الفلاش
 
 
رسمنا الإبداع بجهودنا فتميزنا بـ / إسلوبنا فعندما وصلنا للقمه : تركنا بصمتنا ورحلنا - إدارة لك عيوني

 

صفحة جديدة 2
 
العودة   منتديات لك عيوني > الاقسام الثقافيه والادبيه و الشعريه > قصص - روايات - قصص رومنسيه - حكايات - قصص حزينه
اسم العضو
كلمة المرور
التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم
قصص - روايات - قصص رومنسيه - حكايات - قصص حزينه قصص حزينه ، قصص حب ، قصص زواج ، قصص معبره ، قصص خياليه ، قصص حقيقيه ، قصة حب ، قصه رومنسيه
 

رواية البيتُ المائل - أغاثا كريستي

قصص - روايات - قصص رومنسيه - حكايات - قصص حزينه


رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
قديم 08-24-2009, 09:33 PM   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

أُغريتْ جوزفين لحظة، لكنها بعد ذلك هزت رأسها و قالت:

- لا، و على كل حال فأنا لا أحب قصص شيرلوك هولمز... إن أسلوبها قديم و يركب أبطالها عربات تجرها الكلاب!

- و ماذا عن تلك الرسائل؟

- أية رسائل؟

- رسائل لورانس براون و بريندا.

- لقد اخترعتها.

- لا أصدقك.

- نعم، إنها كذبت اخترعتها! إنني أخترع كثيراً أشياء من هذا النوع، فهذا يسليني.

حدقتُ فيها و حدقتْ إليّ:

- اسمعي يا جوزفين: أعرف رجلاً في المتحف البرطاني مطّلعاً على القصص التاريخية. لو سألته: لم لَمْ تأكل الكلاب راحتي جيزبيل فهل تخبرينني عن هذه الرسائل؟

هذه المرة ترددت جوزفين حقاً. ثم في مكان ليس بعيداً انكسر غصن شجرة و أحدث صوتاً حاداً. قالت جوزفين ببرود:

- لا، لن أخبرك.

رضيتُ بالهزيمة. و في وقت لاحق من ذلك اليوم تذكرتُ نصيحة والدي. أما في تلك اللحظة كررت المحاولة:

- حسناً... إنما هي لعبة. أنت لا تعلمين شيئاً.

قدحت عين جوزفين لكنها قاومت الإغراء، نهضتُ و قلت:

- هيا، يجب أن أدخل الآن لأبحث عن صوفيا.

- سأقف هنا.

- لا. لن تفعلي. سوف تدخلين معي.

شددتُها بغلظة حتى تقف على قدميها فتفاجأتْ، احتجّتْ لكنها استسلمت عن طيب خاطر منها، ربما لأنها كانت ترغب ملاحظة ردود فعل أهل البيت عند حضوري.

لم أدرك في تلك اللحظة سرَّ حرصي على اصطحابها معي إلى البيت، و لكن السبب ما لبث أن خطر بالي و نحن ندخل من الباب الأمامي:

كان السبب هو انكسار الغصن المفاجئ!


*****

 

 


التوقيع

آلــــــف مـــبـــروكـ يـــآآآآكـــبـــيـــر آســـيـــآْ ع لــقــب لآعــب آلــقــرن فــي آآســيــآء

 

رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:34 PM   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

- 14 –


كانت همسات تُسمع من قاعة الجلوس الكبيرة. ترددت و لكني لم أدخل، تمشيت في الممر و بدافع الغريزة دفعت باباً أخضر. كان الممر من خلفي مظلماً لكن باباً انفتح فجأة مظهراً لي مطبخاً كبيراً مضيئاً.

كان عند الباب امرأة كبيرة في السن، عجوز ضخمة تضع مريلة بيضاء نظيفة حول خصرها السمين، و حين رأيتها عرفت أن كل شيء كان على ما يرام. إنه الشعور الذي يسكن في قلبك من مدبرة المنزل ناني الطيبة. إنني في الخامسة والثلاثين لكنني أحسست أنني ولد صغير مطمئن في الرابعة من عمره!

و لقد عرفت أن مدبرة المنزل ناني لم تكن قد رأتني من قبل لكنها قال في الحال:

- أنت السيد تشارلز، أليس كذلك؟ ادخل إلى المطبخ و دعني أقدم لك كوباً من الشاي.

كان مطبخاً كبيراً و جميلاً. و جلست إلى الطاولة الوسطى، وأحضرت ناني لي فنجاناً من القهوة و قطعتين من البسكويت على طبق، و أحس أنني في الحضانة مرة أخرى: كل شيء كما يرام و لم تعد المخاوف من الطلمة و المجهول تنتابني! قالت ناني:

- ستكون الآنسة صوفيا مسرورة جداً لمجيئك فهي متضايقة.

