[شيخ نفسه]

مساء الخير
كيفكم إن شأ الله تمام

موضوع اليوم غيـــر

عن هامه من همات الغناء السعودي

هو عن فنان العرب محمد عبده

وأنا جالس مثل العادة في كل صباح

أتصفح الجريدة لفت انتباهي

هالمقال عن ابووو نورة


أخليكم مـــع المقال .




خلدون السعيدان- جريدة الرياض


لكي تبقى في ذاكرة الناس لابد أن يشتاقوا لك ويبحثوا عنك ومتى ما وجدوك كان لوجودك عندهم قيمة كبيرة. ولتبقى كبيراً في ذاكرة التاريخ لابد ان تكون رمزاً والرمز يعرف متى يظهر ومتى يختفي ومتى يتحدث.

ما جعلني أقول هذا الكلام هو واقع فنان العرب محمد عبده والذي أردنا منه أن يكون رمزاً كبيراً ومطلباً وطنياً متميزاً نبحث عنه فلا نجده إلاّ نادراً، نفتش عن أخباره فلا نرى إلاّ اليسير، ننتظر حفلاته بشوق ولهفة لأنه رمز، والرمز له نكهة خاصة هذا ما أردناه نحن ولكن فنان العرب يأبى ذلك فهو يريد ان يبقى في دائرة الضوء دائماً، فمن الممكن ان يخرج أسبوعاً بأكمله لجميع القنوات الفضائية ويتحدث هنا وهناك ويتجول بجميع الدول العربية وحتى الأوروبية ولا يرفض حفلاً أبداً مهما كان مكانه أو القائمون عليه.

قد يُغضب هذا الكلام شريحة كبيرة من محبي الفنان الكبير، ولكن ما أقصده أن فناناً بقامة أبو نورة وتاريخه لابد أن يضع لنفسه إطاراً خاصاً ومكانة مميزة كما يفعل العظماء دائماً لا أن يكون متوفراً دائماً وأبداً. لابد أن يكون له تواجده المميز متى ما أراد ان يخرج للجمهور مثله مثل الكبار. فهاهي فيروز نادراً ما تخرج للناس وان خرجت عملت إرباكاً في حجوزات الطيران لأنها مميزة، عرفت كيف يكون الناس متعطشين لتواجدها. ان المميزين لا يظهرون إلاّ ما ندر خصوصاً وأن أبو نورة قد حقق من المجد الكثير وتمكن بذكاء من تجميع تراثه الغنائي والفني القديم والحديث عبر تسجيلات حديثه ولم يعد بحاجة إلى الحفلات المتتالية والتواجد الدائم. وما حدث في مهرجان جدة لم يكن ليحدث لو تعامل فنان العرب مع الحدث كفنان كبير ومميز، إذ كيف يجرؤ قائد فرقة موسيقية على التلاعب بجمهوره والانسحاب بهذه الطريقة التي تنم عن عقلية غير احترافية، وكان من الممكن ان يُكمل الفنان الكبير الحفل بعد أن يتعهد للفرقة الموسيقية حتى وإن اُضطر لدفع المبلغ من جيبه الخاص احتراماً لمن اختاروه للغناء في المهرجان، واحتراماً كذلك للجمهور الكبير الذي تواجد مبكراً لحضور حفله..