باعوا الدنيا لأجل الآخرة ونحن بعنا الآخرة لأجل الدنيا
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا إله إلا هو، الحمد لله الذي قال في المؤمنين: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }.
وقال تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }.
وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
قد وقفت على مناقب ومثالب الصحابي الجليل أبي الدحداح الأنصاري رضي الله عنه، وها أنا أذكر لكم شيئاً من هذه المناقب والمثالب:
عن أنس بن مالك : أن رجلا قال : يا رسول الله ! إن لفلان نخلة ، وأنا أقيم نخلي بها ، فمره أن يعطيني ( إياها ) ( حتى ) أقيم حائطي بها .
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أعطها إياه بنخلة في الجنة . فأبى ، وأتاه أبو الدحداح فقال : بعني نخلك بحائطي . قال : ففعل . قال : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إني قد ابتعت النخلة بحائطي ، فاجعلها له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كم من عذق دواح لأبي الدحداح في الجنة _ مرارا . فأتى امرأته فقال : يا أم الدحداح ! اخرجي من الحائط ؛ فإني بعته بنخلة في الجنة . فقالت : قد ربحت البيع . أو كلمة نحوها . ( صحيح ) .
( دوّاح : الدواح العظيم الشديد العلو ، وكل شجرة عظيمة : دوحة . والعَذق بالفتح : النخلة ) .
سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد السادس رقم 2964
فسبحان الله، هم باعوا الدنيا للآخرة، ونحن بعنا الآخرة للدنيا.
وصدق من قال في سبب تعلقنا في الدنيا هو: عمرنا الدنيا وخربنا الآخرة.
فطبيعة الإنسان أن يحب السكنى في الأماكن العامرة لا الخربة.
وقال الشاعر:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا ** * فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
والله المستعان
أسأل الله أن يجعل قلوبنا معلقة في ثواب الآخرة، وأن يجعلنا من الساعين العاملين لثوابها.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
,,
منقول