و أضافت و قد تغير لون وجهها: عجباً! إنهم جميعاً في ضيق.

نظرت ورائي و قلت:

- أين جوزفين؟ لقد دخلت معي!

طقطقت ناني بلسانها استهجاناً:

- إنها تتنصت وراء الأبواب و تدون ما تسمع في ذلك الدفتر الصغير السخيف الذي تحمله حيثما ذهبت. كان يجب أن تذهب إلى المدرسة و تلعب مع أترابها من الأطفال. لقد قلت ذلك للآنسة إيديث و وافقتني، لكن السيد رأى أن تبقى هنا في البيت.

- أظن أنه كان يحبها كثيراً.

- نعم كان كذلك يا سيدي، كان يحبهم جميعاً!

بدا الذهول على وجهي قليلاً و أنا أتعجب لماذا كان حب فيليب لذريته يعبر عنه بصيغة الماضي، و لاحظت تاتي ملامح الدهشة فاحمر وجهها قليلاً:

- عندما قلت (السيد)) فإنما كنت أعني السيد ليونايدز العجوز.

و أردت أن أجيبها لكن الباب انفتح بقوة و دخلت صوفيا مندفعة. قالت:

- تشارلز..!

ثم أضافت بسرعة تخاطب ناني:

- أنا سعيدة لأنه جاء يا ناني.

- أعلم أنك سعيدة يا حبيبتي.

جمعتْ أنانيب الأوعية و حملتها إلى حجرة الغسيل و أغلقت الباب وراءها. نهضتُ و جئت إلى صوفيا فأمسكت ببيدها.

- عزيزتي، إنك ترتجفين! ما الأمر؟

- أنا خائفة يا تشارلز. خائفة!

- يا ليتني أستطيع أن آخذك بعيداً...

ابتعدت عني قليلاً و هزت رأسها:





 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:35 PM   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

- لا. هذا مستحيل. يجب علينا أن نواصل حتى النهاية، لكنك تعرف يا تشارلز أنني لا أحب الإحساس بأن أحداً في هذا البيت أراه و أكلّمه كل يوم هو قاتل عديم الإحساس!

لم أعرف كيف أجيبها. إن المرء لا يستطيع أن يقدم تطمينات لا معنى لها لفتاة مثل صوفيا. قالت:


- فقط لو نعرف من هو القاتل...

- هذا أسوأ ما في الأمر.

همست: أتدري ما الذي يخيفني؟ أننا قد لا نعرف أبداً...

كان يمكنني أن أتخيل هذا الكابوس، ربما يظل قاتل العجوز ليونايدز مجهولاً، لكنني تذكرت سؤالاً تعمدت أن أسأله صوفيا، قلت لها:

- أخبريني صوفيا، كم واحداً في البيت كان يعلم أمر قطرة الإيسيرين الخاصة بالعين؟ أقصد أن يعرف أنها عند جدك وأنها كانت قطرة سامة أو قاتلة؟

- فهمت مرادك يا تشارلز، لكن هذا لن يفيد، فكلنا كنا نعرف. كنا نجلس جميعاً ذات يوم مع جدي محتسي القهوة في الدور العلوي بعد تناول الغداء. كان جدي يحب أن نجتمع حوله. وكانت عيناه تؤلمانه كثيراً فأحضرت بريندا الإيسيرين لتنقُط في كل عين قطرة، و قالت جوزفين التي تحب كثرة الأسئلة (لماذا كتب عليها ((قطرة عين)) و ليس جرعة للشرب؟)) فابتسم جدي و قال (لو أن بريندا أخطأت و حقنتني إبرة من قطرة العين في يومٍ ما بدلاً من إنسولين فسينقطع نفَسي ويزرّق وجهي ثم أموت؛ لأن قلبي ليس قوياً!))، و قالت جوزفين (ها!)).

ثم أكمل جدي حديثه فقال (فعلينا أن نكون على حذر لكيلا تعطيني بريندا حقنة إيسيرين بدلاً من أنسولين، أليس كذلك؟))

و سكتت صوفيا قليلاً، ثم أضافت:

- كنا جميعاً نصغي، هل عرفت؟ سمعنا ذلك جميعاً!

لقد فهمت ذلك حقاً، لكني تذكرت الآن أن العجوز ليونايدز قد زودّهم – صراحة – بمسوّدة خطة لقتله، لم يكن على القاتل أن يرسم خطة أو أن يخترع شيئاً، فقد قدم الضحية نفسه أسلوباً سهلاً و بسيطاً يتسبب في موته.

تنهدتُ عميقاً و أدركت صوفيا ما أفكر فيه و قالت:

- نعم. إنه أمر مرعب، أليس كذلك؟

قلت بطء:

- أتعرفين يا صوفيا؟ إني أفكر في شيء واحد لا غير.

