الإحســـاس بالورق

[شيخ نفسه]

الإحساس بالورق

الورق يمثل جزءآ من حياتنا وأفكارنا ...
وجزءآ من ذكرياتنا وعاداتنا اليومية ...
وجزءآ من كل شيىء جميل تحيا حروفه على الورق مهما
تقدم العلم وأبهرتنا تطور التكنولوجيا وبريقها الرقمي
فلن تؤثـر في إرتباطنا الحميم بالورق .
فنحن نعيش ذكرياتنا وأفراحنا وأحزاننا داخل أوراقنا المدسوسة
في سجل ذكرياتنا ، تفيض دموعنا وتقشعر أجسادنا ويغلبنا الحنين فنهرول إلى أوراقنا كي تواسينا الكلمات ونرسم بالدموع أجمل لوحة تعرض في بساتين الأمل .
تلك الجاذبية التي تربطنا بالورق لها إيحاء خاص يرتبط بإحساسنا القوي بما نقرأ وتفاعلنا معه .
فعلاقتنا بالورق تبدأ منذو الوهلة الأولى من تلك الصرخة الأولى التي تعد إذنآ بالدخول إلى دار الحياة ،
تقوم بإعلانه ورقه ، وخروجنا منها أيضآ تعلنه ورقة .
ويختلف الناس في تقييم أوراقهم فمنهم من يتخذ
من أقاصيص ورقة جسرآ للتواصل بين ماضيه وحاضره ومستقبله وفيها يطرح الفكرة ويعيش ذكرى الموقف والحدث ومنهم من لا يرى الورق إلا في عمله .
وقد تقوم بحركات لا إرادية على الورق
كخطوط وإشارات أو رسومات أو خربشات وإن كانت من
دون قصد لكن تعكس كثيرآ من عالمنا الداخلي
وتفاعله مع العالم الحسي ، وأن سيكولوجية العلاقة
بيننا وبين الورق تحيي بداخلنا كثيرآ من العواطف وترانيم حب وتحدي وبنبض الحياة لتفتح آفاقآ جديدة يستقي منها حاضرنا روحه بكل ما تحمله من آماني وأحلام .
ومهما بلغت التكنولوجيا فإننا ما نزال نتمسك بعقيدة حبنا للورق . فعلينا إعادة أوراقنا وترتيبها بما تحمله من معاني الألم والأمل وأن نقبل على أوراقنا التي تشهد على إبداعاتنا وتفوقنا .... لكن تبقى ورقة واحدة مخفية في أعماقنا تشهد على سلوكياتنا ومدى إلتزامنا داخل المجتمع ،
ورقة لا ترى بالعين
يجسدها صوت الضمير ويسود بياضها
إنحراف النفس وصمها عن سماع نداء العقل .
إذن فأوراقنا تعيش معنا ونحن نعيش معها
في كل المعاني الجميلة في الحياة..
مع خالص تحياتي لكم
نجيب ايوب