[align=center]
الأضحية.. بين التشريع والتسويق !!
جهير بنت عبدالله المساعد
إعلانات تغزو الصحف هذه الايام تحث الناس على شراء الاضاحي ودفع قيمتها النقدية على ان يقوم المعلنون بذبحها وتوزيع لحومها على الفقراء في أفريقيا.
أسعار الأضاحي في هذه الاعلانات تتفاوت بشكل واضح ما بين (350 الى 650ريالا) ولا أدري لماذا هذا التفاوت ولا أدري لماذا الخروف المرسل الى افريقيا اقل سعرا من الخروف المحلي، كما لا أدري لماذا فقراء أفريقيا أولى بلحم خراف الاضاحي من الفقراء السعوديين.
ولا أدري لماذا ينتظر المعلنون ان يتبرع السعودي بأضحيته لأفريقيا بدلا من أن يباشر بنفسه تنفيذ شرع الله وتطبيق سنته المؤكدة فيكسب الأجر ويربي في أبنائه البر والتقوى، كل ما أدري عنه في الحقيقة ان هناك اقبالا ملحوظا على تبني أفكار تسويق الاضاحي والتبرع بها نقدا بداية من إعلان يعد القارئ ان يجلب له الاضحية الى عند باب بيته ونهاية بإعلان ادفع نقدا ويتم ذبحها وتوزيعها على المحتاجين في أفريقيا مما يعني ضمنيا ان في الداخل لايوجد محتاجون.. وأن الفقراء السعوديين يأكلون اللحم ومشبعون بينما الفقراء غيرهم لايأكلونه لذا الاضحية لهم أفضل وأحسن! وما من شك ان أفريقيا في بعض مناطقها تشهد صراعا مريرا بين الجوع والفقر والمرض وكأنه لاتكفيها الصراعات الاهلية لكن ذلك لايعني ان فقراءها فقط لا يأكلون اللحم ولايعني ان الداخل لايحتاج الى لحوم أضاحيه ولو من باب الاقربون أولى بالمعروف.
وبالمقارنة بين سعر (350ريالا) للأضحية الخارجية، وسعر ما فوق (1000 ريال) للاضحية الداخلية قد يتجه الناس نحو الاقل تكلفة وسط الغلاء الذي يدك ميزانيتهم دكا.. فإذا اتجهوا الى الأقل لن يلومهم لائم ما دام في الحالتين قيل لهم جائز وفي الحالتين لاينقص قيامهم بالسنة المؤكدة! يبقى الأهم أن .. القيام بالسنن والواجبات تقربا لله وطاعة له جل وعلا لا يأتي من باب الانفاق الاقل او الارخص بل الانفاق مما تحبون.. الذين ينفقون المال على حبه!!
وأعرف اشخاصا يجمعون من قوت يومهم توفيرا لشراء الاضحية! إنهم يريدون العبادة لله وحده بالطاعات وفعل الحسنات حتى لو كلفتهم أرواحهم وليس أموالهم! عدا أن الاضحية داخل البيت لها أجرها وبركتها ومنافعها والشريعة الاسلامية بينت هذا كله للناس لكن غياب التوعية بضرورة الاضحية ومشروعيتها ومنافعها، وقلة الحديث عنها على المنابر وفي الخطاب الديني الموجه لعموم الناس ادى الى انتشار مفاهيم مغلوطة عنها فكان معظم الناس يتصورون ان الاضحية انما هي للميت العزيز رحم الله موتانا وموتاكم وليست عن الاحياء! وبعضهم يتصور ان القيام بها وجاهة فتراهم امام الناس يزايدون في اعداد اضاحيهم ويتفاخرون بها!
وبعض النساء اذا اردن الاضحية كن الى الأمس القريب يغطين رؤوسهن ويربطن عليها عصابة حتى لاتسقط شعرة واحدة فتفسد الاحرام! وكن لايغتسلن بالشامبو ولايمشطن شعرهن ولايتزين ولايتطيبن ومنذ دخول شهر الحج الى يوم الاضحية الأغر لايخلعن لباس الاحرام.. كانت هذه التصورات الوهمية تسيطر على الناس في أرض الرسالات بينما بعض الدعاة مشغولون بما ليس أهم تكفير الليبرالية والهجوم على العلمانية وهلم جرا ولو أرادوا خيرا لنظروا الى الناس! لكنها شهوة الظهور.. وسلام على المخلصين..
[/align]