الفلاش
 
 
رسمنا الإبداع بجهودنا فتميزنا بـ / إسلوبنا فعندما وصلنا للقمه : تركنا بصمتنا ورحلنا - إدارة لك عيوني

 

صفحة جديدة 2
 
العودة   منتديات لك عيوني > الاقسام الثقافيه والادبيه و الشعريه > قصص - روايات - قصص رومنسيه - حكايات - قصص حزينه
اسم العضو
كلمة المرور
التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم
قصص - روايات - قصص رومنسيه - حكايات - قصص حزينه قصص حزينه ، قصص حب ، قصص زواج ، قصص معبره ، قصص خياليه ، قصص حقيقيه ، قصة حب ، قصه رومنسيه
 

~~اكبر مجموعة قصص ~~

قصص - روايات - قصص رومنسيه - حكايات - قصص حزينه


رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
قديم 05-01-2008, 05:32 PM   رقم المشاركة : 501
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

ورأس أمك .. ورأس أبيك

يــــــــوم الخميــــــس هو اليوم المخصص للعائله .. وبمـــا أن أبـــى حفظه الله اكبر فـــرد في العائلة ... فجميع أقاربنا يتجمعون في هذا اليوم لدينــــا .. من الصبــــاح الباكر حتى منتصـــف الليـــــــل ..
نقضيــــه عــــادة فــــي البيـــــت .. لكــــن أحيانا يكون الجـــــو جميــــل جــــدا فنتفــــق للذهــــاب فــــي رحلـــه بحريــــــه او بريــــــه .. على حسب رأي الاغلبيــــه .

جو عائلــــي رائع بيــــن ود وضحــــك .. وبيــــن قصص يحكيها لنا كبــــــار الســــن عــــن الماضــــي الجميــــل .. وبيــــن طمـــــوح وأحـــــلام مستقبليــــة نحكيــــها نحــــن الشبــــاب لهـــــم ... يتخلـــل كــــل هــــذا ضحكـــــات الأطفــــال المفعمـــــة بالنشــــاط والحيويــــة وهــــي تجــــري حولنــــا هنــــا وهنـــــاك .

اشعــــر بأنــــه لهــــذا مذاق اخـــــر .. يعجبنــــي كثيــــرا ويستهوينـــــي .. فتجدونـــــي انتظــــر هــــذا اليوم مــــن كــــل اسبــــوع بفــــارغ الصبــــر .. ولمــــا لا ونحــــن فــــي هــــذا اليــــوم نصــــل الأرحــــام .. وننعــــم بدفــــيء المشاعــــر الاسريــــه .. ( وأولو الارحام بعضهم اولى ببعض )

ما أجملهــــا مــــن سعــــادة فــــي الدنيــــا بهــــذا الوصل الرائـــــــع .. ومـــــا اجملـــــه من جـــــزاء وثــــواب في الآخـــرةر ينعم بــــه كل من وصـــل الارحـــــام .

فــــي العادة بهذا اليـــــوم يـــــــوم الخميــــــس وبعد صلاة العصر .. ننقسم إلى أقسام فالرجــــــال والشبــــــاب لهم مجلسهم الخاص .. وللنســـــــاء مجلسهن الخاص .. وأيضا الفتيــــــات لهن مجلسهن وحديثهن الخاص .. وأيضا أطفالنــــــا حبايب قلوبنا لهم مكانهم الخاص .. وان كانـــــوا هم الوحيدين الغير منضبطيـــن .. فتجدهـــــم بيــــن الحيـــن والأخــــــر يتسللــــون إلـــى المجالـــس الأخــــرى .. وهـــــذه هــــي عادة الأطفــــــال .

دعونـــــي الآن احكــــي لكــــم مــــاذا حــــدث معـــي في الخميــــــس الماضــــــي .. :


كنـــــت اجلــــس كعادتــــي مــــع الفتيـــــات في المجلــــس الخاص بنـــــا .. وحديثنــــــا يغلــــب عليه الجــــو الدراســــي بمـــــا إننــــا في فتـــــره امتحانـــــــات .. وبين فتــــاه مبتهجـــــة بما قدمت في فتره الامتحانات .. وبيــن أخرى متخوفــــــة من نتيجــــة امتحانها .. وبيــــن غير مباليــــة وكأنهــــا سيبـــويه ...

ونحن من حديث الي اخر ... واذ بأذني تلتقطت هذا الحديث .. الذي يدور بين طفلين.. يعقــــــوب وهو ابن عمي وعمره تسع سنوات وسلـــــطان وهو ابن عمتي وعمره خمس سنوات .. كانوا بالقرب مني .. وكان يعقــــــوب يتحدث لسلـــــطان .. وهو يقول له " إحلــــــف " فحلف سلـــــطان والله العظيم .. فرد عليه "لالالا احلــــــف ورأس أمك وأبوك " فحلف سلـــــطان ورأس أمي وأبوي !!

أنا لا اعرف ما هو موضوع نقاشهم او عن ماذا يتحدثون ؟؟ .. لكني جملتهم هذه استوقفتني كثيرا .. لماذا لم يكتفي يعقــــــوب بالحلفان باسم الله .. ولماذا طلب منه الحلف بغير الله .. ؟؟

ولما عندما سمع حلفان سلـــــطان براس أبويه وكأنه أطمئنه لهذا الحلف .. أيعقل انه قد فضل الحلفان براس الأب والام على الحلفان بالله!!!

تكون هذه مصيبــــــــة ان كان يعتقد ذلك نعم مصيبـــــة .. وهل يعلم بأنه بطريقته هذه قد أشــــــرك بــــالله .. والعياذ بالله من الشرك .. هل يعلم ؟؟؟

أحاديث آخذت تتجول في خاطري عندما هزت يدي سلمــــــــي وهي تقول : " مشاغبــــة مـــــا رأيـــــك موافقــــة .. ؟؟ "

نظـــــرت إليهـــــا والي بقية الفتيــــات ووجدتهــــن وكأنهـــن ينتظرن إجابتي .. وأنــــــــا لا علم لي بما تقصد سلمـــي بهذا الســـؤال ..!! .. لكني كي لا اتهم بالشرود أشرت لها بالموافقه ..

وبعدهــــــا استأذنتهـــم كي أحضـــــر الفواكـــــه والعصيـــــر .. ولم يكن استئذانـــــي الا كــــي استوعـــــب مـــــا حـــــدث .. ذهبــــت إلى المطبـــــخ وفكــــري مشـــــوش .. بيــــن حديـــــث يعقــــــوب ومــــا يجــــب عليــــه فعلـــه معــــه .. وبيـــــن ســـــؤال سلمــــــــي ومــــــاذا كانــــــت تقصــــد !!؟؟

وعند انتهائي من إعداد الأطباق .. خرجـــــت فوجـــــدت وكأنــــه الجميع يتجهز للخـــروج .. فتعجبت جدا .. فالوقت مبكر جدا فالمغرب إلى الآن لم يأذن ..

" الـــــــــي أيــــــــــن ..؟؟ " سألتهــــم بتعجـــــب وإذ بهــــم ينظــــرون لـــي .. فتعجبـــت مــن نظرتهـــم لي هكـــذا .. ولم أتلقى أجابه .. فعـــدت للســـؤال مــره أخـــرى .. وإذا بسلمــــــــي تحدثنــــي باستنكار " ما بالك هي دقائق قضيتيها بالمطبخ لتأتيني وأنتي ناسيـــه "... هنا شعرت باني وقعـــت فــــي شــــر أعمالـــي .. فابتسمــــت لهــــا وكأنــــي اعتـــــرف لهــــا بنسيانــــي .. فالنسيـــــان هــــو الحل الأمثـــــل لـــــي ... وبرأيي أهون مـــن الشـــــرود..
وبعـــــد يأســـها مــــن محاولــــة التذكــــر التــــي اصطنعتـــــها ... أكملت حديثهــــــا وهـــــي متعجبـــــة من نسيانـــــي السريـــــع " ألـــــم نتفــــــق بـــأن نقــــوم برحلـــــه شـــواء على شاطــــئ البحر .. وأنتــــي وافقتــــــي "

)) أنــــــا وافقت .. !! )) .. قلتهــــا فــــي نفســــي .. فأنـــــا لم أتجرأ على قولها علنــــــا .. لكــــن متـــى قلتهــــا ؟؟ .... اااه تذكــــرت قبـــل أن اذهـــب إلى المطبـــــخ مباشــــرة .. إذن كان سؤال سلمــــــــي عن الرحلـــة .

أخذنـــــا نعــــد العــــــدة للذهــــــاب جميعنــــا لهذه الرحلــــة .. فكان الجميع متشوق ... وخاصة انــــــه الجو جميل ورائع .. والأطفال مبتهجين بهذا ..

إلا أنا كـــــان فكــــــري مشغــــــول بيعقــــــوب وكيفيه محادثته .. لكن كيـــــــف ..؟؟ فهم مشغوليــــن بالتفكير بالذهاب إلى البحر والسباحة ..

وصعب علي أن أتحدث معـــــه بشكــــل مباشــــر .. عمــــا حــــدث بينـــــه وبيـــــن سلطــــــان .. وكأني استرقــــت السمــــع وهـــــم يتحدثــــون .. وهنـــا سيتعلم منــــي تصــــرف غيــــر جيـــــد .. أو ربما يستنكر فعلتـــي .. لـــــذا علينـــــا أن نكـــــون دقيقيــــن فـــــي تصرفنــــا مــــع الأطفــــال .. فلربمــــا يصدر منــــا تصــــرف بشكل عفــــوي يعلــــم أبنائنـــــا صفــــات غيــــر جيـــــده .

وعنـــــد وصولنــــا تكفلــــت أمـــــي مــــع عماتــــي وخالاتــــــي بعملية بالشـــــواء .. وكان علينـــــا نحن الفتيـــــات مهمة عمل السلطــــــات .. أما الرجــــــال .. فلم يكن عليهم ســــــوى انتـــــــظار الوجبــــــة تأتيهـــــم على الأطبــاق ..فـــــي هذه اللحظة حسدتهم على الرفاهيـــــة التي ينعمون بها ..... أما الأطفـــــــــال .. فكانــــــوا في قمة سعادتهم وانبساطهم .. فمنهم من يسبــــــح ومنهم من يلعب على الشاطئ .. أما أنـــــــا فكنت بين السلــــطات وبين التفكير ..

فكرت ان أأجل حديثي مع يعقــــــوب ليوم آخــــــر .. لكــن تراجعـــت عن فكرتـــي فأنــــا اعـــرف نفســــي جيـــدا لن اصبر أبــــــــدا .. وعلـــي أن انهـــي هـــذا الموضــــوع الآن .. فذلك الخــــطأ لا يصــــبر عليه أبـــدا .. وعلينــــا معالجتـــه فـــي نفــــس الوقـــت ... فليس اكبـــر من إن يشرك بالله .. وليس بمسألـــة يستهان بها بـأن أرى هــــؤلاء البـــراعــــم يتعلمون على الشرك منــــذ الصغــــر على مسمــــع ومرآه منا نحن الكبــــــــار.

