الحشوات المعدنية ممنوعة في السويد وملائمة للشعوب العربية

[شيخ نفسه]

دعا الدكتور باسم محمد أبو زنادة استشاري علاج تحفظي وتجميل الأسنان بمستشفى الملك فهد بجدة أطباء الأسنان والعاملين في العيادات الى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع استنشاق بخار الزئبق الموجود في الحشوات المعدنية بعد أن زاد اللغط حالياً في المجال الطبي عن سلامة تلك الحشوات المعدنية المحتوية على عنصر الزئبق واحتمالات تأثيراتها الجانبية على الصحة.. فاستنشاق بخار الزئبق قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، قد تؤدي إلى عواقب وخيمة إذا استمر لفترة طويلة، وهذا لا يحدث أبدًا لمراجعي عيادة الأسنان، وإنما يكمن الخطر على العاملين في هذه العيادات من أطباء ومساعدي أطباء الأسنان حيث يتم خلط هذه المعادن يومياً ويتم تسرب بخار الزئبق من جهاز خلط الحشوات المعدنية ومن ثم يتم استنشاقها من قبل العاملين في العيادة.
وطالب الدكتور أبو زنادة العاملين في عيادات الأسنان من اتباع بروتوكول (صحة الزئبق) والتي تقتضي على العاملين في هذه العيادات ارتداء القناع الواقي بصفة أساسية واستخدام شفاطات كرسي الأسنان عند وضع هذه الحشوات في الفم واستخدام نظام تهوية فعال لشفط جميع الغازات الغير مرغوبة في جميع عيادات الأسنان.
وبالرغم مما سبق، فإنه لا توجد حالة واحدة مسجلة توثق إصابة أي من العاملين في عيادات الأسنان بتسمم الزئبق حول العالم، وإنما يتم منع استخدام هذه الحشوات المعدنية تجنباً لصناعتها ومن ثم التخلص من فضلات الزئبق وغيرها في الأنهار والبحيرات مما ينتج عنه تلوث بيئي خطير؛ نظراً لرفع مستوى الزئبق بصفة خطيرة في هذه البحيرات والأنهار وبناءً عليه وفي الدول الأوروبية التي تمنع هذه الحشوات (مثل السويد) تقوم منظمات طب الأسنان في هذه الدول بإعلانات واضحة تقرر سلامة هذه الحشوات على المرضى –وكذلك على الأطباء– ما اتبع نظام الزئبق الصحي بطريقة سليمة. وفي الولايات المتحدة الأمريكية تراجعت نسبة استخدام الحشوات المعدنية من 85% عام 1988م إلى 31% عام 2005 م،
وذلك راجع إلى مخاطر التلوث البيئي عند صناعة هذه الحشوات وليس لخطرها على صحة المراجعين لعيادات الأسنان أو العاملين فيها.
السويد تمنع
ويقول الدكتور ابو زنادة: في الدول الأوروبية مثل السويد، يمنع العلاج بالحشوات المعدنية المحتوية على عنصر الزئبق ويقوم الأطباء هناك بعمل الحشوات البيضاء التجميلية ما اقتضت الحاجة، وبنظرة شاملة نجد أن الحشوات المعدنية تستخدم وبنجاح منقطع النظير منذ عشرات السنين، ولا يتطلب عملها إجراءات احترازية زائدة كما هو الحال مع الحشوات البيضاء التجميلية والتي يتطلب في عملها أن يراعي الطبيب ما يسمى بحساسية الطريقة حيث لا بد من العزل التام لمنع دخول أي سوائل فموية تحت الحشوة مما يحتم استغراقها وقتاً أطول في عملها، وتشير معظم الأبحاث إلى بقاء الحشوات المعدنية فترة أطول في فم المريض دون مشاكل مقارنة بالحشوات البيضاء، كما أن تكلفة تصنيع الحشوات المعدنية منخفضة بالمقارنة مع الحشوات البيضاء، كما انه يمكن عملها في حالات نسبة التسوس الفموي العالي ومدة بقائها لفترة أطول من الحشوات البيضاء، كما أن لها أثار قاتلة للبكتيريا لا تتواجد في الحشوات الكمبوزيت البيضاء، وتتواجد في حشوات بيضاء أخرى وبصورة أفضل مثل الحشوات الإسمنتية الزجاجية والتي بدورها هي حشوات ضعيفة