- و ما هو؟

- لقد كنتِ على صواب؛ لأن بريندا يستحيل ان تفعلها، لم تكن تستطيع فعل ذلك بتلك الطريقة تماماً، حيث كنتم جميعاً تستمعون و كلكم يتذكر ذلك الموقف.

- لا أدري، أحياناً تكون صامتة!

- كيف تكون صامتة إزاء ذلك كله؟ لا. لا يمكن أن يكون الفاعل بريندا.

ابتعدت صوفيا، سألتني:

- ألا تريد أن تكون بريندا هي القاتلة؟

و ماذا يمكنني أن أقول؟ لم أستطع... لا، لم أستطع أن أقول صراحة: نعم، أرجو أن يكون القاتل بريندا! و لـمَ لم أستطع؟ أشفقت على بريندا، كانت وحدها في جانب و عداء عائلة ليونايدز القوبية كان ضدها صفاً في الجانب الآخر. أهي شهامة؟ نُصرة الضعيف الذي لا يقوى على الدفاع عن نفسه؟

و تذكرتها و هي تجلس على الأريكة في ثوب الحداد الغالي واليأسُ تسمعه في صوتها و الخوف تراه في عينيها!

رجعتْ ناني في الوقت المناسب من حجرة الغسيل، و لعلّها أحسّت توتراً بيني و بين صوفيا، قالت باستنكار:

- تتحدثان عن القتل؟ أنصحكما أن تكُفّا عن ذلك و تتركاه للشرطة، إنه عمل بغيض من شأنهم هم و ليس من شأنكما.

- ناني، ألا تدركين أن أحداً من أهل البيت هو القاتل؟

- هذا هراء يا آنسة صوفيا، لم أعد أطيق سماع ذلك. أليس الباب الأمامي مفتوحاً طوال الوقت، كل الأبواب مفتوحة، كأنها تقول للّصوص (ادخلوا))؟

- لكن الفاعل يستحيل أن يكون لصاً، فلم يُسرق من البيت شيء، ثم لماذا يدخل لص إلى البيت و يسمم إنساناً؟

 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:35 PM   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

- لم أقل بأنه لص يا آنسة صوفيا، إنما قلت الأبواب كلها كانت مفتوحة لذلك فأي واحد كان يمكن أن يدخل، لو سألتني عن القتال لقلت بأنهم الشيوعيون.

أومأت ناني برأسها علامة الارتياح، سألها صوفيا:


- و لماذا يريد الشيوعيون قتل جدي المسكين؟

- الناس يقولون بأنهم وراء كل مصيبة، لو لم يكن الشيوعيون فإنهم الكاثوليك، إنهم جميعاً في الخبث سواء.

ذهبت ناني مرة أخرى إلى حجرة الغسيل. ضحكت أنا وصوفيا، و قلت لها:

- إنها عجوز بروتستانتينية متعصبة!

- أجل، إنها كذلك. هيا يا تشارلز، تعال إلى غرفة الاستقبال، هناك اجتماع عائلي منعقد. كان موعده هذا المساء لكنه بدأ مبكراً.

- إذن فالأفضل ألا أتدخل يا صوفيا.

- إن كنت ستتزوج فتاة من العائلة فالأحسن أن ترى ما يكون عليه الأمر حين يُنزع القفاز من اليد.

- ما هو موضوع الاجتماع؟

- شؤون روجر، لعلك تعرفها؟ لكن من الخبل أن تظن روجر قد قتل جدي، فقد كان روجر يحبه حباً شديداً!

- في الواقع لم أظنّ أن روجر هو الذي فعلها، كنت أرجّح أنها كليمنسي.

- ذلك فقط لأنني اقنعتك بهذه الفكرة، لكنك مخطئ أيضاً، لا أظن أن كليمنسي لا تهتم و لو قليلاً لو أن روجر خسر كل أمواله. أظنها ستكون سعيدة بذلك، إن لديها رغبةً عجيبة ألا تملك شيئاً! هيا، أدخل.

دخلت مع صوفيا إلى غرفة الاستقبال و سكتت الأصوات التي كانت تتحدث فجأة، و نظر الجميع إلينا.

كانوا جميعاً هناك: فيليب على كرسي كبير قرمزي بين النافذتين، و وجهه الجميل متجهم حزينٌ كأنه قاضٍ يوشك أن يقطع حكماً، و روجر على مقعد قرب الموقد يجلس منفرج الساقين و ينفش شعره بأصابعه، و ساق بنطاله اليسرى مثنية و ربطة عنقة مائلة، و وجهه محمّر ثائر.