بعــــد الانتهـــــاء من وجبــــة العشاء ... جلسنا على حسب التقاسيم المعروفة .. أما الأطفـــــال فقد أنهكهم السباحة ففضلوا الجلوس على الشاطئ لبنــــاء البيــــوت الرمليـــة .. اقتربت منهم .. وأخذت العب معهم في بناء بيت رملي .. وأخذنا نتنافس فيما بيننا .. فأنا اهوي الجلوس مع الأطفال .. فمعهم أشعر بنقـــــــاء وبرائــــه وصـــــدق وعفويـــــة .. قد نفتقدها في عالم الكبار .. بالإضافــــة أن عالمـــي المفضـــل الذي ألجئ إليه كلما سئمت مما أراه من عالمنا الكبير هو عالــــم الطفولــــة ..

وبعد الانتهاء من المنافسة .. اقترحــــت عليهم بان أحكــــــي لهم قصـــــــه فأنا اعلم جيــدا حبهــــــم لسماع القصــــــص والحكايــــــــات ... فرايتهم رموا ما في أيديهم من لعــــــــب .. وجلسوا أمامــــــــي مشكلين نصف دائرة وأنا محــــــــور الوســــــط .. ينـــــــــظرون لـــــي
فكانـــــــت تلك فرصتـــــــي .. لكي اوصــــل رسالتـــــي ليعقــــــوب وأيـــــضا كي اعلـــــم هؤلاء الأطفـــال بأمــــر قـــد يجهلونه كمــــا جهلـــه يعقــــــوب ...

أخـــــــذت ابحــــث عن قصــــــــه في ذاكرتـــــي لتوصلنـــــــي لغايتــــي لكن لم أجــــــــــد .. فتركـــــت ذاكرتــــــي وأنــــــا خائبـــة الرجـــــــاء منهــــــا .... وذهبــــت لخيالـــــي الواســــع كـــــي ينجدنـــــي بقصــــه لهــــا مضمـــــون وهــــدف أصــــل بهـــــذه العقــــــول الصغيــــــرة إلـــــى بـــــر الأمــــان ... ولله الحمــــد لــــم تخيـــب ضنـــي مخيلتي .

فبــــدأت قصتــــــــي بــــــ :" كان ياما كان في قديم العصر والأوان .. عائله صغيره تتكون من أب وأم وثلاث أبناء .. كانت أسمائهم احمد وكان عمره 12 سنه وصالح وعمره 10 سنوات وعايشه وعمرها 13 سنوات ..

كـــــان الأطفال يعشقون والدهم ووالدتهم كثيرا .. فكان احمد وصالح دائما يساعدان أبيهم في الحقل أما عايشه كانت تساعد أمها في إعداد الطعام .. حتى إذا أتى وقت الطعام أعطت الام عائشة الطعام لتذهب به لأبيها وأخوتيها .. ليجلسوا جميعا ياكلوا تحت ضل إحدى الأشجار .. وبعد الانتهاء .. يقوم الأبناء باللعب مع بعضهم البعض .. وينظر إليهم والدهم بفرح وحب .

كان والدهم ووالدتهم يحرصان أن يربيان أبنائهم التربية الحسنه .. فاهتموا بتعليمهم الصلاة والصيام .. الزكاة .. والأخلاق الحميدة .. فكان احمد وصالح وعايشه نعمة الأبناء البارين .. ففي الصيف كان احمد وصالح وعايشه .. يجتهدون في دراستهم .. وكانوا من المتفوقين في المدرسة .. أما في العطلة .. فكانوا يحرصون على حفظ القران والأحاديث النبوية بالإضافة إلى مساعدة والدهم..
ذات يوم كان احمد وصالح يجلسان في الحقل يتحدثان ويضحكان سويا وكان أبيهم يجلس بالقرب منهم ... وكانت عائشة تقطف الأزهار .. وإذ بها تسمع صوت أبيها عاليا .. إنصدمت عائشة ماذا حدث ؟؟ ...

فركضت إليهم فوجدت أبيها غاضب جدا على احمد وصالح .. وبعدها تركهم الأب وذهب إلى البيت سألة عائشة احمد وصالح " ماذا فعلتوا كي يغضب أبى منكم ..؟؟" لكن لم يجيبوها أبدا كان الصمت هو السائد بينهم .. فطلبت منهم إن يذهبوا الآن إلى البيت .. ولحقت بهم عائشة بعد أن حملت عدة ابيها ..

 

 


التوقيع

آلــــــف مـــبـــروكـ يـــآآآآكـــبـــيـــر آســـيـــآْ ع لــقــب لآعــب آلــقــرن فــي آآســيــآء

 

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2008, 05:33 PM   رقم المشاركة : 502
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

بعد وصولها للبيت دخلت على أبيها في غرفته لتسأله " ما بالك يا أبى العزيز لما أنت غاضب من احمد وصالح ماذا فعلا ..؟؟"
فأجابها الأب " ابنتي لقد حرصت على أن أسقيكم الإسلام منذ الصغر .. علمتكم القران والأحاديث النبوية .. أحببتكم في الجهاد في سبيل الله .. ولله الحمد اصبحتوا بفضل من الله نعم الأبناء .. أبناء افتخر بهم .. فيكفيني عندما اذهب لأي مكان ان اسمع كلمات المدح بكم .. فوالله لأني ارفع يدي لله واحمده كل يوم على انه ارزقني الله بكم أبناء صالحين .. " فسألته عائشة .." وهل صدر منا يا آبي ما يكدر صفوك .. أو يجعلك تشعر بالقلق على ديننا ..؟؟ فصمت الأب

وكان في هذا الوقت احمد وصالح يستمعان لما يدور بين عائشة وأبيها ..فصوتما كان يصل إليهم .

وانا احكي القصه كانت عينيه .. تنتقل من وجه الي الاخر .... لارى مدى تفاعلهم معي .. وكم كان يعقــــــوب مع بقية الاطفال مشدودين ومتشوقين ..

فأحببت أن أشارك الأطفال في التفكير معي .. فسألتهم هل هناك أحد منكم يستطيع أن يقول لي ماذا فعل الاثنان "

فكانت إجاباتهم متنوعة فمنهم من قال لي "ربما لم يساعد أبيه " ربما لم ينجح بالمدرسة " ربما كذب عليه " أو ربما لم يصلي " ....... الخ

فقلت لهم لا لا لم تحزروا أبدا ... فسألوني بفضول شديد إذن ماذا فعلاه ...؟؟

فاكلمت لهم ..


كانت عائشة إلى الآن لم تعرف ماذا فعل أخواها .. فعاودت سؤالها .. " آبي العزيز ماذا فعلا لتكون هكذا حزين ؟ فرد عليها لم يفعلوا لي شيئا .. لكنهم أشركوا بالله "

"مـــــــــــاذا وكيف ؟؟؟؟؟ " قالتها بصوت عالي وعصبيه !!

فأجابها الأب .. هل تعرفين يا ابنتي بأنه الشرك نوعان شرك اكبر وهو الذبح لغير الله و النذر لغير الله و الطواف بالقبور .. الخ

والشرك الأصغر وهو الرياء .. تعليق التمائم والحرز .. وتعظيم المخلوق .... والحلف بغير الله

وقد سمعت احمد يحلف براس أبى وامي .. وسمعت صالح يحلف بالكعبة الشريفه على موضوع كان يتجادلان فيه ... وهما يعلمان بانه الحلف بغير الله حرام ولا يجوز لانه شرك بالله .. وتعظيم المخلوق ..

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون أخرجه أبو داود

وقد قال أيضا رسول الله عليه ألف الصلاة والسلام : (( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك. (( ..

انظري يا ابنتي .. كيف وصف الرسول الكريم الحلف بالله .. بأنه الشرك والكفر معا والعياذ بالله .. فهل هذا يعقل .. بأنه بعد كل تربيتي هذه .. يكون وصف أحد أبنائي بمشرك وكافر .. فلا يوفقه الله باي عمل يقوم به في الدنيا .. ويحرم من دخول الجنة ويكون مثواه النار ..

فاخذ الأب يبكي .. وعندما سمعا الابناء حديث ابيهم وخوفهم وبكائه عليهم دخلا مسرعين واحتضنا أبيهم وقبلا رأسه .. واعتذر منه .. فقال لهم " احبائي لو انكم أخطأتما بحقي لكنت قد سامحتكم .. لكنكم أخطأتما بحق الله .. وذلك لا شان لي به .. فاستغفروا واطلبوا العفو والمغفرة منه .. فهو غفور رحيم "

فاستغفر احمد وصالح من ربهما .. وعاهدا نفسيهما بان لن يحلفا أبدا إلا بالله وحده وان يكونا صادقين في حلفهم .

وختمــــــت قصتـــــــــي .. بأنــــه يجــــب علينا يـــــــا أطفــــــال بــــان نحلف بالله فقـــط .. وان نكون صداقين بهذا الحلف ... والحلفان بغير الله حرام .. فالله نبهنا عن ذلك ..

فحــــرام علينا أن نقـــول وراس أمي وابي .. أو والكعبــــة الشريفــــة .. أو الحلفـــــان بأي شـــــــــيء غيـــــــــــــر الله .. وان عصينا الله ... فسيدخلنـــا الله النـــــــــار ..لأننـــــــا كفرنا بــــــه واشركنـــــا .. وأنـــــــــا متأكــــــــدة بأنكــــــــم جميعكــــــــــم .. لــــــن تفعلوا ذلــــك أبـــدا .. فانتــــم جميعكـــم ترغبـــــون أن تدخلـــــوا الجنــــة أليــــس كذلـــك ..؟؟

فأجابنــــي الجميع " نعم اكيــــــــــــــد "

فاكلمــــت إذن إن رغبنـــــا أن نحلـــف سنحلــــف بمـــن؟؟ .. فأجابني الجميع وبصوت واحد " بالله فقط " فاكلمت وان يكون حلفنا ماذا .. ؟؟ فاجابوني " حلفــــــا صداقــــــا " .. فابتسمت لهم وأنـــــا أقــــــــول مــــا شــــاء الله أصبحتـــــــم أذكيــــــاء جـــــــــدا بــــــــل تفوقتـــــوا علــــى احمــــد وصالـــح فــــي الذكــــــاء .

تركتهم وأنا متلهفة بــــان أرى ردت فعل يعقــــــوب ..لكني لم ارغب أن الفت انتباه لـــشيء ..

وفي اليــــوم التالي لم أتمالك نفســـي .. أحسست برغبة شديد في الاتصال ببيت عمـــي .. ومحادثـــــة يعقــــــوب لكني تراجعت .. وقلت بأنه الاتصال لن يفيدني بشي .. فعزمـــت للذهاب إليهـــم ..

