محمود كامل لـ إيــلاف: تيــــــم حـســـــن هـو حلــم أي مخـ!ـرج فـي العـــالــ!ـــم

[شيخ نفسه]

هذا الجزء من المحتوى مخفي

التقت إيلاف المخرج المصري الواعد محمود كامل مخرج فيلم "ميكانو" الذي يعتبر أول أفلامه المطوّلة. بطولة نجم الدراما السورية تيم حسن والنجمة اللبنانية نور، وقد شهد هذا الفيلم فور نزوله لقاعات العرض ضجّة إعلامية أثارتها المطربة السورية أصالة نصري، بسبب حذف أغنيتها "نصف حالة" من داخل أحداث الفيلم، وعن هذا الموضوع، وسر إختياره لتيم حسن دون غيره من نجوم مصر وموضوعات أخرى كان لنا هذا اللقاء الذي جمعنا بالمخرج خلال مشاركته في المهرجان الدولي لأفلام الطفولة والشباب في مدينة سوسة في تونس.
*شنّت مؤخراً المطربة السورية أصالة نصري حملة إعلامية شرسة ضد أصحاب فيلم "ميكانو" لأنهم، حسب ما ذهبت إليه، لم يدرجوا أغنيتها "نصف حالة" ضمن أحداث الفيلم، ماهو تعليقكم عن الموضوع؟
-أريد أن أحيطكم علماً بأن الاتفاق الذي كان بين الشركة المُنتجة والمطربة أصالة نصري كان ينص بالأساس، أن تقدم أغنيتها "نصف حالة" كترويج مُسبق للفيلم، ولم يكن ضمن الاتفاق المذكور أن تُدرج أغنيتها ضمن أحداث "ميكانو"

ممثل موهوب
*من دون كل النجوم الشباب في مصر وقع اختياركم على الممثل السوري تيم حسن كبطل لأول أفلامكم الطويلة، لماذا تيم بالذات؟




-أن يكون الممثل السوري تيم حسن بطل أول أعمالي السينمائية فذلك لأنه حلم أي مخرج في العالم، ولأني أعتبره ممثلا موهوبا مرَّكِزا بعمله ويهتم به، ومن المميزات الفنية بشخصيته أنه يمثل بطريقة طبيعية، وغير مصطنعة تقرّبه كثيراً من المُشاهد. كما أنني كنت أتابع مساره الفني منذ فترة وذلك من خلال الأعمال الدرامية التي كان يطل بها على المُشاهد العربي وأبرزها مسلسل نزار قباني، ملوك الطوائف وغيرها من المسلسلات.
*لو لم يكن تيم حسن هو البطل من كنت ستختار؟ ولماذا اختار هو الظهور في أول أعمالك دون غيرها من الأفلام التي أقترحتها عليه؟
-ولو لم يكن تيم حسن هو بطل فيلمي لتمنيت أمراً غريبا وهو أن يلعب دوره الممثل العالمي شون بين، كما عرضت عليه أعمال سينمائية كثيرة ومغرية مادياً لكنه فضل العمل بفيلم "ميكانو" دون غيره من المشاريع السينمائية التي اقترحتها عليه بالسبب الموضوع الجديد للفيلم.
*اختيار الممثل السوري تيم حسن، هل هو إخراجي أم إنتاجي؟
-كل الشخصيات التي أدت أدوارا في الفيلم هي من إختياري، والممثل تيم حسن معجب به، منذ أدائه دور ملك فاروق، كما يتم اختيار سيناريو الفيلم من عدد كبير من المشاريع التي اقترحتها عليه. في اعتقادي أن الممثل يكون أو لايكون، ولا إختلاف لدي أن يكون الممثل سوريا أو مصريا أو تونسيا والمهمة في الأخير تعود إلى المخرج كيف يدير الممثل ويذهب معه بعيدا في الدور المسند إليه.
*وماذا عن بقية الممثلين؟
-إختياري نابع من أبعاد الشخصية في السيناريو، وشكلهم الفيزيائي لأن دراما الفيلم هي التي تحدد اختيار الممثلين، والمحك الحقيقي في السينما هو الموضوع والشكل الذي أرغب في طرحه على الناس. كما أنني وجدت في نور الشكل المناسب لدور أميرة، والممثل خالد الصاوي أيضا مناسب في دور وليد الأخ الذي يتحمل كل تلك المسؤوليات على الرغم من كل الشكوك التي تحيط به.

