أظهرت التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية الكويتية أن الحريق الفاجعة، الذي حصد أرواح العشرات من النساء والأطفال في خيمة للعرس في منطقة الجهراء في الكويت مساء السبت،
انه اضرم النار
بفعل فاعل، والأصح فاعلة، ولم يشتعل بسبب الاهمال أو تماس كهربائي، إذ اعترفت مواطنة أمام رجال المباحث الجنائية انها سكبت بنزينا على الخيمة، لكنها انكرت انها من اشعل النار.
مسرح الجريمة
وفيما جرت مراسم دفن عدد من الضحايا الـ 43 قتيلة في مقبرة الجهراء بعد صلاة عصر الأحد، كُشفت اولى خيوط الحريق الجريمة، الذي ضجت من اجله الكويت كلها امس بكاء وشجبا واستنكارا، واتضحت صورة المتسبب بمحرقة الجهراء بعد تحريات مكثفة اجراها رجال المباحث الجنائية، فيما لم تكشف كل هويات القتلى.
وقالت صحيفة الوطن الكويتية الاثنين، إن قنينة ماء وجدت فيها قطرات من البنزين، وولاعة وجدت في مسرح الجريمة، دلاّ المحققين على الفاعلة التي أقرت بالجزء الأول من الفعلة الشنيعة، سكبت البنزين على الخيمة ولم أشعل فيها النار.
خادمة كشفت الفاعلة
ودلت شهادة خادمة سيلانية رجال الأمن إلى الفاعلة التي اٌقرت بفعلتها وهي مطلقة العريس، وقالت الخادمة "أنا أعمل لدى جيران بيت العرس منذ ثمانية أعوام.. ورأيت امرأة في بداية العرس بيدها زجاجة مليئة بالبنزين، وفي يدها الاخرى ولاعة.. وطلبت مني ان احضر لها اوراق جرايد. واضافت: "تابعت المرأة، ورأيتها ترمي زجاجة فوق البيت".
وقالت صحيفة القبس الكويتية أن طليقة العريس "اعترفت بانها أشعلت الخيمة بمن فيها، بعدما سكبت عليها البنزين، انتقاما من زوجها السابق في يوم عرسه". ونقلت عن مصدر أمني ان المتهمة، البالغة من العمر 23 عاما، انكرت في بداية التحقيق معها في الادارة العامة للمباحث الجنائية بان تكون هي الجانية، مؤكدة انها لم تغادر منزل ذويها.
لكن رجال المباحث كانوا يملكون أدلة قبل التحقيق معها، بعدما تلقوا افادة من شاهدة عيان، وهي خادمة آسيوية تعمل لدى منزل جار العريس ، تؤكد أنها شاهدت المتهمة بالقرب من الخيمة. وعندما ضيق رجال المباحث الخناق على الجانية، رغم انكارها، ومواجهتها بأدلة اضافية حصلوا عليها من موقع الحادث، انهارت واعترفت لرجال المباحث بانها اشعلت النيران في الخيمة بأن سكبت البنزين واشعلت النار انتقاما من طليقها الذي كان يسيء معاملتها عندما كانا متزوجين.
مقبرة جماعية لضحايا الحريق الفاجعة
وقد تطابقت اعترافات الطليقة مع افادات بعض المصابات والناجيات من الحادث، اللواتي اكدن ان النيران اندلعت بداية من الارض ثم امتدت الى بقية الخيمة.
واثبتت التقارير الأولية لرجال الادلة الجنائية وجود مادة سريعة الاشتعال في ارضية الخيمة، كما انها امتدت الى سيارة كانت تقف بالقرب منها.
وسيواصل رجال المباحث التحقيق مع المتهمة للكشف عن المزيد من المعلومات، فضلا عن التركيز عما اذا كان هناك متورطون آخرون معها.
من جهة اخرى ارتفع امس عدد ضحايا الحريق الى 43 بعد وفاة سيدة وطفلة، فيما اكد مصدر امني , ان نحو 20 جثة موجودة في الطب الشرعي لم يتم التعرف عليها حتى الان بانتظار نتائج فحص الـ d.n.a .