وهنــــاك وعنـــدما وصلـــت وبعد انتهـــاء السلامات سألــت عنه .. فاخبروني بأنه في غرفته يذاكر دروسه .. فصعدت إليه .. وعندما دخلت وإذ بيعقــــــوب ينظر لي بدهشـــــة .. وكأنه استغـــرب وجــــودي .. وبعد سؤالي عن دروسه واطمئنانـــي سألته .. "لماذا تنظر لي هكذا باستغراب " .. فقال وعينيه لم تفارق كتابه بأنه كان يفكر بالاتصــال بـــي لكنـــه تــردد جدا .. فابتسمت وشعرت بفرح كبير لحديثـــه هـــذا .. فاقتربت منه وجلســت بجانبه .. وأنا أقول له " خيرا إن شاء الله " فصمت ولم يكمل لي .. فأحسست بأنه لا يستطيـــع الحديــــث أو انه لن يتجـــرا علـــى الحديـــث .. فقلت له "أتذكر يا يعقــــــوب القصه التي قصصتها لكم بالأمس " ... فنظر لي وهو يقـــول " نعم نعم أتذكرها جيدا ".. فاكلمت .. " لهذه القصه حكايه ســـــر لا يعرفه سوى الله وأنــــــا .

فتــــرك كتابــــه واخـــذ يعـــدل بجلستـــه لكـــي يكـــون قريـــبا منـــي .. فاكلمت "هل ترغب أن تعرف ما هذا السر " فنظر إلى بشوق وهو يقول " نعم أكيد .. ولن أقوله لاحد "

فقلت .. " أنا عندمـــا كنت صغيره بعمــــرك كنت بالسابق احلـــف بـــراس أمي وأبى .. فسمعتني المدرسة ذات يوم .. وأنبتني على ذلك... وأخذتني لمكتبها وحكت لي هذه القصة التي حكيتها لكم .. وعاهدتها باني لن اكرر ذلك أبدا ومن ذلك اليوم وأنا لم احلف إلا بالله .. ولن احلف إلا وأنا صادقه بحلفي"..

قد قصدت من حكايتي هذه بان اعطي يعقــــــوب دافعا للتحدث .. فليس عيبا ان نخطئ لكن العيب ان نستمر بهذا الخطأ .. وقد نجحت بايصال فكرتي من تلك القصه المبتكره له فكانت النتيحه بانه بعد انتهائي منها قال لي : " صحيح حتى أنا كنت احلف بغير الله لكن خلاص لن احلف إلا بالله .. ولن احلف إلا وأنا صادق بحلفي .. فأنا لا ارغب أن ادخل النار .. وقد طلبت من الله ان يسامحني "

فاحتضنته وأنا اشعــــر بفـــرح كبير لحديثـــه هـــذا .. وتركتـــه بعـــد أن وعدته برحلـــه أخـــري بعـــد أن ينتهـــي مـــن امتحاناتـــه

قال عليه الصلاة والسلام: ((من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت )) .

ومن حلف بغير الله أن يقول عقبه: (( لا إله إلا الله، وينفث عن شماله ويستغفر)). فهذا كفارته !

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه حلف باللات والعزى فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وانفث عن يسارك ثلاثا وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تعد ..

ربما التمس العذر للأطفال أن اخطئوا .. فواجبنا نحن أن نصحح ذلك الخطأ .. لكن من أين أتى بعذر لذلك الشاب أو تلك الشابة .. وهم يحلفون بالأب أو آلام أو الحبيب والزوج ... الا يعلم بانه بحلفه هذا قد رفع شانه من حلف برأسه وانزل من شان الله والعياذ بالله ..

والادهي من ذلك والذي يجعلك تشتـــد غيضــــا .. بأن تجد هناك فئة ترفــــض منك أن تحلف بالله .. فهم غيــــــر مقتنعين بهذا الحلف ... فتطلـــب منك أن تحلــــف بأعــــز مخلـــــوق لديـــك .. أيعقل ذلك ؟؟؟؟ .. وهـــــل هنـــــا أعــــــز من الله ..؟؟

كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول : لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليَّ من أن أحلف بغيره صادقاً .. لأنه يرى أن سيئة الشرك مع الصدق أشد من سيئة الكذب مع التوحيد ، فإنه إذا حلف بالله فقد عظمه ووحده ويبقى عليه إثم الكذب - إذا حلف كاذباً - ولكن إذا حلف بغير الله فقد أشرك ، فيكون عليه إثم الشرك ، وهو عظيم ، وله ثواب الصدق وهو ضئيل بالنسبة إلى إثم الشرك الذي ارتكبه .

انظروا انه فضل الحلف الكذب على الحلف بغير الله .. كي تعوا مدى فداحة ذلك الجرم ..

انــــــــه الشرك .. انـــــه الشــــــرك .. اللهم اغفر لي جهلي .. وخطئي .. وارحمني برحمتك

 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2008, 05:34 PM   رقم المشاركة : 503
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

تعال بسرعة .. عندنا صيدة

حـدّث أحد الدعاة فقال : هذه قصة حقيقية واقعية سُجلت بأحد أقسام الشرطة .

اثنان من الشباب ... اجتمعا على معصية الله ... يؤزهم الشيطان أزّا ... ويدفعهم دفعا .. والمصيبة أنهما متزوجـان !!

أحدهم قام يوماً من الأيام بمغامرة !
فبعد أن اتصلت عليه امرأة ... ونشأت بينهما علاقة محرمة واعدها في يوم من الأيام أنه سوف يسهر معها ..

وليخلو له الجـو في بيته ... اعتذر لزوجته أن لديه عمل ... ولا بُد أن تذهب لأهلها فذهبت المسكينة ، وذهب الذئب الغادر إلى حيث واعد تلك المرأة .

قالت له : نريد أن نجلس قليلاً في الحديقة ثم نذهب إلى البيت ... فوافق .

وبعد أن ذهبا إلى البيت ... طلبت منه أن يُحضر العشاء والشراب أولاً ...
فخرج من بيته إلى أحد المطاعم وأخذ معه شيئا من الشراب ... وبينما هو في طريقه ... استوقفته سيارة المرور " الشرطة " ..

قالوا له : أنت قطعت الإشارة ... أوقف سيارتك واركب معنا .

أوقف سيارته وركب معهم ...

وبعد أن وصل إلى مركز الشرطة ... طلب الاتصال بصديق عزيز ...

أخذ زاوية من المبنى واتصل بأعز أصدقائه : تكفى ... البيت فيه صيده ... والعشاء في السيارة والسيارة في المكان الفلاني ...

خذ العشاء ورح لبيتي وأكمل المشوار ... وإذا انتهيت من الفريسة رجعها بيتها ...
أخـاف إن زوجتي تجي للبيت ثم تصير فضيحة .

قال صديقه : أبشر ... مادام فيه صيده !

انطلق الصديق الوفي إلى بيت صديقه العزيز !


فماذا رأى ؟؟؟ وأي لطمة لُطمها ؟؟؟ وأي صفعة تلقاها ؟؟؟

يا لهول الفاجعـة !

أتدرون من وجـد ؟؟؟

وجـد زوجتـه هـو .

ومع مـن كانت تخلوا وتسمر ؟

مع أعـز أصدقاءه !

صُعِق ... صرخ ... أنت طالق بالثلاث ... بالأربع ... بالألف !

وماذا يُفيدك هذا ؟؟

قال الشاعـــر :


عفوا تعف نساءكم في المحْرَمِ **** وتجنبـوا مـالا يليق بمسلـم
إن الزنـا دين إذا أقرضــته **** كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
من يزنِ في قوم بألفي درهم **** في أهله يُـزنى بربـع الدرهم
من يزنِ يُزنَ به ولو بجـداره **** إن كنت يا هذا لبيباً فـافهـم
ياهاتكا حُـرَمَ الرجال وتابعـا**** طرق الفسـاد عشت غيرَ مكرم
لو كنت حُراً من سلالة ماجـدٍ**** ما كنت هتـّـاكاً لحرمة مسلمِ


ويُروى أن رجلا أوصى ابنه عندما أراد الابن السفر ، فقال لـه : احفظ أختك ، فاستغرب الابن من هذه الوصية وهو يريد أن يسافر ويبتعد عن أخته ، فمضت الأيام ، فرأى الأب ساقي الماء يقبل ابنته ، فلما عاد الابن قال لـه أبوه : ألم أقل لك احفظ أختك . قال وما ذاك ؟ قل له : دقّـة بدقّـة ، ولو زدتّ لزاد السقا .

إنها لعظات وعِبر .... وذكرى لكل مدّكر


كتبه : عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2008, 05:36 PM   رقم المشاركة : 504
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

من أفراح الرسول ومواقف ضحكه

تنوعت المواقف والأحداث والطرائف والعبر التي كانت تدخل السرور إلى قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن بينها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحك فرحا إذا وجد ما يرضيه ويدخل السرور على نفسه، ومن ذلك، ضحكه صلى الله عليه وسلم مما أخبر به أن الدجال لا يدخل المدينة ..

وتروي فاطمة بنت قيس قصة هذا الخبر، فتقول: ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فضحك فقال: إن تميما الداري حدثني بحديث ففرحت به فأحببت أن أحدثكم، حدثني أن ناسا من أهل فلسطين ركبوا سفينة في البحر فجالت بهم حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر، فإذا هم بدابة ناشرة شعرها فقالوا: ما أنت ؟ قالت: أنا الجساسة، قالوا : فأخبرينا، قالت لا أخبركم ولا أستخبركم، ولكن ائتوا أقصى القرية فإن ثم من يخبركم، فأتينا أقصى القرية فإذا رجل موثق بسلسلة، فقال: أخبروني عن عين زعر (قرية من قرى الشام)، قلنا: ملأى تدفق، قال: أخبروني عن البحيرة، قلنا: ملأى تدفق، قال: أخبروني عن نخل بيسان (في شمال فلسطين) هل أطعم ؟ قلنا: نعم، قال: أخبروني عن النبي هل بعث ؟ قلنا: نعم، قال: أخبروني كيف الناس اليه قلنا: سراع، قلنا: فما أنت ؟ قال: انه الدجال وانه يدخل الامصار كلها الا طيبة، وطيبة “المدينة”.

كما فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قضى دين جابر حتى ضحك من شدة فرحه لمشاركته هذا الرجل في محنته. وفي هذا الشأن يروي جابر بن عبد الله رضي الله عنه فيقول: توفي أبي وعليه دين فعرضت على غرمائه أن يأخذوا الثمرة بما عليه فأبوا أو لم يروا فيه وفاء، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء ومعه أبو بكر وعمر فجلس عليه ودعا بالبركة ثم قال: ادع غرماءك فأوفهم،قال: فما تركت أحدا له على أبي دين الا قضيته وفضل لي ثلاثة عشر وسقا فذكرت له ذلك فضحك وقال: ائت ابا بكر وعمر فأخبرهما، فأتيت أبا بكر وعمر فأخبرتهما، فقالا: قد علمنا اذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع أنه سيكون ذلك”.

براءة عائشة

يذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم فرح ودخلت البهجة الى قلبه عندما نزلت براءة السيدة عائشة رضي الله عنها من السماء، وكانت فتنة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله والمؤمنين لدرجة أنه لم يتمالك نفسه من الضحك حتى بدت نواجذه.