* تعتبر فكرة فيلم "ميكانو" نوعا ما جديدة في المشهد السينمائي العربي. كيف استقبله النقاد وكيف كانت إيراداته؟
-لقد أجمع النقاد في مصر على جدية العمل ومنذ تاريخ نزوله لقاعات السينما وهو يحقق النجاح، ولم يقتصر ذلك على الجانب الفني، بل حتى من حيث الإيرادات إذ حقق أعلاها في مصر هذا الموسم وبلغت 6 ملايين جنيه .أما فكرة الفيلم فجاءت بعد أن نشرت مجلة "غود نيوز" ملفاً عن الذاكرة في السينما، أو فقدان الذاكرة بالأصح، ومنطلق قصة الفيلم كانت عند كاتب السيناريو وائل. وحاولنا تطويرها فيما بعد على امتداد ستة أشهر حيث كنت في حينه أدرس السينما في إيطاليا، ثم عند عودتي قمنا بإعادة كتابة السيناريو وملف غو دنيوز كان في الأساس بمناسبة عيد الحب، وتساءلت بالمناسبة عن نسيان الحبيب لحبيبته في هذا العيد، وقد كُتب سيناريو الفيلم في عام 2006، وصور في عام 2008.
*ماهو سر هذا النجاح المزدوج الفني والمادي لأول أفلامكم المطولة؟
-جاء هذا النجاح نتيجة إيماننا بضرورة الاهتمام بمختلف جوانب أي عمل سينمائي، أي محترم فنيا، غير مكلف، مستواه راقٍ ويحترم المُشاهد وهي المعادلة الصعبة التي أحاول دوما تحقيقها سواء في فيلمي "ميكانو" أو فيلمي القادم "أدرينالين".

البراءة والذاكرة
* لماذا "ميكانو"؟
-هو مرتبط بمرحلة الطفولة حيث كنا نلعب، وهي متعلقة أساساً بفكرة البراءة والذاكرة تتفاعل كالقطع الصغيرة التي تشكل في الأخير،الذاكرة، والفيلم تم بناؤه من خلال مجموعة من التفاصيل الصغيرة، فالحب الذي يتكون في قصة الفيلم هو شبيه "المكانو" حيث تبدأ بالراحة ثم تنهار. إضافة الى أن هناك علاقة بالهندسة المعمارية التي هي تشكيل لمجموعة من العناصر.
* هناك جيل من المخرجين الشباب بدأ يفرض اسمه في السينما المصرية المعاصرة، بماذا تتميزون أنتم؟
-نحن حاولنا، كجيل أن يغير في الموجود والسائد، وأن يقدم أعمالا مختلفة فالإنحراف الظاهر في محيطنا، نحاول أن نكون مختلفين والإبتعاد عن فكرة الإستسهال في إخراج الأفلام، أنا مع فكرة أن يكون الموضوع إنسانيا ومنفذا بطريقة جيدة، على غرار أفلام ذات موضوعات كبيرة لكن إخراجها سيئ. نحن نعيش متخلفين، ومهملين في علاقتنا العاطفية والإنسانية ومواعيدنا. في الوقت الذي نلاحظ فيه تقدم الشعوب والأمم. عدم الثقة في النفس لدى الجميع، دفع بنا إلى تحقيق أعمال فيها قدرة على تقديم صورة مختلفة ومجددة.
*على الرغم من التجديد الذي تتحدثون عنه هناك تقليد مطابق لعدد من الأفلام الأميركية؟
-مشهد الدراجة في آخر الفيلم ليس له تطابق مع الفيلم الأميركي، هو نابع أساساً من رغبة ممثل الفيلم التحرر والطيران من الواقع الذي يعيشه، خاصة أنه كان يحلم أن يصبح طيارا. أما عن تقليد الأفلام الأميركية فأنا لم ألاحظه، لكن إذا كان هناك أحد من المخرجين قد قام بذلك فمن الأحسن أن يصرِّح به.
*درستم السينما في ايطاليا، منْ أثّر في مساركم وأول أعمالكم؟
-في الحقيقة ليس هناك مرجعية محددة، كل ما في الأمر نابع من مختلف التأثيرات التي ترافق الإنسان في دراسته وعمله مع أناس مختلفين. همي الشخصي يرتكز أساساً على أن يكون لي شكل سينمائي خاص بي، وهذا هو المهم بالنسبة إلى كل مخرج. فعندما تشاهد فيلماً تكتشف "خصوصية" ذلك المخرج وهذا ينطبق على الكاتب والموسيقي والتشكيلي. في إيطاليا تعرفت إلى سينما مهمة جداً، وأحب كثيرا ترناتوري، والمخرج الأميركي كونت ترنتينو، وفي مصر المخرج عاطف الطيب، صلاح أبو سيف وفي الأخير كل واحد منهم له شكله السينمائي الخاص به.
*صوّرت بعد "ميكانو" فيلما جديدا، هل يمكن أن تحدثنا عنه؟
-أنا أحاول كل مرة أن أقدم فيلماً مختلفاً، وفيلم "أدرينالين" ينتمي إلى عالم القتل والمشرحة ويدور في أجواء غامضة حول جريمة القتل التي من خلالها تكتشف الشخصيات وحالة الخوف التي تنتاب الشخص أثناء الجريمة والمخاوف عموما.وأعتقد أنه شكل جديد في السينما المصرية الذي يفتح أفاقاً جديدة مع الجمهور، وهو من بطولة النجمة هند صبري.