جلست كليمنسي خلفه، و قد بدت نحيلة على كرسي كبير. كانت تنظر بعيداً عن الآخرين كأنما تتفحص صور الحائط بنظرات هادئة. و جلست إيديث على كرسي الجد أريستايد منتصبة و هي تغزل الصوف بحركة سريعة و شفتاها مزمومتان.

و كان أجمل الحاضرين في الغرفة ماجدا و يوستيس. كأنا كأنهما لوحة رسمها فنّان. جلسا معاً على الأريكة: الولد الأنيق أسود الشعر متجهّماً و إلى جانبه ماجدا و ذراعها ممدودة خلف ظهره. دوقة بيت ((ثري غابلز)) في ثوب جميل و إحدى قدميها الصغيرتين ممتدة و هي تلبس الخفّ!

قطب فيليب جبينه:

- إني آسف يا صوفيا، نحن نناقش شؤوناً عائلية ذات خصوصية!

قرقعت صنارتا الآنسة دي هافيلاند و هممتُ أن أعتذر و أخرج لكن صوفيا سبقتني و قالت بوضوح و تصميم:

- أنا و تشارلز سنتزوج، و أريده أن يكون هنا.

قفز روجر من مقعده فجأة و صاح:

- و لم لا؟ كنت أقول لك يا فيليب إنه لا يوجد شيء خاص في هذا الأمر، لسوف يعلمه الناس جميعاً غداً أو بعد غد!

و جاء و وضع يده على كتفي بتودد:

- يا ولدي العزيز، أنت تعلم كل شيء عنه، كنت هناك هذا الصباح.

صاحت ماجدا و هي تنحني:

- أخبرني، كيف هي سكوتلاند يارد؟ إن المرء يتساءل عن ذلك كثيراً... طاولة؟ مكتب؟ كراسي؟ كيف ستائرها؟ أظن أنه لا يوجد زهور فيها أو مسجّل؟

قالت صوفيا: ضعي له مشهداً كوميدياً، و على كل حال فقد أمرتِ فافاسور جونز أن يحذف مشهد سكوتلانديارد ذاك؛ لأنه يهبط بالمسرحية – حسب قولك – هبوطاً مفاجئاً.

 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:36 PM   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

ماجدا: إنه يجعلها تشبه المسرحية البوليسية كثيراً!

سألني فيليب محتداً:


- هل كنت هناك هذا الصباح؟ لماذا؟ أوه! والدك...

قطب جبينه. فهمت أكثر من ذي قبل أن حضوري لم يكن مرغوباً فيه لكن يد صوفيا كانت تقبض على ذراعي.

حركت كليمنسي كرسياً إلى الأمام و قالت:

- اجلسْ من فضلك!


نظرت إليها نظرة امتنان و وافقت على دعوتها.

و قالت الآنسة دي هافيلاند قولاً عرفت منه أنها كانت تواصل الحديث الذي كانوا فيه:

- قل ما تشاء، لكنّ علينا أن نحترم رغبة أريستايد. حين يتمّ تسوية أمر الوصية هذه فنصيبي كله تحت تصرفك يا روجر.

شد روجر شعره بقوة و صاح:

- لا يا خالتي إيديث. لا!

فيليب: يا ليتني أستطيع أن أقول نفس الشيء، لكنّ على المرء أن يحسب لكل شيء حسابه...

- ألا تفهم يا عزيزي فيل؟ لن آخذ بنساً واحداً من أحد منكم.

صاحت كليمنسي فجأة:

- إنه لا يستطيع بالطبع.

ماجدا: على أية حال يا إيديث، إذا تم تقسيم الوصية فسوف يأخذ نصيبه.

يوستيس: و لكن ربما لا يتم تقسيمها غلآن، أليس كذلك؟

فيليب: أنت لا تعلم شيئاً عنها يا يوستيس.

صاح روجر:

- الولد على صواب. لقد وضع أصبعه على الجرح! لا شيء سوف ينقذني من الكارثة، لا شيء!

كليمنسي: لا أرى شيئاً يستحق النقاش في الحقيقة.

روجر: على أية حال فلا شيء يهمني!

ضم فيليب شفتيه ثم قال:

- كنت أظن أنه يهمك كثيراً يا روجر.

- لا لا، و ماذا يهمني بعد أن مات أبي؟ و ها نحن نجلس هنا نناقش فقط شؤون المال!

احمرت جنتا فيليب الشاحبات قليلاً و قال بثبات:

- إننا نحاول المساعدة فقط.

- أعرف يا فيل، أعرف، و لكننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً. دعنا نَقُلْ بأنه لم يبق سوى يوم واحد.

- أظن أنني أستطيع جمع مقدار من المال، لقد تدهورت السندات المالية كثيراً، و بعضٌ من رأس المال مشتغل في استثمارات معينة فلا أستطيع أخذها، فهي سداد لديون ماجدا ولكن...

