رسمنا الإبداع بجهودنا فتميزنا بـ / إسلوبنا فعندما وصلنا للقمه : تركنا بصمتنا ورحلنا - إدارة لك عيوني |
|
|||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | طرق مشاهدة الموضوع |
08-24-2009, 09:02 PM | رقم المشاركة : 1 |
|
رواية البيتُ المائل - أغاثا كريستي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني أن أنقل إليكم هذه الرواية بعنوان: البَيْتُ المَائِل للكاتبة أغاثا كريستي آملاً أن تنال اعجابكم كانت عائلة ليونايدز عائلة كبيرة سعيدة يعيش أفرادها بقناعة في بيت واسع (كثير الزوايا والأشكال المثلثة) في بعض ضواحي لندن الفاخرة. و لكنهم يكتشفون – بعد مقتل أريستايد ليونايدز – أن بينهم قاتلاً... الشرطة يراقبون و يحققون، و لكن جريمة أخرى كادت تقع أمام أنظار الجميع، ثم يكاد شخص ثالث أن يلقى حتفه. هل أمسك الشرطة القاتل الصحيح؟ "إنها واحدة من أفضل رواياتي... أغاثا كريستي"
|
|
08-24-2009, 09:03 PM | رقم المشاركة : 2 |
|
مقدمة المؤلفة هذه القصة من أخص رواياتي المفضلة، و قد حفظتها سنين طويلة أفكر في أمرها و أعيد النظر فيها. أقول لنفسي: في يوم ما، في الوقت المناسب، حين أريد إمتاع نفسي حقا، شوف أبدأ في كتابتها. إن روايتي (( البيت المائل )) كانت متعة خالصة. و أتساءل كثيرا: هل يظن الناس الذين يقرؤون الكتب أن التأليف عمل صعب أم متعة؟ و كان الناس يقولون لي مرة بعد أخرى: ((لا بد أنك استمتعت بكتابة هذه القصة أو تلك)). أما هذه القصة فأبَتْ بعناد أن تخرج كما أتمنى، فشخصياتها بغيضة و عقدتها متشابكى من غير ضرورة، و الحوار متكلف. وربما لا يكون المؤلف أفضل من يحكم على عمله، و مهما يكن فكل من قرأ رواية (( البيت المائل )) قد أحبّها، و من أجل هذا أقول بأنها واحدة من أفضل رواياتي. لا أعرف كيف جائتني فكرة عائلة ليونايدز؟ فقد جاءت هكذا، ثم – كما يقول توبْساي - : (( لقد نمت و ترعرعتْ)). إنني أشعر بأنني كنت ناسخةً لهذه الفكرة ليس غير. أغاثا كريستي.
|
|
08-24-2009, 09:04 PM | رقم المشاركة : 3 |
|
- 1- عرفتُ صوفيا ليونايدز أول مرة في مصر قبل نهاية الحرب العالمية. كانت تشغل منصباً إداريا رفيعاً في إحدى دوائر وزارة الخارجية هناك، و قد عرفتها أثناء وظيفتي بصفة رسمية فأُعجبت في الحال بكفاءتها التي أوصلتها إلى ذاك المنصب رغم صغر سنها إذ كانت آنذاك في الثانية و العشرين من عمرها. و إلى جانب حسن مظهرها فقد كانت ذكية و صريحة تسهل محادثتها رغم ميلها للسخرية، فأصبحنا صديقين، و أحببتها و رغبت في الزواج بها. كان ذلك حين تقرر نقلي للعمل في المشرق بعد خمود الحرب في أوروبا. عزمت على هذا القرار بعدما تناولنا العشاء في فندق شبرد، فأقررت بحقيقةٍ كنت أعرفها منذ زمن طويل، فقد أعجبتني منذ رأيتها قبل الحرب! أعجبني كل شيء رأيته فيها: الشعر الداكن الأجعد الذي كان يتشامخ إلى أعلى من جبهتها، و العينان الزرقاوان المفعمتان بالحيوية، و الذقن البارز الصغير، و الأنف المستقيم، و ثيابها الأنيقة! كانت تبدو إنكليزية ممتلئة بالحيوية، و قد أعجبني ذلك كثيراً بعد ثلاث سنين قضيتها غائبا عن بلدي. و فكرت في نفسي أنْ لا أحد يبدو إنكليزيا أكثر منها.. ترى هل تستطيع أن تكون إنكليزية حقا كما تبدو؟ هل يصبح الشيء الزائف كالشيء الخالص في الكمال؟ أدركت أن صوفيا – رغم حديثنا الحر الطويل و مناقشة الأفكار فيما نحب و ما نكره و المستقبل و أصدقائنا المقربين – لم تذكر شيئا عن بيتها و أسرتها. لقد عرفت كل شيء عني – و كانت مستمعة جيدة – و لكني لم أعرف عنها شيئا! كنت أقدر أن لها الجذور الاجتماعية المعروفة، لكنها لم تتحدث عنها قطّ، و لم أدرك الحقيقة حتى هذه اللحظو. سألتْني: - فيم كنت تفكر؟ أجبتها بصدق: - أنت! - عرفت ذلك. - قد لا نلتقي قبل عامين، لا أعرف متى أعود إلى إنكلترا، لكن أول شيء أفعله حين أرجع إلى إنكلترا هو المجيء لكي أراك وأطلب منك أن تتزوجيني. تقبلت صوفيا الأمر دون أن يطرف لها جفن، و جلستٍ تحتسي القهوة دون أن تنظر إليّ، و شعرت بالعصبية قليلاً، قلت: - اسمعي، سأفعل كل شيء إلا شيئاً واحدً، لن أطلب منك الزواج الآن، ربما ترفضينني فأرحل بعدها يائساً، و ربما أعشق امرأة أخرى قبيحة حتى أنتقم لغروري، و حتى لو وافقتِ فما عسانا أن نفعل إزاء هذا الأمر؟ نتزوج في الحال؟ نعلن خطبتنا ثم نبقى على تلك الحال زمناً طويلاً؟ لا أحتمل رؤيتك على هذه الحال، فقد تلتقين رجلا غيري ثن تشعرين بأن عليكِ أن تكوزني مخلصة لي. أحب أن أراك تعودين إلى وطنك حرة مستقلة لكي تنظري حولك و تعرفي عالم ما بعد الحرب الجديد و تقرري ما تريدينه من هذا العالم، فالذي بيني و بينك يا صوفيا سيبقى خالداً لأنني لن أتزوج أي امرأة أخرى. - و أنا أيضاً.. - هل تعلميبن بم أشعر؟ همست صوفيا: - لا ينبغي الغزل الآن. - حبيبتي، ألا تفهمين؟ لقد حاولت ألا أقول بأنني أحبك.. قاطعتْني: - إنني أفهم يا تشارلز، و أنا أحب أسلوبك الغريب، قد تأتي لتراني حين تعود إن كنت تريد أن.. و قاطعتُها: - لا شك في ذلك. - الشك يدخل كل القلوب يا تشارلز، قد يظهر أحياناً أمرٌ غير محسوب ولا مقدّر يغير الأحداث كلها. تذكّر أنك لا تعرف شيئاً عني، أليس كذلك؟ - بلى، حتى أنني لا أعرف أين بيتكم في إنكلترا؟ - إنني أعيش في سْوينلي دين. أومأتُ برأسي حين ذكرت هذه الضاحية الشهيرة في لندن التي تتباهى بثلاثة ملاعب غولف، و أضافتْ بهدوء و صوت مطمئن: - في بيت صغير مائل.. و ضحكتْ فجفلتُ قليلاً، ثم أردفت بجملة مقتبسة: - ((و كانوا جميعا يعيشون في بيت صغير مائل))، هذه حالنا نحن، بيتنا ليس بيتا صغيرا، لكنه حتما منحرف خشبي موشور الشكل، في سطحه زوايا كثيرة! - هل أنت من عائلة كبيرة؟ إخوتك و أخواتك؟ أخ واحد و أخت واحدة، و أبي و أمي و عمي و زوجته وجدي و زوجته و خالة عجوز. صحت و أنا مرتبك قليلاً: - يا إلهي! ضحكت صوفيا: - نحن لا نعيش معاً، لكن الحرب و الغرات الجوية هي التي اضطرتنا أن نجتمع، لكنني لا أدري.. – و قطبت حاجبيها تفكر - .. ربما كان أبناء العائلة يعيشون معاً في الروح تحت رقابة جدي و حمائته، إنه رجل له شأنه. لقد تجاوز الثمانين من عمره، و هو قصير القامة، لكن شخصيته قوية بدرجة غير عادية. - يبدو مثيرا للاهتمام. - إنه فعلا كذلك، فهو يوناني من سميرْنا، اسمه أريستايد ليونايدز. ثم أضافت و عيناها تطرفان: و هو غني جداً! - من يرثه بعد وفاته؟ - جدي سيقرر، و لن يؤثر فيه أي أسلوب أو يزحزحه، إنه داهية! ترى، هل ستحبه؟ - و هل تحبينه أنت؟ - أكثر من أي شخص في الدنيا. *****
