|
|
رسمنا الإبداع بجهودنا فتميزنا بـ / إسلوبنا فعندما وصلنا للقمه : تركنا بصمتنا ورحلنا - إدارة لك عيوني |
|
|||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | طرق مشاهدة الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||
|
![]()
.
╣☼╠ مواقــف من الحياة (ج2) _ مباراة كرة قدم !!╣☼╠ بقلم / كريم Iron Man مواقف من الحياة هي رؤية شخصية ناقدة وساخرة وضاحكة لكل الاحداث التي تقع لنا أو لغيرنا في الحياة فنلقي عليها قليلا من الضوء ... فمن وراء تلك الاحداث نستطيع البحث عن خفايا أكبر وأعمق من مجرد مزحة أو قصة طريفة لنحاول سبر اغوارها والبحث عن الأسباب والمسببات ولنضع اصبعنا على الداء .. فربما يكون لدينا العلاج ... مباراة كرة قدم !! قضى سامي ليلته وهو يحلم ويترقب مباراة الغد الموعودة بين فريقه وغريمه التقليدي ، وفي احلامه الوردية رأى سامي فريقه يلقن الفريق العدو درسا في فنون كرة القدم ويلحق به هزيمة نكراء .. استفاق سامي والبسمة تعلو محياه ، فهو لم يتذكر من الحلم سوى أن فريقه "الشياطين الحمر " هزم خصمه " النسور الكاسرة " بخماسية نظيفة نتفت ريش هذه النسور فأصبحت أشبه بعصافيرسطح وهي تهرع الى أوكارها واجلة جزعة في يوم ممطر عاصف وأهوج... حلمه هذا كان فألا حسنا سرعان ما استبشر به فما ان استفاق من النوم و صادف والدته العزيزة حتى عانقها وضمها الى صدره وما ان رأى أخته الصغرى حتى أشبعها لثما وبوسا وما ان شاهد خطيبته التي تسكن بجوار منزلهم وهي تحمل في يديها طبقا من الفطائر العسلية الساخنة حتى ارتمى عليها وقبلها لكن سرعان ما أجابته بصفعة قاسية على خده بعد أن رمت الطبق جانبا فأعادت اليه رشده .. " مابك يا سامي ، هل أصابك مس في عقلك أو تكهربت أسلاك مخيخك فصرت تتصرف كمعتوه ظل الطريق !؟ " أجابته خطيبته ، سماح ، بغلظتها وشدتها المعهودتين التي تخفي حبا شديدا وعطفا كبيرا لخطيبها ذو الشطحات الغريبة والنعرات المجنونة... ولو لم يكن سامي يعلم بمدى هذا الحب الذي تكنه له " سموحه " لجذبها من شعرها ولكمها بجمع يديه القويتين وركلها برجله كما يركل الكرة في بطحاء الحي .. ابتسم سامي واختطف فطيرة كبيرة تقطر عسلا وسمنا من الطبق الذي كانت تحمله سماح وفر هاربا فضحكت سماح وقالت له " يا حبيبي الأبله كل هذه الفطائر أعددتها خصيصا لكـ !!" كلم سامي أصدقاءه حتى يعرف موعد الذهاب الى الملعب ، وكي يعلم ما اذا وافق والد طارق من اعطائه سيارته السوداء الجديدة التي من المقرر أن يذهبوا بها هناك ... أجابه صديقه بأن كل الأمور على أحسن مايرام وما عليه سوى ان يحضر الشماريخ والأعلام واللافتات العملاقة التي جلبها معه من سفرته الأخيرة الى مدينة ميلانو الايطالية ... عاد سامي الى المنزل وارتدى قميص فريقه المفضل الذي يحمل رقم 10 وهو نفس رقم قميص لاعبة المفضل في فريق الشياطين ، الفلتة الكروية التي لا نظير لها " خلفون الأقرع " الذي لا يتعدى طوله بعض الأشبار ، وصدق من قال من قرب الى الأرض كثر شره .. وخلفون هذا سمي الأقرع لأنه يحلق الى الصفر ما تبقى من شعره الذي احترق في حادثة مأساوية خلفت له بعض التشوهات في وجهه ، فاذا أضفنا اليها الحول الخفيف في عينيه سيخيل اليك ، ان رأيته ، أنه فعلا شيطان أحمر .. طلى سامي وجهه بالاحمر والأصفر ، ألوان فريقه المفضل ولبس حذاء رياضيا ثم طلب من أمه أن تعد " كسكروت تن وهريسة " وهي لمجة تتكون من سمك التونة المصبر ومعجونا من الفلفل الأحمر الحار السائل مع القليل من