يبيعون امواتهم بكم مليون ويقولون اقطعو العلاقه ..؟ وجهة نظر صقر
ليبيا تدعو الدول العربية لقطع علاقاتها مع بلغاريا
طرابلس تكشف اليوم تفاصيل صفقة إطلاق الممرضات
القاهرة: خالد محمود
من المقرر أن تكشف ليبيا اليوم عن تفاصيل المفاوضات السرية التي استغرقت أعواما في طرابلس وبروكسل وصوفيا حول قضية الأطفال الليبيين الذين تم حقنهم بالإيدز، والوساطات التي قامت بها أطراف إقليمية ودولية لحل هذه القضية، والتي انتهت بإطلاق الممرضات والطبيب البلغار في الآونة الاخيرة. وقال مصدر ليبي مسؤول لـ«الشرق الأوسط» إن البغدادي المحمودي أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء) «سيعلن للمرة الأولى بالوثائق عن قيمة التعويضات لهؤلاء الأطفال الضحايا وأسرهم ولدعم علاجهم الذي قدمته عدد من الدول وأسماء هذه الدول»، مشيراً إلى أنه سيشارك في كشف هذه التفاصيل وزير الخارجية عبد الرحمن شلقم ومساعده للشؤون الأوروبية عبد العاطي العبيدي.
فى غضون ذلك استبعدت مصادر دبلوماسية عربية وبلغارية فى القاهرة أن يتخذ وزراء الخارجية العرب الذين سيعقدون اجتماعا طارئا في القاهرة أي قرار بقطع العلاقات الدبلوماسية وتجميد التعاون الاقتصادي، استجابة لطلب رسمي قدمته ليبيا بشكل مفاجئ أول من أمس إلى الجامعة العربية.
وطالبت ليبيا في مذكرة رسمية سلمها مندوبها لدى الجامعة العربية عبد المنعم الهوني إلى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية باتخاذ موقف عربي جماعي حيال ما وصفته بالانتهاكات البلغارية والأوروبية للاتفاق الذي أدى إلى إطلاق سراح أعضاء الفريق الطبي البلغاري وعودتهم إلى بلادهم.
لكن عوضا عن عقد اجتماع طارئ جديد لوزراء الخارجية العرب، ينتظر أن يناقش الوزراء الذين سيجتمعون فى القاهرة بعد غد لمتابعة تطورات الوضع فى الأراضي الفلسطينية المحتلة وعملية السلام، الطلب الليبي تحت بند ما يستجد من أعمال. وامتنع الهوني عن الرد على أي استفسار يتعلق بمدى تفاؤل ليبيا بموافقة الدول الأعضاء فى الجامعة العربية على قطع علاقتها الدبلوماسية وتجميد نشاطها الاقتصادي والتجاري مع بلغاريا استجابة لطلب بلاده.
وقللت مصادر بلغارية في القاهرة، تحدثت اليها «الشرق الأوسط»، من توصل وزراء الخارجية العرب إلى قرار قاطع بهذا الصدد، مشيرة إلى ما وصفته بالعلاقات الجيدة التي تربط بلغاريا مع معظم الدول العربية.
وقالت ليبيا فى مذكرتها التي قدمتها الى الجامعة العربية، والتي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، إن بلغاريا تنصلت من تنفيذ الاتفاق الذي أبرمته مؤسسة القذافي للتنمية مع المفوضية الأوروبية استنادا إلى اتفاقية التعاون القضائية المبرمة عام 1984 بين ليبيا وبلغاريا. وشرحت المذكرة مراحل التطورات التي أدت إلى قيام ليبيا بتسليم الممرضات والطبيب إلى بلغاريا، وفقا للبند رقم 43 فى الاتفاقية القضائية لتنفيذ بقية العقوبة فى بلدهم. واعتبرت «أنه على عكس مجريات الأمور وفي خرق لهذا البند قام الرئيس البلغاري جورجي برفانوف وفى خطوة تفتقر إلى احترام القانون الدولي والاستهانة بما يربو على 450 طفلا ليبيا يحملون معاناة المرض معهم حتى انتهاء أجلهم، بإصدار عفو عن الطاقم الطبي قبل أن تحط بهم الطائرة في مطار العاصمة البلغارية صوفيا».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن عمرو موسى لم يبد تحمسا للاستجابة للطلب الليبي على اعتبار أنه فوجئ بالاتفاق الذي أبرمته ليبيا مع الاتحاد الأوروبي والحكومة البلغارية والذي مهد الطريق نحو عودة أعضاء الفريق الطبي البلغاري إلى بلادهم. وأعرب موسى عن أسفه لكون السلطات الليبية لم تضعه في الصورة وتجاهلت التشاور معه مسبقا أو إطلاعه على تفاصيل هذا الاتفاق الذي تابعه عبر وسائل الإعلام.
وتسود أروقة الجامعة العربية حالة من الاستغراب والاندهاش بسبب محاولة ليبيا إقحام الجامعة العربية ودولها الأعضاء على خط الأزمة الراهنة مع بلغاريا بعد فوات الأوان، لافتة إلى أن ليبيا لم تتقدم بطلب إلى الأمم المتحدة كما كان يجب أن يحدث يتضمن شكواها من بلغاريا ودعوتها المجتمع الدولي إلى معاقبتها على انتهاك التفاهمات الثنائية بين البلدين.
يشار إلى أن وزارة الخارجية الليبية استدعت قبل يومين في طرابلس القائم بأعمال سفارة بلغاريا لدى ليبيا وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على عدم قيام السلطات البلغارية بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في قضاء البلغار المحكوم عليهم باقي العقوبة المقضي بها وهى السجن المؤيد في بلغاريا وقيامها بإصدار عفو عنهم بمجرد وصولهم إلى هناك.