أدركته ماجدا بسرعة:

- إنك لن تستطيع جمع المال يا عزيزي. سيكون سخيفاً أن تحاول، كما أنه ظلم للأطفال.

فصاح روجر:

 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:36 PM   رقم المشاركة : 76
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

- لقد أخبرتكم أنني لا أطب شيئاً من أحد منكم/ لقد بحّ صوتي و أنا أقول لكم ذلك. إنني راضٍ تماماً أن تأخذ الأمور مجراها.

- إنها مسألة سمعة اجتماعية، سمعة والدي و سمعتنا.

- لم يكن هذا من شأن العائلة، بل كان شأني أنا وحدي.

قال فيليب و هو ينظر إليه:

- أجل، كان شأنك وحدك.

نهضت الآنسة دي هافيلاند و قالت و في صوتها نبرة هيمنة تؤثر في الحاضرين:

- اظن أننا ناقشنا هذا بما فيه الكفاية.

و نهض فيليب و ماجدا، و خرج يوستيس من الغرفة في كسل، و لاحظت الغرور في مشيته العرجاء: لم يكن أعرج لكن مشيته عرجاء.

تأبّط روجر ذراع فيليب و قال:

- إنك حلو المعشر يا فيل و إن يكن تفكيرك هكذا!

خرج الأخوان معاً و همست ماجدا و هي تتبعتهما:

- يالها من جلبة!

أما صوفيا فانصرفت قائلة إنها ستتدبر أمر غرفتي.

وقفت إيديث دي هافيلاند تجمع صوفها. نظرتْ إليّ فظننت أنها تريد محادثتي، كانت نظراتها توحي أنها تستغيث لكنها غيرت رأيها و تنهدت و خرجت في عقب الذي قبلها.

وقفت كليمنسي عند النافذة تطلّ على الحديقة، جئتُ إليها فاتلتت و قالت:

- الحمد لله. اللقاء انتهى!

و أضافت بنفور: إنها غرفة عجيبة!

- ألا تحبينها؟

لا أستطيع أن اتنفس و أنا فيها، فرائحة الزهور المقيتة والغبار دائماً فيها!

لا أظن أنها كانت عادلة في وصف الغرفة، لكني فهمت ماذا قصدت، كانت تقصد حتماً ما بداخل الغرفة. كانت غرفة غريبة، مريحة للنظر، مغلقة، لا يعتريها تقلّب الجو السيء في الخارج. و لم تكن غرفة يكون الرجل فيها سعيداً لو مكث فترة طويلة، فأنت لا تستطيع أن تستريح فيها و تقرأ صحيفة و تدخن بالغليون و تمدّ قدميك. ومع ذلك كنت أفضلها على غرفة كليمنسي البسيطة المجردة من الأثاث في الطابق العلوي، وبالجملة فأنا أفضل حجرة الجلوس على قاعة العمليات التدريبية في مستشفى.

نظرت كليمنسي حولها و قالت:

- إنها خشبة مسرح، لوحة خلفية من أجل ماجدا لتمثل عليها المشاهد، شارلز، هل عرفت ما كنا نؤديه قبل قليل؟ المشهد الثاني. الاجتماع السري العائلي، لقد رتبته ماجدا، لم يكن يعني شيئاً إذ لم يكن ثمّة شيء نتحدث فيه أو نناقشه، كل شيء تمت تسويته... انتهى.

لم يظهر الحزن في صوتها، بل الرضى، و رأتْني و أنا أنظر إليها، فسألتني بعجلة:

- ألا تفهم؟ أخيراً أصبحنا أحراراً! ألا تفهم أن روجر كان بائساً... بائساً تماماً... منذ سنوات عدة؟ لم يكن يرغب في العمل. إنه يحب أشياء مثل الخيول و الأبقار، و يحب التسكع في الأرياف. لكنه كان يعشق والده، و كلهم كانوا مثله، و لم يكن العجوز طاغية و لم يؤذِهم أبداً، و هم بقوا مخلصين له. هذا هو الأمر غير الطبيعي في هذا البيت... عائلة كبيرة جداً..

- أهذا شيء غير طبيعي؟

- اعتقد ذلك. أعتقد أنه عندما يكبر أطفالك، فيجب أن تبتعد عنهم و تطلق سراحهم و تجبرهم على نسيانك.

- أجبرهم؟ هذه قسوة، أليس كذلك؟ أليس الإكراه عملاً سيئاً؟

- لو لم يصنع من نفسه تلك الشخصية...

- لا أحد يملك أن يصنع من نفسه شخصية. لقد كان قوي الشخصية بطبيعته.





