يقول مارسيل بريفو "عقل المرأة فارغ، لذا فهي لا تفكر إلا في جمالها"، ويقول ستندال "النساء البارعات الجمال يدهشننا أقل في اليوم الثاني"، أما جول رونار فيقول "ما أن تقول للمرأة إنها جميلة حتى تعتقد أنها ذكية".
ومن بني يعرب يقول عباس العقاد "أيتها المرأة، كأنك قلت منذ هنيهة: أنا أجمل من الرجل. نعم، أنت أجمل من الرجل في عين الرجل، أما في عين أختك فأقبح رجل أجمل منك وأحب إليها، ولو كنتِ تمثال الزهرة حسنا، وحوراء الجنة شبابا".
وفي القديم قيل لديموقريطس "لماذا اخترت امرأة دميمة وأنت وسيم؟ قال: اخترت من الشر أقله! أما سقراط فقيل له: أي السباع أجمل؟ قال المرأة!
ولكن .. ليس أجمل من أن نعترف بأن المرأة هي النصف الآخر فعلا في هذه الحياة، وأننا قد نظلمها إذا ما انصرفنا عن رعايتها وحمايتها من سلطة ذلك العدو الأزلي المشترك .. إبليس، فلا حياة بلا امرأة، بلا أم، بلا زوجة صالحة، وبلا (سكن).
وليس من الأدب والأخلاق في شيء أن تكون المرأة موضع سخريتنا، إلا إذا استحقت أن تكون في ذلك الموضع، كما أنه ليس من المنطق أن النساء يتشابهن في كل شيء .. ففرق شاسع بين تلك التي لا يبارحها الحياء، ولا يغيب ذكر الله عن لسانها وبين تلك التي جهُلت، وعشيت عن ذكر الله فقيض الرب لها شيطانا على ضعفها، فهو لها قائد وقرين.
قال تعالى (أهم يقسمون رحمة ربك، نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا، ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات، ليتخذ بعضهم بعضا سخريّا).
وقد تعلمنا أن المرأة الصالحة، عون الرجل، وحضن الطفل، ونعيم الحياة، وأنها مبتلاة في دنياها وفي دينها ـ ككل الصالحين ـ وأن في صبرها على بعض الأذى والبلوى عبادة، وأن للصابرين البُشرى. قال تعالى (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات، ليبلوَكم في ماآتاكم).
وعلينا أن ننظر ملياً إلى أخطائنا كرجال وكنساء قبل أن نبحث عن أخطاء الغير لنعيبهم عليها، وأن في السخرية من الغير معصية لأمر الله، وطاعة للشيطان. مصداقا لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن).
وأن من الحكمة قول الخير، والتواصي بالحق، فذلك من الإيمان. وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت).