الموضوع
:
۩۩ ۩۩ جريمة القتل ۩۩ ۩۩
عرض مشاركة واحدة
08-30-2009, 07:00 PM
رقم المشاركة :
1
معلومات العضو
شيخ نفسه
إحصائية العضو
معلومات إضافية
الدولة
مزاجي
الجنس
SMS
منتديات لك عيوني ابداع وتميز
۩۩ ۩۩ جريمة القتل ۩۩ ۩۩
جريمة القتل
ولما كانت مفسدة القتل هذه المفسدة ، قال الله تعالى :
من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميع
ا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا
[
سورة المائدة : 32 ] .
وقد أشكل فهم هذا على كثير من الناس ، وقال : معلوم أن إثم قاتل مائة أعظم عند الله من إثم قاتل نفس وا
حدة ، وإنما أتوه من ظنهم أن التشبيه في مقدار الإثم والعقوبة ، واللفظ لم يدل على هذا ، ولا يلزم من
تشبيه الشيء بالشيء أخذه بجميع أحكامه .
وقد قال تعالى :
كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها
[
سورة النازعات : 46 ] .
وقال تعالى :
كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار
[
سورة الأحقاف : 35 ] .
وذلك لا يوجب أن لبثهم في الدنيا إنما كان هذا المقدار .
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله
، أي : مع العشاء كما جاء في لفظ آخر ، وأصرح من هذا قوله :
من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر
، وقوله - صلى الله عليه وسلم - :
من قرأ "
قل هو الله أحد
"
فكأنما قرأ ثلث القرآن
، ومعلوم أن ثواب فاعل هذه الأشياء لم يبلغ ثواب المشبه به ، فيكون قدرهما سواء ، ولو كان قدر الثواب
سواء لم يكن لمصلي العشاء والفجر جماعة في قيام الليل منفعة غير التعب والنصب ، وما أوتي أحد - بعد ال
إيمان - أفضل من الفهم عن الله ورسوله ، صلى الله عليه وسلم . وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
فإن قيل : ففي أي شيء وقع التشبيه بين قاتل نفس واحدة وقاتل الناس جميعا ؟
قيل : في وجوه متعددة :
أحدها : أن كلا منهما عاص لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - مخالف لأمره متعرض لعقوبته ، وكل منه
ما قد باء بغضب من الله ولعنته ، واستحقاق الخلود في نار جهنم ، وإعداده عذابا عظيما ، وإنما التفاوت ف
ي درجات العذاب ، فليس إثم من قتل نبيا أو إماما عادلا أو عالما يأمر الناس بالقسط ، كإثم من قتل من لا
مزية له من آحاد الناس .
[
ص:
149 ]
الثاني : أنهما سواء في استحقاق إزهاق النفس .
الثالث : أنهما سواء في الجراءة على سفك الدم الحرام ، فإن من قتل نفسا بغير استحقاق ، بل لمجرد الفسا
د في الأرض ، أو لأخذ ماله : فإنه يجترئ على قتل كل من ظفر به وأمكنه قتله ، فهو معاد للنوع الإنسان
ي .
ومنها : أنه يسمى قاتلا أو فاسقا أو ظالما أو عاصيا بقتله واحدا ، كما يسمى كذلك بقتله الناس جميعا .
ومنها : أن الله سبحانه جعل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كالجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عض
و تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ، فإذا أتلف القاتل من هذا الجسد عضوا ، فكأنما أتلف سائر الجسد
، وآلم جميع أعضائه ، فمن آذى مؤمنا واحدا فكأنما آذى جميع المؤمنين ، وفي أذى جميع المؤمنين أذى جميع الن
اس ، فإن الله إنما يدافع عن الناس بالمؤمنين الذين بينهم ، فإيذاء الخفير إيذاء المخفور ، وقد قال النب
ي - صلى الله عليه وسلم - :
لا تقتل نفس ظلما بغير حق ، إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها ؛ لأنه أول من سن القتل
.
ولم يجئ هذا الوعيد في أول زان ولا أول سارق ولا أول شارب مسكر ، وإن كان أول المشركين قد يكون أولى
بذلك من أول قاتل ؛ لأنه أول من سن الشرك ؛ ولهذا رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -
عمرو بن لحي الخزاعي
يعذب أعظم العذاب في النار ، لأنه أول من غير دين
إبراهيم
عليه السلام .
وقد قال تعالى :
ولا تكونوا أول كافر به
[
سورة البقرة : 41 ] .
أي فيقتدي بكم من بعدكم ، فيكون إثم كفره عليكم ، وكذلك حكم من سن سنة سيئة فاتبع عليها .
وفي جامع
الترمذي
عن
ابن عباس
رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
يجيء المقتول يوم القيامة ، ناصيته ورأسه بيده ، وأوداجه تشخب دما ، يقول : يا رب سل هذا فيم قتلني ؟
فذكروا
لابن عباس
التوبة ، فتلا هذه الآية :
ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها
[
سورة النساء : 93 ] .
ثم قال : ما نسخت هذه الآية ولا بدلت ، وأنى له التوبة ؟ قال
الترمذي
:
هذا حديث حسن .
[
ص:
150 ]
وفيه أيضا عن
نافع
قال :
نظر
عبد الله بن عمر
يوما إلى الكعبة ، فقال : ما أعظمك وأعظم حرمتك ، والمؤمن عند الله أعظم حرمة منك ،
قال
الترمذي
:
هذا حديث حسن .
وفي صحيح
البخاري
عن
سمرة بن جندب
قال : أول ما ينتن من الإنسان بطنه ، فمن استطاع منكم أن لا يأكل إلا طيبا فليفعل ، ومن استطاع أن لا ي
حول بينه وبين الجنة ملء كف من دم أهراقه فليفعل
.
وفي صحيحه أيضا عن
ابن عمر
قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما
.
وذكر
البخاري
أيضا
عن
ابن عمر
قال : من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها : سفك الدم الحرام بغير حله
.
وفي الصحيحين عن
أبي هريرة
يرفعه :
سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر
.
وفيهما أيضا عنه - صلى الله عليه وسلم -
لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
.
وفي صحيح
البخاري
عنه - صلى الله عليه وسلم - :
من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما
.
هذه
عقوبة قاتل عدو الله إذا كان في عهده وأمانه
، فكيف عقوبة قاتل عبده المؤمن ؟ وإذا كانت امرأة قد دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت جوعا وعطشا ، ف
رآها النبي - صلى الله عليه وسلم - في النار والهرة تخدشها في وجهها وصدرها ، فكيف عقوبة من حبس مؤمن
ا حتى مات بغير جرم ؟ وفي بعض السنن عنه - صلى الله عليه وسلم - :
لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق
.
الامام ابن القيم يرحمه الله
الموضوع الأصلي
:
هنا
||
المصدر
:
لك عيوني
التوقيع
مركز تحميل شبكة لك عيوني
،
مركز تحميل ملفات
،
تحميل برامج
،
تحميل افلام
،
تحميل العاب
،
تحميل اغاني
،
تحميل فيديو
http://www.lk44.com/up/
شيخ نفسه
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المزيد من المشاركات المكتوبة بواسطة شيخ نفسه