 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:36 PM   رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

- كانت شخصيته مؤثرة في روجر حتى العبادة! كان روجر يفعل كل ما يأمره أبوه، و كان يسعى أن يكون الولد الذي يريده والده، و لم يستطع! نقل إليه ملكية شركة التجهيز الغذائي التي كانت سبب متعة العجوز و فخره، و اجتهد روجر أن يتبع خطى أبيه لكنه لم يفلح! لم يكن يمتلك تلك القدرة فهو غبي في الإدارة. أجل، أقولها صراحة و قد أوشكت أن أجرحه... إنه بائس! مكث سنينُ يكافح و يرى المصلحة كلها تنهار، و تخطر باله أفكار ((رائعة)) فجأة و خطط كانت دائماً تضلّله الطريق و تزيد أمره سوءاً في كل يوم! كم هو مفزع أن تشعر أنك لا تجني غير الفشل سنة بعد أخرى! أنت لا تعلم كيف كان روجر بائساً، إنما أنا أعرف!

و التفتت مرة أخرى و واجهتني:

- خمنت أنك اقترحت على الشرطة أن روجر ربما قتل والده من أجل المال. كم يبدو هذا سخيفاً!

قلت بتواضع:

- لقد أدركت الآن أنه سخيف.

- حين علم روجر أنه لا يستطيع أن يدرأ عن نفسه الكارثة و أنها متحققة الوقوع أحس بالارتياح. نعم أحس بذلك. كان منزعجاً لأن والده عرف الأمر و ليس لأي سببٍ آخر، و كان يتطلع إلى الحياة الجديدة التي كنا سنعيشها.

ارتعش وجهها و سكن صوتها!

- أين كنتما سترحلان؟

- إلى جزر البارْبادوس. مات ابن عم لي بعيد قبل زمن قصير و ترك عقاراً صغيراً هناك، ليس بالشيء الكثير لكنه مكان كنا نذهب إليه. كنا سنصبح فقراء بائسين لكننا نكدّ في طلب العيش، و تكلفة العيش هناك زهيدة جداً. كنا سنعيش معاً دون قلق بعيداً عنهم جميعاً!

تنهدْت.

- إن روجر رجل عجيب. كان سيقلق عليّ من الفقر، ففي ذهنه موقف عائلة ليونايدز نفسها من المال. عندما كان زوجي الأول حياً كنا فقيرَيْن جداً، و رأى روجر أن زواجه مني هو جرأة رائعة، لكنه لم يدرك أنني كنت سعيدة و لقد فقدتُ السعادة منذ ذلك الوقت!.. لم أحب ريتشارد أبداً كما أحب روجر!

و أغمضت جفنيها قليلاً ثم نظرْ إلي، و أدركت حدّة شعورها حين أضافت قائلة:

- و لذلك فأنت ترى، ما كنت لأقتل أحداً من أجل المال. لا يغريني المال!

كنت متأكداً أنها تعني ما تقول. كانت كليمنسي ليونايدز من القلّة الذين لا يهمهم المال. إنها تكره الرفاهية و تحب الزهد و التقشف و تنظر إلى الأملاك نظرة ارتياب. و مع ذلك فهناك الكثير من الناس الذين لا يجذبهم المال و لكن القوة التي يمنحها المال لهم تغريهم!

قلت لها:

- لعلك لم تكوني تطلبين المال لنفسك، لكنّ المال إن صُرف بحكمة فعل الأعاجيب. ماذا لو وُضع للأبحاث مثلاً؟

كنت أشك أن كليمنسي كانت ذات طريقة غريبة في التفكير بالنسبة لعملها لكنها قالت:

- أشك أن وقف الأموال على الأبحاث ينفع كثيراً. إن الأموال تُصرف في الطريق الخطأ. الأشياء الهامة ينجزها عادةً أناس متحمسون ذوو رؤية واقعية. إن المعدات الغالية و التدريب و التجارب ليست أساساً في الإنجاز كم تظن؛ لأن الأيدي التي تستعملها غالباً غير أمينة!

- و هل تتركين عملك إذا سافرتِ إلى الباربادوس؟ أظنك مازلتِ ترغبين في الرحيل.

- أوه، نعم. ساعة يأذن لنا الشرطة بذلك... لا، لن أهتم أن أدع عملي بتاتاً، و لمَ أهتم؟ لم أكن أحب أن أكون عاطلة عن العمل، لكني لن أكون عاطلة عنه و أنا في الباربادوس. يا ليت هذا الأمر يتمّ كله بسرعة فنرحل!

- كليمنسي، أليست لديك فكرة عمن يمكن أن يكون قد ارتكب الجريمة؟ إذا كنت أنت و روج غير متورطَيْن – و أنا أرى في الحقيقة سبباً يدعوني لأظن ذلك – فإنك بذكائك بالتأكيد قد علمت شيئاً عمن فعلها، أليس كذلك؟

نظرتْ إلي نظرة غريبة حادة من طرف عينيها و حين نطقت كان صوتها فقد عفويته، و لعلّها كانت مرتبكة بعض الشيء.

