وسبقه إلى ذلك الإمام أحمد على ما نقله عن ابن الجوزي في العلل المتناهية إذا قال لا يثبت عندنا في هذا الباب شيء وكذا قال إسحاق بن راهويه وأبو علي النيسابوري.
ومثل به ابن الصلاح للمشهور الذي ليس بصحيح. وتبع في ذلك الحاكم لكن قال العراقي قد صحح بعض الأئمة بعض طرقه كما بينته في تخريج الإحياء.
وقال المزي إن طرقه تبلغ رتبة الحسن. كذا في المقاصد.
لكن قال الحافظ ابن حجر في اللآلئ بعد أن ذكر روايته عن علي وابن مسعود وأنس وابن عمر وابن عباس وجابر وأبي سعيد من طرق فيها مقال،
ورواه ابن ماجه في سننه عن أنس مرفوعا بلفظ طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجواهر واللؤلؤ والذهب، وهو حسن.
وقال المزي روي من طرق تبلغ رتبة الحسن، وأخرجه ابن الجوزي في منهاج القاصدين من جهة أبي بكر بن داود، وقال ليس في حديث طلب العلم فريضة أصح من هذا"، انتهى. [أي كلام ابن حجر]ـ
ومعنى الحديث كما قال البيهقي في المدخل: العلم العام الذي لا يسع البالغ العاقل جهله أو علم ما يطرأ له خاصة، أو المراد أنه فريضة على كل مسلم حتى يقوم به من فيه الكفاية، ثم أخرج عن ابن المبارك أنه سئل عن تفسيره فقال ليس هو الذي يظنون إنما طلب العلم فريضة أن يقع الرجل في شيء من أمر دينه، فيسأل عنه حتى يعلمه، ثم قال في المقاصد وقد ألحق بعض المحققين: ومسلمة بعد قوله مسلم، وليس لها ذكر في شيء من طرقه وإن كانت صحيحة المعنى،
ونقل في الدرر عن المزي أنه قال هذا الحديث روي من طرق تبلغ رتبة الحسن وأطال الكلام على ذلك، ثم قال وقد بينت مخارجها في الأحاديث المتواترة.
1666 - الطنطنة.
قال النجم رواه ابن المبارك ومن طريقه أحمد في الزهد عن عبيد بن أم كلاب أنه سمع عمر وهو يخطب الناس وهو يقول لا يعجبنكم من الرجل طنطنته ولكن من أدى الأمانة وكف عن أعراض الناس فهو الرجل.
1667 - طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وذل نفسه في غير مسكنة، وأنفق من مال جمعه في غير معصية، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم أهل الذل والمسكنة، طوبى لمن ذل نفسه، وطاب كسبه، وحسنت سريرته، وكرمت علانيته، وعزل عن الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله.
رواه البخاري في التاريخ والبغوي وابن قانع وغيرهم، ورمز السيوطي لحسنه، واعترضه المناوي فقال: وليس بحسن كما قال الذهبي، وقال في الإصابة حديث سنده ضعيف. (تتمة) : قال الغزالي تمسك به الفقهاء، فقلما ينفك أحدهم عن التكبر ويتعلل بأنه ينبغي صيانة العلم، وأن المؤمن منهي عن إذلال نفسه، فيعبر عن التواضع الذي أثنى عليه الله بالذل، وعن التكبر الممقوت المنهي عنه بغيرة الدين تحريفا للاسم وإضلالا للخلق.