وتحكي السيدة عائشة رضي الله عنها هذا الموقف فتقول: فما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه و لا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله عز وجل على نبيه، وأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي، حتى أنه ليتحدر مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي من ثقل القول الذي أنزل عليه، فلما سرى عن رسول الله وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال: ابشري يا عائشة، أما الله فقد براك.

وفي رواية اخرى قالت: “فوالله الذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب، مازال يضحك حتى اني لأنظر الى نواجذه سرورا، ثم مسح وجهه”.

وتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم رضا وارتياحاً وفرحاً، خاصة بعدما رأى ما سره مما ينتظره يوم القيامة، فعن أنس رضي الله عنه قال: “بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه مبتسما، فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟

قال: أنزلت علي آنفا سورة فقرأ سورة الكوثر، ثم قال: أتدرون ما الكوثر ؟

فقلنا: الله ورسوله أعلم ..

قال: فإنه نهر وعدنيه ربي سبحانه وتعالى عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم”.

وبعد أن فتح الرسول صلى الله عليه وسلم، مكة وفرغ من بيعة الرجال أخذ في بيعة النساء، وهو على الصفا، وعمر قاعدا أسفل منه يبايعهن بأمره، ويبلغهن عنه، فجاءت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان متنكرة خوفا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرفها، لما صنعت بحمزة، فقال رسول الله أبايعكن على ألا تشركن بالله شيئا.

فبايع عمر النساء على ألا يشركن بالله شيئا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ولا تسرقن”. فقالت هند: ان أبا سفيان رجل شحيح، فإن أنا أصبت من ماله هنات ؟

فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفها فقال “وإنك لهند” قالت: نعم، فاعف عما سلف يا نبي الله عفا الله عنك.

فقال صلى الله عليه وسلم:” ولا يزنين”.

فقالت: أوتزني الحرة ؟

فقال صلى الله عليه وسلم: “ولا يقتلن أولادهن”.

فقالت: ربيناهم صغارا وقتلتموهم كبارا، فأنتم أعلم وكان ابنها حنظلة بن ابي سفيان قد قتل يوم بدر.

فضحك عمر حتى استلقى، وتبسم النبي صلى الله عليه وسلم.

ضحكوا حولاً

وعن أم سلمة أن ابا بكر خرج تاجرا الى بصرى ومعه نعيمان وسويبط ابن حرملة، وكلاهما بدري، وكان سويبط على الزاد، فجاءه نعيمان فقال: أطعمني، فقال: لا حتى يأتي أبو بكر. وكان نعيمان رجلا مضحاكا مزاحا، فقال: لأغيظنك.

فذهب نعيمان إلى ناس جلبوا ظهرا فقال: ابتاعوا مني غلاما عربيا فارها وهو ذو لسان، ولعله يقول: أنا حر، فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوني لا تفسدوا علي غلامي.

فقالوا: بل نبتاعه منك بعشر قلائص.

فأقبل بها يسوقها، واقبل بالقوم حتى عقلها، ثم قال للقوم: دونكم هو هذا ..

فجاء القوم فقالوا لسويبط: قد اشتريناك.

قال سويبط: هو كاذب، أنا رجل حر!!

فقالوا: لقد أخبرنا خبرك، وطرحوا الحبل في رقبته، فذهبوا به.

فجاء أبو بكر فأخبر، فذهب هو وأصحاب له فردوا القلائص وأخذوه.

فضحك منها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا.



وذات يوم دخل اعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة للنعيمان الانصاري: لو عقرتها فأكلناها فإنا قد قرمنا الى اللحم ففعل، فخرج الأعرابي وصاح: واعقراه يا محمد، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “من فعل هذا؟”.

فقالوا: النعيمان، فاتبعه يسأل عنه، حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، واستخفى تحت سرب لها فوقه جريد، فأشار رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم حيث هو، فأخرجه فقال له: “ما حملك على ما صنعت؟”.

فقال: الذين دلوك عليّ يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك، فجعل صلى الله عليه وسلم يمسح التراب عن وجهه ويضحك، ثم أعطى ثمنها للأعرابي.

من جريدة الخليج

 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2008, 05:38 PM   رقم المشاركة : 505
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

سأعصي ربي .. أدعوا لي بالتوفيق

"اعتدنـــــــا دائمـــــــا أن نطلـــــب التوفيــــق من ربنـــــــا فـــــي دراستنا .. في عملنا .. في حياتنا الاسرية ... لكن ندعــــــوه بـــــان يوفقنا في معصيتـــــه .. !! فهذه هي الطامـــــــــة مستغربون أليــــــــس كذلك ولما هذا الاستغراب .. فانتم دائما تستمعون.. إلى هذه الفئة من البشر التي تدعوا الله بان يوفقها في معصيتها له .. بل اعتدنا عليها و اعتاد عليها أبناؤنا وأطفالنا ويالها من كارثـــــــة ...

والآن دعوني اروي لكم سر غضبي ... لعلكم تشعرون بما أشعر به الآن .. وقصتي هذه حدثت مع طفله صغيرة .. لم تتعدى بالعمر عشر سنوات

هي ابنة أخي فاطمة .. وهي كجميع الأطفال في سنها تحاول أن تتعلم بقدر الإمكان ممن حولها .. وتقلد كل ما يحدث أمامها .. .. وتسأل عن كل شيئ

واليــــــكم ما حدث معي ...

كنت منكبة على كتابي اقرأه ... عندما دخلت فاطمة غرفتي ووقفت أمامي .. نظرت إليها مبتسمــــة .. وطلبـــــت منها أن تجلس بقربـــــي كعادتهـــــا معـــــي لأريها ما أقــــرأ .. فأنا اعلم جيدا بأنها فضولية جدا .. وتسال وتطلب الشرح لكل ما يجري حولها ..

لكنهـــــا لـــــــم تأتـــــــى .. !!

فعدت طلبي لعلهـــــا لم تنتبه لـــــي ... لكن أيضا لم تأتــــى ..!!!

كانت وجهها البريء متضايق .. بل أراها وكأنها غاضبــــــة مني أنا .. سألتها "ما بالك يـــــا صغيرتي .. ؟؟؟"

""أنت كذبتــــي علـــــي ؟؟ ""

قالتها وهي تقطع حديثي معها بعصبية .. ووسط بحر الدهشة الذي اعتراني .. وأنا أحاول أن استفهم سر غضبها وسر اتهامها لي بالكذب .. فهي لم تجرأ في السابق أن تتهمني هكذا ...

تركت كتابي .. واقتربت منها وحملتها بين اذرعي .. وجلست على إحدى الكراسي .. ووضعتها بحضني .. محاولةً أن اهدي من ثورتها وغصبها ...

في البداية لم أعاتبها على اتهامها لي بالكذب .. وانه لا يجوز على طفله أن تتهم من هم اكبر منها بالكذب .. تغاضيت عن ذلك مؤقتا إلى أن اعرف سر غضبها .. فأعالجه .... و بعد ذلك أشعرها بمدى الخطأ الذي ارتكبته عندما اتهمتني بالكذب .... لأنها في وقتها ستكون بحاله تتقبل أن انتقدها على هذا خطأها ..

سألتها : اتهمتني بالكذب .. أي أني قلت لك شيئا غير صحيح ... فهل لي أن اعرف بماذا كذبت عليك ..؟؟ "

وببراءة وبصوت يحتوي على الاستنكار .. كيف تقولين أن كل من يزاول الفن والرقص حرام .. وان الله لن يوفقهم الله في الدنيا وسيعذبهم وسيدخلهم النار إن استمروا على ذلك ولم يتوبوا .. وأنا سمعت بالتلفاز بأنه الفنانة والراقصة الكبيرة ( ... ) عندما سألوها عن سبب نجاحها في الفن عامه والرقص خاصة .. أجابت إنها توفيق من رب العالمين .. وان الله كان دائماً معها بكل خطوه تخطوها ... كيف الله يوفق العاصي ؟؟ "

بصراحــــة تفاجـــــــأت .. كيف لي أن اقنع فتــــاه صغيــــــره .. ربما لو كان فردا كبيرا لكان الأمر هين في مناقشته وإقناعه .. لكنها طفلـــــــــــــه ..

لكني تذكرت بأنه فاطمة تسبق من حولها بأعوام .. ويعود الفضل إلى حبها الدائم للقراءة فقد كانت دائم تلازمني في ذهابي إلى المكتبة .. لتشتري ما يعجبها من الكتب .. وأيضا وبحكم عمل والدتها كمدرسه فكانت أمها لا تتهاون أن تعلم ابنتها شتى العلوم المختلفة .. أي أن أصبح عقلها اكبر من سنها بكثير .. ومكتبتها تحوي من الكتب التي تفوق سنها .. لذا اعتدت أن أعاملها بحكم عقلها الكبير لا سنها الصغير ..

نعم هي تعصي الله ... وتقولها أمام الملأ بأنها سبب نجاح معصيتها هو توفيق من رب العالمين ... كثيرا ما نسمع الفنانين والمغنيين ... يقولون هذا .. وربما لم نعلق ولم نهتم .. كيف لله أن يوفق في معصية ...؟؟ أحاديث اخذ تدور في رأسي لأجد مدخل أستطيع من خلاله أن ادخل به إلي عقل هذه المسلمـــــة الصغيرة

فكــــان هذا هو حديثي معها ..

غاليتـــــي ... أن الله لا يوفقنا عندما نعصيه .. لكنه يسهل الأمر علينا .. فنفعل المعصية دون مشقه .. ويضع لنا كل سبل النجاح .. ونحن من نسعى إليها ... فالله وضع لنا طريقين ... الطريق الأول يؤدي إلى النار ... والطريق الثاني يؤدي إلى الجنة ..

وكلا الطريقين مختلف جـــدا ...

الطريق الأول

فهو طريق سهل جدا وممتع .. به من السعادة الزائفة الشيء الكثير .. وهذه السعادة لا تأتى إلا بمصادقة أصدقاء السوء .. وترك العبادات وعمل المعاصي كاحتراف الفن والرقص .. أو السرقة .. والكذب .. أو كسب المال بطريقه غير شرعيه ومحرمه .... الخ ..

