عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2008, 01:21 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شاعر الحرمان
 
الصورة الرمزية شاعر الحرمان
 

 

 
إحصائية العضو






شاعر الحرمان غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  none
مزاجي

الجنس
 
SMS الندم على السكوت خير من الندم على القول

 

 

 

 

 

 

افتراضي هياكل المدن الفاضلة ..


 



في ملهاة الشاعر المسرحي كراتينس المسماة "الثراة" كان أول ظهور لمعالم المدن الفاضلة ، تلك المعالم التي إتضحت في نهايات القرن الخامس قبل الميلاد ، في أفكار (فالياس ) و (هيبوداماس ) واللذين تحدثا عن الإقتصاد ، والمساواة ، وأقسام الدولة ، وأقسام الأرض . أما في جمهورية إفلاطون ، فقد اتخذت المدينة الفاضلة (كاليبوس ) كيانا متكاملا ، هذه المدينة والتي قامت على فكرة ذات بعد خيالي ، تذكر باالمصدر الأسطوري للتفكير السياسي ، وتعكس شكل المدينة النموذجية من جهه ، وردا – إن لم تكن نقدا- لسياسة الدولة –المدينة التي كانت في أثينا زمن إفلاطون ، والذي إعتبر أن نشوء الجماعة كان وليد حاجة التعاون البشرية ، ونشوء المجتمع كان نتاجا لتبادل الخدمات والإنتاج ،وكان لابد للمجتمع من تأمين وجود ، واستمرار ، وتنظيم ، وحماية هذا التبادل.. فكانت الدولة . وللدولة أشكال في كتب إفلاطون السياسية (الجمهورية )و(القوانين) والسياسة ) تلك الروائع التي شكلت الدعامة الأولى في التمهيد لنشأة علم السياسة .
وبمجيء (أرسطوطاليس) إتجه الفكر السياسي نحو آفاق جديدة ،فهو لم يكن يستشرف المستقبل ، بل كان يستلهم الماضي ، ولم يكن قياسيا كإفلاطون بل إستقرائيا ،وكان علم الحياة والفيزياء لا الرياضيات سبيله .وفي مفهوم الدولة كان أرسطو لايؤمن بالحكم المطلق ، ويعتقد بإستحالة الدولة المثالية ، ويتفق مع إفلاطون في تبني الهدف الأخلاقي للدولة . علاوة على أنه كان أول من أوجد مفهوم الدولة الدستورية ، إضافة لكونه أول من صنف السياسة ، وجعلها علما من العلوم .
إضمحل مفهوم الدولة المدينة بعد قيام حلف ( كورنثيا ) و امبراطورية (الإسكندر ) مما أدى الى انفصال الفرد عن الدولة ، نتيجة لضعف الشعور القومي الذي كان يميّز دولة المدينة . مما جعل الفلسفة تبحث في الوسائل التي يمكنها إسعاد الإنسان بمعزل عن الدولة ، وعلى هذا الأساس قام التفكير الأبيقوري السياسي ، تلاه التفكير الرواقي الذي جاء يفكرة العصر الذهبي ، والذي يعني أن الأفراد قبل إندماجهم في مجتمع الدولة ، كانو يعيشون في مجتمع مثالي لا فوارق فيه ، وأن معيشة الأفراد في الدولة ، هي التي أوجدت تلك الفوارق .
الرومان ، إعتبروا أن الدولة هي تطور طبيعي لحياة الأفراد في المجتمع ،وأصبح هناك فصل بين الدولة والفرد ، لكل منهما حقوقه وواجباته، وكانت فكرة (السيادة )لديهم هي العلامة المميزة للمجتمع .ومن هنا جاءت فكرة القانون الطبيعي والتي عرضها (شيشرون ) 41ق م ، والتي تدل على وجود قانون طبيعي عام ، يستدل عليه بالحقبقة الواضحة ، وهي أن الكون ليس له سوى خالق واحد هو الإله ، وليس لهذا الإله سوى قانون واحد يسري على الجميع ، وكل تشريع يخالفه لا يستحق أن يسمى قانونا .
في كتابه (مدينة الله ) يتناول (أوغستينوس ) 430 م مجتمع الخير والسلام والذي ينتصر بالنهاية ، مقابل مجتمع الشر والطمع وحب التملك (مملكة الشيطان ) . ويرى القديس (أوغستينوس ) أن الروح تبقى طليقة ولو أن صاحبها عبدا ، وأن الحكومة شيئا لا بد منه ، وأن الحاكم يستمد سلطته من الله ، لذا فإن طاعته واجبة .
ويرى (توما الأكويني ) أن القانون الوضعي الصحيح هو المستمد من القانون الطبيعي ، وأن الحاكم الذي لا يطبقه يكون متمردا ، وعلى الشعب مفاوضته وتنحيته . بينما يرى (اليجري دانتي ) أن إرادة الله ممثلة في تكوّن الدولة وفتوحاتها بغاية تحقيق ( الحكومة العالمية) والتي تخضع للإمبراطور صاحب السلطة الزمنية ، والتي هي فوق سلطة (البابا) الدينية . كما يرى المفكر ( مارسيليو دي بادو ) 1343م أن القانون قانون بشري صادر عن هيئة دستورية ، وقانون مقدس منبثق من أوامر الله المباشرة ، ومن يمارس السلطة فإنه يمارسها بإسم الشعب ، والهيئة التنفيذية تنتخب من السلطة التشريعية .
ويصور الإنجليزي (توماس مور) 1535م في كتابه "أوتوبيا" مفهوم الدولة المثلى ، والتي تحقق للناس السعادة وتمحي الشرور ، والأوتوبيا ، تعني المكان المنشود لهناء البشر ، وتعني باليونانية (ليس في مكان ما ) ، وهي جزيرة خيالية من أفكار (مور ) تصور فيها شكلا عاما للحياة والحكم ، لا توجد فيها ملكية خاصة ، ولاتزاوج في الزراعة والصناعة ، ولايوجد فيها من القوانين إلا الضروري جدا .
كما يتحدث (فرنسيس بيكون ) عن "اطلانطيس الجديدة " والتي تتمتع بالحكم الملكي ، والقوانين المثالية ، والعائلة كأساس للمجتمع . إضافة الى الألماني (فالنتين أندريا ) والذي تحدث عن جزيرة إسمها (كافار سلامة) – لعلها كفر سلامة – وعاصمتها (كريستيانوبولس) والتي يجكمها ثمان من الرجال ، ولكن بدون ملكية خاصة .كذلك يتحدث الاسباني ( تومازو كامبانلا ) 1639م عن "مدينة الشمس " والتي يحكمها أمير يعينة ثلاثة آخرون من الأمراء في أمور القوة والمعرفة والحب ، بشكل إشتراكي ، ودون فروق طبقية على الإطلاق . وأخيرا يأتي كتاب (الكشف الجديد لأرض أستراليا ) ل جبريل دي فوايني والذي يتحدث عن رحلة خيالية لشخص يدعى ( جيمس سادور ) والذي يصادف في قارة أستراليا ، شعبا يعيش الحياة الطبيعية الخالصة ، بلا حكومة ولا قوانين ، وفي ظل الإنسجام الخالص مع الطبيعة ، ذلك أن الإنسان في نظر دي فوايني خيّر بطبيعته وليس شريرا بأصله حتى يحتاج إلى رادع .






 

 

الموضوع الأصلي : هنا    ||   المصدر : لك عيوني
التوقيع

لن تـفـقهني انـثى مهما حاولت ...!!!