زيت الزيتون والبيض ويوضع كل هذا الخليط في نصف خبزة ويتم لفه بورق أبيض .. فقد كانت هذه لمجة سامي المفضلة فالطعم الحار يولد لديه طاقة عجيبة تمكنه من الصراخ والتشجيع والهتاف دون أن تتعرض حباله الصوتية الى أية مشاكل... خرج سامي الى المقهى ليدخن شيشة الصباح وليقرأ آخر الاخبار العاجلة حول المقابلة ، اذ أن كل الجرائد ووسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وغير المرئية لا تتحدث الا عن مباراة الشياطين والنسور .. فلتذهب البورصة المالية التي تعرف انهيارا قياسيا وأسعار المواد الغذائية التي تشهد ارتفاعا غير مسبوق الى الجحيم ... بل ليذهب العالم كله بحروبه ومشاكله وقضاياه ومآسيه الى سلة الزبالة ... فاليوم سيكرم المرأ أو يهان فاما النعيم الدائم أو الحرمان ! في حدود منتصف النهار ، اجتمع الأصدفاء بعد أن أحضروا كل لوازم التشجيع وانطلقوا نحو الملعب (..... ) وفي الطريق كان سامي يطلق العنان لحنجرته الذهبية لتصدح بأجمل الأغاني التي تمجد صولات وجولات فريقه العظيم وكانت بقية الشلة تردد معه تلك الأهازيج وكأنهم جوقة موسيقية على ركح مسرح قرطاج الدولي .. وأخيرا وصلوا الى الملعب الذي وجدوه مكتظا بحشود ليس لها مثيل ، فالمقابلة هي مباراة الموسم ورهانها هو لقب السوبر .. كانت الطريق المؤدية الى أبواب الملعب محاطة بأعوان الأمن الذين كانوا يركبون أحصنة ويرتدون خوذات ويحملون عصيا بيضاء غليظة في أيديهم ... وكان الشرر يتطاير من أعينهم وهم يزبدون ويرعدون ويتوعدون كل من لم يلتزم بالصف بالويل والثبور .. وكان سامي يهوى هذه الأجواء المشحونة كونه يحس وكأنه في معركة أرماغدون الأخيرة بين قوى الخير وقوى الشر .. وبينما كان يتقدم في الصف الطويل سمع صيحات مشجعي فريق " النسور الكواسر" ، وكأنها خارجة من أعماق الجحيم ، كانوا يتغنون بفريقهم ويسبون الفريق الخصم بأجمل ما جادت به قواميس البذاءة والانحطاط .. لم يطق مشجعو الشياطين صبرا فكالوا لهم بنفس المكيال وردوا لهم صاعهم بصاعين ، وهكذا بدأت الشرارة الأولى للموقعة المنظورة . أخذ سامي وأصحابه أماكنهم في المدارج الجانبية من الملعب التي تسمى " فيراج " بحكم أن أعتى المشجعين وأكثرهم تشجيعا وصياحا وتصفيقا وغناء وتصفيرا دائما ما يجلسون في هذا المكان الاستراتيجي من الملعب .. لم ينس سامي ادخال الشماريخ والمفرقعات النارية معه بعد أن دسها في جيوب سرية في معطفه الشتوي الكبير ولحسن حظه لم يفتشه أعوان الشرطة كون هذه المقذوفات والشماريخ النارية تم منعها بعد أن أصاب شمروخ تائه ذات مرة عين عون شرطة فأصابها بسقوط مزمن وعور دائم ... كانت المدارج ممتلئة للآخر فلا يوجد أي مكان شاغر وكانت الفتيات حاضرات أيضا رفقة أصدقائهن (...) ضجيج وصراخ الجماهير وغنائهم يصم الآذان و رائحة التبغ والخمرة تملأ المكان فبعد قليل ستبدأ الحرب المرتقبة وسينزل الجنود البواسل الى ساحة الوغى ! أشعل سامي سيجارة مالربورو مستوردة ودخنها بشراهة كبيرة بينما كانت أطرافه ترتعش ودقات قلبه تتسارع وتكاد تخرج من قفصه الصدري بينما أعلن حكم المبارة عن بداية المقابلة .. ازدادت وتيرة الحماس بشكل رهيب مع توالي هجمات فريق " الشياطين الحمر " فها هو خلفون الأقرع يراوغ لاعبين ويتوغل في المنطقة المحرمة ويختلي بالحارس الذي لم يجد أي حل سوى عرقلته ، فيصفر الحكم معلنا عن ضربة جزاء (... ) قفزت الجماهير فرحا وصرخت الحناجر صرخات البهجة والانتشاء وعانق الناس بعضهم حتى ان سامي وجد نفسه ، لا شعوريا ، في حضن فتاة كانت بجانبه ظنها في البداية صديقه لكن سرعان ما تركها بعد أن وكزه صديقها وكزة كادت تكسر أضلعه ... تقدم خلفون بنفسه لينفذ ركلة الجزاء لكن للأسف يرميها عاليا جدا فوق المرمى حتى أنها كادت تصيب حمامة طائرة كانت مارة من هناك ..