هذه الأمور المحرمة التي نبهنا الله بتركها فطيلة الوقت أنتي مستمتعة .. ناجحة ... متألقة .. الكل يحسدك على ما وصلتي إليه .. سواء من مال .. أو شهره ... أو سمعه .. أو مركز ... أو هيبة ... أو أو .. لاهية عن ربك .. عن صلاتك وعبادتك .. لتفاجئين في نهاية هذا الطريق وهو يوم القيام .. النــــــــــــــار تنتظرك .. فتعيشين بها الدهر كله تتعذبين وتشقين لأنك عصيت الله سبحانه على حساب ترضية نفسك .. فإِنّ الغفلة عن العبادات و الآيات الإِلهية والانغماس في الملذات هي أساس البعد عن الله سبحانه .. والابتعاد عن الله هو العلّة لعدم الإِحساس بالمسؤولية و تلوّث الأعمال وفسد السلوك في أنماط الحياة المختلفة .. ولا تكون عاقبة ذلك إِلاّ النّار... وقد قال الله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ * وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ )

أما الطريق الثانــــــي:-

طريق صعب بعض الشي .. تقضين وقتك بين الصلاة والعبادة .. والزكاة ..والبر وطاعة الوالدين .. ومراعية الجار ... والعطف على اليتيم ... وقران القران ... والتمسك بتعاليم دينك ... الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... ربما ليس لديكي تلك الشهر أو المال أو المركز أو كل زيف الدنيا .. ولكن لديكي من القناعة ما تغنيك عن كل هذا .. لعلمك بأنه الجنة تنتظرك بما فيها من نعيم لا يوازي نعيم الدنيا بشئ .. وأيضا ذلك الطريق حفظك انتي يا مسلمه من العيون المتوحشة .. فألزمنا بالحجاب والتستر .. وكاننا كنز غالي لا يجب على الكل النظر إليه

لـــــــذا يـــــــا حبيبتــــــي فطريقك الأول طيلة الوقت تكونين خائفة من الموت .. فأنتي تعلمين ما ينتظرك .. (( فالخوف هو صديقك .. والموت هو عدوك )) ..

أما الطريق الثاني طيلة الوقت تكونين مطمئنة راضيه تنظرين الموت بفارغ الصبر بل تسعين إليه بالشهادة كي تنعمي بجوار الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبالجنة ونعيمها ... ((فالطمأنينة صديقك والموت أيضا مطلبك)) .. وحبذا لو كانت في الجهاد فهو منيه النفس وغايتها

وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِالْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ أَيَاتِنَا غَفِلُونَ - أُوْلئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون َ- إِنَّ الَّذِينَ أَمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَرُ فىِ جَنَّاتِ النَّعِيمِ - دَعْوَاهُمْ فِيَْهَا سُبْحَنَك اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُم أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

والآن يا طفلتي .. أي الطريقين ستسلكين ... ؟؟

وباندفاع كبير احتضنتني وقالت "الطريق الثاني بلا شك يا عمتي .. لأني أحب أن أكون بجانب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ... وأيضا لأنه نفس الطريق التي تسلكه أمي وآبى وجدتي .. وأنت .. وكل من أحبهم .. ""

وقبل أن أحدثها عن خطأها بنعتي بصفة الكاذبة .. أجدها قد وقفت أمامي وهي تحني رأسها بالأرض وبعد لحظات من الصمت ... قبلت رأسي واعتذرت مني لأنها اتهمتني بالكذب ...

وأظن أنها تعلم باني سأحاسبها على ذلك .. لذا حرصت هي أن تقفل موضوع تأنيبي لها قبل أن أبدأه انا .. نعـــــم فهذا هو أسلوب أبيها وقـــــد تعلمتـــه منه .. فابتسمت لسرعة فطنتها ... وتركتني وذهبت دون أن تنتظر تعليقـــــي .. وكأن ابتسامتي لها .. موافقة على اعتذارها .. فهي تعلم جيدا إن بقيت للحظات أخرى .. لن تستلم أبدا من محاسبتي الطفولة ... ارض خصبه .. يجب علينا الاهتمام بها .. هذا الموقف جعلني أقف مع نفسي كثيرا .. يجب علينا التركيز بأطفالنا .. فهم يتعرضون لأمور يجب علينا شرحها .. قبل أن تتركز في أذهانهم .. وتكون شيئا عاديا ... علينا الاهتمام بمسلمين ومسلمات الغد ... علينا نجد في عالمهم ما نفتقده في عالمنا ... فانتبهوا لأبنائكم ... فنحن وديننا في أمس الحاجة لهم انظـــــروا حولكم تمعنوا النظــــــر جيدا .. كيف وصل بنا الحال من الاستهانة في فعل المعاصي ... كفانــــا ما نحمـــــــل من ذنوب .. فرحمة الله لا تعني أن نتمادى في هذه الغفلة .. مسلماتنا كاسيات عاريات .. مسلمينا .. لا غيره ولا حرص أسال الله أن يحفظ أطفال المسلمين "

 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2008, 05:39 PM   رقم المشاركة : 506
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

الحمدلله ترك لي قلباً عامراً ولساناً ذاكراً

أعلم أن العنوان قد شدكم كثيراً , ولكن اعلم أن القصة التي سوف اسردها لكم تحتوي على ما هو أكثر شداً وجاذبية من العنوان ، هذه القصة هي جزء مهم وحساس من سيرة التابعي الجليل ( عروة بن الزبير ) وصدق الله سبحانه " لقد كان في قصصهم عبرة " ..

عروة بن الزبير أحد علماء وعباد التابعين , وهو أحد أبناء الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه ( حواري الرسول عليه الصلاة والسلام ) , وأمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ( ذات النطاقين ) وخالته عائشة بنت أبي بكر رضي الله ( أم المؤمنين زوج رسول الله عليه الصلاة والسلام ) وأخوه الأكبر عبدالله بن الزبير ( الصحابي العالم المجاهد وهو من طاف بالكعبة المشرفة سباحة حين أحاطت بها السيول من كل جانب ) نعود إلى عروة رحمه الله , وسوف استجزئُ من حياته هذا الموقف العجيب وهذا الجبل من الصبر على قضاء الله وقدره , ثم أختم القصة برأس الطفل الذي في فم الذئب .
كانت هذه القصة في عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك , فقد طلب الخليفة الوليد بن عبدالملك عروة بن الزبير لزيارته في دمشق مقر الخلافة الأموية , فتجهز عروة للسفر من المدينة النبوية إلى دمشق واستعان بالله وأخذ أحد أولاده معه ( وقد كان أحب أبنائه السبعة إليه ) وتوجه إلى الشام , فأصيب في الطريق بمرض في رجله أخذ يشتد ويشتد حتى أنه دخل دمشق محمولاً لم يعد لديه قدرة على المشي .
انزعج الخلفية حينما رأي ضيفه يدخل عليه دمشق بهذه الصورة فجمع له أمهر الأطباء لمعالجته , فاجتمع الأطباء وقرروا أن به الآكلة ( ما تسمى في عصرنا هذا الغرغرينا ) وليس هناك من علاج إلا بتر رجله من الساق , فلم يعجب الخليفة هذا العلاج, ولسان حاله يقول ( كيف يخرج ضيفي من بيت أهله بصحة وعافية ويأتي إلي أبتر رجله وأعيده إلى أهله أعرجاً ) ولكن الأطباء أكدوا أنه لا علاج له إلا هذا وإلا سرت إلى ركبته حتى تقتله , فأخبر الخليفةُ عروةَ بقرار الأطباء , فلم يزد على أن قال ( اللهم لك الحمد ) .
اجتمع الأطباء على عروة وقالوا : اشرب المرقد ، فلم يفعل وكره أن يفقد عضواً من جسمه دون أن يشعر به ، قالوا : فاشرب كاساً من الخمر حتى تفقد شعورك ، فأبى مستنكراً ذلك , وقال : كيف أشربها وقد حرمها الله في كتابه ، قالوا : فكيف نفعل بك إذاً ؟!؟! قال : دعوني أصلي فإذا أنا قمت للصلاة فشأنكم وما تريدون !! ( وقد كان رحمه الله إذا قام يصلي سهى عن كل ما حوله وتعلق قلبه بالله تعالى ) .
فقام يصلي وتركوه حتى سجد فكشفوا عن ساقه وأعملوا مباضعهم في اللحم حتى وصلوا العظم فأخذوا المنشار وأعملوه في العظم حتى بتروا ساقه وفصلوها عن جسده وهو ساجد لم يحرك ساكناً , وكان نزيف الدم غزيراً فأحضروا الزيت المغلي وسكبوه على ساقه ليقف نزيف الدم , فلم يحتمل حرارة الزيت , فأغمي عليه !!
في هذه الأثناء أتى الخبر من خارج القصر أن ابن عروة بن الزبير كان يتفرج على خيول الخليفة , وقد رفسه أحد الخيول فقضى عليه وصعدت روحه إلى بارئها !!! فاغتم الخليفة كثيراً من هذه الأحداث المتتابعة على ضيفه , واحتار كيف يوصل له الخبر المؤلم عن انتهاء بتر ساقه , ثم كيف يوصل له خبر موت أحب أبنائه إليه !!
ترك الخلفية عروة بن الزبير حتى أفاق , فاقترب إليه وقال : أحسن الله عزاءك في رجلك . فقال عروة : اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون . قال الخليفة : وأحسن الله عزاءك في ابنك . فقال عروة : اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون , أعطاني سبعة وأخذ واحداً , وأعطاني أربعة أطراف وأخذ واحداً , إن ابتلى فطالما عافا , وإن أخذ فطالما أعطى , وإني أسأل الله أن يجمعني بهما في الجنة . ثم قدموا له طستاً فيه ساقه وقدمه المبتورة قال : إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم . بدأ عروة رحمه الله يعود نفسه على السير متوكئاً على عصى , فدخل ذات مرة مجلس الخليفة , فوجد في مجلس الخليفة شيخاً طاعناً في السن مهشم الوجه أعمى البصر , فقال الخليفة : يا عروة سل هذا الشيخ عن قصته .
قال عروة : ما قصتك يا شيخ ؟
قال الشيخ : يا عروة اعلم أني بت ذات ليلة في وادٍ , وليس في ذلك الوادي أغنى مني ولا أكثر مني مالاً وحلالاً وعيالاً , فأتانا السيل بالليل فأخذ عيالي ومالي وحلالي , وطلعت الشمس وأنا لا أملك إلا طفل صغير وبعير واحد , فهرب البعير فأردت اللحاق به , فلم أبتعد كثيراً حتى سمعت خلفي صراخ الطفل فالتفتُ فإذا برأس الطفل في فم الذئب فانطلقت لإنقاذه فلم أقدر على ذلك فقد مزقه الذئب بأنيابه , فعدت لألحق بالبعير فضربني بخفه على وجهي , فهشم وجهي وأعمى بصري !!!
قال عروة : وما تقول يا شيخ بعد هذا ؟
فقال الشيخ : أقول الله لك الحمد ترك لي قلباً عامراً ولساناً ذاكراً !!

هكذا قرائي الكرام فليكن الصبر , وهكذا فليكن الإيمان بالقضاء والقدر .. رحم الله عروة بن الزبير وكثر الله من أمثاله الذين عرفوا معنى الإيمان بالقضاء والقدر حق الإيمان , وعرفوا الصبر في المصائب حق الصبر .

 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2008, 05:40 PM   رقم المشاركة : 507
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

أني مـغلـــوب فانتصـــر

في إحدى قرى الصعيد بمصر العامرة - عمرها الله بالإيمان والتقوى - ، عاد الصبي "حسن" - والذي لم يبلغ سن الحلم - من الحقل متعبا بعد يوم من العمل؛ فقد اعتاد أن يعمل في حقل خاله منذ ساعات الصباح الأولى إلى مغيب الشمس، حيث يعود بعدها إلى منزل خاله الذي آواه، بعد أن مات والداه وهو صغير لم يبلغ السادسة في حينها.

