وهو عند البيهقي عن الشعبي قال خطب عمر<صفحة 316> الناس فحمد الله وأثنى عليه، وقال ألا لا تغالوا في صداق النساء فإنه لا يبلغني عن أحد ساق أكثر من شيء ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سيق إليه إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال، ثم نزل، فعرضت له امرأة من قريش، فقالت يا أمير المؤمنين أكتاب الله أحق أن يتبع أو قولك؟ قال بل كتاب الله، قالت نهيت الناس آنفا أن لا يتغالوا في صداق النساء، والله يقول {وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا} فقال عمر: كل أحد أفقه من عمر مرتين أو ثلاثا، ثم رجع إلى المنبر، فقال للناس إني كنت نهيتكم أن لا تغالوا في صداق النساء، ألا فليفعل رجل في ماله ما بدا له،
وأخرجه عبد الرزاق عن أبى الجعفاء السُلَمِي خطبنا عمر فذكر نحوه، وفيه فقال إن امرأة خاصمت عمر فَخَصَمَتْهُ، وأخرجه ابن المنذر من طريقه بزيادة قنطارا من ذهب، قالوو كذا في قراءة ابن مسعود،
ورواه الزبير ابن بكار عن عمه مصعب بن عبد الله عن أبيه قال قال عمر لا تزيدوا في مهور النساء، فمن زاد ألقيت الزيادة في بيت المال، وذكر نحوه، وفيه فقال عمر: امرأة أصابت، ورجل أخطأ.
حرف الهمزة مع الياء التحتية
845 - أيما امرأة أدخلتْ على قومٍ من ليس منهم فليستْ من الله في شيء، ولن يُدَخلها الله جنتَه، وأيما رجل جحدَ ولدَه وهو ينظر إليه احتجب الله عنهُ وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين.
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رفعه، وصححه ابن حبان.
846 - أيُكْفَرُ بي وأنا خالقُ العِنَبِ.
هكذا اشتهر على الألسنة أنه حديث قدسي، ولم أدر من ذكره. <صفحة 317>
847 - الإيناسُ ثم الإمساس.
ليس بحديث، وإنما هو من أمثال العرب، لكن بلفظ الإيناس قبل الإبساس - بالباء الموحدة، فقد قال ابن عساكر في تاريخه في الجزء الأول في باب تبشير المصطفى عليه السلام بافتتاح الشام في حديث ثم يجيء قوم يبسون بأهل المدينة، فقال يقال بَسَّ وأَبسَّ بمعنى، يقال أبْسَسْتُ بالناقة دعوتها للحلب،
قال وفي مثل العرب لا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقة، وقال في مثل آخر الإيناس قبل الإبساس انتهى فاعرفه.
848 - أيُّ شيءٍ يَخْفى؟ قال: ما لا يكون.
قال في المقاصد إن شيخه لا يعرف له أصلا، ثم قال نحوه حديث من أخفى سريرة صالحة أو سيئة ألبسه الله منها رداء بين الناس يعرف به، فلو دخل المؤمن كوَّة في حائطٍ وعمل عملا أصبح الناس يتحدثون به،
وروينا عن يحيى بن معاذ الرازي أنه قال: من لم يخف الله في السرّ هتك ستره في العلانية، وأنشد:
إذا المرء أخفى الخير مكتتما له ("له" غير موجودة في الأصل فزدناها لإقامة الوزن) * فلا بد أن الخير يوما سيظهر
ويكسى رداء بالذي هو عامل * كما يلبس الثوب التقي المشهر
قال وقد كتبت فيه جزءا انتهى، وفي معناه ما اشتهر وهو من أسر سريرة ألبسه الله رداءها، وما أحسن ما قيل:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة * وإن خالها تخفى على الناس تعلم
849 - أيما عبد تزوج بغير إذن مواليه أو أهله فهو عاهر.
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن حبان وصححه أيضا.
850 - الأئمة من قريش.
أخرجه أحمد والنسائي والضياء عن أنس، وزاد ولهم عليكم حق، ولكم <صفحة 318> مثل ذلك ما إن استرحموا رحموا، وإن استحكموا عدلوا، وإن عاهدوا وفوا، فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل (الصرف التوبة وقيل النافلة، والعدل الفدية وقيل الفريضة انتهى) ،
ورواه الحاكم والبيهقي عن علي وزاد أبرارُها أمراء أبرارِها وفجارُها أمراء فجارِها، وإن أمرت عليكم قريش عبدا حبشيا مجدَّعاً فاسمعوا له وأطيعوا ما لم يُخَيَّر أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه، فإن خُيّرَ بين إسلامه وضرب عنقه فليقدم عنقه.
851 - إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
رواه أبو داود عن أبي هريرة رفعه.