطاء الشائعة ان تترجم كلمة Free الى معنى مجانى وهو ما يثور غضب ريتشارد كثيرا , فبعد كل هذه السنوات الطوال من البرمجة لالاف من البرامج الحرة ياتى اليك شخص ليسالك هل هى مؤسسة البرمجيات المجانية وهو ما يسىء كثيرا لمؤسسة البرمجيات الحرة , المشكلة هنا لغوية فلا توجد فى اللغة الانجليزية كلمة تخبرك بمعنى الحرية مباشرة , ولكن فى العربية الحر حر ...والمجانى مجانى , على الرغم من ان اغلب البرمجيات الحرة فعليا بلا ثمن فذلك لا يعنى ان كل البرمجيات الحرة يجب ان تكون مجانية فاتفاقية المصادر الحرة لا تجبرك على ذلك , ولكى تفهم ذلك بصورة اكثر وضوحا فكر فى حرية الراىء "Free Speech وليس مشروب مجانى Free beer
5- البرمجيات الحرة هل هى ذات ملكية عامة
البرمجيات الحرة فيها حقوق للملكية ولها مالك ولها رخصة , لو جعلت البرمجيات الحرة مشاعا لاخذ بعض المستخدمين الشيفرة المصدرية للبرامج ويقوموابتحويلها الى برمجيات امتلاكية مما يعنى ان المستخدمين سيعملون على البرامج وليست لديهم حرية للمشاركة او التعاون ولمنع هذا استخدمنا تقنية "CopyLeft والتى تعنى ان رخصة البرنامج نفسها تعطيك الحق فى استمرارية النسخ وان هذا البرنامج محمى باستمرارية حقوق النسخ ونحن نعطيك الاذن ان تقوم بنسخه ونعطيك الاذن ان تغير ونعطيك الاذن لكى تتضيف ولكن عند اتاحة توزيع البرنامج يجب ان يكون تحت هذه الشروط لا اكثر ولا اقل ولذلك فاى شخص يحصل على البرنامج لديه الحرية للتعاون مع الاخرين اذا اراد ذلك وهكذا بهذه الطريقة اينما ذهب البرنامج تذهب الحرية معه وتصبح حق غير قابل للتحويل , الرخصة التى تمنحك هذه الشروط هى رخصة جنو العامة " General Public License" والتى قام
بكتابتها هو ريتشارد ستولمان نفسه وهى من رخص البرامج القليلة التى وضعت من اجل حماية حرية جمهور المستخدمين وليس للدفاع عن برمجيات شركة معينة , لقد استخدمت هذه الرخصة فى مشروعات جنو ولقد استخدمها لينوس كرخصة للنواة Linux
6- البرمجة الحرة ام البرمجة المفتوحة اى التعابير استخدم
مبادرة المصادر المفتوحة "Open Source Initiative نشات مؤسسة البرمجيات مفتوحة المصدر عام 1998 قام جون "،"maddogلاري أوغسطين، إيريك إس رايموند، بروس بيرنز رسميا حيث روجوا للبرامج مفتوحة المصدر على اساس البراعة التقنية , تقريبا كل برمجيات المصادر المفتوحة هى برمجيات حرة ولكن كل منهما يستند الى فلسفة مختلفة فى التفكير حيث ان البرامج المفتوحة منهجية تطوير تعتمد على البراعة التقنية واعتبرها مؤيدوها انها "حملة تسويقية للبرمجيات الحرة"وهو ما يسترعى اهتمام رجال الاعمال للاستفادة منها ماديا مع اجتناب الحديث عن الاهداف الاجتماعية للبرمجيات الحرة لان ذلك يصيب المستثمرين بالضجر , بالطبع فان الاسماء المختلفة تعطيك معانى مختلفة لذلك ننصح باستخدام لفظ "البرمجيات الحرةپبدلا من "البرمجيات المفتوحةپاذا اردت الدعاية لنا .
مساؤى مصطلح البرمجيات المفتوحة :
1- المصطلح "Open Source هو مصطلح عام لا يمكن لشخص عادى ان يحدد المقصود منه تحديدا لذلك لا يمكن حمايته كعلامة تجارية
2- عدم دقة المصطلح"Open Source والتى يدعىء اصحابها انهم جائوا لتصحيح الفهم الخاطىء لمصطلح "Free والحقيقة انهم اخطاؤا خطا كبيرا , على الرغم من ان البعض قد اساء فهم مصطلح Free على انه مجانية يمكن ان تشرح له مثالا انه يعنى الحرية مثل حرية
التعبير وليست مجانية السعر لذلك فهو لن يخطا مجددا بينما ان المعنى الحرفى للمصدر المفتوح "Open Source هو اتاحة الكود للقراءة فقط
3- التنازل عن المصطلح "Free مما يفهم على ان مؤسسة البرامج المفتوحة تتنازل عن حريات المستخدمين مقابل بعض الفوائد التقنية وعدم اتاحةالشيفرة المصدرية للعموم من اجل التوزيع او التعديل او عمل برامج مشتقة وتوزيعها , وهذا ناتج عن خوف رجال الاعمال من الحرية والتى سوف تلقى على عاتقهم مبادىء واخلاقيات اجتماعية ومسئولية مما يؤثر على الارباح التى من الممكن ان يقومون بتحقيقها .
