الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و له و سلم ... أما بعدُ ...
يحكى ذات أن رجلاً يُقالُ له أبا حِسل ؟ أما أبو حِسلٍ هذا فرجلٌ لا يُغضبُ أحداً قط , و لا يحلُ مشكلةً قط , أبو حِسل هذا هو الضب ..
فقد حكوا أن أرنباً كان بيدها ثمرةُ فاكهة و همت أن تأكلها فخطفها الديكُ فأكلها .
فقالت لا بُد أن نختصم إلى حكم فأختارت الضب و هذا من سوء حظها أن جعلت الضب حكم
وكذلك كثير من الناس إذا وُكل إلى اختياره اختار الأسوأ فقد ورد في حديث ضعيف
(مثلُ الذي يسمعُ الكلمةَ فيأخذُ بشرها كمثلِ , كمثلِ رجلٍ أتى راعي غنم , قال يا راعيّ الغنم أعطني شاةً ناوية , فقال له : دونك الغنم فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم )
فلو وكل الأختيار للراعي لأختار له شيء مناسب
المهم لنكمل ذهبت الأرنب و الديك إلى جُحر الضب فنادت الأرنب: يا أبا حِسل يا أبا حِسل
فقال : سميعاً دعوتما
فقالت: جئتُ أنا و هذا نختصمُ إليك
قال : في بيته يؤتى الحكم
قالت : كان بيدي ثمرة
فقال لها : حلوةٌ فكليها
قالت : فخطفها هذا مني فأكلها
قال : ما يبغي إلا الخير
قالت : فلطمته
قال : بحقكِ أخذتي
قالت : فلطمني
قال : حرٌ انتصر
قالت : فأقضي بيننا
قال : قد قضيت
23:::23:::23:::23:::
العبرة من هذه القصة أننا يجب أننا كلنا قضاة و يجب أن نعدل و أن استفدت من هذه العبرة أن أبو حِسل ٍ هذا سمع فهذا شيٌ إيجابي أما إنه لم يقضي بحق و هذا شيءٌ سلبي .
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: "القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة: رجلٌ عَلِمَ الحق وقضى به فهو في الجنة، ورجل علم الحق وقضى بخلافه فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار ... نسأل الله السلامة ...