الكل يناديني بالرحيل
الكل يقول أن البقاء مستحيل
الكل يبحث لي عن البديل
وأنا لا زلت كما أنا
أرفض الرحيل .. وأكره البديل
ولا أتطلع أن أبحث عن بديل
فأنا كما أنا
يقتادني وفاء غريب
لحقيقةٍ قد تظهر أو تغيب
فأنا كما أنا
لا أريد إلا قلب عهدته
قلب اسميتة القلب الكبير
فكيف أبدل قلبي ؟!
و كيف أسحق ذكرياتي ؟!
لا زلت انبض لأجله في رحيلة أو وجودة
لا زلت اتنفس هوائه
فكيف يتلاشى الحب مع النسيان
فأنا كما أنا
لازلت له ولا زال لي
فانا أجدة في كل شئ بي
أعشقة أكثر بكثير كلما مضت الدقائق والثواني والأيام
لا زلت أتنفس لأجله
لازلت أدمع بذكرى حنانه ولمسة يدة
أراه بكل زاويةً من زوايا المكان
ابكي لاحتمال فراقه
ساعاتي وأيامي كلها بكاء ونداء
نداء لشئ ما مجهول واشعر
انه يرغمنى على البقاء
لأن الحب له زاد وزاد لدرجة الاختناق
حتى بعد كل ما سار
لا زال يمتلك كل شيء
حتى قلمي ونبضه ودعائه والحياة
والحنين يملأني بلهفةٍ متناهية
على أيامٍ راحلة
أيامٍ تمنيتها لو تكون باقية
رحل ورحلت
عن الوجود عن الوجوه
عن الشروق وعن الغروب
لكنني لا زلت أتحايل التواجد لا الوجود
لا زال شيئا ما يحفر داخلي
ينبض بعروق دمائي
يكتب على أوردتي
ويسيل بين أوعيتي
يعزف بمخيلتي
ويغني بين أسطري
ممسكاً بقلمي
بمشاعري
بكل شيءٍ مني رغماً عني
ويتلوني
ويكتبني
ويشقيني
ويسعدني
ويبكيني
وما أقساه
عندما يبكيني
ما أقساه
وما أقسى على قلبي ليتحمل كل هذا العناء
تعودت أن أكتب إلى أن أفتقد الحياة
أن ابكي واصمت واصمت
ويبقى بيننا الصمت
الذي قد يطول ويطول إلى الممات
فأنا اريده مهما تجاوزني ظلمه وعدله
و مهما أعانى من ظلم هذا المكان
فلتعرف يا وطنى اننى لن ارحل بعيدا و لن أرضا بديلا
فانا احبك و سأظل احبك