وقد نشأ اليتيم "حسن" في بيت خاله، في حياة أحاطها الشقاء والبؤس والحرمان المادي والمعنوي والعاطفي، من كل مكان، حيث لا يمر يوم إلا وللخال المؤتمن على طفولته طرائق في تهديده وتوبيخه وضربه؛ بسبب أخطاء طفولته، وطالما حرمه عدة مرات من عشائه، فيصبح طاويا جائعا، وهكذا توثبت قسوة قلب الخال على ابن أخته، فأحال حياته إلى جحيم لا يطاق.

هذا الصبي الصغير اعتاد أن يذهب إلى مسجد القرية وهو قادم من الحقل، حيث يصلي المغرب، ويجلس بعدها يستمع إلى درس شيخ المسجد وهو يفسر سورا من القرآن الكريم، وكانت تلك اللحظات ساعات راحته الحقيقية، تذيب ما به من أحزان، وتفسح في نفسه الأمل بالحياة، وتعينه على الصبر، واحتمال ضنك العيش، وجور الخال، ولم ينس الطفل تلك الهدية التي اعتاد أن يضعها في جيبه، وهي " مقلمة الأظافر " التي أهداها له شيخ المسجد عندما نظر إلى يده فرأى أظافره قد طالت، وكان " حسن " يحب شيخ المسجد كثيرا، خصوصا عندما يفسر السور الخاصة بصراع الأنبياء مع أقوامهم، وصبرهم على أذاهم، كانت نفسه تعيش بخيال واسع مع ذلك الصراع، ويتعلم منها الصبر والمثابرة .

مرة شرح الإمام آيات من سورة القمر تبين صبر نوح على قومه ( كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر * فدعا ربه أني مغلوب فانتصر) واستفاض الإمام في شرح تلك الآيات، مبينا أثر الصبر في نجاح الدعوات، وثبات المبادئ، وقوة الاستنهاض للغاية، ثم عرج على أهمية الدعاء، وأثره في حياة الإنسان، ودوره في تقوية الصلة بين العبد وربه، وهكذا كانت أسعد لحظات الفتى هي اللحظات التي تنقله إلى جنة القرآن، بعيدا عن جحيم الخال.

وهكذا عاش الفتى سنوات طفولته في بيت خاله، ومسجد قريته، وتمر الأيام، وفي كل يوم تتثاءب القرية فيه عند فجر جديد، يطلع الغلام الصغير يحمل أدوات الحراثة، ومعها همومه وآلامه، وقد اعتاد الناس على رؤية هذا الغلام يسير خلف خاله، الذي يسوق حماره متجها للحقل كل صباح، وفي أحد الأيام العادية، والذي لم تختلف شمسه عن باقي الأيام، وعند الظهيرة، استند الغلام مجهدا على جذع شجرة في الحقل، فقد أضناه التعب وأنهكه .. قام الخال بتوبيخه، وأمره بالعمل، طلب الغلام أن يعطيه فرصة للراحة .. اعتبر الخال ذلك الرد بمثابة انتقاص لولايته وسلطته عليه، فما كان منه إلا أن أخرج سكينا من ثوبه، وانقض بها على جسد الغلام كالوحش الضاري دونما رحمة وشفقة لصرخات الغلام اليتيم : " يا خال!! يا خال !! أنا أمانة أمي عندك!! " اختلطت دماء ودموع الفتى، وتناثرت دماء الجسد الغض في المكان، لم ينهض الخال إلا بعد أن تأكد من أن الغلام قد لفظ أنفاسه الأخيرة بـ 46 طعنة متتالية، وقام بعدها منتفشا تعلوه نشوة الانتصار الكاذب كأنما خرج من معركة حربية !

استقل حماره، وتحرك بالرجوع إلى بيته، لكنه سمع أنينا خافتا، التفت وراءه، وإذا بالغلام يحرك أصابع يده، رجع قافلا وهو يسب: "ما زلت حيا يا ابن ..؟ " ترجل عن حماره، مستلا خنجره، كانت لحظات النهاية، عايشها الغلام اليتيم آلاما لا منتهية، منتشرة في أنحاء جسده، والدنيا تدور به، شريط الحياة كله يمر أمامه في لحظات السواد، يلف عينه، لا يرى إلا شيئا يقترب منه لا يتبين معالمه، كلما اقترب ذلك السواد، يراه من بين أجفانه المطبقة، إنه خيال خاله، وقد أشهر خنجره . تلمس الغلام بيده ثيابه، فإذا هي ممزقة، وقعت يده على "مقلمة الأظافر" فتح نصلها بإجهاد بالغ، قلبه الذي كاد أن يتوقف عن الخفقان ازداد خفقانه، وفي لحظات اقتراب خاله ليطعنه الطعنة القاتلة الأخيرة، ركع الخال رافعا يده ليهوي بها على جسد ابن أخته .. في هذه اللحظات السريعة وجه الغلام ببطء نصل سكينة مقلمة الأظافر إلى جسد خاله، وهو لا يقوى على رفع يده، كانت – في لمح البصر – الآيات التي يسمعها من الإمام تطرق مسامعه، لم يعلق في لسانه منها إلا قول الله تعالى: ( فدعا ربه أني مغلوب فانتصر) رفع بصره للسماء، ودفع يده بنصل مقلمته قائلا: " رب إني مغلوب فانتصر" فكان النصل في قلب خاله، وسقط الخال ميتا بجانبه دون حراك.

بعد ساعات من الهدوء الذي سيطر على مكان الحادث، نقل الفتى إلى المستشفى، وعندما علم أخو الخال بوفاة أخيه بسبب ابن أخته الغلام الصغير، زيَّنَ له الشيطان قتل الفتى في المستشفى !!

حمل خنجره معه، وأسرع إلى المستشفى، ودخل دونما شك من أحد على الفتى، وهو ممدد تحيط به أجهزة العناية المركزة، وحوله بعض الضباط والأقرباء .. فاجأ الخال الثاني الناس، فانقض على الفتى طعنا في جسده بـ (31) طعنة أخرى في هذا الجسد الغض، حاول الهرب إلا أن الشرطة أمسكت به، ومع هذا، فإن الفتى ظلت فيه بقية من روح، ظل في المستشفى ستة أشهر، عولج خلالها، وشفي، مات خاله قاسي القلب، وسجن خاله الثاني، وخرج الفتى "حسن" إلى دنيا الناس من جديد بفضل : ( فدعا ربه أني مغلوب فانتصر) يا سبحان الله ..

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنــــا وبرحمتـــك من لا يخـــافك ولا يرحمنــــا ... اللهم آمين ..


بقلم محمد أحمد الراشد

 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2008, 05:41 PM   رقم المشاركة : 508
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

إلــــى الآن لم تجــــدي .. مــــن يقبــــل أن يتزوجــــني؟

دهشة ...
تعجـــب ...
استنكــــــار ...

وربما تصفـــون قائلتها بالوقاحـــة ... نعم أنا معكم ... ولكـــن تمهـلـــوا قليلا ... قبل أن تصدروا على قائلة هذه الجملة بهذه صفــــه .. أو تــــأخذكم الظنــــون إلى طريـــق مسدود .

إليكــــم مــــا حــــــدث :

كنت مدعوه إلى حفلة أقامتها بعض الصديقات بمناسبة تخرجهن ... ووسط هذا الإزعاج والأغاني ... وبعد ساعات من الأحاديث الجانبية ... والأحلام الوردية ... لمستقبل زاهر ...

أخذت ابحث لي عن مقعد متطرف بعيد عن كل هذه الضجة ... وحين جلست .... وبعد دقائـــق وقعـــت هذه الجملة على مسامعي .. " كل هذا والوقت وأنا انتظر .. وأنتي إلــــى الآن لم تجــــدي .. من يقبــــــل أن يتزوجــــني"

تملكني الدهشــــة والتعجـــــب ... بل صعقــــت ... تلفت يمينا ويسارا لأبحث عن مصدر هذا الصوت ... ورغم هذا الكم الهائل من الإزعاج إلا إنني استطعت أن أميز صاحبة هذا الصوت
يا إلهي إنها سعـــــاد وملامحها تدل علي إنها غاضبه متضايقة .... !! .. ولكن من التي تجلس بقربها ...؟؟ إنها فتاه لا اعرفها .... ربما صديقه لها أو ربما قريبتها ..!!

أخذت اسأل نفسي وأنا في حيره ما الذي دعي سعاد لتقول جملتها هذه .. وكيف تجرء على قولها .. ؟؟ ولما هي حزينة هكذا ... ؟؟ ولما هذا الغضب ..؟؟؟
اعتالني القلق عليها فأخذت أفكر بطريقه استطيع إن اقترب منها واحادثها دون إن أشعرهم بقلقي او معرفتي ... ذهبت إليها متعللة باني ابحث عنها .. طالبه منها مساعدتي في إحدى البحوث التي أعدها .. وكعادتها سعــــاد لا ترفض طلب من يلجئ إليها .. وافقت .. على نحدد في الغد موعدا للبدء ...

كانت تحاول أن ترسم على وجهها ابتسامه .. وتحاول جاهدة أن تخفي غصبها .... لكن كل محاولاتها ذهبت هباء ... والغريبة انه تلك الفتاه التي تجلس بقربها كانت تحدق بي بطريقه غريبـــة ... في البداية كانت تنظر ليدي .. فقلت في نفسي ربما الساعة التي ارتديها أعجبتها .. بعد ذلك أخذت تتمعن فيني وبدقه متناهية .... حتى فاجأتها بسؤالي .. " عفوا هل تشبهيــن علـــي ...؟؟
فردت بتردد .. " نــــعم .. لالا .. لا أشبه عليكي ... هذه أول مره اصادفكي "
فرددت عليها .. "اراكــــي تطيلين النظر فيني .... فاعتقدت ذلك و ...."
"هـــل أنتــــي متزوجـــــــه ..؟؟ " سألتني وهي تقاطــــع حديثــــي ..
سؤالها فاجأني .. فأنا لا اعرف من تكون ... وما أهمية أن أكون متزوجه أو لا .. !! ... والأبدي لها .. أن رغبت أن تتعرف علي أن تسألني عن اسمي ... لا عن حالتي الاجتماعية ...

بصوت واطي سألت سعاد من هذه الفتاه .. ؟ ولما تسألني هكذا ..؟؟
أحسست انه سعاد ارتبكت من سؤالي وطلبت من صديقتها ان تكف عن الاسئله .. وحتى لا أحرجها .. استأذنتهم كي اكمل تهنئتي لبقية المتخرجات

باليوم الثاني .... عندما صحوت من نومي .. أخبرتني أمي بأنه سعــــاد هاتفتني ..

اتصلت بها .. كان صوتها يبدو لي حزينا .. سألتني متى ستأتين لنبدأ البحث .. واتفقنا أن يكون موعدنا بعد صلاة العصر ...