ولا تتحمل الضغط القوي عليها والناتج عن مضغ الطعام في الضروس الخلفية. والحشوات المعدنية للأسنان هي عبارة عن مزيج لعدة معادن (فضة، نحاس، زئبق وغيرها) بعد مزجها تكون كتلة واحدة ويصعب فصل كل عنصر على حدة. والزئبق هو العنصر المعدني الوحيد السائل في درجة الحرارة العادية، وقد يتحول إلى بخار مع ارتفاع درجات الحرارة، وهنا تكمن خطورة الزئبق. وجاء تقرير الجمعية الأمريكية لطب الأسنان والصادر في أبريل عام 2008 م والذي جاء رداً على تقرير إدارة الطعام والدواء الأمريكية والذي يوصي بدراسة تغيير تصنيف الحشوات المعدنية كدواء وتقنين استخدام الحشوات المعدنية لبعض الفئات مثل الأطفال والسيدات الحوامل والمرضعات، بأن هذا المنع لا بد من استناده على أسس عليه وأن المنع لمجرد المخاوف هو منع غير مبرر؛ لأن معظم الدراسات العلمية تثبت بأنه لا علاقة بين هذه الحشوات وارتفاع نسبة الزئبق في الدم ومن ثم تسمم الزئبق، ويرى التقرير أن منع استخدام الحشوات المعدنية هو سلب لمرضى الأسنان لأحد حقوقهم الأساسية وهو الحصول على الحق في اختيار علاج ناجح يبقى في الفم لفترة طويلة دون مضاعفات.
وخلص تقرير الجمعية الأمريكية لطب الأسنان إلى دعم إعادة النظر في تصنيف الحشوات المعدنية ولكن أي ضوابط لا بد أن تكون مبنية على أسس علمية فالتحذيرات والتصنيفات على استخدام هذه الحشوات قد تتعارض مع ما توصل إليه العلم المبني على البراهين الطبية المثبتة ومنعها سيؤدي إلى عواقب كبيرة لا داعي لها.
الحشوات المعدنية مناسبة للدول العربية
يقول الدكتور ابوزنادة: من وجهة نظري إن كنت لا أرى استخدام هذه الحشوات في الأسنان اللبنية للأطفال نظراً لوجود البدائل الملائمة فإنني أرى انه نظراً لارتفاع نسبة التسوس لدينا في الدول العربية فان الأنسب وخاصة عند التعامل مع المرضى الذين يعانون من انخفاض شديد في صحة الفم والأسنان وبالرغم من البرامج الوقائية لا يسجل تحسن ملحوظ في صحة الفم لديهم هو عمل الحشوات المعدنية والمثبت علمياً مما لا يدع مجالاً للشك سلامتها وملاءمتها لمثل هذه الحالات وسهولة عملها وقصر الوقت اللازم لذلك. والمهم لعيادات الأسنان هو اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع استنشاق بخار الزئبق من العاملين في هذه العيادات، والتخلص من فضلات هذه الحشوات بالطريقة الملائمة حتى لا نسهم في التلوث البيئي والذي قد تكون له عواقب وخيمة.
وهناك حقائق مهمة قد تفيد مراجعي عيادات الأسنان من وجهة نظر الدكتور باسم ابو زنادة وهي:
• الزئبق هو مركب موجود في الغذاء الطبيعي اليومي لكل إنسان.
• الغذاء الطبيعي اليومي للإنسان يحتوي 21 ميكروجرام من الزئبق غير الحيوي و3.8 ميكروجرام من الزئبق الحيوي.
• تآكل الحشوات المعدنية في الفم المحتوي على عدد كبير من هذه الحشوات يؤدي إلى إنتاج 1.3 ميكروجرام فقط من الزئبق.
• المستوى الطبيعي للزئبق في الدم هو 3-5 نانوجرام لكل ملليليتر.
• إزالة الحشوات المعدنية في الفم المحتوي على عدد كبير من هذه الحشوات يزيد هذا المعدل بنسبة 1 نانوجرام لكل ملليليتر.
• المعدل المطلوب لحصول تسمم الزئبق في الدم هو 30 نانوجرام لكل ملليليتر.
• لا يوجد أي دليل على وجود فرق في معدل حالات الإصابات والوفيات بين البشر الذين لديهم حشوات معدنية أو الذين ليس لديهم أي حشوات معدنية أو الذين تم إزالة الحشوات المعدنية لهم.


http://www.al-madina.com/node/175838