4- اعتقاد المستخدمين الجدد لجنو/لينوكس ان اهداف حركة المصادر المفتوحة تختلف عن اهداف حركة المصادر الحرة , الا انه من يقوم بقراءة بنود التسعة يجد انه لا اختلاف حقيقى بينهم ,
مبادرة المصادر المفتوحة "OSI فغالبا ما تتفق نتائج المصادر الحرة مع المصادر المفتوحة
5- الاعتقاد الى ان البرمجيات مفتوحة المصدر لا تخضع لرخصة جنو العمومية
6- موزعين البرمجيات المفتوحة قد يقومون باضافة قطع برمجية مملوكة الى انظمتهم وقد يعتبرونها ميزة تقنية على حساب التنازل عن حرية المستخدمين
كيف سيستجيب مدافعو البرمجيات الحرة و المتحمسون للمصادر المفتوحة فى مواجهة البرمجيات الامتلاكية؟
الفكرة من وراء المصادر المفتوحة هي أنه بالسماح للمستخدمين بتغيير و إعادة نشر البرمجيات سيجعلها أكثر قوة وموثوقية لكن ذلك غير مضمون مطورو البرمجيات المملوكة ليسوا بالضرورة غير اكفاء . في بعض الأحيان هم ينتجون برنامجا قويا و موثوقا بالرغم من أنه لا يحترم حرية المستخدمين , سيقول أحد أكثر المتحمسين للمصادر المفتوحة (و الذي لا يحمل فكر البرمجيات الحرة إطلاقا) : " أنا متفاجئ كيف تمكنت من جعل البرنامج يعمل بشكل جيد جداً و بدون استخدام منهاج التطوير الذي نتبعه و لكنك فعلت . كيف أستطيع الحصول على نسخة ؟ ". هذا السلوك سوف يكافئ المخططات التي تسلبنا حريتنا مما يؤدي إلى خسارتها . بينما المدافع عن البرمجيات الحرة سيقول : " برنامجك جذاب للغاية , و لكن ليس بثمن حريتي . لذلك يجب أن أعمل بدونه , عوضا عن ذلك سوف أدعم مشروعا لتطوير بديل حر . " إذا كنا نقدر حريتنا , نستطيع أن نتصرف بما يصونها و يدافع عنها .
7- البرمجة الحرة و البرمجة الامتلاكية ايهما افضل
نقطة الاختلاف الاساسية بين طرق البرمجة المذكورة هو ان البرمجيات الحرة تعطيك الشيفرة المصدرية لبرامجها من حقك ان تحصل عليها وتقراءها وتعدلها وتستخدمها فى الغرض الذى تريد وتوزعها على من تريد بينما نموذج البرمجيات المملوكة لا تعطيك الحق فى مجرد الحصول على هذه الشيفرة وبالتالى فهى تسلب منك كل هذه الحريات ولكى نوضح للقارىء العزيز هذا الفرق سنسرد مثال بسيط يرويه لنا الاب الروحى للبرمجيات الحرة تخيل ما سيحدث لو أن وصفات الطعام تكتم كما البرمجيات. قد تقول "كيف أعدل الوصفة لأزيل الملح؟"، سيجيبك الطاهي chef العظيم "كيف تجرؤ أن تنتقد وصفتي،بنت أفكاري و ذوقي، كيف تحط منها بعبثك بها ؟ ليس لك الحق في أن تحكم على أنها بحاجة لتغيير لتصبح صحيحة!" "ولكن طبيبي يقول يجب أن لا آكل الملح! ماذا أفعل ؟ ما رأيك أن تزيله أن من أجلي؟" "يسعدني ذلك، أجري هو 50 ألف دولار." وحيث أن المالك يحتكر التغيير، فإن الأجر مرتفع جداً. يتابع الطاهي "إلا أنه لا وقت لدي لذلك، أنا مشغول بطلبية تصميم وصفة جديدة لرقائق البطاطا لسفن البحرية. قد تجدني بعد حوالي سنتين.
يوجد العديد من البرامج الامتلاكية المجانية او المتاحة لفترة محدودة من الاستعمال المجانى ولكن هذا لا ينفى عنها صفة الامتلاكية لان المشكلة هنا لا تتمحور على السعر ولكن على عدم اتاحة الشيفرة المصدرية , بينما تتوافر البرامج الحرة على شبكة الانترنت غالبا بدون ثمن او يمكنك الحصول على برامجها من احدى الموزعين بعد ان تقوم بدفع تكلفة التوزيع وربما مع هامش ربح بسيط ستحصل على الشيفرة المصدرية مع الملف التنفيذى بدون اى تكاليف اضافية
اختلاف فلسفة البرمجة هى الفرق الاول التى يجب ان يؤخذ فى الاعتبار وليس الهدف التجارى فكما ان البرمجيات الامتلاكية غالبا ما تستخدم تجاريا الا ان البرمجيات الحرة ايضا لا يوجد ما يمنعها من استخدامها تجاريا , البرمجيات الامتلاكية يتم تطويرها فى مجموعة عمل صغيرة او ربما ينقسم العمل الى عدة مجموعات صغرى مرتبطة مع بعضها كل فرقة منهم تقوم بعمل معين ثم يجتمعون مع بعضهم من اجل تجميع ما تم بناؤه فلن تجد منهم مبرمجا قد اطلع على العمل البرمجى باكمله لان كل مبرمج يعمل فى حيز صغير , بالطبع الهدف من هذا هو عدم اطلاع احدى المبرمجين على العمل باكمله فيقوم بسرقة العمل او افكاره لحسابه الخاص وهنا تحافظ الشركة المالكة على حقوقها حتى ممن يعملون لديها !
الشيفرة المصدرية للبرمجيات الامتلاكية مغلقة حيث تمثل الشيفرة المصدرية لهؤلاء المستخدمين الدجاجة التى تبيض الذهب !!!
