أحاديث موضوعة]
ومنها الأحاديث التي تروى في التختم بالعقيق لم يثبت منها شيء. ومنها الأحاديث الموضوعة في فضيلة السرج والقناديل والحصر في المسجد، بل لم يثبت منها شيء بل كانت الصحابة رضي الله عنهم يتكلمون ويبيعون ويشترون في بعض الأحايين في المسجد وينامون فيه، لكن مع الأدب التام، وكذا يتكلمون في المقابر وخلف الجنائز. ومنها قولهم عليكم بحسن الخط فإنه مفاتيح الرزق.
ومن الأحاديث الموضوعة الأحاديث المنقولة في بعض التفاسير أن ستة عشر حيوانا مسخوا كالقرد والدب والضب والضبع والسلحفاة والخنزير وغير ذلك لم يثبت منها شيء غير ما ذكر الله تعالى في كتابه العزيز القردة والخنازير وأهلكها الله تعالى بعد ثلاثة أيام ولم يبق لها نسل.
ومن الأحاديث الموضوعة الأربعون الودعانية، قال القاري في موضوعاته قال الجلال السيوطي في الذيل: إن الأحاديث الودعانية لا يصح فيها حديث مرفوع على هذا النسق بهذه الأسانيد، وإنما يصح منها ألفاظ يسيرة وإن كان كلا منها حسنا وموعظة فليس كل ما هو حق حديثا بل عكسه، وهي مسروقة سرقها ابن ودعان من واضعها زيد بن رفاعة، ويقال إنه الذي وضع رسائل إخوان الصفا وكان من أجهل خلق الله تعالى في الحديث وأقلهم حياءا وأجرأهم على الكذب، قال الصغانب أول هذه الودعانية كان: الموت فيها على غيرنا كتب. قال القاري وقد ذكرناه مع غيره من موضوعات الشبان، وآخرها: ما من بيت إلا وملك الموت يقف على بابه خمس مرات فإذا وجد الإنسان قد فسد أكله وانقطع أجله ألقى عليه غم الموت فغشيته كربته وغمرته سكرته. ثم قال الصغاني وفيها كتاب فضل العلماء للمحدث شرف البلخي، وأوله: من تعلم مسألة من الفقه فله كذا.
انتهى ما في الموضوعات للقاري، وأقول لم أر ما نقله عن ذيل الجامع للسيوطي، وقال القاري أيضا: قال السيوطي في اللآلئ وكذا وصايا علي التي وضعها عبد الله بن زياد بن سمعان أو شيخه.
ومن الأحاديث الموضوعة بإسناد واحد أحاديث الشيخ المعروف بابن أبي الدنيا، وهو الذي يزعمون أنه أدرك عليا وعاش زمنا طويلا وأخذ بركابه فركب وأصابه ركابه فشجه فقال: مد الله تعالى في عمرك.
ومنها كتاب يدعى بمسند أنس البصري مقدار ثلاثمائة حديث يرويه سمعان ابن مهدي عن أنس، وأوله: أمتي في سائر الأمم كالقمر في النجوم.