[glow1=660099]
هديل الفكر
نائب الفاعل
قال لي معلمي النحوي وهو يلقني كل أصول النحو وبعض الفروع :
عندما يغيب الفاعل يا ولدي عن فعله .. ويبنى الفعل للمجهول .. فإن المفعول به يصبح نائبا" للفاعل يحمل علامة اعرابه ..!!
قلت له وأنا ألقن نفسي بعض أصول التمرد قبل الفروع :
وكيف يا سيدي يتحول (( المفعول به )) بقدرة قادر إلى نائب للفاعل .. ومن ذا الذي يشيد بأن الفاعل قد انابه عنه قبل أن يغيب عن موقع الحدث .. وكيف لنا أن نتصور أن يتحول مفعول به وقع عليه الفعل من الفاعل فقهره .. إلى نائب فاعل يدعي فعل الفعل .. انه تزوير واضح وادعاء أشر لا يمكن لساذج أن يتصوره ..!!
قال لي معلمي مشفقا" من سوء ما سيجره علي تمردي :
يا بني تلك هي القاعدة النحوية التي لا يجب مخالفتها .. أن يقوم المفعول به محل الفاعل اذا ما غاب .. ويسمى نائبا" للفاعل
له كل حقوقه ..!!
همست لنفسي وأنا أكاد أتميز من الغيظ :
هكذا إذن ..(( فاعل )) يضرب((مفعول به )) حتى يسيل دمه .. ثم يغيب عن مكان الجريمة .. فيأتي المضروب ويشهد على رؤوس الحروف في الجملة انه هو الذي قام بواقعة الضرب .. ويصبح هو الذي ضرب نفسه وأسال دمها .. ويتحمل بناء على ذلك المسؤولية الكاملة من رفع بالضمة أو بالواو أو .. بحبل المشنقة .. ما أعدلكم أذن أيها النحاة ..!!
يبدو أن معلمي قد سمع بعضا" مما قلت .. فهمس لنفسه وكأن عدوى التمرد قد أصابته أيضا :
يا ولــــــدي .. مـــــن دخــــل (( جملة )) فستطاله (( قاعدتها النحوية )) .. ولا سبيل للمفعول به فيه إلى الهروب من سطوة الفاعل .. ثم أن ذلك المفعول به لم يشك اليك أو إلى احد من ظلم وقع عليه .. ولم يحاول أن يتهرب من دور نائب الفاعل الذي ألقي على عاتقه .. بل لعله يمارسه وهو سعيد مغتبط .. ألا ترى إلى تنازله طواعية عن الفتح (( المبين )) الذي كان عليه .. والى ارتضائه (( بالضم )) القاسي الذي قد يحطم منه الأضلاع ..؟؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
أنا لا أفهم في الحقيقة الا أن يكون هناك فاعلان .. يغيب أحدهما فينوب الآخر عنه .. فاعلان كلاهما مؤهلان ومؤتمنان على أن يفعلا" .. فاعلان ارتضى كل منهما أن يتحمل مسؤولية فعل الأخر كاملة في غيابة .. أما أن يستأثر الفاعل بالأمر كله .. فاذا ما غاب لمرض أو لحادث عارض ترك الجملة دون نائب له .. إلى حد أن يتجرأ المفعول به ويدعي دون دليل أن الفاعل قد أنابه .. ويصبح فعل (( لقتلا )) الذي أوقعه الفاعل على المفعول به قبل أن يغيب عن مكان الحادث .. فعل (( انتحار)) فعله المفعول به في نفسه فقتلها .. أو يصبح النور الذي أخرج به الفاعل المفعول به من ظلمات الجهل شرفا يدعيه المفعول به لنفسه ويجاهر بأنه هو فاعله .. فهذا والله ما لا أفهمه ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
صحف الجريمة دأبت على تذييل أغلب الجرائم التي تنشرها بعبارة شهيرة .. (( ولا يزال الفاعل مجهولا" )) .. فلماذا لا نفكر في تقديم (( المجني عليه )) للمحاكمة .. كنائب للفاعل يعمل عمله .. مثلما يقول لنااخواننا (( العدول )) من النحاة ..؟؟!!
لكم خالص ودي وتقديري [/glow1]
مع تحياتي......لكم
توم كروز