ايضا فان تقييم سعر المنتج لا يخضع لتكلفة الانتاج متضمنة الابحاث ومرتبات المبرمجين ولكن يخضع لمدى حاجة السوق لهذا المنتج فكلما قل المنافسين كلما ازداد سعر المنتج ولا تقوم الشركة المنتجة بمتابعة التحديثات الامنية او التقنية لمنتجها لان هذا لن يعود عليها بعائد مائدى لان المنتج قد بيع بالفعل وبالتالى فان ما يشغلهم هو الدعاية الى المنتج الجديد وربما يحتوى الاصدار الجديد على تحسينات غير ضرورية
اما البرمجيات الحرة فالكثير منها ان لم تكن شركات موجودة على ارض الواقع فهى عبارة عن مجتمعات تطويرية تشكلا كيانا افتراضيا على شبكة الانترنت التى تعتبر المكان المثالى لتجميع الالاف من المبرمجين الذين لا يتواجدون فى منطقة واحدة جغرافيا ولكن يمكنهم الالتقاء والارتقاء ببعضهم من شتى بقاع العالم واثبتت بما لا يترك مجالا للشك قدرتها على مواجهة اشد البرمجيات الامتلاكية عتوا فى مجالها , واثبتت للعالم باجمعه على نجاح الفكر الحر بعكس ما تدعيه الشركات الامتلاكية بان البرمجيات الحرة اصحابها مجرد هواة غير محترفين وسوف تختفى عن الوجود قريبا .
يعتمد فكر البرمجيات الحرة على اتاحة الشفرة المصدرية لبرامجها من اجل مراجعتها وتنقيحها من الشوائب والعلل والعيوب , حيث تجد ان المجموعات التطويرية اكثر عددا واتساعا من البرمجيات المملوكة مما يعطى البرمجيات الحرة دفعة كبيرة للتقدم السريع بمعدلات نمو لم تحققها البرمجيات المملوكة فالمبرمج لا يبدء من نقطة الصفر ابدا ولكنه يبدء من حيث انتهى الاخرون وذلك بفضل اتاحة الشيفرة المصدرية , بعكس البرمجيات المملوكة والتى ان رغب احد المبرمجين فى بناء برنامج جديد عليه ان يبدء من الصفر لانه من غير المسموح له ان يقوم باستغلال الشيفرة المصدرية للبرامج الاخرى فاما ان ينتهى مشروعه بالفشل فى فترات وجيزة او ان يحصل على نصيب ضئيل من السوق لعدم امتلاكه قدرات المنافسة مع الشركات الكبيرة من مبرمجين محترفين وتكاليف انتاج كبيرة , كما ان حقوق الملكية الفكرية لن تتركه يعمل بهدوء فعليه ان يثبت ان برامجه لم تقلد احدى البرمجيات الموجودة بالسوق , كما ان تراخيص البرمجيات المملوكة تعد من اكثر التراخيص تشددا على حماية الملكية الفكرية
لا تشكل فكرة الملكية الفكرية بال القائمين على البرمجيات الحرة لان المبرمج يساهم بقدر ضئيل من البرمجة فى الوقت الذى سوف يحصل فيه على برنامج كامل بدون ان يضر المبرمجين الاخرين لذلك فالبرمجيات الحرة لا تعتبر مشكلة اخلاقية كما يدعى البعض او اعتداء على حقوق المبرمجين ,قانونا فان المبرمج الذى يوافق على رخصة البرمجيات الحرة فهو فى نفس الوقت يوافق على الاستفادة من الشيفرة المصدرية التى يكتبها المبرمجين الاخرين كما ان المبرمجين الاخرين لهم الحق فى الاستفادة من الشيفرة المصدرية التى سوف يقوم باضافتها الى برنامجهم الحر .
هنا يتحقق المعنى القائل بان البرمجيات الحرة هى "جنة المبرمجين "فالكل مشارك والكل مستفيد ولن يخسر هذه الحرية الا كل من ساهم فى كتابة كود مملوك ! اما البرمجيات الامتلاكية فهى لا تتيح الشيفرة المصدرية لبرامجها لذلك فانها تكون مثل الصندوق الاسود فاما ان تاخذه كما هو او ان ترحل !
فى الوقت الذى يحاول فيه اصحاب البرامج المملوكة فى تحقيق اقصى استفادة ممكنة من الارباح فى السوق نجد ان البرمجيات الحرة تسعى الى تحقيق اقصى حرية ممكنة للمستخدمين فحرية المستخدمين لها الاولوية الاولى فى التطوير , بينما تعتمد الكثير من الشركات الامتلاكية على بيع المنتج البرمجى نجد ان الكثير من المنتجات الحرة تعتمد فى دخلها على تقديم خدمات ما بعد التوزيع وهذا لا يتعارض مع مبدا البرمجيات الحرة
العامل الامنى للبرمجيات واستقرارها يتم وضعه فى الاعتبار عند عمل البرمجيات الحرة لذلك يمكنك ان تجدها اكثر ثقة واعتمادية فى اداء عملها بالطريقة المطلوبة منها ويمكنك ان تقارن هذه المميزات بخبرتك عندما كنت تستخدم ويندوز
8- الاستغلال التجارى للبرمجيات الحرة هل تسمح به رخصة جنو العامة
بامكان الاشخاص او المؤسسات توزيع البرمجيات المشمولة تحت رخصة جنو العامة "GPL مقابل اجر , وبامكانهم ايضا توزيع البرمجيات الحرة مقابل ثمن وكذلك يمكنهم الاستفادة ماديا من خدمة ما بعد التوزيع او البيع , يمكنك ان تقيم دورات تعليمية تجارية او اصدار مجلة متخصصة وبيعها على الصورة الالكترونية او مطبوعة على ورق او يمكنك تقديم خدمات خاصة مقابل اجر مثل خدمات المتابعة الاستشارية لاحدى الشركات او القيام باضافة احدى المميزات على البرامج قد تكون مطلوبة من مستخدم معين ولكن هذا ليس معناه ان يحدث تنازل عن احدى شروط رخصة جنو العامة , حيث ان الرخصة تكفل للمشترى الحق فى الحصول على الشيفرة المصدرية و قرائتها و تعديلها بما يناسب احتياجاته وله الحق ايضا فى اعادة توزيعها بالثمن الذى يريده او ان يقوم بمنحها مجانا , فالاستغلال التجارى للبرمجيات الحرة لا تمنعه رخصة جنو العامة "GPL
