شواطئ مصرية.. للنساء فقط!
* إعداد - عايدة السنوسي
لفتت ظاهرة إقامة شواطئ خاصة بالنساء في أحد أرقى المنتجعات السياحية بالساحل الشمالي نظر صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية التي بعثت بمراسلتها سارة جوتش الصحفية بها لدخول هذا (العالم الجديد) على الشواطئ المصرية التي عرفت منذ سنوات طويلة الاختلاط.
بدأت الصحفية الأمريكية مغامرتها من شاطئ يحمل اسم (لا فام) ويعني باللغة الفرنسية المرأة والذي افتتح مؤخرا بالساحل الشمالي لمصر حيث أصبحت السيدات يشعرن بحرية أكبر في النزول إلى الشاطئ دون إرتداء الملابس الطويلة، حيث بامكانهن ارتداء لباس البحر بعيدا عن عيون الرجال المتلصصة.
وبمجرد أن تدلف النساء من بوابة شاطئ (لا فام) حتى يبدأن في خلع طبقات من الملابس اللائي ترتديهين ويبدأن بغطاء الرأس ثم ترتدين لباس البحر الذي يتنوع بتنوع النساء والفتيات على هذا الشاطئ والذي يبدأ من ارتداء سروال مع قميص بدون أكمام وينتهي بارتداء لباس البحر المعروف.
ولأول مرة يصبح في مقدور النساء المحجبات في مصر الاستمتاع بمياه البحر والشمس على الشاطئ.
وتقول نرمين، وهي تعمل محاسبة بإحدى الشركات في القاهرة: (إنني أشعر بحرية أكثر الآن، حيث أستطيع أن أقوم بأي شيء أريده سواء كان السباحة أو الرقص وهو ما لم أستطع القيام به في الشواطئ المختلطة وأنها ارتدت لباس البحر لأول مرة منذ عشر سنوات عندما ارتدت الحجاب.
ومع انتشار الحجاب بين سيدات الطبقة الغنية في المجتمع المصري أصبح مثل هذا الشاطئ الذي يتيح لهن الاستمتاع بالمصيف بعيدا عن الاختلاط.
أما بالنسبة للسيدات والنساء المحجبات فشاطئ مثل (لا فام) أصبح المكان المفضل لديهن، فبإمكانهن الآن القيام بكل شيء يريدونه والاستمتاع بأوقاتهن. الأمر الذي شجع البعض على افتتاح شاطئ آخر باسم (يشمك) بعد الإقبال الكبير والمتزايد على الشواطئ الخاصة بالسيدات فقط.
والمعروف أن اليشمك هو الاسم التركي لنوع من الحجاب كان سائدا في مصر حتى الربع الأول من القرن العشرين يغطي وجه المرأة.
يقول وليد مصطفى الذي تمتلك شركته شاطئ اليشمك إنه يخطط بالفعل لإقامة شاطئ جديد بنفس الطريقة بعد النجاح الكبير الذي تحقق.
ولا يوجد أي رجال على الشاطئ حيث الكل من النساء بما في ذلك العاملات على الشاطئ وفي المتاجر. كما أن التصوير على الشاطئ محظور تماما ومن تضبط تستخدم آلة تصوير لأي غرض من الأغراض يتم إخراجها من الشاطئ وحرمانها من دخوله مرة أخرى.
أما داخل المطبخ الذي يقدم خدماته لرواد الشاطئ فإن الرجال يعملون به ولكن لا يوجد أي منفذ مباشر يمكن لمن يعمل به رؤية النساء على الشاطئ حيث يتلقى الرجال الأوامر من الفتيات اللائي يعملن كنادلات على الشاطئ عبر فتح صغيرة داخل حائط المطبخ.
وبالطبع فإن رواد الشاطئ لسن من النساء المحجبات فقط ولا حتى من المسلمات وإنما هناك أيضا نساء غير محجبات وغير مسلمات تبحثن عن الخصوصية على الشاطئ ولا تشعرن بارتياح عندما تطاردهن نظرات الرجال على الشواطئ المختلطة.
تقول دينا الموجي وهي موظفة في إحدى شركات النفط بالقاهرة إنها سعيدة جدا بمثل هذا الشاطئ حيث تستطيع الاستمتاع بالشاطئ والبحر في حين أنها لم تكن تستطيع نزول البحر في الشواطئ المختلطة وكانت بالكاد تسير بقدميها في الماء.
وتقول منى أحمد، ربة منزل (إنها تفضل شواطئ السيدات، وإنها تتمنى أن ترى العديد من هذه الشواطئ في الاسكندرية وشرم الشيخ والغردقة، وأي مكان على سواحل مصر، حيث إنها لا تفضل الشواطئ المختلطة لأنها لا تشعر بحريتها في هذه الشواطئ).
وبعيدا عن شواطئ النساء في مصر فإن السيدات والفتيات المحجبات كن يلجأن إلى ارتداء لباس كامل بما في ذلك غطاء الرأس عند النزول إلى الماء أو اختيار الأوقات التي لا يوجد فيها رواد على الشواطئ للنزول إلى المياه وذلك في الساعات المبكرة من الصباح.
ويقول عدد من النساء المصريات إنهن يفضلن الذهاب إلى هذه الشواطئ بالرغم من ارتفاع أسعار دخولها, حيث إن رسم دخول شاطئ ( لا فام ) مثلا في عطلة نهاية الأسبوع يبلغ 70 جنيها، أما باقي أيام الأسبوع فيقدر رسم الدخول بـ50 جنيها.
والحقيقة أن مثل هذه الشواطئ المخصصة للصفوة من المجتمع المصري أقرب إلى مراكز التسوق حيث توجد بها مراكز التجميل ومتاجر المجوهرات ولباس البحر والمراقص والمطاعم وغير ذلك.
بل إنه يجري حاليا تنظيم مسابقة لاختيار ملكة جمال الشاطئ من بين المترددات عليه.
تقول هبة رؤوف وهي مفكرة مصرية ومدرس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة إن هذه الظاهرة ليست إيجابية على الإطلاق. وتقول إنها ليست أكثر من محاولة لاستغلال انتشار ظاهرة الحجاب من أجل تحقيق مكاسب مالية وهي تنطوي على تعميق النزعة الاستهلاكية لدى نساء الطبقة الثرية من المجتمع.
وتضيف أن ما يجري على الشاطئ ليس من الإسلام في شيء لأن الإسلام لا يعني مجرد ستر جسم المرأة عن الرجال فقط وعرضه عاريا أو شبه عار أمام النساء.
وأضافت أن الهدف الأساسي من الحجاب هو مساعدة المرأة على التواضع والوقار.
ورغم ذلك فإن هناك رأي مختلف تجاه هذا الأمر حيث تنظر السيدات إلى شاطئ مثل لافام باعتباره مكانا يتيح لهن اللهو المباح.
ولكن خالد فؤاد صاحب مشروع شاطئ لافام يعترف بأن الأمر بالنسبة له مجرد مشروع اقتصادي ويرفض إطلاق اسم (شاطئ إسلامي) عليه لأن هذا يعني انه غير مسموح لغير المسلمات دخوله وهو أمر خاطئ تماما لأن الهدف الأساسي هو توفير قدر أكبر من الخصوصية للسيدات اللائي يبحثن عن ذلك.