نعم انا مشتاق وعندي لوعة... في كل لحظة أتساءل إلى متى سيبقى هذا القلب قادرا ً على النبض إذ لا يلتئم له جرح حتى يحدث آخر.
وا أسفي عليه لم يعد له شكل يعرف به من شدة ما عصفت به رياح الحب العاتية، ندبة هنا وندبة هناك ، حتى لم يعد يقوى على احتمال وجود جرح جديد مهما كان صغيرا.
أسمعه وهو يشرخ دما ً يتأوه قائلاً : هذه هي النتيجة التي كنت أخشاها ولم أتحسب لها يوما ً ، ليتني سمعت منك ياصديقي حين كنت تقول لي تمهل ودعني اتخذ القرار عنك ، ليتني لم أتشبث برأيي . آه كم كنت تردد علي َّ قول الحكيم الأكبر:> وأنا لم أكن اصغي لما تقول .. لك الحق في أن تلقي اللوم علي وأن تسحب الثقة مني ، افعلها وإن فات الأوان. في الحقيقة أن صراع العقل والقلب في اتخاذ قرار الحب هو كغيره من الصراعات القديمة الأزل وضحاياه على مر العصور أكثر من أن تحصى أو تعد.
قيل أن هذا الجسد هو كون صغير ويعتبر مثالا ً عن الكون الكبير وبناءً على هذا التمثيل كان لا بد من وجود حاكم واحد قادر على تسيير هذا الجرم الصغير وانطلاقا ً من هذه الحقيقة البسيطة نفسر البذور الأولى لصراع العقل والقلب. ومن المعلوم أنه من غير الممكن استمرارية كون بملكين يتنازعان ملكه ، من هنا كانت الحكمة الجارية في قصر حياة الكون البشري.
فبالعودة لسر هذه الحكمة الجارية نجد إثباتا ً قاطعاً أنه من الصعب على الإنسان إنهاء هذا الصراع المشتهر به ظل هذا الجرم الصغير. فغدا كل من الموت وهذا الصراع طرفي التحدي الأكبر الذي وسم حياة هذا الإنسان.
في الحقيقة لم أقل أنه من المستحيل علينا الظفر وإنما من يتمكن حقا ً تسليم القيادة للعقل الأقدر على تقدير الأمور وعلى عقل مايصدر عن كل العناصر الحسية يغدو تخليده بتحرره من هذا الكون الضيق إلى الكون الرحب. وأستطيع هنا ذكر قول قريب يمكنه تجسيد هذه الصورة الحسية :
منقول