يرجع السبب فى سوء فهم هذه النقطة بالذات الى ان الشركات التجارية عندما تسمع عن مؤسسة البرامج الحرة "FSF فان اول ما يتبادر الى ذهنهم عند سماع كلمة Free ان هذه الرخصة للبرامج المجانية وهذا خطا شائع بين الكثيرين , فالكلمة فى الحقيقة تشير الى الحرية وليست المجانية ولكننا نحن كعرب فنحن نقول حر بدون الحاجة الى ايضاح انه ليس مجانى لان اصل هذه المشكلة فى اللغة الانجليزية بالذات لان كلمة free ربما تعنى حر وربما تعنى مجانى
لاحظ ان العوامل المادية لا تشكل اهمية امام الهدف الاساسى وهو حق المستخدمين فى حرية الحصول على الشيفرة المصدرية وتعديلها واستخدامها وتوزيعها بالشكل الذى يريدوه , ولاحظ ايضا انه ليست هناك شركات تمتلك لينوكس حصريا دون غيرها فبامكان اى شركة ان تقوم بتجميع مكونات التوزيعة التى ترغبها وانتاجها وتسويقها بشرط احترامها لاتفاقية ترخيص البرمجيات الحرة
9- النظام هل هو جنو ام لينوكس ام جنو/لينوكس و من صاحب الفضل فى قوة وانتشار النظام
النظام الحر الذى نستخدمه حاليا يوجد اختلاف كبير بين المستخدمين فى وضع المسمى الصحيح فالبعض يقول لينوكس اختصارا للاسم وهو هنا يهدر حق مؤسسة جنو فى نشر فكر المصادر الحرة فعليا لينوكس هو نواة النظام التى تمثل القلب النابض له والتى تمد شرايين النظام بالحياة لكن ليس هناك قلب يعمل منفردا هناك برمجيات جنو التى لولاها لما عرفت نواة لينوكس الخروج الى الوجود كما ان ادوات جنو لم تكن تخرج الى الوجود فى عدم وجود النواة لينوكس لذلك فالعلاقة بين بين لينوكس وجنو علاقة قلب بالجسد فانفصال احداهما عن الاخر يعنى موت للجميع
تاريخيا نشات حركة البرمجيات الحرة بقيادة ريتشارد ستولمان الفيلسوف العظيم قبل ان تولد نواة لينوكس بفترة طويلة , على الرغم من ان مشروع جنو خطط منذ البداية على صنع نواة مكملة لنظام جنو الا انه تم وضعها فى ذيل مكونات نظام جنو حيث انه كان ينبغى عليهم فعليا ان يقومون ببناء جنو ثم صنع النواة الخاصة بتشغيل هذه الادوات بصورة مترابطة وبالفعل فمشروع جنو لديه نواته الخاصة "Hurd" لكنهم لم يحالفهم التوفيق فى تصحيح عملها بطريقة سليمة ليكتمل نظام التشغيل ولكن لا يزال تطوير هذه النواة مستمرا الى الان
فى هذه الاثناء "1994"بعد اكتمال مكونات نظام جنو ظهر على الوجود مبرمج شاب عبقرى وموهوب اسمه لينوس قام بصنع نواة اسماها لينوكس وقد اعلن عنها فى شبكة الانترنت هنا تم الاتفاق بين مؤسسة البرمجيات الحرة و لينوس على ان تنضم نواة لينوكس تحت ترخيص البرمجيات الحرة "GPL" وهنا كانت الولادة الحقيقية لنظام التشغيل جنو/لينوكس
فى الحقيقة ليس هناك فضل على جزء على الاخر فالكل مشارك فى تكوين نظام التشغيل والكل مستفيد من ذلك وسعيد !
يمكنك ان تنظر الى ريتشارد ستولمان على انه فيلسوف باحث عن الحرية بينما يمكنك النظر الى لينوس على انه مهندس باحث عن الافضلية التقنية
10- الدعم الفنى لجنو/لينوكس
من اكثر الاسئلة شيوعا عند الهجرة من الانظمة والبرمجيات الامتلاكية الى البرمجيات الحرة هو السؤال عن الدعم الفنى , غالبا ما تقدم شركات البرمجيات الامتلاكية الدعم الفنى لها على ارض الواقع فى اماكن متخصصة او من خلال شبكة الانترنت ويغلب على هذا الدعم الطابع التجارى بينما فى البرمجيات الحرة يكون الدعم غالبا متوفرا على شبكة الانترنت ويمكن تقسيمه الى طريقتين من طرق الدعم الفنى اولهما هو الدعم المجتمعى المجانى ويكون عبارة عن مواقع الكترونية يتجمع فيها ملايين الاشخاص من شتى بقاع العالم ويقومون بتبادل المعرفة التقنية فيما بينهم ومساعدة كل من تواجهه مشكلة ما على حلها كما ان هناك العديد من مشروعات فى مجال البرمجيات تنشا على شبكة الانترنت وتنمو وتحقق نجاحا هائلا , والطريقة الثانية من الدعم هو الدعم التجارى وهو موجه الى فئات خاصة من المستخدمين القادرين على الدفع مقابل الحصول على خدمة متميزة سريعة ودقيقة ,
لاحظ ان كل من يستخدم البرمجيات الحرة فهو عضو فى مجتمع البرمجيات الحرة ومن سمات هذا المجتمع التعاون واحترام حرية الاخرين حيث لا يوجد انانية او رغبة فى كتمان العلم ويسود بين الاعضاء احساس عميق بالانتماء الى المجموعة يدفعهم للمساهمة فى دفع عجلة التنمية فى حين ان منتجى البرمجيات الامتلاكية يترددون فى تقديم الدعم والمعلومات للاخرين انطلاقا من انهم غير مدنين لهولاء المستخدمين فقد دفعوا ثمنها !