يتبع لاحقاً
|
|
08-24-2009, 09:04 PM | رقم المشاركة : 4 |
|
- 2 - كان ذلك قبل سنتين من عودتي إلى بلدي. لم تكن سنين الغربة سهلة، كنت أكتب صوفيا و أسمع منها كثيراً، و كانت رسائلها مثل رسائلي: رسائل صديقين حميمين لا رسائل حب، فكانت هي تكثر من ذكر شؤون الحياة اليومية، لكنني كنت أعرف أن مشاعر أحدنا تجاه الآخر كانت تزداد و تقوى. و رجعت إلى إنكلترا في يوم هادئ كئيب من أيام أيلول: بدت الأوراق على الأشجار ذهبية في ضوْء المساء، و كانت الريح تعصِف. أرسلت لصوفيا برقية من أرض المطار: ((لقد عدت لتوي. أرجو أن نتناول العشاء معاً هذا المساء في ماريو الساعة التاسعة! تشارلز)) بعد ذلك بساعتين كنت أجلس أقرأ جريدة ((التايمز)) و أتفحص أعمدة المواليد و الزواج و الوفيات، فوقعتْ عيني على اسم ليونايدز: ((في 19 أيلول، في ثري غابِلْز، سوينلي دين، مات أريستايد ليونايدز زوج بريدنا ليونايدز المحب عن عمر يناهز الثامنة و الثمانين. مع الأسف العميق!)) ثم قرأتُ إعلاناً آخر: ((مات أريستايد ليونايدز فجأة في مسكنه ثري غابلز، سوينلي دين! ينعاه أولاده و أحفاده المحبون بعمق الأسى! ترسل الورود إلى كنيسة القديس إلْيرْد في سوينلي دين)) أثار الإعلان استغرابي، فربما أدّى خطأ من جانب المحررين في الصحيفة إلى هذا الإزدواج، لكنّ شغلي الشاغل كان صوفيا. أرسلت لها برقية ثانية على عجل: ((لقد قرأت لتوي خبر وفاة جدك.. آسف جداً! متى أستطيع رؤيتك؟ تشارلز)) وصلتني برقية من صوفيا في السادسة و أنا في بيت أبي: ((سأكون في ماريو في التاسعة ليلاً. صوفيا)) جعلتني فكرة لقاء صوفيا مرة أخرى عصبياً. و كان الوقت يمرّ بطء يثير الجنون. كنت أنتظرها في الماريو قبل الموعد بثُلث ساعة و تأخرت هي عن الموعد خمس دقائق. إن لقاء شخص مرة أخرى بعد انقطاعٍ طويلٍ مربكٌ إلى حدٍّ ما و إن يكن حاضراً في ذهنك طوال تلك الفترة. حين دخلت صوفيا من الباب الدوار كان لقاؤنا متكلِّفاً. كانت تلبس الأسود بسبب الحداد بلا ريب، و قد فاجأني أن صوفيا من الذين يلبسون الأسود حقاً حداداً على قريب مات! شربنا عصيراً ثم ذهبنا إلى طاولتنا. تحادثنا سريعاً بطريقة محمومة، نسأل عن الأصدقاء القادمى أيام كنا في القاهرة. وكان حديثنا مجاملة لكنه طغى على الارتباك الذي ساد بداية اللقاء. واسيتها بوفاة جدها و قالت صوفيا بهدوء بأنها حدثت فجأة كلُّها. ثم انطلقت مرة أخرى للذكريات، وبدأت أشعر بالخوف من شيء ما، شيء غير الارتباك الطبيعي من اللقاء ثانية بعد غيبة طويلة. كان في صوفيا شيء غير طبيعي حتماً: هل تخبرني بأنها عرفتْ رجلاً آخر غيري تهتم به أكثر مني و أن إحساسها بي كان خداعاً؟ ساورني إحساس عميق بأن الأمر لم يكن كذلك، و لكني فشلت في الاهتداء إلى احتمال آخر، و في غضون ذلك أكملنا حديثنا المصطنع! ثم فجأة عندما وضع الساقي القهوة لنا و تراجع و هو ينحني، بدأ الحديث يتغير، فأنا أجلس الآن مع صوفيا كما كنا نفعل من قبلُ كثيراً على طاولة صغيرة في مطعم، كأن سنين الغربة التي عشناها لم تكن أبداً. قلتُ: - صوفيا! - تشارلز! تنهدتُ عميقاً دلالة على الارتياح و قلت: - أحمد الله أن هذا الأمر قد انتهى وولّى. ما الذي أصابنا؟ - ربما كانت غلطتي، كنت حمقاء! - هل الأمرُ الآن طبيعي؟ - أجل.. طبيعي الآن. و ابتسمنا، فقلت: - حبيبتي، هل نتزوج قريباً؟ انطفأت ابتسمتها فأصابني الانقباض ثانية، قالت: - ربما، لا أدري يا تشارلز إن كنت أستطيع الزواج بك؟ - و لِمَ لا يا صوفيا؟ ألأنك تشعرين بأنني غريب؟ أتريدين وقتاً لتعتادي عليَّ ثانية؟ هل عرفتِ رجلاً غيري؟ هزت رأسها و قالت: - لا، ليس كذلك.. – و خفضت صوتها –.. بل بسبب موت جدي. - موت جدك؟ لماذا؟ و ما الفرق؟ إنك لا تقصدين حتماً أن امتناعك بسبب المال، أليس كذلك؟ و هل ترك جدك مالاً؟ لكنّ الأمر يا عزيزتي.. - إنه ليس المال – و ابتسمت ابتسامة سريعة – أظن أنك سكتون راغباً تماماً أن تأخذني على حالتي الجديدة كما يقول المثل القديم، ثم إن جدي لم يخسر مالاً في حياته. - إذن فما الأمر؟ - أظن – يا تشارلز – أن جدي لم يمت موتاً طبيعياً، ربما يكون قد قتل! - يا لها من فكرة غريبة! ما الذي يجعلك تظنين أن جدك قُتل؟ - أنا لم أفكر فيها، بل كان الطبيب يشك في الأمر. إنه لم يوقّع شهادة الوفاة، و سوف يشرّح الأطباء الجثة، فلعل في الأمر شيئا غير طبيعي. لم أجادلها، لأنها فتاة ذكية جداً، صاحبة آراء صائبة و استنتاجات سليمة، بل قلت لها جاداً: - قد يكون لشكوكهم أسبابُها، لو أن لها أسباباً فكيف يؤثر هذا علينا نحن الاثنْين؟ - قد يؤثر في حال من الأحوال، فأنت تعمل في السلك الدبلوماسي. إنهم شديدو الاهتمام بأمر الزوجات. لا، أرجوك لا تقل شيئا يتفطّر له قلبك! كأنك تريد أن تقول (أريد أن يكون زواجنا حسناً، لا ينبغي لأحدٍ منا أن يضحي من أجل الحب!))، فما يدريك يا تشارلز؟ ربما يكون كل شيء طبيعياً.. - أيكون الطبيب قد ارتكب خطأ؟
|
|
08-24-2009, 09:04 PM | رقم المشاركة : 5 |
|
و إن لم يرتكب خطأ فلا يهم ما دام ذلك الشخص قد قتله. *****
|
|
08-24-2009, 09:05 PM | رقم المشاركة : 6 |
|
- 3- اهتممت على الدوام بعمل أبي في الشرطة، لكني لم أتهيأ للّحظة التي أكون فيها مهتماً بشكل مباشر هكذا. و لم أكن بعدُ قد رأيت الرجل العجوز، فعندما وصلت البيت كان هو في الخارج. بعدما اغتسلت و حلقت ذقني و غيّرت ثيابي خرجت من أجل صوفيا، و حين رجعت أخبرني جلوفر أنه كان في مكتبته. كان يجلس وراء مكتبه عابساً يطالع كثيراً من الأوراق، و حين رآني داخلاً قفز عن مقعده مرحبّاً: - تشارلز، لم أرك منذ زمن بعيد. كان لقاؤنا بعد خمس سنين من الحرب لقاء يصيب أي فرنسي بخيبة أمل، و الحقيقة أننا كان بيننا عاطفة اجتماع الشمل؛ فأنا و العجوز نحب بعضنا كثيراً و نفهم بعضنا جيداً. قال العجوز: - آسف لأنني كنت خارجاً حين وصلتَ هنا، إنني غارق في العمل حتى أذنيّ، تباً! لهذه القضية التي بدأت أدرسها الآن.. أسندت ظهري إلى الكرسي و سألته: - قضية أريستايد ليونايدز؟ عبس العجوز و قطب حاجبيه و نظر إلي نظرة تقدير، و قال بلسان هادئ و قوي: - تشارلز، كيف عرفت ذلك؟ - بلغتني معلومات. - ما خطبك يا تشارلز؟ أخبرني. - أخشى ألا يعجبك كلامي! لقد لقيت صوفيا ليونايدز في القاهرة. أحبتها، و سوف أتزوجها. ألتفينا هذه الليلة. لقد تعشّت معي. - تعشت معك؟ في لندن؟ و كيف خرجتْ؟ لقد طلبنا من أفراد العائلة ألاّ يغادروا البيت. - أجل، لكنها انزلقتْ على أنبوب المياه من شباك الحمام. ابتسم العجوز ابتسامة سريعة و قال: - تبدو فتاة داهية! - لكن شرطتكم قديرون تماماً، فقد تبعها شرطي إلى مطعم ماريو، و سوف ترى أوصافي في البيانات التي بين يديك: الطول خمسة أقام و أحد عشر إنشاً، الشعر بني، العينان عسليتان، بدلة كحلية مقلّمة.. نظر العجوز إليّ نظرة قاسية، و سألني: - أهذا كلام جاد؟ - أجل، إنه كلام جدا يا أبي! صمتنا برهة قصيرة، ثم سألته: - و هل تمانع ذلك؟ - لم أكن لأمانع ذلك قبل أسبوع. إنها أسرة غنية جداً، و الفتاة سوف ترث المال، و أنت فتىً بالغ عاقل راشد، و لكن.. - ماذا يا أبي؟ - سيكون الأمر طبيعيا لو.. - ماذا؟ - لو كان الذي فعلها هو ذاك الشخص! للمرة الثانية أسمع العبارة ذاتها في تلك الليلة، و بدأت أتشوق لمعرفة التفاصيل و جلاء الموضوع: - من هو ذلك الشخص؟ نظر إليَّ نظرة حادّة: - ماذا تعرف عن هذا الأمر؟ - لا شيء. تساءل مندهشاً: - ((لا شيء))؟ ألم تخبرك الفتاة؟ - لا، قالت بأنها تحب أن أرى الأمر من وجهة نظري من غير تأثيرٍ منها. - لماذا؟ - أليس ذلك واضحاً؟ - لا يا تشارلز. و جعل أبي يروح و يجيء و ما زال عايساً. أشعل السيجار ونفث دخانه، فعرفت أن الوالد العجوز انزعج. ثم فاجأني بسؤال: - ماذا تعرف عن العائلة؟ - تباً! أعرف أن هناك الرجل العجوز و العديد من أبنائه وأحفاده و أزواجهم. لكني لم أستوعب جميع أفراد هذه العائلة الكبيرة، ليتك يا أبي توضح الصورة لي! قال و هو يجلس: - نعم، هذا جيد. سوف أبدأ بالأب الكبير إريستايد ليونايدز، فقد وصل إلى إنكلترا و هو في الرابعة و العشرين. - يوناني من سميرنا؟ - ها أنت تعلم هذا! - أجل، لكن هذا هو كل ما أعرفه. و انفتح الباب، و دخل جلوفر ليقول إن رئيس المفتشين تافيْرنر حضر فقال أبي: - إنه المسؤول عن القصة فلْنُدخلْه، لقد كان يطلع على ملفّ العائلة، و هو يعلم عن أفرادها أكثر مما أعلم. و سألتُ أبي إن كانت دائرة الشرطة المحلية قد استدعت سكوتلانديارد فقال: - إنها من شأننا، لأن سوينلي دين تقع في منطقة لندن الكبرى. و دخل رئيس المفتشين تافيرنر إلى الغرفة فأومأت برأسي محيّياً، فلقد كنت أعرفه منذ سنين. حيّاني بحرارة و هنأني على عودتي سالماً. ثم قال أبي: - إنني أبين الصورة لتشارلز، فإن أنا أخطأت فذكّرْني يا تافيرنر. وصل ليونايدز إلى لندن عام 1844، حيث أنشأ مطعماً صغيراً في سوهو، و كان ناجحاً، فأنشأ مطعماً آخر، و ما زال هكذا حتى صار يمتلك سبعة مطاعم أو ثمانية، و كانت كلُّها رابحة!
