أغاني وأيـــام
الذكريــات هي عناصر حياة ســالفــة كثيرآ ما تستأذننا الذكريات على نحو غير مقصود ، بل كثيرآ ما تفاجئنى لسبب مــا ، أو بمصادفة مـا . وممكن أن تكون المصادفة أشبه بالنعمة التي تهبط على المرء من السماء ،
فتجعله ينتشي بما يستعيده من صور جميلة ســابقة ،
تضفي عليه جديدآ من وعيه لها ، ووعيه الذي يتطور تبعآ لما يستجد له من رؤى وتجارب . والأغاني بالنسبة للأشخاص الذي يستمتعون بالغناء ويداومون على سماعها أو سماع ما يفضلونه منها . يمكن أن تشكل سبيلآ من أجمل السبل لإستعادة الذكريات ، وممكن أن تشكل له شريط أيام مميزة ، يرمز كل واحد منها إلى مرحلة من تلك المراحل العمرية ، ويعبر عنها ويعبق بنكهتها . أن علاقة الحب بيننا وبين أغانينا المفضلة كثيرآ ما تتجاوز البعد الذوقي أو البعد الجمالي المتعلق بفن الغناء ، فمن خلال الأغنية تستعيد علاقتك بمكان معين أو حادثة معينة أو بشخص معين أو بمناسبة معينة ،
وهذه الإستعادة هي إثـارة العواطف الكامنة التي يصعب على
أي شيىء سوى الأغاني أن تقوم بها . فهناك أغاني توهجت حيال الحب ومعانيه وهي من النوع الرومانسي ألتي يستعيد سماعها بكل تفاصيلها ، لأنها تجعلنا نستعيد ذاكرة تساند ذاكرتنا أو تنشطها من حين إلى حين ، فشريط الأغاني التي نحبها ونفضلها هو شريط أيامنا التي تتوهج بنا وبتجاربنا التي نريد لها أن تظل حية متجددة .
مع خالص تحياتي لكم
نجيب ايوب