11- حقيقة الصراع بين جنو/لينوكس وميكروسوفت ويندوز سوء فهم ام حقيقة
كثيرا ما يتهم مستخدمى البرمجيات الحرة بكراهية ميكروسوفت , حسنا ساثبت لك الان من هو الذى يكره ميكروسوفت , مجتمع البرمجيات الحرة يعلم مستخدميه معنى الحرية الحقيقية وليس الاعتداء على ممتلكات الاخرين فكما ان المستخدم الحر يستعمل البرنامج الحر ويطور البرنامج الحر ويخضع ما قام بتطويره تحت رخصة الابداع العامة فهو انسان لا يعتدى على حقوق الاخرين و لا يسمح بتشغيل برمجيات مملوكة فى بيئة عمل حرة فهو يحافظ بدرجة كبيرة على رخص البرامج التى يستخدمها , ولكن ماذا عن مستخدمى ميكروسوفت ويندوز هل يقومون فعليا بشراء نسخا اصلية ومرخصة من ميكروسوفت ام ان معظمهم قراصنة برامج يقومون بسرقتها ونسخها وكسر تشفيرها ويقومون ببيعها مع انهم لا يمتلكون اى من هذه الحقوق بالطبع هذه ليست شتائم توجه اليهم ولكنه القانون والتراخيص التى ربما لا يعلمون عنها شيئا يقوم بمحاكمتهم على مثل هذه الافعال الغير قانونية لكى تكون مستخدما شرعيا لميكروسوفت عليك ان تدفع ثمن ما تستخدمه من برامج اولا قبل ان تتحدث عن كراهية ميكروسوفت
البرمجيات الحرة لم تاخذ من ميكروسوفت سطرا برمجيا واحدا وعلى الرغم من هذا تجد ان ميكروسوفت دائما ما تدعى ان البرمجيات الحرية تتعدى على ملكيتها الفكرية لذلك فانك ستجد ان مستخدمى البرمجيات الحرة لم يضروا بميكروسوفت بالقدر الذى اضرها قراصنة البرامج المغمورين
البرمجيات الحرة لا تتنافس على عوائد الاسواق التجارية بالدرجة الاولى لانها تسعى الى نشر الحرية مبدئيا على الرغم من ان رخصة البرمجيات الحرة لا تعارض الاستخدام التجارى لبرامجها بصورة معينة بينما تجد ان ميكروسوفت تسعى جاهدة لوضع رخص برامج لتحقق اقصى استفادة ممكنة اذن الذى يكره ميكروسوفت هو الذى يعتدى على الاتفاقيات التى وافق عليها بدون ان يضغط عليه احد اما مستخدمى البرمجيات الحرة فهم ابرياء من ذلك براءة الذئب من دم ابن يعقوب!
لكن ربما تجد بعص التعصب عندما يكون هناك نقاش بين احدى مؤيدى البرامج الحرة واحد مؤيدى البرامج المملوكة , لكن هذه النوعية من النقاشات لن تكون ذات فائدة اذا لم تستخدم طريقة علمية فى المقارنة بين البرمجيات , فى كثير من الاحيان تكون النتيجة لصالح البرمجيات الحرة لانها تقدم بديلا مكافئا وربما افضل من البرنامج المملوك وفى بعض الاحيان نجد ان هناك برمجيات مملوكة افضل تقنيا من البرنامج الحر ولكنه لا يعادل ثمن الحرية التى تمنحها البرمجيات الحرة لمستخدميها
12- الاختلاف بين التوزيعات ضار ام مفيد
الكثير من المنضمين حديثا الى انظمة جنو/لينوكس يصاب بالحيرة من كثرة ما يسمع عن تنوع التوزيعات , بصفة عامة فان التنوع فى حد ذاته شىء جيد فما افضله انا ربما لا يفضله غيرى هذا الامر يمكنك ان تطبقه فى شتى مجالات الحياة , ولكن دائما ما تجد ان السؤال الاكثر تكرارا هو ما هى التوزيعة الافضل وهنا تختلف الاراء وربما يحدث الكثير من المناقشات والمقارنات وربما يخرج الموضوع عن حد النقاش التقنى والذى يجب عنده ان يتم انهاء مثل هذه النقاشات العقيمة لانها لن تخرج منه بفائدة , لذلك ساحاول هنا ان اكون اكثر تحديدا من الناحية التقنية يمكنك تقسيم التوزيعات حسب الغرض من الاستخدام فهناك توزيعات للخوادم وهناك توزيعات لسطح المكتب ايضا فان هذه التوزيعات يتم تقسيمها حسب نوع العتاد المستخدم فهناك توزيعات معدة لمعالجات انتل واخرى لمعالجات اى ام دى ايضا هناك توزيعات تصلح للاجهزة القديمة ومنخفضة القدرات واخرى تصلح لمن لديه جهاز ذو مواصفات مرتفعة الى الان فالامر مفهوم .