|
|
08-24-2009, 09:05 PM | رقم المشاركة : 7 |
|
تافيرنر: لم يكن ليونايدز يخطئ في أي شيء يفعله.
|
|
08-24-2009, 09:05 PM | رقم المشاركة : 8 |
|
و خاطبني تافيرنر:
|
|
08-24-2009, 09:06 PM | رقم المشاركة : 9 |
|
- لو أنها فعلت ذلك يا تشارلز لكان سهلاً عليها أن تستبدل بالقنّينة قنينة أنسولين حقيقية بعد ذلك، لا أستطيع أن أفهم لِمَ لمْ تفعل ذلك؟
|
|
08-24-2009, 09:07 PM | رقم المشاركة : 10 |
|
- 4 - ذهبت في اليوم التالي إلى منزل ثري غابِلْز مع تافيرنر. كان موقفي غريباً و غير تقليدي أبداً، لكن العجوز لم يكن تقليدياً بتاتاً. و كانت لي مكانة، فقد عملت في الشعبة الخاصة في سكوتلانديارد في أيام الحرب الأولى، و عملي ذاك قد بوأني مكانة رسمية إلى حدّ ما، و إن كانت مهمتي الآن مختلفة تماماً. و قال أبي: - إذا أردنا حل هذه القضية فينبغي أن نحصل على معلومات داخلية، يجب أن نحيط بالناس الذين يعيشون في ذلك البيت، علينا أن نعرفهم من الداخل لا الخارج. أنت وحدك الذي تستطيع فعل ذلك. لم أكن أحب ذلك. ألقيت عقب لفافة التبغ في المنفضة و أنا أقول: - و هل أنا جاسوس للشرطة؟ هل عليّ أن أجلب معلومات داخلية من صوفيا التي أحبها و تحبني و تثق بي؟ انفعل العجوز كثيرا و قال محتداً: - أرجوك لا تنظر للأمر هكذا. أولاً: هل تظن أن فتاتك الشابة قد قتلت جدها؟ - كلا، هذه فكرة سخيفة دون شك. - حسناً، و نحن لا نظن ذلك أيضاً؛ لأن صوفيا كانت في الخارج بضع سنين، و كانت على علاقة ودية معه دائماً، و كانت تتقاضى راتباً سخياً منه، و لا شك أن خطوبتها كانت ستسره. إننا لا نشتبه فيها، لكني أريدك أن تعلم شيئا واحداً: إذا لم يتم حل هذه القضية فلن تتزوجك الفتاة، إنني متأكد مما أقول بسب ما أخبرتني به، و هذه جريمة لعلها لا تحلّ أبداً. ربما نكون – يا تشارلز – متأكدين أن الزوجة و صديقها الشاب تعاونا على هذا العمل لكنّ إثباته مسألة أخرى. و ليس بين أيدينا حتى الآن قضية بيّنة نرفعها إلى المدعي العام، و ما لم نحصل على دليل قطعي يدينهما فسيبقى هناك شك بغيض دائم، هل تفهم؟ - أجل، لقد فهمت. - لم لا تلجأ إليها؟ - هل تقد أسأل صوفيا إن كنت..؟ ثم سكتُّ و ما زال العجوز يوميء برأسه بقوة:
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
مواضيع مختاره « --
-- » تحميل حلقات طاش 16 | تحميل حلقات بيني وبينك 3 | تحميل حلقات باب الحاره 4 | تحميل حلقات شر النفوس 2 | تحميل حقات رجال الحسم | تحميل حلقات ام البنات| تحميل حلقات قلوب للايجار « --