1144 - الحسن مرحوم.
قال في المقاصد ذكره الفاكهاني في كتاب مكة أنه من كلام أبي حازم التابعي انتهى،
وأقول الحسن بضم الحاء وسكون السين المهملتين مصدرا، قال ابن الغرس في منظومته:
أي صاحب الحسن إذا تنظره * ترحمه طبعا إذا تنصره
والسر فيه مضمر يدريه * رب الحجا ذوقا ولا يرويه
1145 - الحسود لا يسود.
من كلام بعض السلف كما في رسالة القشيري، ويحكى عن ذي النون، قال في المقاصد ومعناه صحيح،
ففي المرفوع الذي رواه أبو داود الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وإنه يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل، وأنه أحد خصال ثلاث أصل لكل خطيئة، وقال الأحنف بن قيس لا راحة لحسود،
وروى البيهقي في الشعب عن خليل بن أحمد ما رأيت من ظالم أشبه بمظلوم من حاسد: نفس دائم، وعقل هائم، وحزن لائم،
وقال بعضهم الحاسد جاحد، لأنه لا يرضى بقضاء الواحد،
وفي بعض الكتب الإلهية الحاسد عدو نعمتي، وما أحسن ما قيل:
ألا قل لمن كان لي حاسدا * أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في فعله * لأنك لم ترض لي ما وهب
وفي الحقيقة الحسود إنما يضر نفسه، بل ربما كان سببا لاشتهار المحسود كما قيل:
وإذا أراد الله نشر فضيلة * طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت * ما كان يعرف طيب عرف العود
وقد أفرد ذم الحسد بالتأليف، وفي الرسالة القشيرية وإحياء الغزالي ما يكفي ويشفي.
1146 - حسن العهد من الإيمان.
رواه الحاكم والديلمي عن عائشة بلفظ جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال لها من أنت؟ فقالت أنا جثامة المزنية، قال أنت حسانة - قوله "جَثـّامة" بفتح الجيم وتشديد المثلثة، وقوله "حَسّانة" بفتح الحاء وتشديد السين المهملتين - كيف أنتم كيف حالكم كيف كنتم بعدنا؟ قالت بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فلما خرجت قلت يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال! قال إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان.
وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين، وليس له علة،
ورواه ابن عبد البر عن أبي عاصم وسمى المرأة الحولاء، فيحتمل أن يكون وصفا أو لقبا، ويحتمل التعدد على بعد لاتحاد الطريق،