اما برمجيا يمكنك ان تقسم التوزيعات الى ثلاثة اقسام هناك توزيعات ريدهاتية واخرى توزيعات ديبيانية و توزيعات مصدرية وتم تسمية هذه المسميات على اساس نوعية الحزم التى تم بنائها من اجل هذه التوزيعة , فكل نوع من هذه الانواع تجد ان هناك توزيعات فرعية قد بنيت عليه وقد يقوم احدى المبرمجين بعمل توزيعة تعتمد على احدى هذه التوزيعات الفرعية وذلك لان الشيفرة المصدرية حرة ومتاحة للجميع .
تختلف التوزيعات عن بعضها من حيث الادوات والبرمجيات الملحقة بكل توزيعة فمثلا هناك اختلاف بين اصدار النواة المستخدم ونوعية محمل الاقلاع ونوعية الشل الافتراضى ونوعية بيئة سطح المكتب ونوعية مدير الحزم ونوعية الحزم نفسها وبعض الادوات الخاصة التى تختلف من توزيعة لاخرى .
هذا العدد الرهيب من التوزيعات يصيب المستخدمين الجدد بالدوار من الوهلة الاولى لذلك فان اختيار توزيعة يعد امرا صعبا فى بداية استخدام النظام لكن الامر الجيد الذى يجب ان تعرفه ان ما يمكنك ان تحققه من خلال احدى التوزيعات تستطيع ان تفعله باستخدام توزيعة اخرى حيث يمكنك جنو/لينوكس من تخصيص نظامك بدرجة لا تستطيع ان تفعلها فى اى نظام اخر , الامر الاخر انه يمكنك ان تقوم بتنزيل عدة توزيعات من الشبكة او استعارتها من احد اصدقائك ثم تقوم بتجربتها كاسطوانة حية بدون ان تنصبها على جهازك وبدون عمل تقسيم وعندما تستقر على احداها قم بتنصيبها وتعلم عليها فورا لان هناك الكثير من الامور المتشابهات بين التوزيعات المختلفة مما يسهل عليك الانتقال الى توزيعات اخرى اذا اردت لعلك الان ادركت ان التنوع يعد ميزة لا غنى عنها فهو يتيح لك ان تستخدم ما يناسبك بعكس الانظمة الاخرى التى تعطيك خيارات اقل !
ربما نجد بعض التعصب الاعمى لاحدى محبى توزيعة معينة على حساب توزيعات اخرى يبذل القائمون عليها جهودا جبارة لنشر فكر البرمجيات الحرة بدون ان يحصلون على مقابل , وغالبا ما يستغل هذه النقطة اصحاب البرمجيات المملوكة حيث يدعون ان مبدا التعدد القائم عليه انظمة جنو/لينوكس كما انه هو السبب فى انتشار هذه النوعية بين البرمجيات لفئات مختلفة من المستخدمين فانه ينمو معها ايضا عوامل الخلاف التى ربما تؤدى ايضا انهيارالنظام باكمله وابتعاد المستخدمين عنه , اغلب مستخدمى البرمجيات الحرة فى وطننا العربى مبتدئون ولذلك تجدهم اكثر الاشخاص حيرة فى اى نوع من التوزيعات يستخدمون , الحقيقة الغائبة عن هولاء ان نظام التشغيل فى حد ذاته وسيلة وليس هدف ولكن من حق المستخدم فى استخدام الوسيلة التى يرى انها مريحة وسريعة وامنة وليس سهولة التوزيعة مثلا دليلا على تفاهة القائمين عليها بلا ولكنه يدل على مدى الجهود الجبارة التى يبذلوها اتصل اليك التوزيعة فى اجمل صورة ممكنة , لذلك كن حريصا على عدم ادعاء ان توزيعتك هى الافضل بلا منازع اترك المستخدم يحدد التوزيعة التى يرغب فيها لان قدرات الاشخاص تختلف هناك من هو قادر على التعامل مع اصعب التوزيعات وحل اصعب المشكلات ولكن هناك اشخاص اخرين غير قادرين لانه عندما يتحول الاختلاف بين التوزيعات الى خلافات تكون الحرب بين التوزيعات حربا بلا عقيدة او ميدان .
البرمجيات الحرة كفلت حق كل المستخدمين باختلاف قدراتهم واحتياجاتهم على اختيار التوزيعة التى يرغبون فى استخدامها , عندما يتحول الاختلافبين التوزيعات الى خلاف فهذه مشكلة فكرية يعانى منها كثيرا المجتمع العربى والتى يمكن تعريفها بثقافة الازمة !
13- مدى التزام التوزيعات بالبرمجة الحرة
اليوم بعد التطور الكبير الذى يشهده جنو/لينوكس واتساع المجتمع الحر الى افق لم يسبق لها مثيل , نجد ان كثيرا من المهاجرين من انظمة التشغيل الاخرى يريدون ان يقوموا بتشغيل البرمجيات الامتلاكية على انظمتهم الحرة على الرغم من توفر البدائل البرمجية المناسبة للكثير من التطبيقات التى اعتادوا العمل عليها منذ سنوات طوال , لذلك ستجد ان هناك توزيعات حرة بصورة كاملة بينما هناك بعض التوزيعات التى ربما تضطر الى اضافة بعض القطع البرمجية الامتلاكية مثل مشغلات الاجهزة التى ترفض الشركات الصانعة لها فتح الشيفرة المصدرية لمنتجاتها مع ملاحظة ان هذا الامرعلى الرغم من انه مشكلة اخلاقية لانه يسمح بتشغيل برمجيات مملوكة فى بيئة عمل حرة الا ان ذلك قانونا لا يعد اعتداء على حقوق هذه الشركات لان المشغلات الامتلاكية تكون مرفقة مع رخصة الاستخدام الخاصة بالشركة المنتجة وبالتالى فالمستخدم هو الذى يوافق على تشغيل هذه البرمجيات وبالتالى فكامل المسئولية تقع عليه وليس على مسئولية مبرمجى التوزيعة .
