لا بدَّ منْ دربٍ أخير ٍ (استذكار هادم اللذات)

[شيخ نفسه]

..
لا بدَّ منْ دربٍ أخير ٍ ..

لا بدَّ منْ دربٍ أخير ٍ
ينتهي بالحلم ِ في نوم ٍ قريرْ .
فامنحوا هذا السـّرابَ نصيبهُ
منْ دمعكمْ وملامحِ الحزنِ المريرْ .


دعوهُ يمضي منْ هنا
فوقَ الرّؤوس ِ مُمدداً بسكونهِ
ومُـودّعَ المجدِ القصيرْ .
لا تقـُـضّوا نومهُ
أعطوهُ بعضَ هدوئهِ
كيْ يستريح
فقدْ يواجهُ بالعسيرْ .


فامشوا وسيروا خلفهُ
في ذلك اليوم ِ المـُثيرِ
قفوا هناك َ بجانبِ الأحجارِ والأسوار ِ
تنتظرونَ آخرَ طلعةٍ للبدر ِ
ثمّ أفولهُ الحتميّ
حيثُ سيختفي القمرُ المنيرْ


أخالـُهم أهلَ السـّماءِ قدْ انزووا
خلفَ الضـّبابِ تجمّعوا
فاليومُ هذا يومهمْ
والبدرُ هذا ضيفهمْ
والصـّمتُ أكثرُ ضجة
في ذلكَ الجبِّ الصغيرْ .


يا أيها المولودُ بعدَ الموتِ
كيفَ رأيتَ ذيـَّاكَ المصيرْ
وهلْ تراكَ بروضةٍ
عرضَ السـّماءِ
وحولكَ الأزهار ُ والأنهار ُ
والأملُ الكبيرْ .
أمْ أنها كالليل أرخى سُـدلهُ
ورياحهُ اشتدتْ كعاصفةٍ
محرّقـةٍ تغّذتْ منْ سعيرْ .


ويْحَ قلبكَ عندها
منْ ذا يُـجيرُ ..؟
ومنْ سيمسحُ دمعَ عينكَ
إنْ بكتْ ..؟
منْ ذا سيمنعها منَ الأغرابِ
إنْ جاعوا وإنْ هجموا
وإنْ سلبوكَ شيئاً منْ نقيرْ ..؟


لا تُقطــّبْ حاجبيكَ
اليومَ لنْ ينفعكَ حسنٌ
أوْ ثيابٌ منْ حرير ٍ
إنـّها الأقـــــدارُ شاءتْ
أنْ ستمكثُ ها هنا
أنْ تسكنَ البيتَ الفقير
بدونِ قلبٍ نابض ٍ
وبدونِ أهل ٍ أو ظهيرْ .



بقلم :
رفعت زيتون