قالت: المرء لا يستطيع أن يخمّن... هذا غير علمي. فقط أقول بأن بريندا و لورانس هما المشبوهان كما يبدو، و لا أزيد.

- إذن فأنت تشكّين فيهما.

هزّت كتفيها استهجاناً، و وقفت لحظة كأنها تستمع، ثم خرجت من الغرفة مارةً بلإيديث دي هافيلاند عند الباب، و جاءت إليّ إيديث و قالت:

- أريد التحدث إليك.





 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:37 PM   رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

وَثَبَتْ كلمات والدي إلى ذهني. هل كان هذا... لكن إيديث دي هافيلاند كانت مستمرة في حديثها.

قالت: أرجو ألا تكون أخذت الانطباع الخاطئ. أقصد عن فيليب، فهو رجلٌ يصعب فهمه. قد يبدو لك متحفظاً و فاتراً لكن الأمر ليس كذلك على الاطلاق، إنها فقط عادة لا يمكنه التخلي عنها.

قلت:

- إنني في الحقيقة لم أفكر...

لكنها اندفعت تقاطعني قائلة:

- الآن فقط... بشأن روجر. إنه لم يضنّ على أخيه بالمال، لم يكن أبداً بخيلاً بالمال، و هو – في الحقيقة – رجل محبوب. كان دائماً رجلاً محبوباً لكنه لا يجد من يفهمه!

نظرت إليها نظرت من يرغب أن يفهم، و أكملتْ:

- لعلّ سبب ذلك أن فيليب هو الولد الثاني في العائلة، هناك في الغالب شيء يتعلق بالطفل الثاني. لقد أعطاهما أبوهما فرصة متساوية، و كان روجر يحب والده كثيراً، و كل أفراد العائلة كانوا يحبون أريستايد و هو أحبهم كذلك، أما روجر فكان مصدر فخره و فرحه الخاصين؛ لأنه الأكبر و الأول، وأعتقد أن فيليب أحسّ بذلك فعكف على نفسه و جعل يبحث في الكتب و الماضي و أشياء لا تتصل بالحياة اليومية. أظن أنه عانى، و كم يعاني الأطفال!

سكتت قليلاً، ثم أضافت:

- الذي أعنيه في الحقيقة أنه كان يغار دائماً من روجر، وربما لم يكن يدرك ذلك في نفسه، لكني أظن أن موقفه بخصوص فشل روجر في عمله... أنا متأكدة أنه لم يكن يدرك ذلك، لكن الذي أريد قوله أنّ فيليب ربما لم يكن يأسف على أخيه كما كان يجب.

- أي أنه كان مسروراً لأن روجر قد أخفق في عمله؟

- أجل، أعني هذا تماما... – و عبستْ قليلاً – ... لقد آلمني أنه لم يعرض على أخيه المساعدة فوراً!

- و لماذا يفعل؟ إن روجر أفسد الأمور. إنه رجل ناضج وليس له أطفال كي يفكر في مستقبلهم، لو كان مريضاً أو كان في عوزٍ حقيقي لكانت عائلته ستساعده بالطبع، لكني أجزم أن روجر يفضل أن يبدأ حياة جديدة تماماً على عاتقه هو.

- أوه! كاد يفعل ذلك. لا يهمه إلا كليمنسي، و كليمنسي مخلوق غير طبيعي: تحب كثرة التنقل و أن يكون لها كوب شاي واحد تشرب به. لعلها امرأة عصرية لا تفهم الماضي ولا الجمال!

أحسست بأن عينيها الداهمتين تمعنان النظر فيّ. قالت:

- هذه محنة قاسية لصوفيا. إنني آسفة جداً لأن شبابها سيذبل بسبب هذا الأمر. إنني أحبهم جميعاً: روجر و فيليب، و الآن صوفيا و يوستيس و جوزفين. أحب الأطفال كلهم. أجل، أحبهم كثيراً!

و سكتت قليلاً ثم أضافت بحدة:

- لكني أذكرك بأن الحب أعمى.

و استدارت فجأة و ذهبت. لا بد أنها عَنَتْ بكلمتها الأخيرة شيئاً محدداً، لكني لم أفهمه تماماً!


*****

 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:37 PM   رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

- 15 -

قالت صوفيا:

- غرفتكَ جاهزة!

وقفت جنبي تنظر من النافذة إلى الحديقة التي ظهرت كئيبة و جرداء في هذا الوقت، بالأشجار نصف العارية التي كانت تتمايل مع الريح. قالت صوفيا:

- تبدو مُقفرة!

