[align=center]التوبة الصادقة
كثيراً من الناس لا يفهمون معنى التوبه الحقيقى بل إنهم يظنون أنهم إذا فعلوا الذنب ثم قالوا بألسنتهم "أستغفر الله العظيم ، تبت إلى الله" ظنوا أن هذه هى التوبه فقط ، وهذا من الخطأ الذى يندى له الجبين ، فالواجب على كل مسلم أن يعرف معنى التوبه الحقيقى وشروطها……
تعنى التوبه
تعنى الرجوع إلى الله عز وجل ، بالطريقه التى رسمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما هى شروط التوبه
أولا : الأقلاع عن الذنب مهما كانت النتائج .
ثانيًا: الندم على ما حدث وما كان من ذنوب ومعاصى .
ثالثاً : الإصرار على عدم العودة لهذا الذنب مرة أخرى .
وهذا لن يحدث إلا إذا تدرب القلب على الخشية من الله عز وجل ، ولكم مثال وعبرة فى قصة المرأة الغامديه التى فعلت كبيرة من الكبائر ثم تابت : لقد زنت تلك المرأة وحملت من الزنا ، ثم ذهبت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كى يطهرها من الذنب ويقيم عليها الحد وهى تعلم جيدا أن عقابها الرجم حتى الموت لأنها محصنه ،فقال لها الرسول (صلى الله عليه وسلم): أذهبى حتى تضعى ما فى بطنك ، ومرت الأيام وجاءت إليه بالوليد ليقيم عليها الحد ،فقال لها رسولنا الكريم : أذهبى به حتى تتمى رضاعته ، وعندما أتمت للطفل رضاعته جاءت به وفى يدة كسرة خبز وقالت يا رسول الله طهرنى من الذنب لقد تبت إلى رب العالمين ، فأمر عمر بن الخطاب أن يقيم عليها الحد وقال له :يا عمر لو أن مغفرة الله لهذة المرأة وزعت على أهل الأرض لشملتهم جميعا. فأنظر إلى توبه هذه المرأة التى أصرت أن تلقى ربها بلا أثم أو ذنب بالرغم من أن الثمن كان حياتها.
وإذا نظرنا إلى حقيقه التوبة :
نجد أنها تقوم على تعظيم أمر الله عز وجل وتعظيم شعائرة والتصديق بالجزاء .
وللتوبه علامات :
وهى أن يصير الأنسان أفضل مما كان وأن يثبت ويستقيم على أمر الله عز وجل ، ولن يحدث هذا إلا إذا أحب العبد ربه حباً حقيقياً صادقاً وإتبع سنه رسوله (صلى الله عليه وسلم) ، كما قال الله عز وجل " قل لو كنتم تحبون الله فأتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " (أل عمران 21)
أما بالنسبه للتوبه من المظالم :
فلابد من إتيان شروط التوبه الثلاثه مع رد المظالم إلى أصحابها، لأن الذنب أو المظلمه فيه إنتهاك لنفس العبد الذى أظلم ،و إنتهاك لحد من حدود الله ، ويقول الله تعالى "إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم " (البقرة 160)
من يظن أن الذنوب أثقلت عاتقه :
ومن الناس من يظن أن الذنوب أثقلت عاتقه وأن الله لن يغفر له ، لأنه فعل الكبائر ، ربما يكون قتل أو زنا أو ظلم أو حتى أشرك بالله ، ولكننا نبشرة بأن الله يقبل التوبه من القلب الصادق الخاشع.
بسم الله الرحمن الرحيم
آيه قرآنيه ،
والذين لا يدعون مع الله إلها أخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ** يضاعف له العذاب يوم القيامه ويخلد فيها مهانا ** إلا من تاب وءامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً (سوره الفرقان 68 :70 )
فيا من كثرت عليه الذنوب لا تيأس من رحمه الله عز وجل إذ يقول
آيه قرآنيه ،،
"قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعاًأنه هو الغفور الرحيم ** وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ** وأتبعوا أحسن ما أنزل أليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ** إن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت فى جنب الله وإن كنت لمن الخاسرين"( الزمر53 : 56)
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن الله يقبل التوبه من عبده مالم يغرغر" وقال (صلى الله عليه وسلم) " أن الله يقبل التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها "
فهيا أختى المسلمة نسرع إلى الله عز وجل ونتوب إليه وهو القائل آيه "
ففروا إلى الله أنى لكم منه نذير مبين " (سوره الذاريات 50)
ولذلك ندعوا الله عز وجل أن يرزقنا التوبه النصوحه الخالصه النابعه من القلب لله رب العالمين .
يوم لا ينفع مالاً ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم (سوره الشعراء
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته[/align]