باب منه ثان
116-عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع (يسرع في سيره) نحونا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كأن هذا الراكب أتاكم"، يريدنا، قال: فانتهى الرجل إلينا فسلم فرددنا عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"من أين أقبلت؟" قال: من أهلي وولدي وعشيرتي، قال: "فأين تريد؟" قال: أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال: "فقد أصبته" قال: يا رسول الله علمني ما الإيمان؟ فقال: "تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت"، قال: أقررتُ. قال: ثم إن بعيره دخلت يده في شبكة جرذان فهوى بعيره وهوى الرجل، فوقع على هامته فمات، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "علي بالرجل"، قال: فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان، فأقعداه فقالا: يا رسول الله قبض الرجل. فأعرض عنهما رسول الله، ثم قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما رأيتما إعراضي عن الرجل، فإني رأيت ملكين يدسان فيه من ثمار الجنة، فعلمت أنه مات جائعاً، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا والله من الذين قال الله عز وجل (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك له الأمن وهم مهتدون) قال: ثم قال: "دونكم أخاكم". قال: فاحتملناه إلى الماء فغسلناه وحنطناه وكفناه وحملناه إلى القبر، فقال: "ألحدوا ولا تشقوا".
وفي رواية: "هذا ممن عمل قليلاً وأجر كثيراً".
وفي رواية: "فدخل خف بعيره في جحر يربوع".
رواها كلها أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده أبو جناب وهو مدلس وقد عنعنه والله أعلم
117-وعن جرير رضي الله عنه قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته لأبايعه قال:"لأي شيء جئتنا يا جرير؟" قلت: جئت لأسلم على يديك، فدعاني إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: فألقى إلي كساءه، ثم أقبل على أصحابه فقال: "إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه".
رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده حصين بن عمر مجمع على ضعفه وكذبه
118-وعن ابن الخصاصية السدوسي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبايعه، فاشترط علي:
"اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وتصلي الخمس وتصوم رمضان وتؤدي الزكاة وتحج البيت وتجاهد في سبيل الله". فقلت: يا رسول الله أما اثنتان فلا أطيقهما: الزكاة فوالله مالي إلا عشر ذود (ذود: جِمال) هن رسل أهلي وحمولتهم، وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف إذا حضرني قتال جشعت نفسي (أي: فزعت) فكرهت الموت، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وحركها وقال: "لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة؟" فبايعته عليهن كلهن.
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط واللفظ للطبراني ورجال أحمد موثقون