قال تعالى"اهبطوا بعضكم لبعض عدو"
هل تعلم بانك تستطيع أن تحول عدو إلى صديق؟
فالمشاعر هي ما يحكم البشر فأنت تستطيع أن تكسب عدوا لك
بكلمات بسيطة فينقلب ضدك في الوقت الذي كان فيه أعز صديق.
كذلك العدو تستطيع أن تجعله من أعز الأصدقاء
كذلك بكلمات بسيطة أو بتصرف بسيط.
لذلك نستطيع القول أن المشاعر هي المتصرف في حياة البشر
فعندما تؤذي شخصا ما تبقى آثار هذه الأذية يتذكرها دائما.
وقصة الغلام الذي أراد والده أن يعلمه أن لا يؤذي أحدا
خير مثال لذلك إذ طلب منه والده أن يضرب مسمارا في الحائط كلما آذى أحدا
ويرفعه من الحائط مع كل يوم يمر دون أذية
فلما توقف الابن عن الأذية أخذ الوالد أصبع ابنه وادخله في الثقوب
وقال له: هذه هي الندبات التي تتركها الجروح باقية في النفوس.
ومن رحمة الله بنا أن جبلنا على العفو والتسامح وإلا لاشتعلت الأرض بالحروب.
ومن القصص الطريفة عن العفووالتسامح قصة "ابراهام لينكولن"أيام الحرب الأهلية الأمريكية فقد كان يخطب في الناس
فقال: أهل الجنوب الذين يقاتلوننا إخواننا بغوا علينا وضلوا السبيل
فقامت إمرأة فقالت:إنهم العدو وعلينا قتلهم فلا تترك منهم احدا
فقال لها ابراهام:يا سيدتي ألا ترين إنني اقضي عليهم حينما أحولهم إلى أصدقاء..!!
وقصة الإمبراطور "سونج" الذي جاءه أحد الوشاة يسعون للإفساد بينه وبين أحد الزعماء
بالوثائق الدامغة التي تثب إدانته فاستدعاه إلى قصره فخاف الزعيم على نفسه
ولكن الإمبراطور أكرمه ولم يفاتحه بالموضوع وعندما انتهى قدم له صرة هديه
وقال له: لا تفتحها حتى ينتصف بك الطريق فلما فتحها وجد الوثائق الأصلية التي تثبت خيانته
فعرف فضل الملك وعفوه فرجع اليه وأصبح من أكثر الناس إخلاصا له.
إذا تستطيع أن تقضي على عدوك بأن تحوله إلى صديق لك بالكلمة الطيبة
وبان تقابل إساءته بإحسان حتى يرجع عن الإساءة.
وللإنسان أعداء اشد عليه من أي شئ:
- أولهم واقواهم الشيطان:
قال تعالى"إن الشيطان عدو لكم فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من اصحاب السعير"
إذا الشيطان هو الذي يؤجج الفتن ويدعوا للشر والبغضاء وقد كان هذا هو وعده لله سبحانه وتعالى بغواية خلقه
قال تعالى"قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين*إلا عبادك منهم المخلصين"
- كذلك من أشد الأعداء على الإنسان النفس الأماره بالسوء:
فهي من يولد الكراهية التي إن وصلت إلى ذروتها
يصبح الإنسان حاقدا مدمرا لنفسه ومن حوله.
هكذا نستطيع أن نكسب النفوس ليس بالإكراه والتخويف إنما بالإقناع والإحسان
والكلمة الطيبة فإذا قابلت الإساءة بالحسنة ربما تسطيع أن تمحي كل حقد
او بغضاء في قلب الإنسان لأن البشر ما هم إلا كتله من المشاعر التي تتأثر بأي كلمه
والأصل في كل إنسان الخير وليس الشر.
قال تعالى"عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم منهم مودة"
أي ان تحول العدو إلى صديق بالدفع بالتي هي أحسن.
دام الود بيننا