، وتحول الفرح الى حزن وغضب شديد وشرع البعض من الجماهير في رمي القوارير البلاستيكية الفارغة (...) بعد حوالي عشر دقائق يقوم فريق النسور بهجوم خاطف سريع استطاع على اثره مهاجمهم " شبيح " من فض عذارة شباك حارس الشياطين ويسجل الهدف الأول .. انتفضت الجماهير المعادية وصرخت فرحا ، وشرعت في اطلاق أهازيج وأغاني تسخر وتتهكم على فريق الشياطين الذي قبعت جماهيره في أمكانهم واجمين ومصدومين غير مصدقين لما حدث ( ... ) وفي الوقت الذي توقع فيه الجميع رد فعل من فريق الشياطين الحمراء ، يباغته فريق النسور بهدف ثان ثم ثالث ثم رابع ولم تنته المقابلة الا والسبورة اللامعة الالكترونية تعلن عن نهاية المقابلة وفوز النسور بخماسية نظيفة (... ) لم تقدر جماهير الشياطين على كبح حنقها وغيضها وصبت جام غضبها على اللاعبين وعلى أعوان الشرطة ، وشرع البعض في اقتلاع الكراسي ورمي المقذوفات النارية والقوارير والحجارة على الميدان والتفوه بعيارات نابية وغير أخلاقية فكانت لهم الشرطة بالمرصاد واطلقوا الغازات المسيلة للدموع وصعدوا الى جهة مدارج الفيراج رفقة كلابهم التي تشبه الدببة القطبية لضخامتها ، حيث كان سامي وزملاؤه يحاولون الخروج ... محاولة الجماهير الهروب في نفس الوقت جعلت البعض يفقد توازنه ويسقط ويُدهَس تحت الأقدام وجعلت البعض الآخر يقفز من تلك الأسوار العالية التي كانت تفصل بين المدرجات ... عتمة الدخان وكثافته مع سقوط رذاذ المطر وكثرة الصياح والصخب دفعت بسامي الى الهروب من الكلاب البوليسية والقفز من مكان عال حيث لحسن حظه سقط على كتفه ولم يصب الا برضوض خفيفة وخدوش غير عميقة ، ظل سامي يجري وينادي على أصدقائه لكن ما من مجيب .. ولم يكن يدري أنه أصبح في قبضة الأعداء وبين جماهير فريق النسور ، الذين ما ان رأوه ورأوا قميصه الأحمر والأصفر حتى تلقفوه باللكم والضرب والركل ... خر سامي مغشيا عليه ولم يفتح عينيه الا وهو في المستشفى وجسمه كله مضمد ومجبس ، وعينه اليسرى متورمة تكاد أن تخرج من مكانها ، كانت رأسه مغرزة اذ يبدو أنها شجت وسالت منها الدماء بينما ذهبت اسنانه الأمامية الى خبر كان (... ) تفحص الجميع بعين دامعة فرأى أصدقاءه وخطيبته ووالديه واخوته وهم يعاينونه ويتأملوه وكأنهم بصدد تفحص جثة في بيت الموتى . " الحمد لله ، لقد استفاق من غيبوبته " تكلمت خطيبته والعبرات تخنقها .. نظر اليها سامي مليا ثم سرعان ما أطلق قهقهات خرقت سكون المستشفى " أين الفطائر العسلية يا عسل ؟" سكت الجميع للحظة ثم شرعوا كلهم في ضحك هستيري متواصل .. +++++ أسئلة نقاشية الى أي درجة أنت مهتم بكرة القدم وما هي ردة فعلك في حالة خسارة أو انتصار فريقك المفضل ؟ ما هو رأيك في ظاهرة العنف في ملاعب كرة القدم ومن يتحمل المسؤولية ؟ ولكم الحرية في التعليق على القصة ... تحياتـــــــ رمضانــية .
الموضوع الأصلي :
هنا
||
المصدر :
لك عيوني
|
||
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
مواضيع مختاره « --
-- » تحميل حلقات طاش 16 | تحميل حلقات بيني وبينك 3 | تحميل حلقات باب الحاره 4 | تحميل حلقات شر النفوس 2 | تحميل حقات رجال الحسم | تحميل حلقات ام البنات| تحميل حلقات قلوب للايجار « --