دراسة علمية تؤكد أن الحشيش يسبب الأوهام والهلوسة والاكتئاب
ضرره أخطر من السجائر واعتراف الوزيرة البريطانية يثير القضية
لندن: «الشرق الأوسط»
اعترفت قبل ايام الوزيرة البريطانية كارولين فلينت 41 عاما، بأنها «دخنت الحشيش على سبيل التجربة، قبل أكثر من 20 عاما، لكنه لم يعجبها، كما أن وضعه غير القانوني كان له دور في توقفها عن تدخينه». وكارولين هي أول وزيرة لشؤون اللياقة البدنية، وتدخل في نطاق عملها مكافحة المخدرات، وهي تدعو أن يبقى الحشيش غير قانوني، في وقت سمحت بتداوله بعض الدول الأوروبية.
ودق هذا الاعتراف الصادم والجريء، ناقوس خطر حول هذا المخدر «المسالم»، الذي يتسلل ببساطة إلى صدور الشباب، بدعوى انه أقل خطورة من اصناف اخرى يلجأون إليها بحثاً عن المتعة، وهي فكرة خاطئة تماما حسب دراسات جديدة.
اكد ذلك ما نشرته مجلة «زا لانسيت» البريطانية في عددها الأخير، حيث أوردت نتائج دراسة قام بها أطباء متخصصون، أكدت أن تعاطي الحشيش يزيد من خطر الإصابة بالأمراض النفسية مع تقدم السن بنسبة 41%، حيث قام الباحثون بتحليل 35 دراسة عن الحشيش، الذي يعرف في أميركا بالماريجوانا وعلميا بـ«الكانابيس» أي القنب (الهندي).
وكتب الباحثون معلقين على نتائج الدراسة: «لدينا الآن ما يكفي من الأدلة لتحذير الشباب من أن تعاطي الحشيش يزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية والأوهام والهلوسة وفقدان الصلة بالواقع وضعف الذاكرة والاكتئاب».
وهناك اعتقاد آخر خاطئ لدى بعض الشباب، وهو أن تدخين الحشيش اقل ضررا من تدخين السجائر، وهو ما نفته دراسة بريطانية سابقة، حيث اكدت أن المخاطر الصحية الناتجة عن تدخين ثلاث سجائر محشوة بمخدر الحشيش أو الماريجوانا يوميا تعادل ما يسببه تدخين عشرين سيجارة تبغ عادية، وأرجع الأطباء زيادة المخاطر الصحية المرتبطة بتدخين الحشيش عنها في حالة تدخين التبغ إلى اعتياد أغلب مدخني الحشيش على استنشاق أنفاس عميقة من سجائرهم، يحبسون دخانها لفترات أطول داخل رئاتهم سعيا لأقصى انتشاء من تدخينهم لهذا النبات المخدر، وأشار الأطباء إلى أن كميات المواد الضارة متساوية تقريبا في الحشيش والتبغ، ولكنهم أوضحوا أن تدخين سجائر الحشيش أو الماريجوانا يتم بدون وضع مرشح للدخان في طرفها مما يزيد من كمية النيكوتين التي تصل إلى الرئة، وهو ما يعرفه مدخنو هذه السجائر الذين يضطرون إلى ذلك للحصول على أكبر تأثير من المخدر، بل ان البعض يقوم بحرق الحشيش مباشرة داخل غرفة مغلقة ويقوم باستنشاقه بشراهة، وهي كلها امور أشد خطورة على الرئة من السجائر العادية. وأخيرا اكدت معظم الدراسات العلمية التي اجريت عن الحشيش، ان الانتظام في تعاطيه يمثل خطراً مضاعفاً في تأثيراته السلبية.