يشهد مجتمع المصادر الحرة نموا مطردا وانضمام الكثير من المؤسسات البرمجية وشركات تصنيع الاجهزة لدعم نظام جنو/لينوكس بعدما اصبح فكر البرمجيات الحرة مفهوما للجميع ووجدوا فيه الكثير من الفرص التى تعطى شركاتهم اسواقا جديدة يعملون خلالها , لذلك من المتوقع ان يتزايد عدد الشركات الداعمة للبرمجيات الحرة وربما نسمع فى يوم من الايام عن اختفاء البرمجيات المملوكة من بيئة عمل نظام جنو/لينوكس .
تجرى حاليا الكثير من الجهود لاستبدال كل ما يحتاجه المستخدمين من برمجيات مملوكة ببرمجيات حرة مثل مشغلات الاجهزة او برامج الجافا او الكوديك او الفلاش او بعض الخطوط او حتى برمجيات حرة قادرة على فتح وتعديل الملفات المحفوظة بصيغ امتلاكية!
14- غياب المنافس الحقيقى والجدالات العقيمة
ايهما افضل لينوكس ام ويندوز
ايهما افضل توزيعتى ام توزيعتك
ايهما افضل كيدى ام جنوم
هذه من اكثر الجدالات والمناقشات التى قد تراها بين المستخدمين , المشكلة هنا هو ليس النقاش وحسب ولكن الخروج عن الطريقة التقنية للشرح او اداب الحوار فالاختلاف دائما ليس سيئا كما يعتقد البعض لكنه ميزة تتيح لك الكثير من البدائل التى ربما لن تجد ضالتك الا بين سواها , ابسط حقوق المستخدم الحر ان يستخدم ما يريد وليس ان نقوم دائما بمهاجمة بعضنا البعض ويظل الخاسر الوحيد هو المستخدم لان مثل هذه النقاشات ان خرجت عن الطابع التقنى فى الحوار فانت ترسم صورة سيئة لمجتمع البرمجيات الحرة التى انت احد اعضائه حاليا , احرص دائما على النصح والارشاد وليس على التهكم والهجوم لكل من يخالفك الراىء وربما يجانبه الصواب , النظام حر موجه اليك استخدم ما شئت وجرب ما شئت هذا ابسط حقوقك ولا تتنازل عن ذلك , كل توزيعة لديها الكثير من المستخدمين ونحن هنا مجتمع تعاونى لن يبخل عنك احد بمعلومة ان احتجت اليها , هناك الكثير من المواضيع المميزة اقرائها , وهناك الكثير من الكتب العربية اقرائها , وهناك قسم للدروس المرئية وقناة للمجتمع ودورة المجتمع كلها اشياء جيدة استفد منها , عليك بالبحث اولا وثق انك ستجد كل ما تسال عليه مجاب عنه الكثير من المرات , فان لم تجد ضالتك اكتب موضوع عن استفسارك .
ما سبق كان موجها للمبتدئين , ولكن ماذا عن المستخدمين المحترفين او القدامى على الاقل , وكما ذكرت هذه وجهة نظرى وربما يختلف الكثير معى فى الراىء لذلك فانا ارحب بكل من يريد ان رايه فربما يجانبه الصواب ويجانبنى الخطا , الكثير من النقاشات تخرج عن الهدف من الموضوع الرئيس ربما تجد احدهم بدلا من ان يتكلم عن توزيعة يستخدمها منذ سنوات تجده يهاجم هذه التوزيعة او تلك بمناسبة وبدون مناسبة وينسى ان هناك المئات من القراء الذين يقرئون هذه النقاشات لان هذه النقاشات غالبا ما تحتاج الى شخص خبير فى هذه التوزيعات حتى يفهم كل ما يقال , وهذا ايضا يعطى انطباع سىء عن كل التوزيعات فليس هناك كمال فى التوزيعات والا ما كان هناك تطوير واصدارات جديدة وهكذا , هنا ونتيجة النقاشات الحادة نخسراهم ما يتميز به مجتمع البرمجيات الحرة وهو روح التعاون والوفاق فلن تجد هناك مجموعة عمل مكونة من اشخاص متخاصمين , ولذلك فان النزاعات والاختلافات بطريقة تخرج عن النقاش التقنى واداب الحوار يضع حد النهاية للكثير من مشاريع البرمجيات الحرة ! وهناك تجارب عربية على ذلك ؟!
15- المصادر الحرة ماذا اعطيناها وماذا اخذنا منها
هو هو السؤال الوحيد الذى كثيرا ما تمنيت ان اسمع اجابة عنه فكثيرا ما يروادنى فى خاطرى , ماذا اخذنا من البرمجيات الحرة لقد اعطتنا الكثير قبل ان تعطينا البرامج اعطتنا الحرية التقنية والتى تفتقر اليها بلادنا العربية , حيث ان البرمجيات الحرة تعد الامل الوحيد لدول العالم الثالث او ما يسمى بالدول النامية اقتصاديا , هناك الكثير من المسئوليات التى تقع على كاهل شعوبنا العربية منها تحقيق الامن والاستقرار والاكتفاء الذاتى ولكن ما علاقة هذا بالبرمجيات الحرة ! البرمجيات حاليا موجودة فى كل مجالات الحياة العلمية والتعليمية والثقافية والترفيهية وبدون البرمجيات سوف تتوقف مسيرة الحياة فكل شىء اليوم يعمل بالبرمجيات بدءا من تليفونك المحمول والالة الحاسبة وحاسوبك الشخصى وهناك مشاريع فى بعض الدول لتطبيق استخدام الحاسوب فى الادارات الحكومية بما يسمى الحكومة الالكترونية !