و بينما كنا ننظر هناك إذ خرج من خلال سياج الحديقة شخصٌ يتبعه آخر. كان الاثنان يبدوان سبحين في الضوء الخافت. و كانت بريندا ليونايدز هي الشخص الأول.

كانت بريندا تتلفع بمعطف رمادي صوفيّ، وكانت تتحرك خلسة كالقطة، فقط انسلت تحت ستر الشفق برشاقة غريبة. و رأيت وجهها عندما مرت أمام النافذة، كانت شبه مبتسمة تلك الابتسامة الخادعة التي لاحظتها في الطابق العلوي. قم، بعد ذلك بضع دقائق، أطل لورانس براون نحيفاً مذعوراً يتسلل خلال الشفق أيضاً.

لم يكونا مثل اثنين يتمشيان أو شخصين خرجا للتنزه معاً، كان هناك شيء مريب و غامض في حركتهما. هل كان الغصن المقصوف قد انقصف تحت قدم بريندا أو لورانس؟ و بربط منطقي للأفكار قلت:

- أين جوزفين؟


- ربما في قاعة الدرس مع يوستيس...

و قطبت جبينها و قالت:

- إني قلقة على يوستيس يا تشارلز!

- لماذا؟

- إنه غريب الأطوار متقلب المزاج، و قد تغيرت حاله منذ ذلك الشلل الفاجع، لا أستطيع أن أعرف تماماً ماذا يدور في ذهنه؟ يبدو أحياناً أنه يكرهنا جميعاً.

- سيكبر و تتغير حاله... إنها مجرد مرحلة عابرة.

- أظن ذلك لكنني قلقة جداً يا تشارلز.

- لماذا يا حبيبتي؟

 

 


 

رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:37 PM   رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
`·.آلـحـآلـم`·.
 
الصورة الرمزية `·.آلـحـآلـم`·.
 

 

 
إحصائية العضو







`·.آلـحـآلـم`·. غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS {.. عيش عمرك ذيب تسلم من مخاليب الذيابة ..!

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

- لأن أمي و أبي لا يقلقان أبداً، إنهما ليسا كأس أم و أب آخرين.

- ربما كان هذا أفضل؛ لأن أكثر الأطفال يعانون من تدخّل الوالدين.

- أجل، أنا لم أفكر في هذا حتى رجعتُ من الخارج، لكنهما في الحقيقة زوجان غريبان: والدي يعيش في عالم تاريخي غامض مجهول، و والدتي تعيش وقتاً ممتعاً في خلق المشاهد، وما تلك السخافة التي شاهدتَها هذا المساء من غير حاجة و لا ضرورة إلا من اختلاق والدتي. إنما أرادت أن تمثل مشهداً لاجتماعٍ عائلي سري؛ إنها تشعر بالملل هنا فتحاول أن تصنع تمثيلية!

في تلك اللحظة تخيلت ماجدا و هي تسمم حماها العجوز دون اهتمام لكي تشاهد تمثيلية في جريمة قتل تقوم هي بلعب الدور الرئيسي فيها: كانت فكرة مسلية! صرفتُ التفكير عنها لكنها لبثت تخيفني بعض الشيء.

و قالت صوفيا:

- كان ينبغي أن تلقى أمي العناية طوال الوقت، فلا أحد أبداً يعرف ماذا تنوي أن تفعل؟

قلت لها بقوة:

- انسي أمر عائلتك يا صوفيا.

- سأكون مسرورة لو فعلتُ ذلك، لكن هذا صعب نوعاً ما في الوقت الحالي. لقد كنت سعيدة في القاهرة عندما نسيتهم جميعاً.

تذكرت كيف أن صوفيا لم تذكر أبداً شيئاً عن بيتها و أهلها و هي هناك و سألتها:

- هل كان هذا هو السبب الذي جعلك لا تتحدثين عنهم؟ ألأنك كنت تريدين نسيانهم؟

- نعم. كنا نعيش جميعاً متعاونين، نحب بعضنا كثيراً. لم نكن كبعض العائلات التي يكره أفرادها بعضهم بعضاً كراهيتهم للسم. لا بد أن ذلك سيء جداً لكن الأسوأ أن تعيش في ظل مشاعر متضاربة و متشابكة.

ثم أضافت بعد سكوت قصير:

- أعتقد أن هذا ما عنيته عندما قلت أننا كنا جميعاً نعيش مع بعضنا في بيت صغير مائل. لم أكن أقصد بذلك أنه كان مائلاً بالمعنى الخادع للكلمة. أعتقد أن ما كنت أعنيه هو أننا لم نكن قادرين على أن نكبر مستقلين و نعتمد على أنفسنا بطريقة مستقلة كأننا كنا نعاني من التواء أو انحراف.





 

 


 

رد مع اقتباس
رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.