وحين وصولي اليها سألتني .. "ما هو موضوع البحث ؟؟ " فجاوبتها "بصراحة .. ليس هناك أي بحث "

" لا يوجد بحث ؟؟ " قالتها متعجبة ...

نعم قد تعللت بذلك بالأمس ..لاني سمعت صوتك عاليا وانتي تخاطبي من كانت تجلس بقربك ..... ورأيت ملامحك غاضبه .. فقلقت عليكي وخاصة وأنا لا اعرف من تكون هذه الفتاه ... فتعللت بهذه الكذبة كي أطمئن عليكي .. ارجوا أن تسامحيني ..

مقاطعه لحديثي"ومــــا الـــــذي سمعتيــــــه ؟؟ " قالتها وهي مرتبكة وخائفة ... ولا اعرف لما هنا أيضا اضطريت للكذب مره أخري .. ربما لاني لا ارغب أن أحرجها .. أو أرغمها على تبوح لي بسر لا ترغب أن يعرفه أحد ... فقلت لها "لا شي فأنا لم افهم شئ لانه الصوت لم يكن واضح من الضجة التي كانت بالحفلة .. لكني رايت ملامحك غاضبه بعض الشئ فقلقة"

وهنا رايتها كمن رجعت إليها الروح ... وهي تقول .. " أنا دائما عندما افقد أعصابي لا اشعر بالموجودين حولي " ... أخذنا نتحدث بمواضيع شتى إلى أن أخذنا الوقت .. وفي وقت رحيلي سألتني ... أن كنت متفرغة غدا فجاوبتها بنعم فطلبت مني مرافقتها لإنهاء بعض الأمور المهمة لديها ... فاستأذنتها بان اخذ رأي أمي .. فان وافقة فبكل سرور .. وعندما أتي الغد .. كنت قد أخذت الموافقه من أمي على أن لا أتأخر .

فذهبنا الي احدى ا الشركات ... وعند دخولنا رحبت السكرتيره بسعـــاد.. وكأنها تعرفها .. أو إنها سبق لها أن أتت هنا ..
دقائق من الانتظار خارجا لندخل بعدها على صاحب الشركة لاتفاجئ بأنه صاحب هذه الشركة هي الفتاه التي رايتها في الحفل ... رحبت بنا بحفاوة ودعتنا للجلوس .... وأنا في وسط هذه الدهشة ووسط الحديث الذي يدور بين سعــــاد وهذه الفتاه .. اتفجأ بخبر أخـــر .. وهو انه هذه الفتاه ما هي إلا خطابه ...!! والشركه هذه هي مقر عملها ومقر استقبال الراغبين في الزواج من الجنسين

سبحان الله .. قد وصلنا من التطور بان أصبحت الخطابة فتاه صغير في السن تدير أعمالها عن طريق شركه .. وموظفين ... وبآخر صرعاة التطور وهو الكمبيوتر ...

لكن ما الذي يجعل فتاه كسعــــاد تأتي هنا ..!!!!

نعـــــم الآن فهمت .. الان عرفت سر تلك الجملــة .. وأيضا سر سؤال هذه الفتاه عن حالتي الاجتماعية ... وباعتقادي أيضا إنكم فهمتم معي

ولكــــن لمـــــــاذا ..؟؟ ... سعــــاد فتاه لا ينقصها شئ .. لما تلجئ للخطابة لتبحث لها عن عريس ..؟؟ أساله كثيرة .. أخذت تدور وتدور في رأسي ...

لاحظت سعــــاد صمتـــي طيلة جلوسنا بالشركة ... وأنا لاحظت نظراتها المستمر لي .. وكأنها تبحث عن رأيي فيما تفعل في نظرات عيني ... أو تحاول أن تصل إلى شعوري فـــي هذه اللحظة ...

وعندما أوصلتني إلى البيت تعمدت أن ادعوها للداخل ... فلقد أحسست برغبتها بان تتحدث معي ... أو ربما شعرت هي بأنها بحاجه لتبرير عما تفعله أمامي ...

كانت مرتبكة وخجله ... عيونها لم تفارق الأرض ... كلماتها متقطعه .. كانت تنتظر مني أن ألومها .. نعـــم شعرت بذلك .. إنها تنتظر أن أعاتبها .. لكني لن افعل ذلك ... فأنا لم اعتاد على إحراج أحد ... وخاصة من اعرفهم

 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2008, 05:43 PM   رقم المشاركة : 509
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

ولأكسر حاجز الإحـــــراج .. داعبتــــها بقولي ..... "انه من يتزوجك سيكون محظــــوظ وغيــــر محظـــــوظ " ... فنظرت لي بنظرات العجب مستفهمة من جملتي ...

فأكملت .. " نعـــــم محظـــــــوظ لأنه سيتزوج من فتاه جميلة ومثقفه وأخلاقك عالية .. ما شاء الله يعني كاملة ... وغيــــر محظــــــوظ لأنك محاميه ولن يستطيع أن يجاريك في الإقناع .... وأيضا باستطاعتك أن تأخذي حقك منه بكل الطرق "

ضحكت من حديثــــــي ... وهي تقول "ربمــــا تكونيـــن صادقـــه عزيزتـــي .. لكن لـــن أكون أنا أبـــدا بمستـــوى ذكائــك أنتـــي " .. قالتهـــا لـــي وهـــي ترمــــق لعينـــي بحـــده وكأنهـــا قـــد كشفـــت محاولتـــي لكســـر هــــذا الحاجــــز ...

ابتسمت لها وأنا أقول .. " ليـــس كـــل ما نـــراه فـــي الظاهـــر ..هو مقيـــاس لحكمنـــا عـــن الجوهـــر ... " ...

وهنـــا وكـــأني قد فتحـــت لها بــــاب للحديــــث ... قامت من مكانهــــا وجلست بقربــــي .. ثم أخـــذت تنظـــر بعينها يمينــــا ويســــارا ... وكأنها تخشى أن يسمعنا احد قائله

ربما تستغربين لأني ابحث عن عريس لنفسي ...؟؟ نعم أنا قبلك قد استغربت الوضع ... لكن ماذا افعل أنا اشعر بأنه قطار الزواج سيفوتني .. وأنا إلى الآن لم يتقدم لي أي أحد .. ؟؟ فأنا لا قريب لي ... ولا بعيد ..

هانئتي تقولين باني فتاه جميلة ومثقفه وخلوقه ... لكن لم يطرق باب بيتنا أحد ليطلب الزواج مني ... الزمن يسرق مني أجمل سنين عمري وأنا على آمل أن يتقدم أحد ليتزوجني لكن لم يأتي .. لا اعرف لماذا ... أخذت ابحث عن عيب .. لكني لم أجد .. وها أنا أسألك .. ربما يكون فيني عيب أنا لم أراه في نفسي .. هل تجدين فيني عيب يمنعني عن الزواج فلا يتقدم أحد لطلب يدي ... ؟؟ حدثيني بصدق ..

جاوبتها " لا طبعا فأنتي ولله الحمد فتاه كاملة والكامل وجه الله "

آذن لما لم أتزوج إلى الآن ..؟؟.. أنا اعلم جيدا انه كل هذا قسمه ونصيب .. لكن تجاوز عمري الآن 34 عاما .. ومن في سني أبناؤه ألان في سن المراهقة ...
لا تلوميني إن مللت الانتظار وقمت بالبحث بنفسي .. أنا اعلم جيدا انه ما افعله منافيا لعادتنا وتقاليدنا ... لكن لو جلست هكذا سينتهي بي المطاف وحيده .. لا زوج ولا أبناء .. لا عائله انتمي لها .. لا هدف أعيش من اجله !!

تحادثني ودموعها أغرقت وجنتيها .. وستـــار الخجـــل قد أســــدل ستاره على وجههـــا ... كلماتها مبعثـــر .. وان استطاعـــت ان تجمعهــــا تعثـــرت على طرف لسانهــــا ....
شعـــرت ببركان سينفجر بـــل أراه انفجـــر أمامي ... لم أستطيع أن أتحـــدث أو حتـــى مواساتهـــا ... دموعها أحرقتنـــي ... وأحرقــت معي كلماتـــي ... لم يكن باستطاعتـــي سوى ان احتضنها ... ومشاركتهــا الدمــوع علني بذلك أخفف من شعـــور الذنـــب الذي أحسست بـــه


نعـــم أنــــا مذنبــــه ... على الرغم إني لم أعاتبها على تصرفها لكن ربما شعرت بعتابي لها بصمتي .. أو حتى بنظراتي ...
أو حتى بنظرات الغير لهـــا ... أو ربما هذا ما يسمونه عتاب النفس .. فهي متعجبة من تصرفها .. ما تربت عليه يرفـــض مـــا تفعلـــه .. صراع بداخلها بين الموافقة والرفض ... بين العقل والعاطفة ... بين الجرأة والخجل ... بين ان تكون او ان لا تكـــون ...

لكــــن مــــــــاذا تفعـــــل ..؟؟

هل ما تفعله هذه الفتاه هو الصحيح .. !! .. هل الخاطبة هو الملجئ الوحيد للفتاه التي على وشك أن يفوتها قطار الزواج ... ؟؟
على الرغم انه الزيجات من النوع هذا تكون محفوله بالمخاطر ... وأيضا تكون نظرة الزوج لهذه الزوجة غير جيده في بعض الأحيان

أنا لا أتحدث هنا عن أسباب العنوسه ... بل عن الخاطبة التي انتشرت في زماننا هذا بطريقه غريبة ... في السابق كنا لا نراها إلا بالأعراس ... وعادة تكون أمرأه كبيره في السن ... معروفه لدى الكل

أما الآن .. فهي شابه صغيره .. لديها شركه وموظفين .. وموقع تستقبل طلباتكم بكل الطرق .. بالبريد .. بالفاكس .. أو بالايميل ..

ظاهـــره انتشرت لكــن هل هي ظاهر صحية ..أم العكس .. ؟؟

شعرت ببعض الفضول لمعرفة ما يحتويه هذه المواقع .. فأخذت ابحث عن بعض هذه المواقع ... التي تقوم بمقام الخاطبة أيضا .. فهالني ما قرأت فيها من طلبات للجنسين ... فهي أغلبيتها تتشابه في الصفات الرائعة .. والمميزات المغرية ... أقرئوا معي طلبين لشاب وشابه .. قمت بنقلها لكم من إحدى هذه المواقع .. مع الاحتفاظ ببعض المعلومات الخاصة بهم ...