اليوم من لا يمتلك حريته لا يمتلك حياته لانك ستكون مسيرا ولست مخيرا بامر من الشركات الاحتكارية والتى تسعى لتحقيق اهداف من يقوم برعايتها ماذا تفعل لو قاموا بايقاف دعمهم لك هل تخضع لمطالبهم فى مقابل احدى مشغلات ام بى ثرى , استخدام الحاسوب اليوم اصبح ليس امرا ترفيهيا بقدر ما هو ضرورة من ضروريات الحياة تجده فى المدارس والجامعات و المستشفيات تجده فى المصانع تجده فى الشركات تجده فى كل مكان .
لقد اتخذت الكثير من الدول قرارات استراتيجية بتغيير انظمة البرمجيات التى تستخدمها منذ سنوات طوال الى البرمجيات الحرة , بالطبع لم ياتى هذا التوجه من فراغ ولكن اتى من ايمان القائمين على هذه الدول بمدى جدية هذه التغييرات ومدى العائد التى يمكن ان تحققه هذه البرمجيات .
نرى اليوم العديد من التوجهات من ابناء شعوبنا العربية فى محاولة لنشر هذه التقنيات وتذليل الصعاب من تعريب للواجهات والبرمجيات لتكون اكثر سهولة فى التعامل وهذا امر جيد نرغب ان يحدث تزايد فى القائمين عليه ودعمهم تقنيا واقتصاديا حتى لا تموت مشروعاتهم سريعا !
اليوم اوجه كلماتى الى مجتمع البرمجيات الحرة العربية , الكل يجب ان يشارك فى صناعة نهضة شاملة من لديه قدرة على الترجمة يمكنه ان يترجم العديد من المقالات التقنية ومن لديه القدرة على التنسيق والرسم باحتراف يمكنه ان يساهم فى اخراج مشروعات الكتب العربية فى صورة مشرفة من يمكنه ان يساهم فى اختبار البرامج و مراسلة المطورين لاخبارهم عن مشاكلها فليفعل من تعرض الى تجربة مفيدة مع احدى التوزيعات او البرامج يمكنه ان يكتب عن تجربته ليستفيد منه الاخرين من يقرا مشكلة لمستخدم ما فليساهم معه فى حلها , البعض قد يريد الدعاية لجنو/لينوكس وهذا امر مطلوب ام من لم يجد نفسه من المهام السابقة يمكنه مثلا ان يتبرع لاحدى المشروعات البرمجية التنموية الغير تجارية .
التطوير فى مجتمع البرمجيات الحرة ليس مقصورا على اشخاص دون اشخاص , كل شخص يساهم بقدر معرفته واستطاعته ولا تنسى اننا كمجتمع حر ولسنا مثلا احدى المؤسسات التجارية فلذلك فتقديم المساهمة ليس مشروطا باجر مادى مثلا فبقدر اهتمامك بافادة الاخرين سيكون هناك اهتمام من الاخرين بافادتك ايضا , اذن فتبادل المعرفة بين الاعضاء هو العمود الفقرى لاستمرار البرمجيات الحرة .
غياب دور المبرمج العربى
هناك العديد من التوزيعات العالمية والبرامج المعروفة المشهورة تجد المشاركات فيها مفتوحة لمن شاء ولن تقف طريقة الالتقاء بالمبرمجين الاخرين عقبة امامهم فشبكة الانترنت توفر لهم الوصول والالتقاء للاشخاص الذين يريدون وقتما يريدون , ولكن اين هم المبرمجين العرب من هذا هل هم غائبون فعليا ام مغيبون لم اسمع يوما عن مبرمج عربى اقام مشروعا برمجيا او شارك فى مشروعات كبيرة ربما يكون العيب منى او تقصير , ربما يكونوا موجودون ولكنهم لا يرغبون فى الشهرة مثلا وهذا حقهم ولكن من حقنا ان نفتخر بهم ويكونوا لنا قدوة نسير على طريقهم ونسلك دربهم , هل شبابنا وابنائنا راغبون فى الاستفادة من نموذج البرمجيات الحرة ام انهم غير راغبين ام مغيبين ام مقهورين , تنتشر فى وطننا العربى كليات ومعاهد البرمجة والتقنية الحاسوبية لكنهم اين يذهبون هل هم معنا هنا وغير مشاركين ام انهم ينتظرون فرصا سانحة لهم ليسافروا هناك بعيدا الى الحى الغربى !
البرمجيات الحرة تعطيهم فرصة كبيرة فى التعرف على الشيفرة المصدرية لمشروعات كاملة يمكنهم ان يدرسوها ويتعلموا منها ويصقلوا مواهبهم من خلالها مما يعطيهم ميزة تنافسية فى سوق العمل , هل تنقصنا المهارة الفنية لكى نشارك فى تطوير البرمجيات الحرة , هل تنقصنا الكفاءة لكى نقيم مشروعات تخدم ابناء وطننا العربى , هل يوجد لدينا من يرغب فى تبنى مشروعات عربية برمجية حرة ودعمها ماديا وتقنيا ام اننا لا زلنا ننتظر المدد الغربى لنا فى جميع المجالات ؟ هل ساهمت قرصنة برامج الويندوز وعدم احترام حقوق ملكيتها وبيعها بابخس الاثمان الى ابتعاد الشباب العربى عن البرمجيات الحرة ؟ هل قتل الجو العام فى وطننا العربى من انتشار للفقر والبطالة والاحباط طموح الشباب العربى ؟
انها صرخة امل افيقوا ياعباد الله ماذا تنتظرون ؟
م / صبرى عبدالله
المصدر