لما كانت جالسة فاطمة الزهراء رضي الله عنها مع أسماء بنت عميس رضي الله عنها وكانت أسماء مسترسلة في حديثها لفاطمة وتقول كنا في الحبشة وحصل لنا كذا وكذا وبينما هي كذلك إذ نظرت إلى فاطمة رضي
الله عنها سارحة الذهن شاردة البال فسألتها قائلة
يافاطمة مالي أحدثك فلا تسمعي إليّ ؟؟
قالت : عذراً يا أسماء لكني كنتُ أفكر
قالت : يا أسماء إني أفكر في نفسي غداً إذا أنا مت !!! والله إنّي لأستحي أن
أخرج عند الرجال في وضح النهار ليس عليّ إلا الكفن
فقالت لها أسماء : ألا أصنع لكِ شيئاً رأيته في الحبشة
نضع أعمدة على أركان النعش حتى يرتفع الغطاء على الأعمدة فلا يبين أي شيء
فردت فاطمة قائلة : اللهم استرها كما سترتني
لله درُّها تستحي وهي ميتة فما بال الأحياء لا يستحون ؟؟؟
فلو مرت فاطمة رضي الله عنها في أسواقنا اليوم ورأت من مات حياؤها فخصّرت العباءة ولونت أطرافها وتكسرت في مشيتها وعلت ضحكاتها وفاحت رائحة عطرها
فماذا ستقول رضي الله عنها ؟؟
بل أين من تقول للمحتشمات إنهنّ معقدات فهل فاطمة معقدة ؟؟
إذا كانت معقدة فهنيئاً للمعقدات
مِن كتيب : لأنّكِ غالية..
للشيخ الدكتور عبد المحسن الأحمد
حفظه الله وجزاه عنّا خير