طلـــــــب فتاه تبحث عن عريس :
أنا فتاة عمري 22 سنة جنسيتي .....
جميلة جدا وجذابة .. صادقه ر شقية القد ..
ممشوقة القوام .. رومانسيه
عيون ناعسة .. أقدس الحياة الزوجية
بشرتي بيضاء .. وشعري طويل .. أجيد الطبخ

طلـــــــب شاب يبحث عن عروس :
شاب عمري 26 سنه جنسيتي ...
جميل الشكل .. ميسور الحال ..
رجل أعمال ( أو ذو وظيفة مرموقة )
أقدس الحياة الزوجية ... يحب السفر ...
متعلم ومثقف ... من عائله معروفه ...
رومانسي ... ورياضي

كل الفتيات جميلات .. رائعات وكأنها أوصاف ملكات جمال ...
والشباب ... كأنهم فرسان الأحلام ... تحفه لا تعوض ... كاملين خالين من أي عيب

ما هو مقياس الصدق هنا .. وأنا أرى بعيني انه الجميع يحتــــل بصفاتــــه مرتبــــة الشــــرف ..لا عيــــوب .. ولا نواقـــــص

ربما التمس العذر لسعـــــاد ... فقد تسلل لها اليــــأس وتمكن منها فلم تجد سوى هذا الطرق ... لتسابق الزمن كي تحتفظ بآخر ما تبقى لها من سنين شبابها لتقضيها مع زوجها ... وأتمنى أن توفق في اختيارها ... وربما الخاطبة وجودها ضروري لمثل هذه الحالات ..

لكـــــن ... هل هي مضمونه ... ؟؟؟

ما رأيك .. هل ما فعلته سعاد صحيح ... أم خاطئ ..؟؟

وهل تعتقد بأنه هؤلاء الشباب ... جديين في تقديم طلباتهم ... ؟؟

عندما اقرأ طلبات الشباب راودني هذا السؤال ... بما انه هؤلاء الشباب يملك كل هذه المميزات المغرية .. لما لم يتقدم لأي فتاه بمجتمعه ... كي يتزوجها .. باعتقادي انه "عريس لقطه "على قولة إخواننا المصريين ..

وهذه الفتاه بما إنها تحمل كل مقاييس الجمال .. والصفات والمميزات الرائعة ... لما تبحث هي عن عريس لما لا تنتظر إلى أن يأتي نصيبها .. هل معقول تكون حالة الجميــــع كحالــــة سعــــــــــاد !!!!

مجرد أسئلة أخذت تدور في خاطري ..بعد أن خرجت سعاد من عندي وكلي أمل بان تجد مبتغاها ..

 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 05-01-2008, 05:44 PM   رقم المشاركة : 510
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

المتصيدون في الماء العكر

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أَمنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكم بَعْدَ إِيمَانِكُم كَافِرِينَ) صدق الله العظيــــــم ..

لقد سجَلَ لنا تاريخ الصراع بينَ الأوسيين والخزرجيين ما أسموه ب( أيام العرب )، تلك الأيام ( الحروب العصيبة ) التي كادت أن تُفني القبيلتين، وتُهلك الحيين: وأول فتنةٍ وقعت بينهما، تلك الوقعة الدامية التي تعرف ب( حرب سُمير )، التقى فيها الفريقان، واقتتلوا اقتتالاً شديداً، في جولتين شرستين، اشترك فيها سائر بطون القبيلتين.

ولقد كانت أصابع اليهود وراء اغلب تلك الحروب، خفيّةً تارة، وظاهرة أخرى، تثير النار التي تحت الرماد، وتُذكي ثارات العصبيّة الكامنة بالأحقاد، بينَ تينكَ القبيلتين اللتين تتفرعان من أصلٍ واحد !!


البشرى بالخلاص


وكم كانت فرحةُ إياس بن معاذ كبيرة حينما التقاهم ذلك الرجل العظيم في شعاب مكّة، عندما قدموا من المدينة يلتمسونَ الحلفَ من قريش على قومهم من الخزرج، فقال لهم الرسول الكريم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: هل لكم فيما هو خير لكم مما جئتم له؟. فقالوا: وما هو؟. فدعاهم الى الإسلام، وقرأَ عليهم القرآن، فقال اِياس، وكانَ أعقلهم رغم كونه أصغرهم : هذا واللّه خير مما جئنا له !!
ورجع هؤلاء الرجال يحملون بينَ جوانحهم بشائر المستقبل السعيد، وراحوا يحدّثون قومهم عن ذلك اللقاء الميمون، والرجل الذي كانوا بهِ يحلمون.

وما أن جاءَ العام المقبل حتى وافى الموسم اثنا عشَرَ رجُلاً من سادة الأوس والخزرج ونقبائهم، وكانَ الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في العقبةِ بانتظارهم، فعقدوا البيعة الأولى

ولّما همّوا بالرجوع، طلبوا منهُ اَنْ يبعثَ معهم من يعلمهم الإسلام، ويدّرسهم القرآن، ويفقههم في الدين فانتدب الرسول لهذه المهمة الصحابي مصعب بن عمير وبعد أن حل موسم الحج التالي وإذا بذلك الشاب القرآني يعودُ الى المدينة، ومَعَهُ سبعون رجلاً من الأوس والخزرج، قد جاءوا مستَخفين لايشعر بهم أحد، تحتَ غطاء موسم الحج.

لقد عاشَ الأوس والخزرج بأروعِ ما يكون التلاحم الإيماني، وذهبت الاضغان من القلوب ، حيث قال تعالى : ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى الأَرضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .

وشعر اليهود الذينَ كانوا يغذّونَ الخلافات ويُذكون العصبيات، بالخيبة المريرة، والفشل الذريع. ولقد أدرك اليهود أنهم لا يستطيعون بعد اليوم أنْ يلعبوا بالمشاعر والعواطف، كما فعلوها يوم بُعاث وغيره من الأيام.. فقد تبدّلت الهموم الصغيرة والتطلعات الضيقة الى هموم كبيرة وتطلعات جسام.
إلا أن ذلك لم يجعل اليهود تكفّ عن محاولاتها اليائسة في إثارة الفتنة، والتصيّد في الماء العكر، فراحوا يتحينونَ الفرصة المواتية لإثارة الأحقاد الجاهلية والثارات العصبيّة .. وكادت محاولاتهم الأخيرة في صنع الفتنة أن تفلح وتنجح !!

بينما كان جمعٌ من الأنصار ( الأوس والخزرج ) يعيشون الفاعلية معاً في بناء الدولة الإسلامية الفتيّةً، مَرَّ احد أقطاب اليهود ( وكانَ شيخاً قد غبر في الجاهليّة، عظيم الكفر، شديد الغيظ على المسلمين، شديد الحسد لهم ) ، فغاظَهُ ما رأى من ألفتهم بعد عداوة ، و وحدتهم بعد فرقة ، فأمَرَ رجلاً يهودّياً ليدخل بينَ صفوفهم، ويسعى بما يستطيع في إثارة الفتنةِ فيهم، ويذكّرهم بأيام حروبهم، وما نزف فيها من الدماء، وقيل من الأشعار في الفخر والهجاء.

وذهب ذلك الرجل، وحاول بكلِّ مكرٍ ودهاء أنْ يثير الأحقاد الكامنة، والضغائن الدفينة، كما أوصاهُ سيده، فذكّرهم بما قاله شاعرهم الأوسي مفتخراً :

ويوم بُعاثٍ أسلمتنا سيـــــــــوفنا ...... إلى حسبٍ في جذم غسانَ ثاقـــــــبِ
قتلناكُمُ يـــــــــوم الفجــــار وقبله ...... ويومُ بُعاثٍ كان يومَ التغالـــــــــــبِ
اتت عُصَبٌ للأوس تخطر بالقنا ...... كمشي الأسود في رشاش اَلأهاضبِ

ثم انشد لهم جواب شاعرهم الخزرجي :

نحامي علـــــــى أحسابنا بتلادنا ...... لمفتقر أو سائل الحــــــق واجبِ
وأعمى هدته للسبيـــــــل سيوفُنا ...... وخصمٍ أَقمنا بعد ما ثَجَّ ثاعِــــبِ
وهم حسّرٌ لا في الدروع تخالهم ...... اسوداً متى تُنْث الرماح تضارَبِ

وعاد الى الخزرج لينشدهم ابيات شاعرهم حسّان بن ثابت، ليذكرهم بيوم السَّراره الذي وقعت فيه حرب شديدة :

حســــــــــامٌ واَرماحٌ بأيدي اعزةٍ ...... متى ترهم يا ابنَ الخطيم تلبَدِ
اسودٌ لدى الاشبال يحمي عرينَها ...... مداعيسُ بالخْطِّي في كُلِّ مشهدِ

وما أجابه الشاعر قيس الأَوسى :

لنا حائطانِ الموتُ اسفل منهما ...... وجمعٌ متى تصرخْ بيثرب يصعدِ
ترى اللآبة السوداء يحمرّ لونُها ...... ويسهل منها كُــــــلُّ ربعِ وفَدْفــَدِ

وما انفكَّ يحرَّض الفريقين، مذكراً لهم حتّى دبَّ النزاعُ بينَ رجال القبيلتين، واخذوا يتفاخرون ويتنازعون، حتّى وَصَلَ بهم الأمر الى أنْ يثبَ رجلٌ مِنَ الأوس وآخر من الخزرج، فدار بينهما جدالٌ عنيف ( وقال احدهما لصاحبه: اِن شئتُ رددتها جَذعاً، وغضبَ الفريقان جميعاً، وقالا ارجعا : السلاَح السلاح.. موعدكم الظاهرة .. وهي حرّه، فخرجوا اِليها، فانضمت الأوس والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانت عليها في الجاهليّه ) ، وتواثبوا للقتال، واخذَ الشررُ يتطايرُ من عيون الرجال، وشهُر السلاح، وأشرعت الرماح، وكادت ان تَقَع فتنةٌ عمياء، لولا حضور الرسول القائد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، الذي جاء مُسرعاً الى ذلك الميدان، ومعه عدد من المهاجرين، فرأى القوم على وشك حرب مدمّرة !!

وبحكمة القائد الرباني، راح يهدئ القلوب الثائرة، والدماء الفائرة، فذكرهم بنعمة الإسلام، وسوء العصبيات الجاهلية، وخاطبهم بكلِّ أسفٍ ولوعة ومرارة : (يا معشر المسلمين .. أتدعون الجاهلين وأنا بينَ أظهركم، بعد أن أكرمكم اللّهُ بالإسلام، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، وألّفَ بينكم، فترجعون إلى ما كُنتم عليه كفّارا، اللّهَ اللّه) ..

وسرعان ما رجعوا إلى أنفسهم، وأدركوا أنّها نزغةٌ من الشيطان وكيدٌ من عدوهم، فألقوا السلاح من بين أيديهم، وبكوا، وعانقَ بعضُهُم بعضا، ثمَّ انصرفوا مَعَ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سامعين مطيعين ... فأنزل اللّه سبحانه آيات بيِّنات، تُتْلى على مدى الأَجيال والأزمان، لتحذر الأمّة من طاعة أهل الكتاب والاستماع اليهم، والسير وراء مخططاتهم، كما وتحذرها من سوء النعرات القبليّة والعصبيات القوميّة ..

قال الله سبحانه وتعالى : ( يَايُّهَا الَّذِينَ أَمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ* وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ أَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* يَأَيُّهَا الَّذِينَ أَمَنْوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )

 

 


 

رد مع اقتباس
رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.